الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

جريدة (الرائد ) وجرجيس فتح الله





                              جرجيس فتح الله وجريدته ( الرائد) 


جريدة (الرائد ) وجرجيس فتح الله


- ابراهيم العلاف
سألني الاخ الاستاذ وليد اسماعيل سنجي قبل قليل عن جريدة (الرائد) للمرحوم الاستاذ جرجيس فتح الله وقال انه يكتب رسالة ماجستير عن (جرجيس فتح الله :حياته ونشاطه الصحفي ) في جامعة دهوك وقال انه عثر على بعض اعداد الجريدة وقلت له ان الاخت المرحومة الاستاذة زاهدة ابراهيم امينة المكتبة المركزية لجامعة بغداد في كتابها الموسوم (كشاف الجرائد والمجلات العراقية ) وصدر عن وزارة الاعلام ببغداد سنة 1976 قالت ان اعدادا من الجريدة موجودة في مكتبة المتحف ببغداد وذكرت له الاعداد وجريدة (الرائد) كما جاء في ترويستها كانت " جريدة يومية سياسية ) صاحبها المحامي جرجيس فتح الله ومدير الادارة الاستاذ عبد الاحد ابراهيم وصدرت يوم الاربعاء 4 من حزيران سنة 1958 .
ومن الطريف ان عددا من العروبيين ومنهم المرحوم الاستاذ غربي الحاج احمد من زعماء حزب الاستقلال والمدير العام للاذاعة والتلفزيون بعد ثورة 14 تموز 1958 ووزير شؤون الوحدة السابق كانوا يكتبون فيها كما كان يكتب فيها الدكتور فخري الدباغ عميد كلية طب الموصل والاستاذ عبد الغني الملاح احد قادة الحزب الوطني الدمقراطي كان يكتب فيها .وكتب فيها ايضا الوطني الدمقراطي الدكتور اكرم فاضل ومعنى هذا ان صاحبها افسح المجال لعدد من السياسيين ومعظمهم من رفاقه من الموصل للكتابة في جريدته هذه .
في مدونتي (مدونة الدكتور ابراهيم العلاف) في عدد 5 اغسطس - آب 2014 كتبت عن جرجيس فتح الله مقالا عند وفاته بعنوان (جرجيس فتح الله المحامي )
والرابط هو :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/.../blog-post_1.html

قلت فيه :" رحل جرجيس فتح الله بعد أن ترك آثارا مهمة في ميدان الثقافة العراقية والتأريخ العراقي الحديث والمعاصر ، وجرجيس فتح الله من مواليد الموصل سنة 1922 تخرج في كلية الحقوق ببغداد سنة 1939 ، وعاش جرجيس فتح الله اربع وثمانون عاماً زاخرة بالأحداث ، وعاصر العهدين الملكي والجمهوري ،وأكتسب ثقافة تعليمية من خلال التعليم في مدارس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في مدينة الموصل ، حيث تبقى دراساته الاولى على أيادي اساتذة وقساوسة ورهبان ، فضلا عن ما أستطاع أن ينهله من الثقافة الأسلامية والعربية والكوردية والثقافة الغربية ، كل هذا جعل له قاعدة فكرية ومعلومات ثرية وسلاحاً يتمكن من خلاله الولوج الى عالم الصحافة والثقافة والتأريخ ، وقد خاض غمار العمل السياسي والثقافي مبكراً في أول سنوات شبابه ، وكتب العديد من الكتب التي أغنت المكتبة العربية والكوردية ، ووثق العديد من الأحداث والشخصيات المهمة في التأريخ العراقي الحديث ، ومن خلال حياته المهنية عاصر العديد من الأحداث التي كتب عنها بأمانة المؤرخ ونظافة الكاتب الملتزم ، وترك خلفه ثروة من الكم المعرفي والثقافي وأسماً يشار له في العديد من الكتب والمؤلفات والدراسات .
من كتبه المترجمة :
*جمهورية مهاباد 1946 تأليف وليم ايغولتن
*رحلة الى رجال شجعان في كردستان تأليف دانا آدمز شمت
*كرد وترك وعرب تأليف ادموندس
*مهد البشرية ، الحياة في شرق كردستان تأليف ويكرام
وله كتب مؤلفة منها كتابه (رجال في الميزان )
عاش فترة طويلة منذ ولادته ونشأته الأولى وتعليمه في مدينة الموصل ، كما مارس فيها المحاماة بالأضافة الى نشاطه السياسي فيها ، وبدأ باكورة حياته السياسية بالأنتماء الى (حزب الشعب ) وكان أحد مؤسسيه ، وكان يرأس الحزب آنذاك المرحوم الاستاذ عزيز شريف ، ثم قدم أستقالته وأنتمى الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد سنتين من تلك الأستقالة .
أصدر في مدينة الموصل جريدة ( الحقيقة – راستي ) ، ورأس تحرير جريدة ( الروافد ) ، كان ذكيا ودؤوبا يتابع الاحداث وقيل عنه ان كل هذا شكل لديه ذاكرة حية وقادة ساعدته في ان يقدم الكثير على صعيد التأليف والترجمة .
ساهم مساهمة فعالة في صحافة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( خه بات ) السرية منها أو العلنية ، وتعرض جرجيس فتح بحكم التصاقه ووقوفه الى جانب قضية الشعب الكوردستاني بشكل عام وقضية الكورد في العراق بشكل خاص ، الى العديد من المواقف السلبية والمضايقات والملاحقة من قبل سلطات العهود البائدة ، كما كان لمناصرته بالقلم وألتحاقه بصفوف الثورة الكوردية المسلحة التي التحق بها في العام 1968 في أيلول ، أثراً كبيراً في التزامه وأصراره على الوقوف الى جانب الحق والحقوق ، وكان له لقاءات مستمرة مع القائد الخالد مصطفى البارزاني ، أو بالمناضلين السيد جلال الطالباني والسيد مسعود البارزاني ، وهذا التعرض يتمثل في العديد من المضايقات وحجز الحرية والتوقيف والاحالة على المجالس العسكرية العرفية ومحاكم أمن الدولة ، فضلا عن حجز أمواله المنقولة وغير المنقولة .
ساهم من خلال كتابه ( زيارة للماضي القريب ) في توثيق أحداث مهمة في تاريخ الحركة الكوردية المعاصرة بقيادة الزعيم الخالد مصطفى البارزاني ، كما وثق في هذا الكتاب الأحداث التي شارك بها أو شاهدها أو كان طرفاً فيها ، كما كان لترجمته كتاب ( مهد البشرية – الحياة في شرق كوردستان ) الاثر الكبير في توضيح الحقائق المستمدة من صفحات التاريخ والثابتة ، ومن ثم ساهمت كتبه ( كرد وترك وعرب ) و ( جمهورية مهاباد ) و ( طريق في كوردستان ) مساهمة ناجحة في توضيح الكثير من حقائق التاريخ ، كما أن كتابه ( رجال ووقائع في الميزان ) الصادر عن دار ئاراس في كوردستان يعد من بين أهم كتاباته الموضوعية ، وان كان الكتاب عبارة عن لقاءات اجراها كل من الشاعر والكاتب مؤيد طيب والأستاذ سعيد يحيى مع المؤلف ، الا إن الكتاب يزخر بالعديد من الوقائع والأحداث والتفاصيل الحية ، وسرداً لذاكرة فتح الله الحية والمتداخلة ضمن الأوساط العراقية وأحداثها ، فجاء الكتاب ليس سفراً في التاريخ العراقي الحديث ، بل توثيقاً لقضايا وأسماء نجد إن الحاجة ملحة لها لكشف ما لايمكن التوصل اليه في الكتب التي تصدر بموافقة السلطات .
وكان اخر كتبه ( نظرات في القومية العربية مدا وجزرا حتى العام 1970 تاريخا و تحليلا ) ، و اضواء على القضية الاشورية (مذابح اب 1933 نموذجا) في خمسة اجزاء موسعة مساهمة فعالة في توثيق التاريخ العراقي بشكل عام . .
رحل جرجيس فتح الله بصمت عصر يوم الاحد 23/7/2006 في مدينة اربيل اثر نوبة قلبية واقيمت له مراسيم التعزية صباح يوم 24/7/2007 في كنيسة مار يوسف في عين كاوا وودعه العراق بعيون دامعة .
وبقيت العديد من الاعمال المخطوطة له تنتظر الطبع والصدور جرجيس فتح الله عاش ملتزماً وأميناً ليس فقط على الحقائق التأريخية ، وانما بالتزامه السياسي ومناصرته لشعب كوردستان وتضحياته في سبيل ذلك ...
*http://www.krg.org/a/d.aspx?a=12551&l=14&r=84&s=010000

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...