الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

قراءة في كتـــــــاب :" مباحــث فـي تـاريـــخ المـوصــــــــل "للاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
  بقلم : المحامي ذاكـر خليـل العلــــــــــي
e-mail:thakeralali@yahoo.com 
الموصل .. هذه المدينة العربية الأصيلة ، كانت ومازالت منبعا ثرا للإنتاج الفكري والأدبي والسياسي ، من خلال ما يبدعه أبناؤها الموصليون الذين لم يرضخوا يوما ، بل كانوا في مقدمة من عمل في بناء العراق ، هذا فضلا عن اعتراف الجميع بأن أبناء الموصل المعروفين بتحضرهم وإخلاصهم أسهموا في تكوين العراق الحديث من النواحي كافة ،وها هم أعلام الموصل في المجالات كافة لا يعدون ولا يحصون.
ومنهم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث الذي أتحفنا دائما بكل جديد بما يزيدنا فخرا ومحبة بالموصل ، فالتموصل يعني الحضارة ويعني التقدم ويعني الإخلاص والقدرة الفائقة ، وهو واحد من أبناء هذه المدينة الحضارية يقدم لنا كتابه الجديد ( مباحث في تاريخ الموصل ) الصادر عن دار ضفاف للنشر والتوزيع -الشارقة -بغداد  ، الذي يضم (20) مبحثا في تاريخ هذه المدينة المباركة ، يبدأ المؤلف بالحديث عن {شخصية الموصل ودورها الحضاري} مذكرا بأنها مدينة قديمة لها تاريخ عريق ابتدأ بتاريخ مدينة نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية مرورا بيونس صاحب الحوت (عليه السلام) والتاريخ الإسلامي وصولا إلى التاريخ الحديث ، وقد اكتسبت عبر عصورها التاريخية (شخصية حضارية) لتميزها بالموقع الجغرافي والاستراتيجي المهم على طريق القوافل والتجارة فضلا عن اعتدال مناخها وخصوبة تربتها ، ويطلعنا المؤلف الفاضل على بعض {الأعلام الموصليون الذين ورد ذكرهم في مجموعة الكتابات المحررة على أبنية الموصل} في مبحث يحمل هذا العنوان حيث يورد أسماء بعض العوائل والأسر والشخصيات الموصلية التي ورد ذكرها في الكتابات المحررة على الأبنية الموصلية التي وصلت إلى (48) عائلة منهم أسرة بكر أفندي وبيت آلاي بكي وبيت الرضواني والجبوقجي وآل الحكيم وآل خروفة وآل جومير والأسود (الحاج عمر) والبزاز (حسن أفندي) وآل الدبوني والملحم (الشيخ محمد) والخزندار (محمد بن يوسف) وآل الفيضي والاباريقي (الشيخ محمد) وآل العمري (الحاج قاسم بن علي) والسعدي (صالح أفندي) و المتعافي (الشيخ أحمد) والحاج زكريا التاجر والبيغمرلي (ملا محمد) والمفتي (ياسين أفندي) وغيرهم ، ويبحر بنا المؤلف في {التشكيلات العسكرية في الموصل منذ أواخر العهد العثماني إلى 1958} حيث يقدم لنا شرحا وافيا عن التشكيلات العسكرية والشرطوية خلال هذه الفترة من تاريخ الموصل فيبين تشكيلاتها وأنواع الخدمة فيها وتوزيعها في المناطق التابعة لولاية الموصل ما بين السليمانية واربيل وكركوك ودهوك وخانقين وبعقوبة وبازيان وراوندوزحلبجة وكويسنجق وعقرة وبعشيقة والمناطق والنواحي والقرى التابعة لها، ولاحظ المؤلف أن التقسيمات العسكرية ليست منطبقة انطلاقا تاما على التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية فقد اللواء الذي كان مقره في خانقين ضمن القوات العسكرية في ولاية الموصل ، على الرغم من أن خانقين لا تتبع الموصل إداريا.
ويشير المؤلف أن المحتلين الانكليز أبقوا قوات الجندرمة العثمانية وحرصوا على أن تكون تحت إمرتهم حتى أواخر سنة 1924 حيث أسست قوات الشرطة التي توزعت على مراكز انتشرت في أحياء الموصل ومنها مركز شرطة السراي ومركز شرطة باب النبي ومركز شرطة باب لكش ومركز شرطة باب الجسر وكان في كل مركز مفوض وعدد من أفراد الشرطة .
ويطلعنا المؤلف على { التنزيلات الموصلية} في مبحث آخر والتنزيلات هي القصائد والأشعار الموصلية الخاصة في مدح الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) حسبما تقتضيه المقامات الغنائية مستعرضا الشخصيات التي قامت بأداء هذه التنزيلات والذين قاموا بتوثيقها وتحقيقها ذاكرا العديد من التنزيلات ومن أشهر من نظم التنزيلات العلامة سليمان بك آل مراد بك ألجليلي وما قاله :
عبد أتاكم يا بنو المحتار يرجوكم العفو عن الأوزار
أنتم نجومي وكذا أقماري عقود نظمي في هواكم تنشر
صلوا على صاحب الحوض الكوثر طه شفيع الخلق يوم المحشر
وهناك خليل بن علي البصير(1700-1762م) ، ومن شعره قوله:
لست أهوى سواكم اليوم حتى أطلب الموت في هواكم حثيثا
يا لقومي من معشر عنفوني لا يكادون يفقهون حديثا
، ويفرد المؤلف مبحثا خاصا عن {عنـزة في الموصل} متحدثا عن هذه العشيرة ووصولها إلى الموصل واستقرارها في بعض مناطقها وتاريخهاوتقسيماتها وأبرز العوائل التي اتحدر من هذه العشيرة ويتحدث المؤلف عن عشيرة عنزة في الموصل ويعدد العوائل التي تنتمي إليها وأبرز الأسر والشخصيات والأعلام الذين ينتمون إلى هذه العشيرة من الموصليين (من بينهم المؤلف) . ويقدم لنا المؤلف في مبحث آخر {الشيخ والشاعر محمد عبد الله الحسو وقصيدته : الحنين إلى شهر سوق}والذي كان أحد أعضاء البعثة العلمية التي أرسلها الوجيه الموصلي المرحوم مصطفى محمد الصابونجي إلى القاهرة سنة 1943 ، والتي يبث فيها حنينه إلى محلته (محلة شهر سوق) التي تقع في الجانب الأيمن من مدينة الموصل بعاطفة جياشة وعبارات سهلة وجميلة ومنها:
يا دارنا في شهر سوق تكلمي
يا مهجتي هلا عرفت فتاكِ
هل تذكرين ملاعبي ؟
هل تذكرين طفولتي وملاعبي؟
هل تذكرين مساربي بجمالكِ؟
أيام ألهو في الحمى بطفولتي
والقلب نشوان بنفح شذاك
والغيد تمرح في الدروب طليقة
من كل ساحرة كطيف ملاكِ
................................

يا دارنا في شهر سوق
تحدثي
يا حلوتي
هل تذكرين فتاكِ؟
أمسى ضبابا فوق بحر صاخب
أو كالسحاب بذروة الأفلاكِ
يا دهر ..
يا أفلاكُ
أين طفولتي؟
صمت الزمان
وذاب صوت الشاكي

أما { الكتابات التاريخية على السبيلخات العثمانية في الموصل } فيتحدث عنا المؤلف مبينا مواقع هذه السبيلخات التي عبارة عن مواقع يشرب منها الناس الماء ويتوضأون منها وبين أشكالها وما كتب عليها من أبيات شعرية التي تؤرخ لبنائها أو ذكر من قام بإنشائها بعد أن يقدم وصفا تاريخيا مشوقا لها ومما كتب على هذه السبيلخانات ما ورد على الشباك الثاني من سبيلخانة مسجد يعقوب أغا:
قد أنشأوا هذا السبيل جاريا وقفا على الصادين ما يشرب
وأجرهم للشهم عبد الله لا زال بجنات النعيم يطرب
قد شيدوا أركانه أرختـه هذا سبيل يا عطاش طيب
سنة (1220هـ) 1805م
ولم تكن السبيلخانات هي المشاريع الوحيدة لشرب الماء بل شهدت الموصل مشاريع أخرى منها جلب الماء إلى دور السكن بالقرب المدبوغة التي تنقل على ظهر الدواب لتوضع في خزانات خاصة معروفة بـ( المزملات) ، ولم تعرف الموصل (مشاريع إسالة) الماء إلا في مطلع العشرينات من القرن الماضي.
،ونالت { جمعية المؤرخين والآثاريين فرع نينوى، النشأة والدور} جانبا من اهتمامات المؤلف حيث تحدث عن نشأتها ونشاطاتها ويورد المؤلف فقرات من النظام الداخلي للجمعية التي يحكم وينظم عملها ومؤسسيها والأشخاص الذين أصبحوا رؤوساء لهذه الجمعية ( ومنهم المؤلف) مستعرضا العديد من النشاطات والندوات التي قامت بها هذه الجمعية منذ سنة 1975 حتى ستة 2003، هذه الجمعية التي حظيت بمكانة طيبة في الساحة الثقافية في محافظة نينوى خاصة وأنها كانت تقدم الدراسات والرؤى المختلفة بشأن دراسة التاريخ وقراءته بأسلوب علمي مع إبراز الجوانب المشرقة من إسهامات الحضارة العربية الإسلامية، وينقلنا المؤلف بعد ذلك إلى {حمامات الموصل في العصور الحديثة}حيث يستعرض حمامات الرجال والنساء التي يذكر أن الموصل كانت تضم سقوطها على يد المغول أكثر من (400) حمام للرجال والنساء يقدم المؤلف شرحا وافيا لأبرز وأشهر هذه الحمامات ومواقعها وتفاصيل بنائها والعاملين فيها وما يطلق عليهم من أسماء وألقاب ويتحدث عن ابرز الاحتفالات التي كانت تقام في هذه الحمامات ومنهما احتفالات الزواج وحمام السبعة ويفصل العادات والطقوس التي كانت تمارس في الحمام في مثل هذه المناسبات ومن أبرز هذه الحمامات: حمام علي وحمام عبيد أغا وحمام السراي وحمام القلعة وحمام المنقوشة وحمام التك وحمام زرياب وحمام العلا وحمام الشيخ عمر والملاحظ أن هذه الحمامات قد هُدم أغلبها وأنشأت على أنقاضها بنايات وحمامات حديثة لا تمت إلى الحمامات السابقة بأي صلة . ولم يفت المؤلف الحديث عن {سور الموصل وأبوابها} في مبحث فيذكر تفاصيل تاريخية عن سور الموصل وأبراجه الذي تمت الاستفادة منه في أثناء فترة حصار نادر شاه للموصل سنة 1743 متحدثا أبواب الموصل وتفاصيلها وما كتب عليها من آيات قرآنية أو أبيات شعر ومنها ما كتب على باب السراي، أبيات من شعر عثمان بكتاش منها :
شاد هذا السور سلطان العــــلا صاحب الشوكة في هذا الزمـــــان
رب فاجعله أمانــــــــــا للورى دائما باللطــــــــــــف محروســــــــــــا مصـــــــان
ولم ينس المؤلف الحديث عن {قصة النشأة الأولى لدائرة صحة نينوى} حيث يذكر أن شؤون المدينة الصحية كانت تدار من قبل البلدية قبل إنشاء دائرة الصحة وبعد تأسيسها أصبح من مسؤوليتها إدارة الشؤون الصحية للمدينة ثم توسعت الدائرة وضمت العديد من التشكيلات ثم يذكر المؤلف أبرز الأطباء الذين شغلوا منصب رئاسة الصحة منذ تأسيسها حتى اليوم فضلا عن حديثه عن الأبنية التي تم تشييدها وبعض المستشفيات التخصصية منها (مستشفى الأمراض الصدرية ) التي تم تشييدها سنة 1952 ومساهمات بعض الأسر الموصلية في التوسعات التي شهدتها المستشفيات طوال تاريخها، و{ نشأة التصوير الفوتوغرافي في الموصل والعراق} كان عنوان مبحث آخر في الكتاب حيث أورد تفاصيل مجهولة عن نشأة هذا الفن في العراق عامة والموصل خاصة حيث يذكر أن صناعة التصوير اقتصرت في العهد العثماني على جماعة في بغداد وفي زمن الاحتلال البريطاني 1914-1918 ،امتدت صناعته إلى المدن العراقية المهمة كالبصرة والعمارة وكربلاء وكركوك والموصل وأبرز رواده الموصليون الذين كلن لهم دورا كبيرا في التميز في هذا الفن وحصلوا على جوائز عالمية عديدة في هذا المجال: نعوم الصائغ وأرشاك وآكوب والحاج أمري سليم ومراد الداغستاني وكوفاديس ويحيى المختار وكاكا وغيرهم ..
.وعن { المؤرخ عبد المنعم ألغلامي والجزء الثاني من كتابه :أسرار الكفاح الوطني في الموصل}مبينا السيرة الذاتية لهذا المؤرخ الذي يذكر أنه كاتب ومؤرخ وتربوي موصلي ولد سنة 1899 وتوفاه الله سنة 1967 وله تراث أدبي وفكري وتاريخي نشره من خلال العديد من الكتب ومنها كتابه أسرار الكفاح الوطتي في الموصل ويقدم عرضا تفصيليا للكتاب المذكور وما يتضمنه من أسرار عن نضال أبناء هذه المدينة خلال الفترات التاريخية السابقة عن طريق نشر الكثير من المقالات التي سبق وأن نشرها مضيفا إليه ما كتبه من مقالات أخرى بتواقيع مستعارة واحتوى الكتاب صورا نادرة لعدد من قادة الحركة الوطنية بالموصل وبعض قادة الحركة القومية فيه، علما أن الكتاب طبع في بغداد سنة 1968 ويقع في (300) صفحة من القطع الكبير.
ومن أبرز معالم الموصل العلمية {كلية الطب في الموصل} يدرج المؤلف البواكير الأولى لتأسيسها سنة 1959 والتي كانت النواة الأولى لتأسيس جامعة الموصل فيما بعد ويذكر المؤلف أسماء عمداء الكلية ورؤساء الأقسام فيها منذ تأسيسها حتى الوقت الحاضر شارحا التطورات العلمية كفتح أقسام جديدة في الكلية والمباشرة بالدراسات العليا فضلا عن التوسع المضطرد في مباني الكلية التي مرت بها الكلية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان، ويورد المؤلف تفاصيل عن مختلف أقسام الكلية العلمية وفروعها والمواد العلمية التي يتم تدريسها على مدى تاريخها الطويل الذي تجاوز نصف قرن من الزمان.
ولما كان المؤلف من أبرز مؤرخي الصحافة الموصلية في الموصل وأصدر أكثر من كتاب عنها وله العديد من البحوث حولها فقد ضمن كتابه خمسة مباحث عن الصحافة العراقية والموصلية تحدث في أولها عن { جريدة نينوى في الموصل} والتي كانت أول جريدة أهلية صدرت في 15تموز 1909 وكان صاحب امتيازها فتح الله جرجيس سرسم وفخري زادة محمد أمين المدير المسؤول للقسم العربي وتولى علي حكمت مسؤولية القسم التركي إذ صدرت باللغتين العربية والتركية وقد صدر منها (141) عددا قبل أن يضطر صاحبها نتيجة الضغوط التي تعرض لها إلى إيقافها سنة 1912، ومن المباحث الأخرى في الصحافة يتحدث المؤلف عن {بولينا حسون وبدايات الصحافة النسائية في العراق} إذ يذكر المؤلف أن مجلة (ليلى) كانت أول مجلة نسوية تصدر في العراق ففي اليوم الخامس عشر من شهرين الأول سنة 1923 قامت السيدة بولينا حسون بإصدار هذه المجلة ، وتضمت المجلة العديد من الأبواب والاهتمامات إذ لم تقتصر في اهتماماتها على شؤون المرأة وإنما تعدت ذلك عندما أفسحت المجال لصفحاتها لتناول موضوعات ذات صلة بأوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في تلك الحقبة المهمة من حقب التاريخ العراقي المعاصر ، وقدم المؤلف عرضا شاملا لما تضمنه أعداد المجلة من مواضيع متفرقة نشرت على صفحات المجلة ، وقد أدى الضغط الشديد عليها والحملات الصحفية القاسية التي جابهت بولينا حسون – التي تعد رائدة الصحافة النسوية في العراق- إلى عدولها عن الاستمرار في العمل الصحفي وإلى مغادرتها العراقي إلى فلسطين في كانون الأول 1925، ويخلص المؤلف إلى أن بولينا حسون كانت صحفية رائدة وكانت مجلتها رائدة ولنا أن نذكر الأجيال بما قدمته للعراق من مجهودات طيبة ومفيدة، فيما تناول المؤلف { ومن صحافة الموصل .. مجلة المحاسب سنة 1965} إذ يذكر المؤلف أن مجلة المحاسب صدرت بالموصل ستة 1965عن معهد المحاسبة وكانت تحمل في عددها الأول عناصر المجلة المتكاملة إذ تألفت هيئة تحريرها من الأستاذ سامي ألجلبي وعضوية كل من صلاح الدين الغلامي ومعن عبد القادر الزكريا وقد حفلت أعدادها التي صدرت في تلك الفترة بالعديد من المواضيع والدراسات التي تناولت المحاسبة والاقتصاد فضلا عن دراسات خارج الاختصاص وبعض المواضيع الأدبية وساهم في الكتابة فيها عدد من طلاب المعهد الذين أصبحوا فيما بعد من الاختصاصيين في مجالهم ، ثم يستعرض المؤلف في مبحث آخر { والجزيرة .. جريدة موصلية كذلك} حيث صدرت هذه الجريدة في 24 آذار سنة 1922 وكان رئيس تحريرها محمد مكي صدقي وقد صدرت ب(4) صفحات وكتب فيها نخبة من الكتاب والصفيين والمثقفين منهم الشيخ محمد حبيب ألعبيدي والشاعر إسماعيل حقي فرج والأستاذ احمد وفيق ألشربتي والشاعر فاضل حامد الصيدلي وسعدالين الخطيب ، وقد احتجبت عن الصدور في 23 تموز 1923 ، وكانت أول جريدة أهلية تصدر في الموصل في العهد الملكي 1921-1958، وشكل المبحث الأخير{ كاتب .. مجلة الإعدادية المركزية في الموصل 1972} عن الصحافة حيث تحدث المؤلف عن الإعدادية المركزية التي تأسست سنة 1908 وساهمت في تأهيل عدد كبير من الطلاب الذين أسهموا في بناء العراق ضمن مختلف الميادين السياسية والثقافية والاقتصادية ، وكانت مجلة (كاتب) التي صدرت سنة 1972واحدة من المجلات الثقافية التي تساعد في تنمية الوعي وتيقظ الأفكار وتوسيع مدارك قرائها، هذه المجلة أصدرتها الإعدادية المركزية بالموصل صدر عددها الأول في كانون الثاني 1972 حيث جاء في ترويستها أنها <مجلة ثقافية عامة تصدرها لجنة الشؤون الأدبية في الإعدادية المركزية بالموصل> وتولى مسؤولية التحرير والإشراف الفني(زهير صالح جلميران ، صلاح الدين عزيز) وهما من أساتذة المدرسة ، ويستعرض المؤلف العديد من المواضيع التي نشرتها المجلة التي كتبها أساتذة المدرسة وهي مواضيع متنوعة في الدين والثقافة والأدب والعلوم والرياضة وقد ساهم بالكتابة في المجلة عدد من طلاب المدرسة منهم أحمد إبراهيم منصور الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد حاليا وعبد الله نجم وأمجد سعيد ومحمد نجيب الحافظ والطالب ثامر معيوف ( القاص والروائي والصحفي فيما بعد) وغيرهم ،وكان الفنان فاروق شيت والفنان هشام الإمام وراء إخراج الكثير من الصور الداخلية والغلاف الخارجي والخطوط وقد تميزت المجلة بحسن الإخراج وتنوع المواضيع وتبويبها إلى أبواب متعددة ...
إن هذا الكتاب المكون من (160صفحة من القطع المتوسط) يشكل إضافة هامة ومتميزة للمكتبة الموصلية لما ضمه من مواضيع ومباحث ودراسات في تاريخ الموصل عبر فترات من تاريخا المضيء فضلا عن تقديمه وإبرازه لنخبة من أبناء هذه المدينة الذين قدموا إبداعاتهم على طوال العصور التي تناولها الكتاب ، فضلا عن تناوله للعديد من آثار المدينة وتراثها الشعبي الخالد ، فهو كتاب لا غنى عنه لكل من يهتم بتاريخ هذه المدينة الحضارية.

والدكتور إبراهيم خليل العلاف:
- ولد في الموصل سنة 1945 ، وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها.
- حصل على البكالوريوس في التاريخ من كلية التربية – جامعة بغداد .
- حصل على الماجستير سنة 1975 من كلية الآداب – جامعة بغداد- عن رسالته الموسومة (ولاية الموصل – دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922)
- نال شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد – كلية الآداب- عن أطروحته الموسومة (تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932) سنة 1980.
- عمل في جامعة الموصل أستاذا وإداريا وتولى العديد من المناصب في الجامعة خلال خدمته التي تجاوزت الأربعين سنة.
- أسس وساهم تأسيس وإدارة عدد من المراكز البحثية في جامعة الموصل.
- نشر أكثر من (200) بحثا ودراسة أكاديمية.
- نشر أكثر من (500) مقال صحفي في مختلف الصحف العراقية.
- حضر أكثر من (100) مؤتمر وندوة داخل العراق وخارجه.
- أشرف على ما يقرب منم (50) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه وناقش المئات منها في مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية.
- حصل على العديد من التكريمات من المؤسسات والجامعات والمنظمات غير الحكومية لجهوده في الكتابة وتوثيق تاريخ وتراث الموصل.
- أصدر أكثر من أربعين كتابا في التاريخ والصحافة لوحده أو بالاشتراك.
- أسهم في تأليف بعض الكتب المنهجية الدراسية للمدارس المتوسطة والإعدادية.
- شغل عضوية عدد من هيئات تحرير المجلات الأكاديمية وترأس تحرير البعض الآخر منها (أوراق تركية معاصرة، أوراق موصلية،آداب الرافدين، التربية والعلم) وغيرها.

تنويه الكلمات بين الأقواس{ } هي عناوين مباحث الكتاب.
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...