الاثنين، 7 يناير 2013

الربيع العربي بعيون المؤرخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف..حاوره :عمر عبد الغفور القطان



الربيع العربي بعيون المؤرخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف
حاوره :عمر عبد الغفور القطان
جريدة صدى العراق –الموصل
العدد 207الثلاثاء 27-11-2012
التاريخ هو نظرة الى الحدث الواحد بزوايا مختلفة ومن ثم فهو مدرسة للحوار مشروط بتعدد الرؤ ةالطروحات الفكرية فهو لايؤمن بالرأي الواحد وانما بتعدد الاراء والتاريخ هو ذاكرة المجتمع وهو رحم القيم ولايمكن ان يتطور المجتمع وان يتحصن اذا لم يول اهمية قصوى لتوثيق ودراسة التاريخ بصورة متحررة من القيود ومن هذا المنطلق نحاور الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الذي علرفه المشهد الثقافي العراقي والعربي مؤرخا وكاتبا صحفيا منذ اكثر من 40 عاما .
   الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث –العراق  ، مؤرخ،  وكاتب  وصحفي عمل في الصحافة منذ أكثر من 40 عاما وله مئات المقالات والدراسات والبحوث .فضلا عن انه ألف قرابة 45 كتابا في السياسة والتاريخ والتعليم والصحافة والعلاقات الدولية .أصدر مؤخرا موسوعته : " موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين " وتعرض فيها لسير وأراء 125 مؤرخا عراقيا معاصرا وتقع في جزأين ومن المؤمل أن تصدر الأجزاء الأخرى في قابل الأيام .أسهم منذ 40 سنة في تأليف كتب التاريخ الحديث والمعاصر للصف الثالث المتوسط والسادس الإعدادي ولاتزال تدرس حتى يومنا هذا .كتب ويكتب في مواقع الكترونية جيدة  وله موقع شخصي بأسمه .كما أن له موقع بأسم "موقع العلاف للدراسات التاريخية والسياسية " وله مدونة بأسم : " مدونة الدكتور إبراهيم العلاف " ..  يؤمن بفكرتي الحرية والتقدم وهو ذو توجه عروبي لكنه يؤكد على النزعة الإنسانية ويدعو إلى احترام الإنسان واعتماد مبدأ الحوار واحترام الرأي الآخر .يرأس  الآن "اتحاد كتاب الانترنت العراقيين " .
" ارموا بالثورة الى الشارع يحتضنها الشعب "هكذا يقول احد قادة الثورة الجزائرية ..هل كان الربيع العربي ثورة على انظمة ام ثورة على واقع مرير يعيشه العرب ؟
الجواب الأول : الربيع  العربي أو ما أسميه أنا " حركات التغيير العربية " ، حركات شعبية  قامت ضد الاستبداد والتسلط والحكم الفردي والأوضاع الفاسدة التي سادت خلال ال50 سنة الماضية ..
الجواب الثاني : سوف يطال التغيير ليس مصر وتونس  وقد طالهما ، وإنما سوف يتجه شرقا وغربا ..ولكن لابد لكل تغيير من ظروف ذاتية وموضوعية ..  لابد من ان تتفاقم الأمور حتى تصل إلى مرحلة الثورة . ويقينا أن التغيير حدث في البلدان التي كانت تتمتع بهامش من الحرية أسرع من الدولة التي ساد فيها النظام الفردي الديكتاتوري المتسلط المستبد .ويمكن هنا ان نورد مثال مصر وتونس في الحالة الأولى ، ومثال ليبيا في الحالة الثانية .
الجواب الثالث : نعم الخطاب الإعلامي والتربوي العربي فشل في احتواء الشباب وتوجيههم الوجهة الصحيحة ، مع العلم أن الشباب هم أداة التغيير وهدفه .واستطيع أن أقول أن  ما من دولة عربية تمتلك إستراتيجية لتوجيه الشباب لأسباب تتعلق بضعف هذه الأنظمة ، وبعدم كفاءة المسؤولين وانهماكهم في تلبية مطامحهم هم الشخصية .
الجواب الرابع : نعم الأنظمة العربية ليست جادة في تحرير فلسطين ولاتمتلك الاستعدادات لذلك ، بل وليس عندنا " الهمة"  و" الإرادة " في حل الصراع العربي –الإسرائيلي . والسبب أن إرادتها مرهونة لمطامع السياسيين وخورهم،  وضعفهم ، وعدم صدقهم ، وإخلاصهم ، وارتباطهم بأجندات أجنبية .
الجواب الخامس : القضية ليست في عدم تجاوب النظام في تونس مع المطالب الشعبية بقدر ماهو خلل في بنية هذا النظام وتفككه وانغماسه في الفساد وهكذا هي الأنظمة المستبدة تعاني من ضعف في بنيتها وضعف في إرادتها ، والانهيار يبدأ من الداخل،  والضربة تأتي سهلة من الخارج .
الجواب السادس : نعم كان للتحديات الخارجية وللغرب عموما دور في إذكاء الغضب ..لقد نبه الغرب والولايات المتحدة الأميركية خاصة  الأنظمة العربية منذ ما يقارب ال10 سنوات إلى ضرورة الإصلاح والتغيير وإلا فالكارثة آتية لاريب  ..تقارير التنمية البشرية العربية منذ سنوات كانت تقول أن الوضع ليس جيدا ، والاستبداد يزداد ، والقطط السمان يستحوذون على خيرات البلد ، والبطالة ضاربة أطنابها ، والمرأة مهملة ولا دور لها في صنع القرار، ولكن لم يستجب أحد بل لم يصغ احد ونحن في مركز الدراسات الإقليمية عقدنا ندوات  كثيرة عن " الحكم الراشد"  و" الإصلاح والتغيير"  ولكن لم يعيرنا احد انتباها .
الجواب السابع : العقلية العربية بحاجة إلى أن تعيد النظر في رؤاها ومواقفها تجاه نفسها وتجاه  الآخر .. فليس من المعقول أن تظل تفكر بنفس مفردات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ..  لابد ان تتغير العقلية والذي لايتغير يتعفن .
الجواب الثامن : الربيع العربي إبداع، ولأول مرة الشعب يسقط الأنظمة وكان الرأي السائد إن زمن الشعوب قد ولى  إلى درجة أن  استبد الحكام وطغوا واستهتروا بمقدرات الناس  وبدأوا يعملون من اجل ان يورثوا الحكم لاولادهم وحتى أصهارهم !! .ويقينا أن ثمة منافقين ووعاظ سلاطين ومثقفين أذناب  ساعدوهم في ذلك .
الجواب التاسع : شبكة المعلومات –الانترنت والتويتر ووسائل الاتصالات الحديثة والمدونين قاموا بدور كبير في تأجيج الثورة على الاستبداد وتعرية الحكام الفاسدين الطغاة وبدون شك فأن تلك الأنظمة حاولت الاستفادة من التقنيات الحديثة لكن الشباب والثوار استفادوا أكثر من تلك التقنيات وهكذا هي سنوات التحول تحتاج إلى أدوات ووسائل ولاننسى أن اختراع البارود أسهم في إنهاء سلطة الإقطاع في أوربا وإنهاء العصور الوسطى والدخول في العصور الحديثة وهكذا نحن في البلدان العربية بدأنا ندخل عصر جديد ومرحلة جديدة في تاريخنا ويجب ان نعي طبيعة هذا العصر وهذه المرحلة .
الجواب العاشر : نعم .. الربيع العربي أو حركات التغيير العربية أعطت الأمل بالتغيير وبناء الدول على أسس عصرية ومدنية ديمقراطية .
الجواب الحادي عشر :المرأة العربية كالرجل العربي تحتاج إلى فكرتي الحرية والتقدم وقد عانت مثل الرجل من التهميش والإقصاء والاحتقار من الأنظمة الفاسدة لذلك شاركت بفاعلية  .
الجواب الثاني عشر :كلا لم تتنكر للشباب وإنما بناء الدول يحتاج إلى جهود من الجميع وخاصة من ذوي الخبرة والحكمة وعلى الشباب ان يبدعوا كل في مجاله وميدانه على ان يثقف نفسه ويتهيأ لممارسة دوره القيادي المستنير .
الجواب الثالث عشر : الأحزاب الإسلامية جزء  أصيل في الخارطة الحزبية العربية منذ أكثر من 50 سنة وهي ٌمنظمة ولها جماهير ولقد غيرت الكثير من برامجها وتكيفت مع الواقع وهي تستعد لان تمارس دورها مع الأحزاب القومية والأحزاب الاشتراكية والأحزاب الليبرالية ......وتلك هي الأحزاب العربية  وتلك هي الاتجاهات السائدة في الخارطة الحزبية العربية المعاصرة .وقد يسأل احدنا لماذا ميزت الجماهير الأحزاب الإسلامية واندفعت تجاهها والجواب أن هذه الأحزاب خير من يمثل الهوية العربية والإسلامية للأمة في مثل ظروفنا الحالية حيث نعاني من تحديات لااول لها ولااخر .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...