الخميس، 1 مارس 2012

حكم ناطق الكاتب وديوانه :((اتقاد سنابل ..الوجه العتيق ))


 حكم ناطق الكاتب وديوانه :((اتقاد سنابل ..الوجه العتيق ))
أ‌.     د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
   أهداني الصديق الأستاذ الفنان الشاعر (حكم ناطق الكاتب ) ديوانه الجديد  الذي صدر عن سلسبيل للاستنساخ والخدمات الطباعية في الموصل 2011  "اتقاد سنابل ..الوجه العتيق " .وقد ضم 15 نصا شعريا جميلا .وكأي إنسان مسكون بوطنه.. العراق  فقد عكس الشاعر هموم الناس ، وآلامهم ، وأمالهم بروح إنسانية صادقة ، ولغة شعرية قوية ..."جرح بحجم الويل " نصه الأول وفيه "ها أنا ذا ..جعلت جسدي ..طحين الجائعين ..وماء من تاهوا في السراب " .ثم يعود ليصور كمية ما نحتاج من صبر لمواجهة الآلام :" كم يلزمني من أيوب ..؟ حتى اشنق كل الألم ..".إهداء الديوان كان بليغا ..انه للتالات البريئة التي وئدت ..إلى أعشاش عصافيرنا التي أسقطها الجبناء قبل بدء رحلتها .إلى الإنسان ..الإنسان ..انزع هذه التأويهة عن صدري " .أمد شارد ،ارتعاش الأسئلة ، استعارات حالمة ، ألوان بيضاء ، مراتع وهم ، شرخ اخضر ..ونصوص شعرية أخرى ضمها الديوان .. كلها تنبض بالحياة ، وتنبض بالألم، وتنبض بالمستقبل.       
    لم يترك حكم ناطق الكاتب ، قارئه ينوء بالحمل الثقيل ..بل بذل أقصى ما يستطيع لكي يشارك غيره ..لكي يتقاسم معه الألم والفرح ..يفرق جسمه في جسوم كثيرة .."فكل شظية مني تزرعني في مدى الأيام ...لتنبت سنبلة محملة بمائة من الأفكار ..هذا حال الإنسان الإنسان " ..ولكن هل يحصد المرء نجاحه ونجاح الوطن ؟ ذلك سؤال حائر فكثيرا ما يأتي الجبناء ليأخذوا ما يسقط من السنابل يقول شاعرنا : " وفي النهاية أرى أناسا ..حاصدين ..حاملين ..أوعية مثقبة ..يلتقطون ما يسقط من السنابل ..تطوف حولهم لقالق سود ..! تسعى لتلتقط المناجل ..! لحصد أعشاشها من دغل الولاة ..!" .
   إذا إنها الحياة ..يقول : "فالحياة ما هي إلا ادوار تبحث عن ممثلين ..وعقول هاجرت من رؤوس المفكرين ..ومن تيهها بدأت تعيد أحجار السماء ..! ورعاع الناس هم أعمدة تحتاج إلى تيجان ..! ويبقى المبدعون كنوزا تبحث عن حظوظ " .
   ولكن هل ينبغي أن يستكين المبدعون ؟ لايمكن ولاينبغي أن يستكينوا  ..وهنا يقف شاعرنا ليصيح بأعلى صوته .. انهض ..انهض ..أيها الموسد في الحنايا انهض " إذا هي دعوة للنهوض ..انهض وبيدك المعاول ..واكسر تحدب ظهر التنابل " .صرخة لابد أن تجد لها صدى  ونحن في طور إعادة البناء من جديد ..بوركت شاعرنا ..بوركت من شاب يعلم مايريد ، ويفعل ما يجب ان يكون ..
  والشاعر حكم ناطق الكاتب من مواليد  مدينة الموصل   1977 ..دبلوم في الفنون الجميلة .. بكالوريوس في الفنون الجميلة –قسم الفنون التشكيلية ،عضو في جمعية التشكيليين العراقيين وفي جمعية الفنون البصرية ..له نشاط ثقافي وصحفي وفني كبير  ومن ذلك رسم كتب ومناهج الدراسة الابتدائية  .وله إسهامات في رسوم للأطفال في قصص ومجلات لقصاصين عراقيين وعرب .فاز بمسابقة مجلة العربي الكويتية وإذاعة BBC في برنامج "قصص على الهواء " العدد 607 لسنة 2009 ..عمل مصمم ديكور في تلفزيون العراقية الفضائية ..نشر العديد من القصص والنصوص الشعرية في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ..مبروك له ..مبروك لنا  ..مبروك للموصل ..مبروك للعراق ..مبروك للإنسانية هذا الديوان بكلماته الجميلة ، وبصرخاته المبررة ، وبأحلامه الواعدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...