شارلي شابلن والازمنة الحديثة
- ابراهيم العلاف
ولااتذكر انني شاهدته في دور العرض السينمائية لكن شاهدت عددا من افلامه في التلفزيون ومن افلامه فيلم رائع بعنوان (الازمنة الحديثة) هو من رواد ومؤسسي التمثيل الصامت او ما نسميه (البانتومايم) ولازلت اتذكر الفنان الدكتور سعدي يونس بحري وهو في بغداد يمثل مسرحية بانتومايم .
ماعلينا اريد ان احدثكم عن الفنان الكوميدي الانكليزي الكبير شارلي شابلن 1889-1977 والذي اصبح يحمل لقب (سير) اي فارس الذي منحته له ملكة بريطانيا الراحلة اليزابيث الثانية .
وانا اقلب صفحات المجلات القديمة ، ومنها مجلة (الهلال )المصرية عدد اول آب -اغسطس 1964 ، وجدتُ موضوعا غفلا من التوقيع بعنوان (شارلي شابلن كيف اضحك الجماهير ؟ ) وقد احببت ان الخص لكم جانبا منه . وقد جاء فيه ان شارلي شابلن ولد في 16 نيسان -ابريل سنة 1889 في العاصمة البريطانية لندن ، وكان والداه من فناني الميوزك - هول وقد صعد شارلي شابلن المسرح وعمره لم يزد عن الخامسة عشرة . وفي سنة 1907 التحق بفرقة كارنو للبنتومايم واصبح ممثلا دائما بها وكان اول فيلم مثله سنة 1914 بعنوان ( آكل عيش) .لم يكن يضحك الجماهير برخص بل كان فنانا ملتزما يدخل اهتماماته الاجتماعية في ادواره السينمائية ، وجعل من البؤس لوحة تنضح بالحب الانساني العميق وفيلمه (الازمنة الحديثة) 1936 وفيلمه (الديكتاتور) 1940 وفيلمه ( ملك في نيويورك ) 1958 مثالا على ذلك .
هو من تحدث عن فلسفته في اضحاك الجماهير فقال انه يعرف الطبيعة الانسانية لهذا يضع نفسه في موقف حرج يدعو الى السخرية ويفسر ذلك فيقول :" ان مجرد طيران قبعة ليس بالامر المضحك وانما المضحك هو ان نرى صاحبها يجري وراءها وشعر رأسه يتطاير في الهواء وذيل سترته يهتز وراءه .
ويقول ان رجل الشرطة الذي يمثل وقار وهيبة الدولة يقع في بالوعة او فتحة مجاري امر مضحك ويضيف :" ان كل افلامي تبنى على فكرة استحداث مواقف مربكة اي ورطة لكي تسمح لي ان اكون جادا في محاولتي اليائسة ولكي ابدو كجنتلمان صغير عادي جدا وفي ذلك الوضع المؤسف الذي اجد نفسي فيه يصبح همي الاكبر دائما ان التقط عصاتي بسرعة واضبط قبعتي على رأسي واعدل رباط عنقي حتى لو كنت قد وقعت لتوي على الارض وهنا احرص على ان اضع الاخرين في مثل هكذا مواقف مضحكة "
وتحدث عن فيلمه (المغامر) وكيف كان يأكل الايس كريم وهو يجلس في البلكونة وسقطت قطعة من الايس كريم على قفا سيدة محترمة في بلكونة الطابق الاسفل وقد راحت السيدة تصرخ وتتقافز مما اثار الضحك والقهقهات .
ويعترف شارلي شابلن بأنه ملم بنفسية الجمهور ويقول ان عصاه التي كان يحملها هي التي ميزته وعرفت الناس به حتى انه طور استعمالها حتى اعطى لها شخصية مضحكة خاصة بها وحدها فغالبا ما يجدها وقد تعلقت بساق احد الناس او ممسكة به من الكتف ، وهذا مما يثير الضحك ومن افلامه (البحث عن الذهب ) 1925 ويقول ان امه كانت انجح ممثلة بانتومايم ومنها تعلم كيف يدرس الانسان وقال كان يلاحظ الجمهور ليرى ما يضحكه ومن افلامه ( رجل المطافئ) و(ساعي المتجر) و(شارلي البطل) و(الاستشفاء) واخيرا يقول شارلي شابلن انه كان يتجنب المبالغة في الافعال وكان يحرص على ان يضحك الجمهور من القلب وما يهمني هو ان احقق افكاري واهدافي واعتمد على التضاد Contrast والمفاجئات ، فالجمهور يحب ان يكون في الفيلم صراع بين الخير والشر وبين الغني والفقير وبين المحظوظ والمنحوس كل هذا في بضع دقائق لهذا كان يحرص على تنويع المواقف المتضادة وهذا مما يجلب الاهتمام لدى المشاهد وختم كلامه بالقول ان من حسن حظه انه صغير الحجم ويستطيع ان يوجد التضاد دون تعب فهو يؤكد دوما ضعف جسمه وصغر حجمه وذلك من خلال ضم كتفاه ومد شفتاه في هيئة تستدر الرحمة والشفقة .
شارلي شابلن كان من معالم التحول نحو الازمنة الحديثة حيث الاهتمام بالانسان وحل مشكلاته النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية واقول اذا كان شارلي شابلن الممثل الانكليزي الشهير يعكس حالة وتاريخ الانكليز وما واجهوه من مشكلات وتحديات فإن عادل إمام الممثل المصري الشهير يعكس حالة وتاريخ العرب وما واجهوه من مشكلات وتحديات فكليهما اضحك جمهوره على اوضاعه ومشاكله و(بلاويه ) وشر البلية ما يُضحك .
كان شارلي شابلن ممثلا بارعا . وفي الصورة الاولى عندما كان شابا وفي الصورة الثانية عندما كبر في العمر والى جانبه الممثلة اونا اونيل وكان ذلك سنة 1943
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق