ميشيل فوكو المؤرخ والفيلسوف الفرنسي 1926-1984 في ذكرى رحيله
- ابراهيم العلاف
ولي مقالة عنه ، كتبتها في مجلة (الجامعة) التي كانت تصدرها جامعة الموصل كتبتها عند سماعي بوفاته . ولميشيل فوكو Michel Foucault ، وهو كاتب وفيلسوف ومؤرخ ومنظر ومفكر فرنسي تأثير في فكرنا العربي المعاصر ؛ فقد قُدم لنا مُترجما ، وقرأنا له الكثير مما كتب ، وكنا نتداول عباراته من قبيل :"ان اكثر الشعوب تحريما لشيئ هي اكثر الشعوب هوسا به " وهذه العبارة اعجبت عالم الاجتماع العراقي الراحل الدكتور علي الوردي فرددها ايضا لانها حقيقة .
ميشيل فوكو ، له آراء بخصوص الثورات ومنها ان الثورة الايرانية 1979 هي آخر الثورات في العالم . كما انه يعد من المفكرين اليساريين وكان ينتمي لفترة الى الحزب الشيوعي الفرنسي لكنه لم يكن ملتزما بالقيود الحزبية والفكرية الصارمة ، وثمة كتابات عديدة عنه كما ان هناك كثيرون من العرب معجبين بكتبه وآراءه .
وبدون الدخول في التفاصيل فإن ميشيل فوكو من فلاسفة العالم خلال القرن الماضي وما كتبه يندرج تحت عناوين وميادين واسعة ؛ فلقد كتب مثلا عن تاريخ الجنون ، وتاريخ السجون ، وتاريخ الجنس وتاريخ النزعات السادية والماسوشية . وبدون شك فإن القارئ يشعر وهو يقرأ فوكو انه افاد منه كثيرا لذا فإن تأثير كتاباته كان كبيرا في الثقافة العالمية مع انني لا اقره في كثير مما ذهب اليه وما ذهب اليه في بعض الموضوعات بعيد عن تفكيرنا وقيمنا ومعتقداتنا الدينية والاجتماعية ، لكن الكثير مما كتبه ترجم الى لغات العالم المختلفة وكتب البعض عن انحرافاته الفكرية والجنسية . ويقال انه توفي في يوم 25-6-1984 اي في مثل هذا اليوم قبل (39) سنة بعد اصابته بمرض الايدز .
كان ميشيل فوكو كاتبا بنيويا ويعد من اوائل الكتاب الذين عالجوا موضوعات كانت تعد بعيدة عن البحث والنقد من قبيل قضايا الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون واللواط ، وهو من ابتكر مصطلح (أركيولوجية المعرفة) أي حفريات المعرفة وكان استاذا في ( الكوليج دو فرانس) بباريس كما حاضر في جامعات امريكية كاستاذ زائر ومن هذه الجامعات جامعة كاليفورنيا 1980 ، وجامعة فيرمونت 1982، وجامعة بيركلي 1983، وقد حظيت محاضراته بحضور كثيف وقيل انه انهمك في نشاطات جنسية عملية ، وكثيرا ما كان يتحدث عن ما كان يشير اليه فرويد من تأثيرات النزعات السادية والماسوشية ويفصل في الحديث عنها ويشجع على ملاحظتها وممارستها بحجة ان الناس لم تكن تعرفها من قبل مما اوقعه في مشكلات صحية وضعت نهاية لحياته .. قال زميله بيير بورديو ان ميشيل فوكو الفرنسي اليهودي الماركسي البنيوي : " حاول بالمعرفة والقوة ان يتجاوز ما هو معروف اجتماعيا وانسانيا فوقع ضحية لذلك" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق