الأحد، 4 يونيو 2023

حرية النشر متى تكون ، ومتى لا تكون

                                                                ابراهيم خليل العلاف 2012



حرية النشر متى تكون ، ومتى لا تكون
- ابراهيم العلاف*
قرأت مقالا في احد المواقع الالكترونية لأحد الكتاب ينتقد فيه بعض رؤساء التحرير في عدد من الصحف والمجلات الورقية والالكترونية يبيحون لانفسهم التدخل وحذف بعض العبارات او شطب بعض التعليقات او حتى رفض المقال .
ومرة في الفيسبوك وهي صحيفة حرة يمتلكها صاحبها ـ اعترض احد الاشخاص على صاحب هذه الصفحة لانه شطب او حذف تعليقه لانه وجد فيه اساءة لشخص او لمسؤول او لفكرة وقال ليس من حق صاحب الصفحة ذلك وعليه ان يقبل ويتقبل كل الاراء .
انا اقول رئيس التحرير ، إن كان في صحيفة ورقية أو الكترونية وصاحب الصفحة الفيسبوكية اي رئيس تحريرها من حقه شطب وحذف ما لايراه مناسبا ولا حتى متوافقا مع رسالته وهدفه في النشر .الحرية لاتعني التسيب ، ولا تعني القاء الكلام على عواهنه ، ولاتعني انها صفحة مفتوحة لكل من هب ودب . انت لك صفحتك اذهب اليها وعبر عن ما يجول في خاطرك لكن ان تجعل صفحات الآخرين منبرا لك ، فهذا لايجوز ابدا ، وأي رئيس تحرير يحترم نفسه ولديه اهداف ورؤى وسياسة خاصة لايسمح بذلك ولايمكن ان يسمح بذلك ؛ فالحرية تعني الالتزام ، وحريتك تنتهي من حيث تبدأ حرية غيرك والعكس بالعكس . الحرية تعني النقد العلمي ، وتعني الترويج للبناء .. والنقد لايعني التهديم ولايعني انك تنفذ أجندات غيرك بطريقة ملتوية وتحت شعار الحرية .
" كم من الجرائم ترتكب بإسمك ايتها الحرية " !! قالتها مدام رولان ابَان الثورة الفرنسية والان كثيرون يرتكبون الآثام ، ويمارسون التخريب ، والهدم بإسم الحرية . نعم فولتير الفيلسوف والمفكر الفرنسي الكبير عبر عن الحرية بأجلى مظاهرها عندما قال : " انا اخالفك الرأي لكني مستعد للموت حتى تعبر انت عن رأيك " ، ولامانع من ان تعبر عن رأيك اذا كان بناءَ ، واذا كان يصب في مصلحة بلدك ووطنك واهلك اما ان تقعد لتنتقد ، وتلوم ، وتسخر وتعاكس وتستفز من حولك فهذا تشهير وتخريب وهدم لايمكن ان يسكت عنه رئيس التحرير وكاتب هذه السطور يعمل بمبدأ الحرية المسؤولة ، والعمل البناء والايجابية المطلوبة . إنقدْ ، وضع حلولا ، واعط لاصحاب الحق حقهم ، واشكر من يستحق الشكر ؛ فالحرية أولا واخيرا (مسؤولية ) و(رسالة ) ، و لايوجد اثمن من الحرية في الدنيا ، والله سبحانه وتعالى خلقنا احرا ، ولايمكن ان نسمح بأن يستعبدنا أحد بدعاوى غريبة ، ومريبة ، وخاطئة . 

*كاتب ومؤرخ عراقي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مع ولدي حبيبي الدكتور هشام ابراهيم العلاف

  وصباحكم خير وسعادة ونعود لنتواصل من جديد وسبيلنا الكلمة الطيبةوالصورة الجميلة والمعلومة المفيدة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسه...