#الشيخ محمد حسن آل ياسين 1921-2006 مؤرخا
بحث الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
في مجلة (اوراق مجمعية ) السنة (7) العدد (4) تشرين الثاني 2022
الصفحات 29-34 .وادناه نص البحث :
.وادناه نص البحث:
الشيخ محمد حسن آل ياسين 1931-2006 مؤرخا
ا. د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
اولا هو من رموز العراق وشخصياته البارزة ، وثانيا كانت له اياد بيضاء في تكوين العراق الحديث وابراز ثقافته المعاصرة ، وثالثا كان وجها عراقيا معروفا في طول الوطن العربي وعرضه ، ورابعا لم يكن شاعرا ، وباحثا وعالم دين ومجمعيا فقط وانما كان ( مؤرخا ثبتا ) اعتمد المنهج العلمي التاريخي في الوصول الى الحقيقة التاريخية ، قدم للمكتبة التاريخية العراقية والعربية والاسلامية الكثير من النتاجات العلمية .
كان كاتب سير وتراجم من الطراز الاول ، وكان يبتغي من وراء ما يكتبه من سير لشخصيات عربية واسلامية تقديم ( القدوة) للجيل الحاضر ، والاجيال القادمة وقد ترك ثروة كبيرة من المؤلفات والنتاجات الادبية والتاريخية المتميزة .
قرأت عنه الكثير ، وتابعت سيرته ، وما كتبه الاخرون عنه ولعل ولده الاخ الاستاذ الدكتور محمد حسين ال ياسين الامين العام للمجمع العلمي العراقي في زماننا هذا ، هو افضل من دون سيرة أبيه . ويقينا ان الموسوعات والمعاجم وكتب السير و(الانسكلوبيديات) ، لم تستطع تجاوز ما قدم بل انها خصصت له العديد من الصفحات فصرنا نعرف الكثير من تفاصيل حياته وسيرته ومؤلفاته .
كان عضوا في المجمع العلمي العراقي منذ سنة 1980 وبقرار من اعلى سلطة في الدولة آنذاك .كما كان عضوا مؤازرا في مجامع ومؤسسات علمية عربية واسلامية اذكر منها (مجمع اللغة العربية) في المملكة الاردنية الهاشمية سنة 1980 .وللشيخ الاستاذ محمد حسن ال ياسين مشاركات فاعلة في عدة مؤتمرات وندوات ثقافية وتاريخية وتراثية اقيمت داخل العراق وخارجه وزادت مؤلفاته عن الاربعين مطبوعا كما حقق نصوصا تراثية اربت على الخمسين هذا فضلا عن مقالاته التي كان ينشرها في الصحف والمجلات .
الشيخ محمد حسن آل ياسين من الارومة العربية ، خزرجي كاظمي ، واسمه الكامل الشيخ محمد حسن بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ عبد الحسين بن الشيخ باقر بن الشيخ محمد حسن آل ياسين وال ياسين يقول الاستاذ حميد المطبعي في (موسوعة أعلام وعلماء العراق) بطبعتها الموسعة طبعة مؤسسة الزمان 2011 هذه الاسرة تنتسب الى الخزرج انصار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . والده آية الله الشيخ محمد رضا ال ياسين المتوفى سنة ميلادية 1951(1370 هجرية) كان يعد من ابرز مراجع زمانه ، وابن عمته هو آية الله العظمى العلامة الشهيد محمد باقر الصدر ، والشيخ محمد حسن آل ياسين من مواليد مدينة النجف الاشرف سنة 1931 ، وقد درس علوم العربية ، والشريعة ، والفلسفة الاسلامية في الحلقات الدراسية المعنية بهذه الموضوعات ونال درجة الاجتهاد في الفقه . كما دَرَسَ في كلية منتدى النشر في النجف (الفقه حاليا) ، وحصل منها على شهادة التخرج في الشريعة وعلوم العربية . ومن مهامه التي تسلمها انه كان رئيسا للجمعية الاسلامية للخدمات الثقافية ، كما كان مشرفا على مجلة ( البلاغ) المعروفة .
كتب في مجال السير والتراجم ، وممن كتب عنهم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، ابو ذر الغفاري ، ابو الهيثم ابن التيهان ، الامام جعفر الصادق عليه السلام ، الامام الحسن بن علي ، الامام الحسن بن علي العسكري ، الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، الامام علي بن الحسين عليه السلام ، الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام ، الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام ، الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام ، الامام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام ، الامام موسى بن جعفر عليه السلام .كما كتب عن جعفر بن ابي طالب والحباب بن المنذر وحذيفة بن اليمان وحجر بن عدي الكندي وخزيمة بن ثابت ، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ ، وزيد بن صوحان ، وسهل بن حنيف، وسلمان الخير ، وعبادة بن الصامت ، وعبد الله بن رواحة ، وصعصعة بن صوحان ، وعبد الله بن بديل ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الحمق الخزاعي ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعبادة بن الصامت عليهم السلام .
كما كتب عن شخصيات اخرى معاصرة من قبيل كتابه عن ( السيد علي آل طاووس : حياته - مؤلفاته - خزانة كتبه ) ، وكتابه عن ( السيد محسن بن الحسن الاعرجي ) .
وكان من ضمن اهتماماته التاريخية كتبه التي تناولت موضوعات مهمة ومفيدة من قبيل كتابه الموسوم ( الاسلام والرق) وصدر سنة 1959 وكتابه (الارقام العربية :مولدها ،نشأتها ،تطورها ) وكتابه (مفاهيم اسلامية ) وصدر سنة 1965 وكتابه عن (الاسلام والسياسة ) وقد صدر سنة 1960 وكتابه (الاسلام ونظام الطبقات) وصدر سنة 1959 وكتابه (الاسلام بين الرجعية والتقدمية ) وصدر سنة 1961 والكتب هذه صدرت في خضم الصراع السياسي بين العروبيين والشيوعيين في العراق بعد فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر جحفل اللواء الخامس في الموصل في 8 اذار سنة 1959 ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية 1958-1963 .
ولكونه كظماوي ، كان لابد له ان يؤرخ للكاظمية، فألف كتابه الجميل الموسوم : ( تاريخ المشهد الكاظمي ) وصدر سنة 1967 وكتابه الجميل (تاريخ الصحافة في الكاظمية ) وكتابه الاهم (لمحات من تاريخ الكاظمية ) واصدره سنة 1970 .كما الف عن شعراء الكاظمية وابرز ما قدم كتابه (شعراء كاظميون ) والمؤلف من ثلاثة أجزاء صدرت ببغداد على التوالي سنة 1980 و1993 و2002 .
في مجال التأصيل اللغوي كلف من قبل المعجميين ان يكتب في مفردات عديدة منها مفردة ( ابريق) وقال انها مفردة عربية فصيحة وكذلك لفظة (السلسبيل ) فهي مفردة عربية وكتب عن صيغة فعّل في العربية وكتب عن صيغة فيْعِل ام فعيل.
وصال وجال في رحاب الله ، والاسلام ، والقرآن ؛ فكتب مؤلفاته في هذا المجال منها كتابه الموسوم : (في رحاب الإسلام : مسائل فقهية بين المادية والإسلام) وطبع ببيروت سنة 1984 . وكتابيه : )في رحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ) وطبع ببغداد سنة 1996 و (في رحاب القرآن ) وطبع ببغداد سنة 1969 . كما له كتاب مهم جدا وهو الموسوم ( منهج الطوسي في تفسير القرآن ) صدر سنة 1978 .
كما ان له نصوص تراثية مطبوعة بتحقيقه منها (نفائس المخطوطات ) وهي اكثر من (7) مجموعات الاولى طبعت سنة 1953 في النجف الاشرف . ومن تحقيقاته في التراث (شرح مشكل ابيات المتنبي لعلي بن اسماعيل بن حسيده المرسي الاندلسي المتوفى سنة 458 هجرية-1065 ميلادية )وصدر عن وزارة الاعلام ببغداد سنة 1977 ويقع في (472) صفحة . ومن تحقيقاته (العباب الزاخر واللباب الفاخر ) للحسن الصغاني ونشرت اجزاء منه بين سنتي 1977 و1987 ببغداد (دار الشؤون الثقافية العامة) . كما حقق كتاب (الفرق بين الضاد والظاء لإبن عباد) ونشرته مؤسسة البلاغ ببيروت سنة 1990 ومن تحقيقاته كتاب ( فصوص الحكم) تأليف محمد بن محمد بن طرخان الفارابي (المتوفى 339 هجرية - 950 ميلادية ) وطبع في مطبعة الحوادث ببغداد سنة 1977.وحقق (الفصول الادبية ) تأليف الصاحب بن عباد والكتاب من منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي في دمشق سنة 1982 .كما حقق كتاب (المحيط في اللغة ) للصاحب اسماعيل بن عباد بثلاثة اجزاء صدرت عن مطبعة المعارف 1975 ووزارة الثقافة ببغداد 1978 ودار الرشيد ببغداد 1981
ومن تحقيقاته كتاب ( من وافقت كنيته زوجه من الصحابة ) تأليف ابن حيوية وصدر بدمشق عد دار البصائر سنة 1983 .كما ان من تحقيقاته كتاب (وقعة الجمل لمحمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري رواية محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي ) وطبع في مطبعة المعارف ببغداد سنة 1970 .
وله كتاب ( مسائل لغوية في مذكرات معجمية ) من اصدارات المجمع العلمي العراقي ببغداد 1993 .وله (معجم النباتات والزراعة ) صدر عن المجمع العلمي العراقي 1986
وكان لابد ان يفرد لموضوع ( الامامة ) كتابا ، فألفه ونشره بعنوان (الامامة) ببيروت سنة 1972 ، وقد ُطبع - كما كتبه الاخرى - اكثر من مرة نظرا للطلب المتزايد عليها من القراء .وله كتاب عن الارقام العربية بعنوان ( الارقام العربية ..مولدها ،نشأتها ، تطورها) طبع ببغداد سنة 1989 والكتاب هذا من مطبوعات المجمع العلمي العراقي .ومن كتبه (المهدي المنتظر بين التصور والتصديق) صدر ببغداد سنة 1970 ومن كتبه كتابه (النبوة ) صدر ببغداد عن جامع امام طه سنة 1972 .
ومن كتبه في النقد التاريخي كتابه الرائع( نصوص الردة في تاريخ الطبري) صدر عن مكتبة النهضة ببغداد سنة 1973 وكتاب (نهج البلاغة لمن ؟ ) صدر عن مطبعة عيسى ببيروت سنة 1975 .
وهو من اوائل الذين كتبوا وقدموا دراسات وتناولوا نقد الفكر الديني فله كتاب بعنوان (هوامش على كتاب نقد الفكر الديني) صدر عن دار النفائس ببيروت 1971
ومن كتبه ايضا : الجزء الاول من كتابه (الإنسان بين الخلق والتطور) ، وكتابه (الله بين الفطرة والدليل ) طبع قسمه الاول سنة 1969 ، وصدر القسم الثاني سنة 1980 . وله كتاب بعنوان (بين يدي المختصر النافع ) وصدر ببغداد سنة 1957 ، وكتاب (المادة بين الازلية والحدوث ) بغداد 1974
ولعل من أجمل كتبه التاريخية كتابه الذي قرأناه منذ كنا طلابا في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة بغداد 1964-1968 وهو الذي صدر بفصله الاول سنة 1966 بعنوان (تاريخ الحكم البويهي في العراق ) .اما فصله الثاني فصدر ايضا ببغداد سنة 1968 . وله كتاب عن (الصاحب بن عباد :حياته وأدبه ) صدر ببغداد سنة 1957.
وله كتاب مهم بعنوان (الدين الإسلامي : أصوله - نظمه - تعاليمه (بغداد 1957 ) . ومن كتبه ايضا كتابه : (الشباب والدين ) وهو كتاب دعوي تثقيفي للشباب صدر في بغداد سنة 1976 ، وكتاب (المبادئ الدينية للناشئين ) ، وهو من منشورات جامع إمام طه ببغداد سنة 1979وكتاب ( العدل الالهي بين الجبر والاختيار ) وصدر بطبعات عديدة بين بغداد وبيروت 1969-1980 ، وكتاب (على هامش كتاب العروة الوثقى ) وصدر ببغداد سنة 1974 ، وكتاب ( مناسك العمرة المفردة ) بغداد مطبعة الايمان 1970
واهتمامه لم يكن في مجال كتابة السير والاعلام ، وانما تفرغ لإظهار بعض الدواوين منها : ديوان أبي طالب في صنعتين : (بغداد ، 1994) ، و) (ديوان مالك بن نويرة ) ، وصدر ببغداد سنة 2001 ) و ( ديوان متمم بن نويرة ) بغداد ، 2002 . وله (ملحق ديوان أبي الاسود الدؤلي ) من تصنيفه وصدر عن مطبعة المعارف ببغداد سنة 1975 .
احتاج الى وقت طويل لكي ارصد لكم كل نتاجات الشيخ محمد حسن آل ياسين وقد سردت لكم جانبا من انتاجه التاريخي المعرفي على صعيد الكتب لكن الامر يحتاج الى وقت وجهد كبيرين لجمع ما قدمه على صعيد كتابة المقال فمقالاته وبحوثه مبثوثة في مجلات كثيرة منها (مجلة المجمع العلمي العراقي ) ، ومجلة ( البلاغ ) و( مجلة المجمع العلمي الاردني) ومجلة (المورد ) و(مجلة مجمع اللغة العربية ) بدمشق لكن يمكننا القول ان دراساته ومقالاته دارت حول موضوعات عديدة رصد بعضها المرحوم الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في الجزء السابع من كتابه ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 ) ومنها ما كتبه عن كتاب ( جوهرة الجمهرة للصاحب بن عباد) ، و(ديوان ابي طالب بن عبد المطلب ) و(ديوان الخبزارزي ) وكتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد و(الفارابي ورسالته فصوص الحكم ) ، و(فهرست مؤلفات محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) و(كتاب السحاب والمطر وكتاب الازمنة والرياح) لابي عبيدة ابي القاسم بن سلام ، وكتاب( الشجر والنبات وكتاب النخل ) تأليف ابي عبيد القاسم بن سلام ، وكتاب (فضل الكوفة وفضل اهلها ) للعلوي الكوفي و(كتاب المتوارين ) تأليف الحافظ بن عبد الغني بن سعيد الازدي ) ، وعن (محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد ) وعن (مستدرك ديوان حسان بن ثابت الانصاري ) ، وعن (مقدمة كتاب العين في ارجح نصوصها ) وعن (المستدرك على ديوان الجزائري) ، وعن (نفائس مخطوطات الظاهرية بدمشق: مسند الامام موسى بن جعفر عليه السلام) ، وعن (منظومة في النحو للسيد حيدر الحسني ) ، وعن (النبات في المعاجم العربية ) ، وعن (هل فضل القرآن الذكر على الانثى ) ، وعن (هل المعرفة حسية ) ، وعن (هل هناك حقائق مطلقة ) .
ان مما نلاحظه على النتاج المعرفي للشيخ محمد حسن ال ياسين انه كان ثرا وغزيرا ، كما كان نقديا تحليليا . ومن المؤكد ان الرجل كان متفرغا للعلم والدراسة منقطعا لهما ، لهذا لابد من ان يتصدى طلبة الدراسات العليا والباحثين لتقديم رسائل واطروحات فيما انجزه هذا الشيخ الجليل وقدمه للمكتبة العراقية والعربية .
توفي الشيخ محمد حسن آل ياسين في داره بمدينة الكاظمية سنة 2006 عن عمر ناهز ال (75) سنة مليئة بما يفيد الناس ، والمجتمع ، والامة رحمه الله ، وطيب ثراه ، وجزاه خيرا على ما قدم .
الشيخ محمد حسن آل ياسين 1931-2006 مؤرخا
ا. د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
اولا هو من رموز العراق وشخصياته البارزة ، وثانيا كانت له اياد بيضاء في تكوين العراق الحديث وابراز ثقافته المعاصرة ، وثالثا كان وجها عراقيا معروفا في طول الوطن العربي وعرضه ، ورابعا لم يكن شاعرا ، وباحثا وعالم دين ومجمعيا فقط وانما كان ( مؤرخا ثبتا ) اعتمد المنهج العلمي التاريخي في الوصول الى الحقيقة التاريخية ، قدم للمكتبة التاريخية العراقية والعربية والاسلامية الكثير من النتاجات العلمية .
كان كاتب سير وتراجم من الطراز الاول ، وكان يبتغي من وراء ما يكتبه من سير لشخصيات عربية واسلامية تقديم ( القدوة) للجيل الحاضر ، والاجيال القادمة وقد ترك ثروة كبيرة من المؤلفات والنتاجات الادبية والتاريخية المتميزة .
قرأت عنه الكثير ، وتابعت سيرته ، وما كتبه الاخرون عنه ولعل ولده الاخ الاستاذ الدكتور محمد حسين ال ياسين الامين العام للمجمع العلمي العراقي في زماننا هذا ، هو افضل من دون سيرة أبيه . ويقينا ان الموسوعات والمعاجم وكتب السير و(الانسكلوبيديات) ، لم تستطع تجاوز ما قدم بل انها خصصت له العديد من الصفحات فصرنا نعرف الكثير من تفاصيل حياته وسيرته ومؤلفاته .
كان عضوا في المجمع العلمي العراقي منذ سنة 1980 وبقرار من اعلى سلطة في الدولة آنذاك .كما كان عضوا مؤازرا في مجامع ومؤسسات علمية عربية واسلامية اذكر منها (مجمع اللغة العربية) في المملكة الاردنية الهاشمية سنة 1980 .وللشيخ الاستاذ محمد حسن ال ياسين مشاركات فاعلة في عدة مؤتمرات وندوات ثقافية وتاريخية وتراثية اقيمت داخل العراق وخارجه وزادت مؤلفاته عن الاربعين مطبوعا كما حقق نصوصا تراثية اربت على الخمسين هذا فضلا عن مقالاته التي كان ينشرها في الصحف والمجلات .
الشيخ محمد حسن آل ياسين من الارومة العربية ، خزرجي كاظمي ، واسمه الكامل الشيخ محمد حسن بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ عبد الحسين بن الشيخ باقر بن الشيخ محمد حسن آل ياسين وال ياسين يقول الاستاذ حميد المطبعي في (موسوعة أعلام وعلماء العراق) بطبعتها الموسعة طبعة مؤسسة الزمان 2011 هذه الاسرة تنتسب الى الخزرج انصار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . والده آية الله الشيخ محمد رضا ال ياسين المتوفى سنة ميلادية 1951(1370 هجرية) كان يعد من ابرز مراجع زمانه ، وابن عمته هو آية الله العظمى العلامة الشهيد محمد باقر الصدر ، والشيخ محمد حسن آل ياسين من مواليد مدينة النجف الاشرف سنة 1931 ، وقد درس علوم العربية ، والشريعة ، والفلسفة الاسلامية في الحلقات الدراسية المعنية بهذه الموضوعات ونال درجة الاجتهاد في الفقه . كما دَرَسَ في كلية منتدى النشر في النجف (الفقه حاليا) ، وحصل منها على شهادة التخرج في الشريعة وعلوم العربية . ومن مهامه التي تسلمها انه كان رئيسا للجمعية الاسلامية للخدمات الثقافية ، كما كان مشرفا على مجلة ( البلاغ) المعروفة .
كتب في مجال السير والتراجم ، وممن كتب عنهم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، ابو ذر الغفاري ، ابو الهيثم ابن التيهان ، الامام جعفر الصادق عليه السلام ، الامام الحسن بن علي ، الامام الحسن بن علي العسكري ، الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، الامام علي بن الحسين عليه السلام ، الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام ، الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام ، الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام ، الامام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام ، الامام موسى بن جعفر عليه السلام .كما كتب عن جعفر بن ابي طالب والحباب بن المنذر وحذيفة بن اليمان وحجر بن عدي الكندي وخزيمة بن ثابت ، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ ، وزيد بن صوحان ، وسهل بن حنيف، وسلمان الخير ، وعبادة بن الصامت ، وعبد الله بن رواحة ، وصعصعة بن صوحان ، وعبد الله بن بديل ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الحمق الخزاعي ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعبادة بن الصامت عليهم السلام .
كما كتب عن شخصيات اخرى معاصرة من قبيل كتابه عن ( السيد علي آل طاووس : حياته - مؤلفاته - خزانة كتبه ) ، وكتابه عن ( السيد محسن بن الحسن الاعرجي ) .
وكان من ضمن اهتماماته التاريخية كتبه التي تناولت موضوعات مهمة ومفيدة من قبيل كتابه الموسوم ( الاسلام والرق) وصدر سنة 1959 وكتابه (الارقام العربية :مولدها ،نشأتها ،تطورها ) وكتابه (مفاهيم اسلامية ) وصدر سنة 1965 وكتابه عن (الاسلام والسياسة ) وقد صدر سنة 1960 وكتابه (الاسلام ونظام الطبقات) وصدر سنة 1959 وكتابه (الاسلام بين الرجعية والتقدمية ) وصدر سنة 1961 والكتب هذه صدرت في خضم الصراع السياسي بين العروبيين والشيوعيين في العراق بعد فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر جحفل اللواء الخامس في الموصل في 8 اذار سنة 1959 ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية 1958-1963 .
ولكونه كظماوي ، كان لابد له ان يؤرخ للكاظمية، فألف كتابه الجميل الموسوم : ( تاريخ المشهد الكاظمي ) وصدر سنة 1967 وكتابه الجميل (تاريخ الصحافة في الكاظمية ) وكتابه الاهم (لمحات من تاريخ الكاظمية ) واصدره سنة 1970 .كما الف عن شعراء الكاظمية وابرز ما قدم كتابه (شعراء كاظميون ) والمؤلف من ثلاثة أجزاء صدرت ببغداد على التوالي سنة 1980 و1993 و2002 .
في مجال التأصيل اللغوي كلف من قبل المعجميين ان يكتب في مفردات عديدة منها مفردة ( ابريق) وقال انها مفردة عربية فصيحة وكذلك لفظة (السلسبيل ) فهي مفردة عربية وكتب عن صيغة فعّل في العربية وكتب عن صيغة فيْعِل ام فعيل.
وصال وجال في رحاب الله ، والاسلام ، والقرآن ؛ فكتب مؤلفاته في هذا المجال منها كتابه الموسوم : (في رحاب الإسلام : مسائل فقهية بين المادية والإسلام) وطبع ببيروت سنة 1984 . وكتابيه : )في رحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ) وطبع ببغداد سنة 1996 و (في رحاب القرآن ) وطبع ببغداد سنة 1969 . كما له كتاب مهم جدا وهو الموسوم ( منهج الطوسي في تفسير القرآن ) صدر سنة 1978 .
كما ان له نصوص تراثية مطبوعة بتحقيقه منها (نفائس المخطوطات ) وهي اكثر من (7) مجموعات الاولى طبعت سنة 1953 في النجف الاشرف . ومن تحقيقاته في التراث (شرح مشكل ابيات المتنبي لعلي بن اسماعيل بن حسيده المرسي الاندلسي المتوفى سنة 458 هجرية-1065 ميلادية )وصدر عن وزارة الاعلام ببغداد سنة 1977 ويقع في (472) صفحة . ومن تحقيقاته (العباب الزاخر واللباب الفاخر ) للحسن الصغاني ونشرت اجزاء منه بين سنتي 1977 و1987 ببغداد (دار الشؤون الثقافية العامة) . كما حقق كتاب (الفرق بين الضاد والظاء لإبن عباد) ونشرته مؤسسة البلاغ ببيروت سنة 1990 ومن تحقيقاته كتاب ( فصوص الحكم) تأليف محمد بن محمد بن طرخان الفارابي (المتوفى 339 هجرية - 950 ميلادية ) وطبع في مطبعة الحوادث ببغداد سنة 1977.وحقق (الفصول الادبية ) تأليف الصاحب بن عباد والكتاب من منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي في دمشق سنة 1982 .كما حقق كتاب (المحيط في اللغة ) للصاحب اسماعيل بن عباد بثلاثة اجزاء صدرت عن مطبعة المعارف 1975 ووزارة الثقافة ببغداد 1978 ودار الرشيد ببغداد 1981
ومن تحقيقاته كتاب ( من وافقت كنيته زوجه من الصحابة ) تأليف ابن حيوية وصدر بدمشق عد دار البصائر سنة 1983 .كما ان من تحقيقاته كتاب (وقعة الجمل لمحمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري رواية محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي ) وطبع في مطبعة المعارف ببغداد سنة 1970 .
وله كتاب ( مسائل لغوية في مذكرات معجمية ) من اصدارات المجمع العلمي العراقي ببغداد 1993 .وله (معجم النباتات والزراعة ) صدر عن المجمع العلمي العراقي 1986
وكان لابد ان يفرد لموضوع ( الامامة ) كتابا ، فألفه ونشره بعنوان (الامامة) ببيروت سنة 1972 ، وقد ُطبع - كما كتبه الاخرى - اكثر من مرة نظرا للطلب المتزايد عليها من القراء .وله كتاب عن الارقام العربية بعنوان ( الارقام العربية ..مولدها ،نشأتها ، تطورها) طبع ببغداد سنة 1989 والكتاب هذا من مطبوعات المجمع العلمي العراقي .ومن كتبه (المهدي المنتظر بين التصور والتصديق) صدر ببغداد سنة 1970 ومن كتبه كتابه (النبوة ) صدر ببغداد عن جامع امام طه سنة 1972 .
ومن كتبه في النقد التاريخي كتابه الرائع( نصوص الردة في تاريخ الطبري) صدر عن مكتبة النهضة ببغداد سنة 1973 وكتاب (نهج البلاغة لمن ؟ ) صدر عن مطبعة عيسى ببيروت سنة 1975 .
وهو من اوائل الذين كتبوا وقدموا دراسات وتناولوا نقد الفكر الديني فله كتاب بعنوان (هوامش على كتاب نقد الفكر الديني) صدر عن دار النفائس ببيروت 1971
ومن كتبه ايضا : الجزء الاول من كتابه (الإنسان بين الخلق والتطور) ، وكتابه (الله بين الفطرة والدليل ) طبع قسمه الاول سنة 1969 ، وصدر القسم الثاني سنة 1980 . وله كتاب بعنوان (بين يدي المختصر النافع ) وصدر ببغداد سنة 1957 ، وكتاب (المادة بين الازلية والحدوث ) بغداد 1974
ولعل من أجمل كتبه التاريخية كتابه الذي قرأناه منذ كنا طلابا في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة بغداد 1964-1968 وهو الذي صدر بفصله الاول سنة 1966 بعنوان (تاريخ الحكم البويهي في العراق ) .اما فصله الثاني فصدر ايضا ببغداد سنة 1968 . وله كتاب عن (الصاحب بن عباد :حياته وأدبه ) صدر ببغداد سنة 1957.
وله كتاب مهم بعنوان (الدين الإسلامي : أصوله - نظمه - تعاليمه (بغداد 1957 ) . ومن كتبه ايضا كتابه : (الشباب والدين ) وهو كتاب دعوي تثقيفي للشباب صدر في بغداد سنة 1976 ، وكتاب (المبادئ الدينية للناشئين ) ، وهو من منشورات جامع إمام طه ببغداد سنة 1979وكتاب ( العدل الالهي بين الجبر والاختيار ) وصدر بطبعات عديدة بين بغداد وبيروت 1969-1980 ، وكتاب (على هامش كتاب العروة الوثقى ) وصدر ببغداد سنة 1974 ، وكتاب ( مناسك العمرة المفردة ) بغداد مطبعة الايمان 1970
واهتمامه لم يكن في مجال كتابة السير والاعلام ، وانما تفرغ لإظهار بعض الدواوين منها : ديوان أبي طالب في صنعتين : (بغداد ، 1994) ، و) (ديوان مالك بن نويرة ) ، وصدر ببغداد سنة 2001 ) و ( ديوان متمم بن نويرة ) بغداد ، 2002 . وله (ملحق ديوان أبي الاسود الدؤلي ) من تصنيفه وصدر عن مطبعة المعارف ببغداد سنة 1975 .
احتاج الى وقت طويل لكي ارصد لكم كل نتاجات الشيخ محمد حسن آل ياسين وقد سردت لكم جانبا من انتاجه التاريخي المعرفي على صعيد الكتب لكن الامر يحتاج الى وقت وجهد كبيرين لجمع ما قدمه على صعيد كتابة المقال فمقالاته وبحوثه مبثوثة في مجلات كثيرة منها (مجلة المجمع العلمي العراقي ) ، ومجلة ( البلاغ ) و( مجلة المجمع العلمي الاردني) ومجلة (المورد ) و(مجلة مجمع اللغة العربية ) بدمشق لكن يمكننا القول ان دراساته ومقالاته دارت حول موضوعات عديدة رصد بعضها المرحوم الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في الجزء السابع من كتابه ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 ) ومنها ما كتبه عن كتاب ( جوهرة الجمهرة للصاحب بن عباد) ، و(ديوان ابي طالب بن عبد المطلب ) و(ديوان الخبزارزي ) وكتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد و(الفارابي ورسالته فصوص الحكم ) ، و(فهرست مؤلفات محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) و(كتاب السحاب والمطر وكتاب الازمنة والرياح) لابي عبيدة ابي القاسم بن سلام ، وكتاب( الشجر والنبات وكتاب النخل ) تأليف ابي عبيد القاسم بن سلام ، وكتاب (فضل الكوفة وفضل اهلها ) للعلوي الكوفي و(كتاب المتوارين ) تأليف الحافظ بن عبد الغني بن سعيد الازدي ) ، وعن (محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد ) وعن (مستدرك ديوان حسان بن ثابت الانصاري ) ، وعن (مقدمة كتاب العين في ارجح نصوصها ) وعن (المستدرك على ديوان الجزائري) ، وعن (نفائس مخطوطات الظاهرية بدمشق: مسند الامام موسى بن جعفر عليه السلام) ، وعن (منظومة في النحو للسيد حيدر الحسني ) ، وعن (النبات في المعاجم العربية ) ، وعن (هل فضل القرآن الذكر على الانثى ) ، وعن (هل المعرفة حسية ) ، وعن (هل هناك حقائق مطلقة ) .
ان مما نلاحظه على النتاج المعرفي للشيخ محمد حسن ال ياسين انه كان ثرا وغزيرا ، كما كان نقديا تحليليا . ومن المؤكد ان الرجل كان متفرغا للعلم والدراسة منقطعا لهما ، لهذا لابد من ان يتصدى طلبة الدراسات العليا والباحثين لتقديم رسائل واطروحات فيما انجزه هذا الشيخ الجليل وقدمه للمكتبة العراقية والعربية .
توفي الشيخ محمد حسن آل ياسين في داره بمدينة الكاظمية سنة 2006 عن عمر ناهز ال (75) سنة مليئة بما يفيد الناس ، والمجتمع ، والامة رحمه الله ، وطيب ثراه ، وجزاه خيرا على ما قدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق