المربي والاداري الاستاذ حازم عمر مدرس اللغة الانكليزية ومدير الاعدادية الشرقية والمشرف التربوي الاختصاصي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
أنجبت الموصل عددا كبيرا من المربين الذين تركوا بصماتهم الواضحة ليس على تلاميذهم وطلبتهم فحسب بل على مجل الحركة التربوية والتعليمية في العراق . واولئك الرواد من المعلمين والمدرسين والمدراء والمشرفين التربويين لم يكونوا مدرسين او مدراء عاديين بل كانوا هم انفسهم مدارس في العلم والاخلاق والحزم والانضباط .
واليوم اريد أن احدثكم عن واحد من اؤلئك الاساتذة البارزين الذين خدموا الحركة التعليمية والتربوية في العراق والموصل وقدموا نتائج طيبة تمثلت بالالاف من الخريجيين الذين انخرطوا في اعمالهم التي افادت بلدهم في ميادين الصحة والتعليم والادارة والقضاء والجيش وغير ذلك من ميادين الحياة .
ان من اريد ان اتحدث لكم عنه اليوم رمز آخر من الرموز التي نفخر بها ونتباهى انه استاذي ومدير مدرستي الاعدادية الشرقية 1962 – 1963
الاستاذ حازم عمر .. كان مدير الاعدادية الشرقية التي تخرجت فيها سنة 1963 قبل دخولي قسم التاريخ – كلية التربية – جامعة بغداد 1964 كان الاستاذ حازم عمر خليل وهذا هو اسمه الكامل مديرا حازما ، نزيها ، متميزا في سلوكه وعلاقته بالطلبة وبزملائه من المدرسين .. واتذكر ان من بين زملائه في المدرسة اساتذة كبار منهم الاستاذ هاشم سليم والاستاذ عمر الطالب (الدكتور فيما بعد ) والاستاذ غانم سعد الله حمودات حمودات والاستاذ شاكر نعمة الله النعمة والاستاذ يوئيل يوسف عزيز (الدكتور فيما بعد ) والاستاذ عبد الله محمد علي القليه جي والاستاذ عبد الله النعيمي.
وقد حظي الاستاذ حازم عمر بمعاون متميزعمل معه هو الاستاذ عصام بشير سعيد الدليمي 1933-2011 ومما اعرفه عن سيرته رحمه اله انه درس في مدرس الوطن الابتدائية واكمل دراسته الثانوية في الاعدادية المركزية وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد متخصصا باللغة العربية سنة 1957 وقد عرفته معاونا لمدير الاعدادية الشرقية ايام كان مديرها الاستاذ حازم عمر في الستينات من القرن الماضي
الاستاذ حازم عمر من مواليد الموصل سنة 1924 . وقد تولى إدارة الاعدادية الشرقية في الموصل بين سنتي 1960-1967 .درس في قسم اللغة الانكليزية – دار المعلمين العالية ببغداد وهي نفسها كلية التربية بعد ثورة 14 من تموز سنة 1958 وكانت من اقدم وارصن المؤسسات التعليمية في العراق والوطن العربي والعالم .
ونال الليسانس وعين سنة 1948 مدرسا للغة الانكليزية في المتوسطة الغربية للبنين في الموصل ثم اختير ليكون مديرا للمتوسطة الشرقية سنة 1959 كما عمل مدرسا في متوسطة الحرية ونقل من متوسطة الحررية ليصبح مديرا للمتوسطة الشرقية سنة 1959 وبعد ان قضى الفترة من 1960-1967 مديرا للاعدادية الشرقية اصبح مفتشا اختصاصيا للغة الانكليزية اي مشرفا تربويا في المدارس المتوسطة والثانوية في محافظة نينوى وذلك اعتبارا من يوم 21 تشرين الاول سنة 1967 كما اختير ليكون رئيسا للمشرفين بعدها احيل على التقاعد . وقد خلفه في ادارة الاعدادية الشرقية وللفترة من 1967 الى سنة 1968 الاستاذ فخري بشير المختار .
ما كا يعجبني في الاستاذ حازم عمر انه كان انيقا في ملبسه وتصرفاته .. وكان عروبيا في توجهه وجادا وقادرا على مواجهة المشاكل التي تحدث في المدرسة وخاصة اثناء ما يحدث من مظاهرات ضد السلطة الحاكمة وكان لايفرط في حقوق الطلبة ويتعاطف مع قضيتهم العادلة كما كانت علاقته بزملائه من المدرسين جيدة وقائمة على الاحترام والجدية .
ما اعجبني في الاستاذ حازم عمر طريقة تعامله مع الطلبة المضربين الذي قاده في حينه الاتحاد الوطني لطلبة العراق والذي سمي بالاضراب الطلابي الكبير وابتدأ في اواخر سنة 1962 وبالضبط في يوم 19 من كانون الاول 1962 واستمر الى يوم سقوط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 في 8 من شباط سنة 1963 وفيه شاركت القوى السياسية ووقعت الاصطدامات مع السلطة الحاكمة وبين الشيوعيين والقوميين .
كان الاستاذ حازم عمر يتنقل بين الطلبة موجها وناصحا بالرغم من ان بعض من كان يقود الاضراب خرج عن طاعته وكان الاستاذ حازم عمر بحكم كونه مدير للثانوية ومواطنا يتعاطف مع ابنائه الطلبة في مقف حرج مع ان ذلك الاضراب استطاع تحريك الوضع السياسي وزاد من تفاعل الناس مع الطلبة كما يقول المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي .
وكما يعرف الكثيرون ممن شاهد الاضراب ان بعض اعمال العنف تخللته خاصة بعد وضع الحزب الشيوعي في خطته افشال الاضراب لكن المواجهة استمرت وكان الاضراب واعتصام الطلبة في بغدا وخاصة في المدارس الثانوية والكليات عنيفا .
مع ان الاستاذ الدكتور عمر الطالب كان زميلا وصديقا للاستاذ حازم عمر الا انه لم يكتب عنه – للاسف الشديد – في موسوعته (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) والتي اصدرتها جامعة الموصل سنة 2008 الا سطرا واحدا فقط وقال انه من مواليد الموصل سنة 1923 خريج دار المعلمين العالية سنة 1948 مدرس اللغة الانكليزية في الثانوية الغربية ومدير الاعدادية الشرقية ومشرف اختصاص ثم رئيس المشرفين .
لدي تصفحي لكتاب ( مطبوعات الموصل) والذي اصدره المرحوم المكتبي الاستاذ عصام محمد محمود في الموصل سنة 1971وجدت كتابا بعنوان ( دليل القواعد الانكليزية ) من تأليف الاستاذ حازم عمر وهو باللغة الانكليزية مطبوع في مطبعة الجمهورية سنة 1964 .
كما وجدت للاستاذ حازم عمر ايضا بعض المقالات في عدد من الصحف والمجلات والنشرات المدرسية .
ومن خلال متابعتي لذكريات عدد من زملاءه وجدت ان استاذ اللغة الانكليزية في جامعة بغداد وهو من عمل في المتوسطة الشرقية وفي الاعدادية الغربية في الموصل الاستاذ مالك يوسف منصور ميري يشيد بزميليه من الاساتذة الذين عمل معهما وهما الاستاذ حازم عمر والاستاذ الدكتور عصام الخطيب ويقول انه لاينسى صحبتهما والتي تركت اثرا طيبا من الذكريات والايام الحلوة .
توفي في يوم 12 من كانون الثاني سنة 1997 ... ختاما أقول ان الاستاذ حازم عمر شخصية تربوية موصلية فذة قدم الكثير في مجال تخصصه اللغة الانكليزية وفي الادارة وخدم وطنه أجل خدمة ، وكان محبوبا من قبل زملاءه ، وتلاميذه الرحمة له والمجد ومثواه الجنة ان شاء الله .
__________________________
*حلقة من برنامجي التلفزيوني اليومي (موصليات ) أُقدمه من على قناة الموصلية الفضائية اليوم الثلاثاء 28-1-2020
* صورة الاستاذ حازم عمر وهو يصافح المشير الركن عبد السلام محمد عارف رئيس الجمهورية السابق 1963-1966 وصورته وهو في احد اروقة الاعدادية الشرقية وهو يلقي كلمة وصورة غلاف كتابه ( قواعد اللغة الانكليزية ) وصورته وهو في غرفة الادارة بالاعدادية الشرقية حين كان مديرا لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق