فيكتور باسوفاليوك ..........سفير الأتحاد السوفيتي في بغداد ....مرة أخرى
- ابراهيم العلاف
كتب الصديق الدبلوماسي العراقي الاسبق الاستاذ موفق أيوب Mowafak Ayoub وهو يعلق على نشري غلاف كتاب (سماء بغداد القرمزية ) التي صدرت بطبعتها العربية مؤخرا ، وهي مذكرات فيكتور باسوفاليوك ..........سفير الأتحاد السوفيتي في بغداد يقول :
وصل الى العراق قبل نهاية الحرب مع ايران ، وقد انجزتُ معاملة اعتماده في العراق عندما كنت مسؤول قسم اوراق الأعتماد في دائرة المراسم بوزارة الخارجية العراقية ... وادناه ما سجلته عنه في مسودة مذكراتي (غير المنجزة) .. تابعت معاملة ترشيح واعتماد أخر سفير للأتحاد السوفيتي في العراق وهو السيد فيكتور باسوفاليوك .. شخصية قوية وله اطلاع كامل على اوضاع الشرق الأوسط يتكلم اللغة العربية بطلاقة ووضوح نادر ماتجده لدى الأجانب وخبرته ولغته العربية اهلته لأن يكون مترجم القيادة السوفيتية في لقاءتهم مع القادة العرب انجزت معاملة اعتماده وصل الى العراق وكان من بين السفراء البارزين في بغداد وكانت له لقاءات مهمة مع مسؤولي وزارة الخارجية وكانت الأبواب مفتوحة له في اي وقت ولم يكن سفيرا عاديا فقد كان دوره لايقل اهمية عن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية ( أبريل غلاسبي) لا بل كانت علاقته اعمق واقدم باعتبار ان العلاقات بين الأتحاد السوفيتي والعراق متشعبة في فترة كانت الولايات المتحدة غائبة عن الساحة العراقية .. وقد قال لي الأستاذ الفاضل الدكتور رياض القيسي عنه " عملت معه لفترة غير قصيرة وكانت العلاقات معه مشحونة بالمواقف الصعبة، وكان ذو عقل سياسي ممتاز وضليعا باللغة العربية" . تكونت لي علاقة جيدة مع السيد باسوفاليوك لأني كنت التقيه بكثرة وساتحدث عن حوار خاص معه في سياق الأحداث بتاريخها. السيد باسوفاليوك لم يكن روسيا بل كان من أوكرانيا .. بقي سفيرا في العراق الى مابعد اجتياح الجيش العراقي للكويت ومارس منصب السفير بعد ان تحول الأتحاد السوفيتي الى جمهورية روسيا الأتحادية بعدها نقل الى روسيا وبقي مواطنا روسيا واستلم منصب ( رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية ) ثم وكيلا للوزارة وتوفي بمرض السرطان وهو لايزال في مقتبل العمر والعطاء. ساحاول ان احصل على كتابه لكي أقرأه.." . انتهى كلام الاستاذ موفق أيوب .
بالمناسبة فإن ڤيكتور پوسوڤاليوك Victor Posuvalyuk، كان نائبا لوزير الخارجية الروسية ، ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط في عهد الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسين. وقد احتل بوسوفاليوك مكانة مرموقة في الدبلوماسية السوفياتية ووريثتها الروسية... تخرج في (معهد الاقطار الاسيوية والافريقية ) في موسكو Institute of Asian and African Countries وهو من مواليد 7 مايس -ايار سنة 1940 توفي في الاول من آب سنة 1999 ويصلح ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ اقدم في الجامعات العراقية ..
الكتاب بيدي ولدي نسخة منه وهو كتاب مهم وقف فيه المؤلف عند موضوعات كثيرة من قبيل (نحن والعراقيون :اختبار المشاعر) ، و(العراقيون والسلك الدبلوماسي في ايام الحرب ) و( عن اتصالاتنا بالعراقيين) و(تأملات حزينة عن العراق وقيادته وعن العلاقات السوفيتية -العراقية) و( الاقامة في بغداد والدروس المستفادة ) و( بغداد بعد الحرب والوضع في وزارة الخارجية الروسية )و( الازمة العراقية 1998) و( بغداد :حرب الخليج الاولى او عاصفة في الصحراء) و(عودة روسيا للشرق الاوسط السلام والامن في الشرق اهداف هل امكن تحقيقها ؟ ) و( مصالح روسيا في العالم العربي) و( ماذا يريد الروس من العرب) و(لمصلحة من ، ولماذا تطلب خصام روسيا مع الاسلام؟ ) و( على رجال الاعمال تمهيد الطريق نحو الشرق) و(مستشرق في كرسي الرئاسة ) وطبعا يقصد يفغيني بريماكوف .
هذه المذكرات مهمة جدا وعلى صانع القرار والسياسيين العراقيين الاطلاع عليها بدقة فهي سجل مهم حافل بالاحداث وصاحبها ليس رجلا عاديا بل هو نائب وزير الخارجية الروسي وممثل الرئيس في الشرق الأوسط وسفير موسكو في بغداد ( فيكتور باسوفاليوك) والكتاب اشار الى امور مهمة منها
قضية اجلاء الروس من بغداد في حرب الخليج الثانية .وقد وصف العراقيين انهم يمتازون بالوطنية المتطرفة وفي الكتاب وصف للقاء بين الرئيس العراقي السابق وبريماكوف وموقف السوفييت من قضية انسحاب العراق من الكويت ومن القضايا المهمة عتب الروس على الرئيس العراقي السابق في انه لم يطلعهم على خططه بشأن الكويت مع انه بينهم وبين العراق معاهدة صداقة وثيقة .فضلا عن ان العراق في حينها لم يكن يُعد حليف للاتحاد السوفيتي كما كانت مصر عبد الناصر او كما هو وضع بشار الاسد في سوريا معهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق