المفكر والشاعر العربي المتنور الكبير ابراهيم اليازجي (1847- 1906م) في ذكرى رحيله ال (116)
-ابراهيم العلاف
الشاعر والكاتب العربي المتنور ابراهيم اليازجي ونذكره بقصيدته البائية ومطلعها :
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب ***فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم *** وأنتم بين راحات الفنا سلب
كم تظلمون ولستم تشتكون *** وكم تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
كتبت عنه في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ) وهو مطبوع منذ سنة 1982 وكتبت عنه العديد من المقالات ومنها مقالي الموسوم : ( ابراهيم اليازجي ولغة الجرائد ) ومما قلته :" لم أر أحدا أكثر غيرة على اللغة العربية من الشيخ ابراهيم اليازجي وهو لبناني اسمه الكامل إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي؛ فقبل نيف و100 وبالضبط في سنة 1914 اصدر كتابا فريدا من نوعه انذاك بعنوان : لغة الجرائد " ..وكتاب "لغة الجرائد " بالاصل مجموعة من المقالات التي كتبها الشيخ ابراهيم اليازجي في مجلتي "الضياء " و" البان " بعد ان ألحق بها التصحيحات . وقد طبع الكتاب في مطبعة التقدم بشارع محمد علي -القاهرة 1914 .وفي التمهيد قال الشيخ ابراهيم اليازجي :" وليس من ينكر ان الجرائد كانت سببا في انتشار صناعة القلم عندنا ، وتدريب الكُتاب على اساليب الانشاء واقتباسهم صور التراكيب المختلفة واحياء كثير من اللهجة الفصحى حتى بين عامة الكتاب مما آذن بإنتعاش اللغة من كبوتها واحيا الامال في عودها الى قديم رونقها " .
وفي صفحة أخرى تحدث عن ما اسماه "بيان موضع الجرائد من الامة وما لها من التأثير في مداركها واذواقها وأدابها ولاسيما مع كثرتها وانتشارها في عهدنا الحالي حتى اصبحت بحيث تصدر الالوف منها كل يوم وتوزع بين ايدي القراء فيتناول كل قارئ منها على حسب وسعه واستعدادها " .
ثم وقف ليقول :"بيد اننا مع ذلك كله لانزال نرى في بعض جرائدنا الفاظا قد شذت عن منقول اللغة فأنزلت في غير منازلها ،واستعملت في غير معناها فجاءت بها العبارة مشوهة وذهبت بما فيها من الرونق وجودة السبك عما يترتب على مثل ذلك من انتشار الوهم والخطأ .
ويبدأ بذكر النماذج من كتابات الصحفيين وابتعادها عن صحيح اللغة ومن ذلك مثلا استخدامهم لفظة (التحوير ) ويريدون بها (التنقيح ) و(التهذيب ) وما جرى هذا المجرى وذلك في الكلام على الشروط والمعاهدات والاحكام ويقول ان هذا لم يرد في شيء من كتب اللغة فالتحوير هو التبييض فيقال حَوَرَ الثوب اذا قصره وبيضه ومنه الحوري للدقيق الابيض وهو لباب البر واجوده واخلصه . ويزيد في الامثلة فيذكر قولهم "مزق الكتاب إربا إربا " والصواب يقال "قطعت الذبيحة إربا إربا " والاب العضو وهو خاص بما له اعضاء ولايجوز استعماله للكتاب .ويقولون "نوه بالامر " و"نوه عنه " اي ذكره تلويحا واشار اليه من طرف خفي بينما الاساس في اللغة نوهت به تنويها اي رفعت ذكره وشهرته اي انهم يستعملونه عكس ما هو صحيح .......انصح الصحفيين والكتاب بالعودة الى هذا الكتاب وقد علمت بعد ان عدت الى الكتاب ورقيا بفضل صديقي الاستاذ عمر ابراهيم انه اي الكتاب متوفر على النت وهذا مما يسهل عملية العودة الى الكتاب .
عقب الاخ الاستاذ الدكتور محمد عبد المطلب البكاء - مشكورا - على ما نشرته في صفحتي الفيسبوكية في 8 اذار 2016 فقال :"لى الرغم من أن الشيخ إبراهيم اليازجي (1847- 1906م) يُعد من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور ،فهو مؤسس مجلة الضياء في عام 1898م في القاهرة، وتولى تحرير جريدة النجاح عام 1872م، إلى أن توفى في القاهرة عام 1906م. إلا انه سبق في تدارك لغة الصحافة، والعمل على تنقيتها من الأخطاء،وقد قدم الأخ أ.د. محمد ضاري حمادي، رسالته لشهادة الماجستير، بعنوان: حركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث - منشورات وزارة الثقافة والاعلام،بغداد 1980، وقد ألحقت في كتابي:" الإعلام واللغة - مستويات اللّغة والتطبيق"، ملحقاً أتممت فيه ماصدر من كتب تعنى بتصويب لغة الصحافة،بعد أن اخترت من كتاب الأخ الدكتور محمد ضاري حمادي ما عني بالصحافة ولغتها حصراً " . رحم الله ابراهيم اليازجي وطيب ثراه وجزاه عنا خير الجزاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق