غرائب مجيد طوبيا
- ابراهيم العلاف
كتاب صغير الحجم لكنه كبير في فكرته ومضمونه وما يتضمنه من (غرائب الملوك ودسائس البنوك ) صدر للكاتب والروائي المصري الاستاذ مجيد طوبيا..الكتاب من سلسلة ( المكتبة الثقافية ) المصرية -الهيئة المصرية العامة للكتاب-القاهرة 1976 .
فيه حكايات من تاريخ مصر الحديث ..رشاوي وسيوف وابواب وحفلات رقص تنكرية وبرقيات وعرضحالات وثورات وتحطيم سلاسل ومآسي وامن وجماهير .
يتحدث عن قناة السويس وظروف حفرها والعجائب والغرائب التي رافقت حفرها من سخرة ورشوة ودسائس ويفتتح الكتاب بتلخيص مكثق للتاريخ وخاصة الاوربي وما له علاقة ببلادنا منذ 1869 ..يقول :يحكى انه في سالف العصر والاوان ،وبالتحديد في القرن الماضي يقصد هنا القرن 19 وبعد ان استفاقت اوربا من ظلمات الجهل اللعين وحررت عقلها من سطوة تجار الدين ..يحكى ان علماء الفرنجة كانوا قد نشطوا يدرسون الانسان والارض والاكوان لدرجة ان احد هؤلاء اكتشف ان للبخار قوة وان هذه القوة يمكنها ان تدير آله وان هذه الالة يمكنها ان تنتج سلعا وتحرك القطارات وتسير السفن ..فحدثت نلك الثورة الصناعيةالتي كانت طفرة للانسان لم تكن معروفة من قبل وقوة عجيبة تضاف اليه ..
ويحكى ايضا ان تلك الجزر الجرداء كانت هي اسبق الدول في هذا المضمار مما ضاعف من انتاجها السلعي بحيث فاق بكثير متطلبات سوقها المحلي فصار لزاما عليها ان تبحث عن اسواق اجنبية تبيع لها الفائض وتستجلب منها الخامات الاولية اللازمة لصناعاتها وهكذا يمضي الكتاب ويتناول الاستعمار والتغلغل في الهند واسيا وافريقيا وموقف الدولة العثمانية والديون وقصة قناة السويس ويصل بالحكاية الى سنة 1967 وحرب تلك السنة وما يواجه مصر والمنطقة من تحديات والطريق لتقوية مصر والعالم العربي ويقول لابد من تحويل الكم العربي الشهير الى كيف اي نوع فعال وذلك لايكون الا عن طريق العلم والدأب في سبيله وعن طريق تسخير المال العربي من اجل بناء البنية التحتية القوية والاهم من كل هذا ايجاد مناخ ثقافي مستنير والرغبة قائمة حتى لحظة كتابة هذه السطور والامل قائم ويبدوا ان العرب استيقظوا او وضعوا اقدامهم على الطريق الصحيح . قولوا معي يا الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق