الشيخ جلال الحنفي 1914-2006
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس – جامعة الموصل
لم يكن يعرف بـ (الشيخ ) ، ولم يعتمر العمامة إلا بعد ان بلغ من العمر تسعة عشر عاما ؛ فهو من مواليد سنة 1914 ، ولبس العمامة سنة 1933 .. وقد لقبه بالشيخ العلّامة اللغوي الكبير الأب انستاس الكرملي في السنة ذاتها اي سنة 1933 لما وجده فيه من ذكاء ونبوغ وتتبع للقضايا اللغوية ، والنحوية ، والبلاغية ، والفقهية .
عندما كنا طلابا في قسم التاريخ في كلية التربية – جامعة بغداد 1964-1968 ، كنا انا وعدد من زملائي نزوره في جامع الخلفاء في بغداد ، وتعرفنا عليه ، وعلمنا بسفره الى جمهورية الصين الشعبية سنة 1966 موفدا من قبل الحكومة العراقية لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الاجنبية بشنغهاي ، وقد بقي هناك ثلاثة سنوات ، تعلم فيها اللغة الصينية ، وتزوج إمرأة صينية هي أم أولاده ، وانجز خلالها مسودات لقاموس عربي - صيني لكن علمنا فيما بعد أنه فقده . ويبدو أنه قد اعجب بالحياة الصينية . حتى ان الكاتب الموسوعي الاستاذ حميد المطبعي قال في "موسوعة أعلام وعلماء العراق " ان الشيخ جلال الحنفي كان يردد مثلا صينيا مفاده :"ان السباحة تعلم السباحة " والحياة مدرسة يتعلم منها الانسان كيف يعيش " .
الشيخ جلال الحنفي – كما عرفناه وقرأنا عنه – متعدد المواهب.. متعدد الاهتمامات ، وكنت دائما أقول لاصدقائي ان الشيخ جلال الحنفي يعرف معنى الحياة ، وقد خبر قيمتها الحقيقية ، ومن هنا كنا نجده انسانا كيسا ، متسامحا ، معتدلا، بسيطا ، متواضعا ، مبتسما ، جادا ، مثابرا ، معطاءً ولااكتمكم سرا أنني كنت أحبه ، وقد أعجبتُ بفلسفته ، ومذهبه ، وطريقة حياته ، واسلوبه في فهم الدين ، وممارسته للعبادات ، وتقشفه ، وزهده ، وبساطته .كان يسكن في جامع الخلفاء وفي الجامع كان لديه مجلس يؤمه من يحبه من الشعراء، والادباء ، والكتاب ، والاساتذة ، والمثقفين .
الشيخ جلال محيي الدين بن عبد الفتاح بن مصطفى بن ملا محمود الحنفي البغدادي وهذا اسمه . وقد عرف كما قلنا منذ سماه الاب الكرملي بـ (الحنفي) بغدادي اصيل . ولد في بغداد سنة 1914 ، واكمل الدراسة الابتدائية سنة 1930 والتحق بكلية الامام الاعظم الدينية في بغداد ، وتخرج فيها ثم سافر الى مصر ودرس في الجامع الازهر سنة 1939 .
إحتك بعلماء عصره وابرزهم الشيخ أمجد الزهاوي ، وأخذ منهم وناقشهم وجادلهم وتعلم منهم وزاد عليهم ...كان موسوعيا كتب في معاني القرآن الكريم. كما كتب عن التراث الشعبي البغدادي (الفولكلور ) وكتب عن اللهجة البغدادية العامية وقارنها بغيرها من الالفاظ العربية المختلفة الشائعة في اليمن وتونس وكان مهتما بمسائل التصحيح اللغوي والأيَمان ولم يمنعه وضعه كعالم ديني وخطيب وإمام جامع ان يهتم بالمغنين وقراء المقام البغداددة، وهو شاعر له قصائد منشور في الصحف والمجلات . كما ان له اسهامات في الادب ، والفقه ، والتاريخ ومرة سمعته وهو يؤم المصلين يقرأ ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ...) بصوت جهوري ، وعندما سألته هل يجوز الجهر قال نعم وأتى بما يسند رأيه .
كان صديقا للاب الدكتور يوسف حبي عميد كلية بابل للاهوت في بغداد وقد اسهم معه في إقامة ندوة جميلة ومهمة سنة 2001 ، كما اتذكر ، بعنوان :"وجه الله " وقد نشرت وقائعها في مجلة "بين النهرين " الموصلية – البغدادية . وقد حضرها عدد من الاساتذة والباحثين من مختلف شرائح المجتمع العراقي .
من مؤلفاته :
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس – جامعة الموصل
لم يكن يعرف بـ (الشيخ ) ، ولم يعتمر العمامة إلا بعد ان بلغ من العمر تسعة عشر عاما ؛ فهو من مواليد سنة 1914 ، ولبس العمامة سنة 1933 .. وقد لقبه بالشيخ العلّامة اللغوي الكبير الأب انستاس الكرملي في السنة ذاتها اي سنة 1933 لما وجده فيه من ذكاء ونبوغ وتتبع للقضايا اللغوية ، والنحوية ، والبلاغية ، والفقهية .
عندما كنا طلابا في قسم التاريخ في كلية التربية – جامعة بغداد 1964-1968 ، كنا انا وعدد من زملائي نزوره في جامع الخلفاء في بغداد ، وتعرفنا عليه ، وعلمنا بسفره الى جمهورية الصين الشعبية سنة 1966 موفدا من قبل الحكومة العراقية لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الاجنبية بشنغهاي ، وقد بقي هناك ثلاثة سنوات ، تعلم فيها اللغة الصينية ، وتزوج إمرأة صينية هي أم أولاده ، وانجز خلالها مسودات لقاموس عربي - صيني لكن علمنا فيما بعد أنه فقده . ويبدو أنه قد اعجب بالحياة الصينية . حتى ان الكاتب الموسوعي الاستاذ حميد المطبعي قال في "موسوعة أعلام وعلماء العراق " ان الشيخ جلال الحنفي كان يردد مثلا صينيا مفاده :"ان السباحة تعلم السباحة " والحياة مدرسة يتعلم منها الانسان كيف يعيش " .
الشيخ جلال الحنفي – كما عرفناه وقرأنا عنه – متعدد المواهب.. متعدد الاهتمامات ، وكنت دائما أقول لاصدقائي ان الشيخ جلال الحنفي يعرف معنى الحياة ، وقد خبر قيمتها الحقيقية ، ومن هنا كنا نجده انسانا كيسا ، متسامحا ، معتدلا، بسيطا ، متواضعا ، مبتسما ، جادا ، مثابرا ، معطاءً ولااكتمكم سرا أنني كنت أحبه ، وقد أعجبتُ بفلسفته ، ومذهبه ، وطريقة حياته ، واسلوبه في فهم الدين ، وممارسته للعبادات ، وتقشفه ، وزهده ، وبساطته .كان يسكن في جامع الخلفاء وفي الجامع كان لديه مجلس يؤمه من يحبه من الشعراء، والادباء ، والكتاب ، والاساتذة ، والمثقفين .
الشيخ جلال محيي الدين بن عبد الفتاح بن مصطفى بن ملا محمود الحنفي البغدادي وهذا اسمه . وقد عرف كما قلنا منذ سماه الاب الكرملي بـ (الحنفي) بغدادي اصيل . ولد في بغداد سنة 1914 ، واكمل الدراسة الابتدائية سنة 1930 والتحق بكلية الامام الاعظم الدينية في بغداد ، وتخرج فيها ثم سافر الى مصر ودرس في الجامع الازهر سنة 1939 .
إحتك بعلماء عصره وابرزهم الشيخ أمجد الزهاوي ، وأخذ منهم وناقشهم وجادلهم وتعلم منهم وزاد عليهم ...كان موسوعيا كتب في معاني القرآن الكريم. كما كتب عن التراث الشعبي البغدادي (الفولكلور ) وكتب عن اللهجة البغدادية العامية وقارنها بغيرها من الالفاظ العربية المختلفة الشائعة في اليمن وتونس وكان مهتما بمسائل التصحيح اللغوي والأيَمان ولم يمنعه وضعه كعالم ديني وخطيب وإمام جامع ان يهتم بالمغنين وقراء المقام البغداددة، وهو شاعر له قصائد منشور في الصحف والمجلات . كما ان له اسهامات في الادب ، والفقه ، والتاريخ ومرة سمعته وهو يؤم المصلين يقرأ ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ...) بصوت جهوري ، وعندما سألته هل يجوز الجهر قال نعم وأتى بما يسند رأيه .
كان صديقا للاب الدكتور يوسف حبي عميد كلية بابل للاهوت في بغداد وقد اسهم معه في إقامة ندوة جميلة ومهمة سنة 2001 ، كما اتذكر ، بعنوان :"وجه الله " وقد نشرت وقائعها في مجلة "بين النهرين " الموصلية – البغدادية . وقد حضرها عدد من الاساتذة والباحثين من مختلف شرائح المجتمع العراقي .
من مؤلفاته :
" التشريع الأسلامي تأريخه وفلسفته " ، 1940
" معاني القرآن " 1941
" آيات من سورة النساء" 1951
" ثلاث سنوات في جوار الميتم الاسلامي " 1955
" صحة المجتمع" 1955
" الروابط الاجتماعية في الاسلام " 1956
" الحديث من وراء المكرفون " 1960
" المرأة في القرآن الكريم " 1960
" مقدمة في الموسيقى العربية" 1989
" شخصية الرسول الاعظم قرآنيا " 1997
. " الامثال البغدادية " 1964
. " بغداد :حياتها اليومية – شمائلها في القرن العشرين"
." بين الفتحة والالف او بين الالف والفتحة .. دراسة صوتية " 1999
" رمضانيات وشهر رمضان" 1989
" العروض ..تهذيبه واعادة تدوينه" 1978
" قواعد التجويد والالقاء الصوتي" 1987
" قواعد التجويد والإلقاء الصوتي لمدرسي المرحلة الثانوية" 1979
"معجم اللغة العامية البغدادية " ، ويقع في ثلاثة اجزاء 1978
" كلام في الاملاء العربي وبحث مفصل في رسم القلم القرآني" .
. " مقدمة في الموسيقى العربية " 1989
. " الموقف الديني والاسلامي من الادخار وانماط الاستغلال المختلفة وأثرها على موازنة الاسرة ودور المرأة " .. وقد انجزه بناءً على تكليف من الاتحاد العام لنساء العراق
. " معجم الالفاظ الكويتية في الخطط واللهجات والبيئة " 1964
. " معجم الالفاظ العامية البغدادية " ، جزءان 1963-1966
ومن مقالاته :
"حول المقام العراقي " مجلة المورد ، المجلد 3 العدد 1 1974
"كلمة حول المباحث الانكليزية " مجلة التراث الشعبي العددان 7و8 السنة 19
" مباحث في فقه العامية البغدادية " مجلة التراث الشعبي العدد 5 السنة 1975
" ملامح المجتمع البغدادي من خلال امثاله " مجلة التراث الشعبي ،العدد 4 السنة 1970
" موسيقى التلاوة والمقروون البغدايون " مجلة التراث الشغبي العدد 5 السنة 1975
نظرة في المعجم المساعد " مجلة المورد المجلد 1 العدد 3-4 1972
وقفات مع الاستاذ احمد حسن الزيات عند نقاط من كتابه : تاريخ الادب العربي " مجلة كلية الامام الاعظم ، العدد 2 ،1974 .
رحم الله الشيخ جلال الحنفي وجزاه خيرا على ماقدم فقد كان من رموز المشهد الثقافي العراقي المعاصر البارزين .
_____________________________________________
*http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal96/madar2.htm
_____________________________________________
*http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal96/madar2.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق