رئيس جامعة كربلاء الاسبق الاستاذ الدكتور عبد المناف شكر النداوي والطريق الى رد التهمة الباطلة:
كتب الصديق العزيز والمؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور عبد المناف شكر النداوي :
قبل حوالي ستة اشهر نشرت منشورا تحت عنوان ( تنويه) اوضحت فيه ملابسات وحيثيات ظهور اسمي في (قوائم الممنوعين من السفر ) واعلنت في حينها بأني سأتابع هذه القضية قانونيا .. وقلت باني ساذهب بنفسي حتى وان تطلب الامر الذهاب ب( الزحف على الركبتين.)
لقد ( استفز) ظهور اسمي كل من يعرفني عن قرب او سمع عني واستغربوا ان اكون في قائمة كبار الفاسدين ... وكان للمنشور وقعه السيء علي شخصيا بفعل الانتشار الواسع لهذه القوائم ووصولها الى الملايين عبر الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي ... لقد علق على منشوري والمنشورات اللاحقة الوف الاصدقاء وكتبوا كلمات غالية صادقة وعزيزة وذهب اخرون لنشر منشورات على صفحاتهم وكتب اخرون قصائد راقية وذهب عدد اخر الى الصحف لنشر مقالات واعمدة ( جريدة العالم وجريدة الزمان) وذهب احد الابناء البررة ليصدح بصوته القوي في احد البرامج من احدى الفضائيات المعروفة ليقول ( ان دكتور مناف انزه من النزاهة) وغيرها من المواقف النبيلة والرائعة والراقية او من خلال التلفونات او عبر الحديث المباشر عبر الخاص . ( اعمل الان لتوثيق كل تلك المواقف النبيلة ). وامام ذلك فقد اسهمت هذه المواقف الصادقة في التخفيف عني وشد ازري وعزمت وتوكلت على الله وقررت ان اسعى بنفسي لرد التهمة مهما كلفني الامر من نتائج ...
حينما علمت ان الموضوع يحتاج الى جهد قانوني فقد وكلت محاميا من كربلاء هو الاستاذ حميد الشافعي للتوكل عني وقد تبين ان الامر يعود الى نهاية عام 2002 عندما كنت في حينها رئيسا لجامعة كربلاء حينما قامت الشعبة الهندسية بتنفيذ عمل يتعلق بدفن الخندق المحصور مابين سياج الجامعة الجديدة والشارع العام بالتراب .. وحين تركت الوظيفة بسبب الاحتلال كان اكثر من 70بالمية من ذلك العمل منجزا .
وفي ظل الفوضى الادارية التي اعقبت الاحتلال والاندفاعات الانتقامية فقد عد ( البعض) ان هذا العمل كان يفترض ان يكون عبر مناقصة اصولية واتهموني بأني قد اوعزت الى شخص كان يشرف على بناء السياج والبوابة بتنفيذ ذلك العمل..؟؟؟؟؟.. ومثلما علمت من خلال الاوليات ان الموضوع اثير عندما انجز المعني العمل وطالب ببقية حقوقه من الاخ رئيس الجامعة الذي جاء بعدي .
لقد بلغت سنوات التدقيق والتحقيق والكتابات عن اسباب وكيفية دفن (الخندق العظيم ؟؟؟) داخل الجامعة او من خلال المخاطبات مع الوزارة وصولا الى محكمة جنايات كربلاء سبع سنوات اذ تم الحكم علي غيابيا عام 2010 بتهمة احالة عمل بشكل غير قانوني..؟؟؟. وجرى كل ذلك وانا خارج العراق حيث كنت اعمل استاذا جامعيا في اليمن ولم يبلغني احد اطلاقا لا بتلك الاجراءات ولابموعد المحكمة ؟؟ ولو كنت قد عرفت في حينه لحضرت ودافعت عن نفسي وعن التهمة الباطلة التي كان هدفها الاساءة لاسباب ودوافع معروفة لاحاجة لتحديدها؟؟؟؟.
بعد ان انجز السيد المحامي كل متطلبات حضوري تجاوزت كل التحذيرات وقررت الذهاب بنفسي فمثلت امام مكتب النزاهة في كربلاء يوم 19 كانون الثاني ووجدت هناك تفهما مهنيا لقضيتي وعرضا سريعا اصوليا للاوراق على القضاء الذي اطلق سراحي بكفالة وتحديد موعد للمرافعة... وبعد تاجيل واحد بسبب ظروف السيد المحامي عدت للمحكمة يوم 23 شباط ... وجرت جلسة محاكمة استمعت المحكمة لجواب جامعة كربلاء على استفسارها وقد كان جوابا مهنيا عبر عن موضوعية من اعده وانجزه ومن ثم رفعه والذي اكد بشكل تحريري ومن خلال مذكرة قرأها الممثل القانوني للجامعة (بعدم وجود هدر للمال العام. وان ذلك العمل منفذا بالكامل .). وحينما وصل الامر لي تكلمت بقوة امام الحضور وقلت( كنت انتظر ان احضر لكربلاء هذا اليوم لاكرم لكوني مؤسس للجامعة وليس متهما بتهمة باطلة بالكامل) وقلت مخاطبا رئاسة المحكمة...انا عملت في الجامعة لمدة سنة واسسستها وطورت المجمع الجامعي الذي يسمى الان بالقديم بشكل ابهر الجميع وحصلت بعد عناء على ارض شرعت بسرعة لوضع التصاميم والمخططات واسرعت بالاجراءات وخطوات العمل في الموقع الجديد ونفذت في الموقعين (23) فقرة عبر مناقصات اصولية ودعوات مباشرة وتنفيذ مباشر وان اغلب تلك الفقرات قد نفذت بالكامل والمتبقي كان التنفيذ فيه مابين 30 الى 70 بالمية وقد سلمت الجامعة دون ان يسرق منها قلم واحد وهي الجامعة الوحيدة من بين كل جامعات العراق التي لم تسرق )... وقلت ان التهمة هي باطلة بالكامل فلم يكن العمل بايعاز مباشر مني للتنفيذ بل كان عبر (دعوة مباشرة ) تم اعلانها وتقدمت لتنفيذها عدة اطراف وتم اختيار اقل وافضل العروض.... وقلت ايضا ان مايؤكد وجود غرض سيء ان كل مايهمني ويؤكد مصداقية الاجراءات الرسمية والقانونية والاصولية التي اتخذتها قد رفعت من الملفة ؟؟؟ وان المحكمة السابقة كانت قد اعتمدت على اقوال شفوية قدمها البعض من المعنيين للتخلص من المشكلة ودفعوها الى شخص غائب مقيم خارج البلد ؟؟ وساعد في كل ذلك وجود رئاسة جامعة في حينها كان باستطاعتها غلق التحقيقات .
وامام هذا الدفاع وامام هذه الايضاحات طلب الدعاء العام ومن ثم المحكمة تقديم شهود لتأكيد ما ذهبت اليه وقدمت لهم اربعة اسماء من المهندسين في حينها.
وفي ضوء ذلك اجلت المحاكمة ليوم الثامن من اذار.. وعندما كان الشهود يتهيئون بحماسة عالية للحضور وقول كلمة الحق وجد السيد المحامي حينما تاكد لديه ان لاداع للاطللة وان باستطاعته حسمها عاد في اليوم التالي ليقدم لرئاسة المحكمة طلبا طلب فيه اعادة الوصف القانوني للتهمة الى مادة اخرى بسبب سقوط ابرز ركن في الاتهام(وهو عدم وجود هدر في المال العام )وقد وافقت رئاسة المحكمة على ذلك الامر الذي مهد لغلق القضية قانونيا... وبالتالي حسم الامر واغلقت القضية وسقطت التهمة الباطلة واصبح الطريق سالكا لرفع منع السفر....
واخيرا اقول (وربما اعود لذلك في منشورات لاحقة)لقد وجدت استقبالا طيبا اينما ذهبت ووجدت كلمات لم اتمالك من تحملها فتساقطت الدموع من عيني اكثر من مرة وكانت كل تلك المواقف تشيد بما قدمت ووجدت هيئة محكمة عادلة ومتفهمة ولاحظت ذلك من خلال الاجراءات والاصاغ الجيد لما قدمت وتفهما موضوعيا لدفاعي.... ووجدت اناسا اخيارا قدموا لكفالتي وكان احدهم الاستاذ (ابو المعتصم الشمري)وهو من الذين لم يكن قد عرفني في السابق بشكل مباشر ولكن سمع عني فضلا عن اخرين حضروا للمحكمة
لقد كانت اشهرا صعبة وشاقة اثرت علي صحيا ونفسيا وماديا فقد فقدت بسببها عملي ولكن كانت سنة ( شدائد )عرفت فيها (عدوي) من صديقي وبشكل عام اعدها اختبارا وامتحانا ربانيا والحمد لله رب العالمين.
ان (النداوي )عبد المناف الانسان الذي دخل معترك الادارة الجامعية منذ ثمانييات القرن الماضي كان يعمل بحزم وبنظافة يد ووظف كل طاقاته لخدمة بلده وترك ماعمله لحكم التاريخ والناس وخرج من الوظيفة عام 2003 وغادر البلد مضطرا وامن نفقات البحث عن عمل بعد ان باع قطعة ارض بمبلغ بخس كانت الدولة في حينها قد وزعتها لاساتذة الجامعات سيبقى ذلك الانسان الذي يحب العراق ويعشقه حتى بعد ان جار عليه الزمن وتجاوزت عليه قلة من سقط المتاع . وتبقى جامعة كربلاء والاخيار فيها في القلب حتى اخر لحظة من حياته .
وهنا لابد من الاشارة الى دور اخوي مميز بذله معي اخي وابن خالي الدكتور ابراهيم النداوي من خلال معايشته معي لكل التفاصيل ومرافقته لي في كل الخطوات بما فيها نزول دموعه الغالية حينما كان يسمع من الاخيار والاشراف الكلام الطيب عني . وهنا اقول ل( ابي تمارا) الغالي كفيت ووفيت ايها العزيز..
واختم حديثي مستشهدا بقوله تعالى(( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
************************************
* مبروك والحمد لله والحق لابد ان يظهر والدكتور عبد المناف شكر النداوي رئيس جامعة كربلاء قبل الغزو الاميركي البغيض 2003 رجل معروف ونزيه وجاد واداري ناجح وانسان نبيل ومؤرخ ثبت اكتبوا اليه -احبتي - وقدموا التهنئة له لبراءته .
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف