الرصافي والشريف حسين
ابراهيم العلاف
كان الشاعر العراقي معروف الرصافي (توفي سنة 1945 ) معروفا بكرهه للانكليز، وللشريف حسين وللملك فيصل الاول ، وللملكية في العراق . وقد كان من دعاة الجمهورية وقد عبر عن موقفه من الشريف حسين شريف مكة وثورته ضد الدولة العثمانية ، وتحالفاته مع الانكليز خلال الحرب العالمية الاولى .. وله عدة قصائد في هذا المجال ومما قاله قصيدة بعنوان (ثالث ثلاثة ) هاجم فيها الشريف حسين بن علي شريف مكة بسبب اعلان ثورته ضد الدولة العثمانية والتي اوردها الاستاذ عبد الرزاق الهلالي في مقال له في مجلة (البلاغ ) البغدادية السنة 6 العدد 4 - 1976- ومطلع هذه القصيدة :
هي النفوس وان لم تبلغ الحلما *** مطبوعة الطبع إن لؤمنا وإن كرما
وقال فيها :
قالوا الشريف فإن صحت شرافته *** لم ينقض العهد أو لم يخفر الذمما
وكيف وهو الذي بانت خيانته *** فصرحت عن طباع تخجل الكرما
لم تكفه في مجال الغي فتنته *** حتى غدا بعدو الله معتصما
وكما هو معروف ؛ فإن الملك فيصل عندما كان ملكا على سوريا كان غاضبا على الرصافي بسبب هذه القصيدة لذلك لم يعره اهتماما عندما جاء دمشق فإضطر الرصافي الى مغادرتها حانقا للعمل في التدريس في القدس .وعندما صار فيصل ملكا على العراق نشر الرصافي قصيدته التي هاجم فيها الملك فيصل وقال انه يعدد اياما ويقبض راتبا ، وان الامور بيد المستعمرين الانكليز . وقد عاتب الملك الرصافي وقال له انه ليس كما يقول . ويبدو ان الرصافي دفع ثمنا لهذا الموقف فقد انتهى به الامر صاحب ( جنبر ) يبيع السيكائر والشخاط في الساحة التي تعرف اليوم بساحة الرصافي ببغداد .. وقد ظلت الاسرة الملكية حاقدة على الرصافي حتى ان الوصي عبد الاله عاتب الدكتور ابراهيم عاكف الالوسي الوزير انذاك بسبب حضوره تشييع الرصافي 1945 قائلا له انه عدونا فكيف تحضر تشييعه وانت وزير في دولتنا ..؟ ومن الغريب ان ينكل الانكليز بالشريف حسين وينفوه الى قبرص ويتخلصوا من كل وعودهم له بإقامة الدولة العربية المستقلة وبدلا من ذلك اقتسموا البلاد العربية مع الفرنسيين واعطوا فلسطين للصهاينة ...انه التاريخ هكذا يقول .
تلكم هم الرجال فقد قال أيضا : كان لي وطن ألكي لنكبته
ردحذفواليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا أرى في بلاد كنت أسكنها
إلا حثالة ناس قاءها الزمن
وكأنه كان يقرأ من وراء الحجب فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنانه