خطة غزو العراق 2003 تعود الى سنة 1979
ذكر البروفيسور ويليام آر بولك في كتابه :" كيف نفهم العراق ؟ " والذي ترجمه الدكتور حازم طالب مشتاق عن خطة غزو العراق التي تمت في سنة 2003 انها تعود الى سنة 1979 وقال بالنص:" الواقع أن خطط الحرب الأمريكية الخاصة بالتدخل العسكري القادم بدأت قبل ١٢ عاماً من حرب الخليج الأولى. ففي الصفحة رقم ١٥٨ من عدد مجلة فورتشين، الصادر بتاريخ ٧ مايو ١٩٧٩، تحدثت مقالة بعنوان "ماذا لو غزت العراق الكويت؟" عن ردة الفعل الأمريكية تجاه غزو عراقي محتمل للكويت. وأعرب معد المقالة عن الرأي الأمريكي القائل إن العمال اليمنيين في السعودية، وحوالي ٤٠٠ ألف فلسطيني في الكويت، يشكلون عناصر عدم استقرار في الخليج.
وهكذا جاءت حرب الخليج الأولى لتخلص البلدين من عبء مئات الألوف من أبناء الجنسيتين الذين غادروا دول الخليج النفطية بعد الحرب. بتاريخ ٨ يونيو ١٩٧٤، وقع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر اتفاقية خاصة بتشكيل لجنة أمريكية سعودية مشتركة للتعاون الاقتصادي، وهدف رئيسي هو التعاون في المجال المالي. وفي هذا السياق، وقعت وزارة الخزانة الأمريكية اتفاقية مع سلطة النقد السعودية بهدف "إقامة علاقات جديدة مع الخزانة الأمريكية فيما يتعلق بعمليات الإقراض، وذلك من خلال بنك الاحتياط الفيدرالي نيويورك"، وبموجب هذه الاتفاقية، فإن سلطة النقد السعودية ستشتري سندات خزانة أمريكية جديدة مع فترة استحقاق سنة على الأقل. تأثرت الدول المتقدمة في أوروبا واليابان بالصدمة النفطية التي أعقبت حرب أكتوبر ١٩٧٣، إلاّ أن اقتصادياتها المتطورة وحقيقة الامر انها كانت على علم مسبق بما سيحدث، حيث تلقت تحذيراً بذلك قبل ستة أشهر من الحرب، وتحديداً بعد اجتماع مجموعة بيلدبيرغ في مايو، الأمر الذي مكن هذه الدول من استيعاب الصدمة من خلال تعديل سياستها الاقتصادية بسرعة. وحدها الدول النامية كانت الأشد تأثراً بما حصل، فقد أوقعتها آثار الصدمة النفطية في مصيدة الديون، التي لا تزال تعاني منها حتى الوقت الحاضر، بل إن أغنى الدول النفطية وجدت نفسها، وبعد شهر عسل قصير، تنضم إلى نادي الدول المدينة بما فيها السعودية بعد حرب الخليج الأولى. أما الرابحون الوحيدون من خطة كيسنجر تلك فكانوا: الوول ستريت وبنوك نيويورك ولندن والشركات النفطية العملاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق