الأربعاء، 24 يونيو 2015

صفحة من مذكراتي الموسومة :"جني العُمرْ :سيرة وذكريات " ....ابراهيم العلاف

صفحة من مذكراتي الموسومة :"جني العُمرْ :سيرة وذكريات " ....ابراهيم العلاف
نشأتُ في محلة رأس الكور، وهي من أقدم محلات الموصل، وفيها الجامع الأموي، والمعروف بمنارته المتميزة في معمارها المتواضع والبسيط والبدائي . والجامع الأموي يسمى اليوم بجامع المصفي نسبة إلى الحاج محمد مصفي الذهب الذي قام بترميمه في مطلع القرن العشرين .وقد بنى العرب المسلمون الجامع بعد دخولهم مدينة الموصل صلحا في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب سنة 16 هجرية .وتقوم الى جوار الجامع أماكن لصنع الاحتياجات المنزلية من( تنانير) الخبز و(براني )المؤونة و(كوز)الشرب و(حباب) الماء المصنوعة من الفخار ولهذا سميت المحلة برأس الكور .وقد أدركت في صباي عدد من الشخصيات التي سكنت المحلة واشتهرت فيما بعد منها الكاتب والقاص والسياسي اليساري والمربي المبدع والرائد ذو النون ايوب صاحب القصص والروايات الشهيرة ومنها مجموعته القصصية :" برج بابل" ، وروايته :"الدكتور إبراهيم " التي عرض فيها بشخصية الدكتور محمد فاضل الجمالي الذي تولى في العهد الملكي 1921-1958 مناصب عديدة منها وزير المعارف ورئيس الوزراء .وكذلك الشاعر والكاتب والحقوقي حازم سعيد احمد .هذا فضلا عن بيوتات الحاج احمد النوح رئيس صنف العلافين وصاحب مبادرة تأسيس حزب للعمال في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين ،والحاج احمد الدرزي التاجر المعروف، والأستاذ المربي يوسف كنعان،والأستاذ طه القليه جي المربي ومدير إحدى المدارس الابتدائية . ويحيى حياوي مختار المحلة أبو ربيع صديقي وحمد الصادق العلاف أبو نافع صديقي الموظف في دائرة التسجيل العقاري في الموصل (الطابو ) وحمدان العلاف (أبو عبد الله ) ويونس الاشقر(أبو ذنون ) . وكان دارنا حتى 1942 ،هو دار جدي احمد الحامد العلاف في زقاق يسمى زقاق كمولة ثم انتقل بيت جدي إلى الدار الذي ولدت فيه والملاصق لجامع عبد الله بك بن شريف بك القائم حاليا ويسكن في دارنا العند كتابة هذه السطور أولاد عمي غانم وأولاد عمي سالم وهما من اشترى البيت من الورثة في تسعينات القرن الماضي .
كان هناك في محلة رأس الكور عدد من المعالم، أبرزها قهوة السيد سعيد وقهوة حامد الحياوي وهناك القسطل في قليعات القريب من بيتنا والمدرسة القحطانية التي انتقلت الى مكان آخر بعيد عن محلتنا فاضطررت الى الانتقال وأنا في الصف الثاني الابتدائي إلى مدرسة أبي تمام في محلة عبدو خوب القريبة من محلتنا ومحلة دكة بركة أي قرب بيوت الحاج طالب وال توحلة وبيت إسماعيل عباوي الضابط الشهير الذي اتهم بقتل وزير الدفاع الفريق الركن جعفر العسكري اثر انقلاب الفريق الركن رئيس أركان الجيش بكر صدقي في تشرين الثاني سنة 1936 وقد أصبح إسماعيل عباوي في عهد اللواء الركن عبد الكريم قاسم 1958-1963 مديرا لشرطة الموصل اثر فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر حامية الموصل في اذار 1959 .وكان هيثم بن إسماعيل عباوي صديقي وزميلي في مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين . كما كانت شقيقته هناء طبيبة نسائية مشهورة في الموصل وكان من زملائي في المدرسة حكمت نجم وأكرم طه الخشاب ولي معهما صور تذكارية التقطناها في إحدى السفرات على طريق الموصل –دهوك وفي منطقة جميلة تعرف ب(البقاق ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...