اليوم 25 حزيران 2015 الذكرى 130 لميلاد الصحافة الموصلية :
ابراهيم العلاف
في الموصل الولاية العراقية العثمانية الثانية بعد بغداد ظهرت الصحافة ، ففي الخامس والعشرين من حزيران سنة 1885 صدر العدد الأول من جريدة ((موصـل)) وهي جريدة مماثلة لجريدة (زوراء) التي صدرت ببغداد في الخامس عشر من حزيران سنة 1869 . وكان صدور الموصل بأربع صفحات بالحجم المتوسط مقاس 43×27سم وكانت كل صفحة تتألف من ثلاثة أعمدة ، والصفحتان الأولى والثانية باللغة التركية ( الحروف العربية) أما الثالثة والرابعة فكانت باللغة العربية وقد شغلت إدارة الجريدة بناية صغيرة في سراي الولاية بمدينة الموصل وجاء في ترويسة الجريدة : إنها (( الجريدة الرسمية للولاية تنشر مرة كل أسبوع ))
واحتوت الصفحة الأولى من الأعلى معلومات تتعلق بالعدد وادارة المطبعة وعبارة هي (( بخصوص الأشتراك يراجع مباشرة تحريرات الولاية ، وتاريخ الصدور واجرة النشر عن كل سطر يتكون من خمس كلمات قرش واحد )) ، ولم يشاهد في الجريدة أي صور أو عمل فني زنكغرافي باستثناء كلمة ((موصـل)) التي كتبت بخط النسخ .
كان يوم الخميس موعداً لصدور الجريدة وقد استمرت على الصدور حتى سنة 1949 ويمكن أن نميز أربع مراحل في تاريخها .. تبدأ المرحلة الأولى منذ صدورها في 25 حزيران 1885 وحتى إعادة العمل بالدستور العثماني 1876 في 23 تموز 1908 . وتمتد المرحلة الثانية منذ 1908 حتى قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914.وبعد الاحتلال البريطاني للموصل سنة 1918 استمر صدور الجريدة حتى سنة 1934 .. وهذه هي المرحلة الثالثة من تاريخ الجريدة أما المرحلة الرابعة فتبدأ من سنة 1947 حين أصدرها مرة أخرى بعد انقطاع يونان عبو اليونان ، واستمرت في الصدور حتى 1949 .
عبرت جريدة ((موصـل)) عن وجهة نظر الحكومة العثمانية أي إنها كانت جريدة رسمية ، لكن هذا لم يمنع المشرفين عليها من متابعة الأخبار والحوادث في الولاية خاصة وأنها خصصت باباً أسمته (( أحداث الولاية)) ، تناولت فيه أخبار ولاية الموصل السياسية والاقتصادية والعسكرية وقد اعتادت الجريدة على نشر بعض مضامين خطب الجمعة ولم تهمل الأخبار الخارجية وقدمت الكثير من النصائح الزراعية والصحية للناس . وتميزت عن الزوراء في أن أسلوبها كان أدبيا واضحاً لا أثر للركاكة التي زخرت بها صفحات الزوراء ويمكن أن نعزو سبب ذلك إلى أن معظم المشرفين على جريدة موصل كانوا من الأدباء والكتاب الموصليين العرب
. وعلى الرغم من قول روفائيل بطي أن جريدة الموصل لم يكن لها اثر يذكر على الحياة الفكرية في المدينة لانتشار الجهل والأمية بين الناس إلا أن دراستنا لتلك الجريدة تبين أنها قامت بدورها في توعية الأهالي صحياً واجتماعياً وفكرياً وقد ازداد
ذلك على نحو اكبر في العهد الدستوري العثماني وما بعده .
*للتفاصيل انظر مقالتنا في موقع كلكامش والرابط :http://www.gilgamish.org/printarticle.php?id=8534
— مع الدكتور ابراهيم خليل العلاف مؤرخ وصحفي وكاتب.عبرت جريدة ((موصـل)) عن وجهة نظر الحكومة العثمانية أي إنها كانت جريدة رسمية ، لكن هذا لم يمنع المشرفين عليها من متابعة الأخبار والحوادث في الولاية خاصة وأنها خصصت باباً أسمته (( أحداث الولاية)) ، تناولت فيه أخبار ولاية الموصل السياسية والاقتصادية والعسكرية وقد اعتادت الجريدة على نشر بعض مضامين خطب الجمعة ولم تهمل الأخبار الخارجية وقدمت الكثير من النصائح الزراعية والصحية للناس . وتميزت عن الزوراء في أن أسلوبها كان أدبيا واضحاً لا أثر للركاكة التي زخرت بها صفحات الزوراء ويمكن أن نعزو سبب ذلك إلى أن معظم المشرفين على جريدة موصل كانوا من الأدباء والكتاب الموصليين العرب
. وعلى الرغم من قول روفائيل بطي أن جريدة الموصل لم يكن لها اثر يذكر على الحياة الفكرية في المدينة لانتشار الجهل والأمية بين الناس إلا أن دراستنا لتلك الجريدة تبين أنها قامت بدورها في توعية الأهالي صحياً واجتماعياً وفكرياً وقد ازداد
ذلك على نحو اكبر في العهد الدستوري العثماني وما بعده .
*للتفاصيل انظر مقالتنا في موقع كلكامش والرابط :http://www.gilgamish.org/printarticle.php?id=8534
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق