لمناسبة الذكرى 130 لصدور جريدة " موصل" في العهد العثماني 25 حزيران 1885
الصحافة الموصلية في الخمسينات من القرن الماضي
ابراهيم العلاف
ولقد شهدت سنوات الخمسينيات نهضة صحفية واسعة النطاق ولم تأت ثورة 14 تموز 1958 وحينها سقط النظام الملكي وتأسست جمهورية العراق حتى كانت الموصل تزخر بالصحف والمجلات ، ولئن توقف البعض عن الصدور أو احتجب البعض الآخر فان عدد الصحف قد تجاوز الثلاثين جريدة ومجلة نذكر منها جريدة فتى العراق وجريدة الهدف وجريدة الراية وجريدة فتى العرب وجريدة المثال وجريدة اللواء وجريدة الهدى وجريدة وحي القلم وجريدة صدى الأهالي وجريدة صوت الأمة .
ومجلة المجلة التي صدر عددها الأول في الأول من تشرين الأول 1938 واستمرت بالصدور في بغداد اعتباراً من يوم 16 آذار 1941 وكانت تعد لما قال الأستاذ الدكتور الناقد المرحوم علي جواد الطاهر من (( نوادر الصحافة العراقية كما بين سطورها من جهد وإخلاص ومعاناة ووطنية وطموح )) وقد بنى الدكتور الطاهر رأيه هذا على حقيقة مفادها أن المجلة كانت بحق (( مجال الأقلام الممتازة ، وملتقى العقول المفكرة )) فلقد عكست اتجاهاً أدبيا تقدمياً وامتلأت صفحاتها بألوان من الثقافة الإنسانية وفنون الأدب الحديث وروائع القصص المحلية والعربية والعالمية )).
من الحقائق التي ينبغي عدم تجاوزها عند التاريخ لبواكير العمل الصحفي في الموصل ، أن أجيالا متعاقبة من الصحفيين الموصليين قدموا عصارات تجربتهم الصحفية ليس من خلال ما صدر في الموصل من صحف وحسب بل ومن خلال ما أرسوه من تقاليد صحفية في بغداد وعدد من محافظات البلاد وما أصدروه من صحف ومجلات كانت تمثل علامات بارزة في تاريخ الصحافة العراقية وإذا ما أردناه أن نقف عند سيرة ومجهودات الرواد من الصحفيين الموصليين فإننا نحتاج إلى وقت طويل وجهد عظيم ، ولكن لا بأس من أن نورد بعض أسماء أولئك الصحفيين ولعل من أبرزهم خير الدين العمري وفتح الله سرسم ورشيد الخطيب وعلي الجميل وصديق الدملوجي ومكي صدقي الشربتي ويونان عبو اليونان وجميل دلالي واحمد سعد الدين زيادة وإبراهيم الجلبي وحمادي الناهي وعبد الباسط يونس ويوسف الحاج الياس ومتي فرنكول وسليمان صايغ وذو النون أيوب وعبد الجبار الجومرد وغربي الحاج احمد ومحي الدين أبو الخطاب وذوالنون ايوب وذو النون شهاب ومحمود فوزي الغلامي ( مفتي الشافعية ) وفخري الخيرو ومحمد رؤوف الغلامي ومحمود الجلبي وبولس بهنام وجار الله العلاف ، واحمد سامي الجلبي ، ورمزي العمري ومحيي الدين توفيق ابراهيم وعبد الغفار الصائغ.
كما قدمت الموصل للتراث الصحفي العراقي نخبة من الصحفيين الذين أسهموا في إرساء أسس الصحافة العراقية من خلال إصدارهم صحفاً متميزة في بغداد كان لها دورها الفاعل ومواقفها المعروفة على صعيد العمل الصحفي والسياسي والاجتماعي نذكر منهم على سبيل المثال داؤد صليوا صاحب جريدة صدى بابل وسليم حسون صاحب جريدة العالم العربي وروفائيل بطي صاحب جريدة البلاد وتوفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان ويحيى قاسم صاحب جريدة الشعب . ومما يذكر على صعيد العمل الصحفي الموصلي أن صحافة الموصل في بداياتها الأولى وسنوات نشأتها وتطورها في المراحل اللاحقة عرفت تعدداً في أنماطها واتجاهاتها ، فعلى صعيد الأنماط كانت هناك صحافة سياسية وصحافة أدبية وصحافة رياضية وعلى صعيد الاتجاهات فان الموروث الصحفي الموصلي يتضمن الكثير من الصحف التي عبرت عن الاتجاهات الدينية والقومية والاشتراكية والليبرالية التي زخرت بها الحياة السياسية في العراق المعاصر . فعلى سبيل المثال كانت جريدة العهد لسان حال حزب الاستقلال وقد صدر عددها الأول ، في 20 كانون الثاني 1925 . أما الحزب الوطني الديمقراطي فكانت له جريدة تنطق باسمه في الموصل باسم (المستقبل) وقد صدر عددها الأول في 25 تشرين الأول 1948 وكان لحزب الأحرار جريدة بأسم (صدى الأحرار) وقد صدر عددها الأول في 7 أيلول 1948 . وكانت جريدة النضال التي صدر عددها الأول في 29 آذار 1948 لسان حال حزب الاستقلال وبعد أن فتح حزب الجبهة الشعبية المتحدة فرعا له في الموصل في 13 كانون الأول 1951 اصدر جريدته (الهدى).
أن مسيرة الصحافة الموصلية لم تتوقف منذ صدور العدد الأول من جريدة موصل في الخامس والعشرين من شهر حزيران 1885 وحتى 1958 فلقد تعددت أنماطها وتنوعت نشاطاتها واهتماماتها واتضحت آثارها السياسية والاجتماعية والفكرية من خلال تيقظ الأفكار واتساع دائرة المثقفين وتزايد وعيهم السياسي وبضرورة السعي من اجل الحرية والتحرر والاستقلال والبناء، وقمين بنا أن نذكر جهود أولئك الذين وقفوا وراء هذا التراث الصحفي الثر والعمل على تدوين مجهوداتهم ودراسة تجاربهم واستحضار ما كانوا يؤمنون به من مبادئ وقيم نبيلة .
*************************************
انظر مقالتي في :
الصحافة الموصلية في الخمسينات من القرن الماضي
ابراهيم العلاف
ولقد شهدت سنوات الخمسينيات نهضة صحفية واسعة النطاق ولم تأت ثورة 14 تموز 1958 وحينها سقط النظام الملكي وتأسست جمهورية العراق حتى كانت الموصل تزخر بالصحف والمجلات ، ولئن توقف البعض عن الصدور أو احتجب البعض الآخر فان عدد الصحف قد تجاوز الثلاثين جريدة ومجلة نذكر منها جريدة فتى العراق وجريدة الهدف وجريدة الراية وجريدة فتى العرب وجريدة المثال وجريدة اللواء وجريدة الهدى وجريدة وحي القلم وجريدة صدى الأهالي وجريدة صوت الأمة .
ومجلة المجلة التي صدر عددها الأول في الأول من تشرين الأول 1938 واستمرت بالصدور في بغداد اعتباراً من يوم 16 آذار 1941 وكانت تعد لما قال الأستاذ الدكتور الناقد المرحوم علي جواد الطاهر من (( نوادر الصحافة العراقية كما بين سطورها من جهد وإخلاص ومعاناة ووطنية وطموح )) وقد بنى الدكتور الطاهر رأيه هذا على حقيقة مفادها أن المجلة كانت بحق (( مجال الأقلام الممتازة ، وملتقى العقول المفكرة )) فلقد عكست اتجاهاً أدبيا تقدمياً وامتلأت صفحاتها بألوان من الثقافة الإنسانية وفنون الأدب الحديث وروائع القصص المحلية والعربية والعالمية )).
من الحقائق التي ينبغي عدم تجاوزها عند التاريخ لبواكير العمل الصحفي في الموصل ، أن أجيالا متعاقبة من الصحفيين الموصليين قدموا عصارات تجربتهم الصحفية ليس من خلال ما صدر في الموصل من صحف وحسب بل ومن خلال ما أرسوه من تقاليد صحفية في بغداد وعدد من محافظات البلاد وما أصدروه من صحف ومجلات كانت تمثل علامات بارزة في تاريخ الصحافة العراقية وإذا ما أردناه أن نقف عند سيرة ومجهودات الرواد من الصحفيين الموصليين فإننا نحتاج إلى وقت طويل وجهد عظيم ، ولكن لا بأس من أن نورد بعض أسماء أولئك الصحفيين ولعل من أبرزهم خير الدين العمري وفتح الله سرسم ورشيد الخطيب وعلي الجميل وصديق الدملوجي ومكي صدقي الشربتي ويونان عبو اليونان وجميل دلالي واحمد سعد الدين زيادة وإبراهيم الجلبي وحمادي الناهي وعبد الباسط يونس ويوسف الحاج الياس ومتي فرنكول وسليمان صايغ وذو النون أيوب وعبد الجبار الجومرد وغربي الحاج احمد ومحي الدين أبو الخطاب وذوالنون ايوب وذو النون شهاب ومحمود فوزي الغلامي ( مفتي الشافعية ) وفخري الخيرو ومحمد رؤوف الغلامي ومحمود الجلبي وبولس بهنام وجار الله العلاف ، واحمد سامي الجلبي ، ورمزي العمري ومحيي الدين توفيق ابراهيم وعبد الغفار الصائغ.
كما قدمت الموصل للتراث الصحفي العراقي نخبة من الصحفيين الذين أسهموا في إرساء أسس الصحافة العراقية من خلال إصدارهم صحفاً متميزة في بغداد كان لها دورها الفاعل ومواقفها المعروفة على صعيد العمل الصحفي والسياسي والاجتماعي نذكر منهم على سبيل المثال داؤد صليوا صاحب جريدة صدى بابل وسليم حسون صاحب جريدة العالم العربي وروفائيل بطي صاحب جريدة البلاد وتوفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان ويحيى قاسم صاحب جريدة الشعب . ومما يذكر على صعيد العمل الصحفي الموصلي أن صحافة الموصل في بداياتها الأولى وسنوات نشأتها وتطورها في المراحل اللاحقة عرفت تعدداً في أنماطها واتجاهاتها ، فعلى صعيد الأنماط كانت هناك صحافة سياسية وصحافة أدبية وصحافة رياضية وعلى صعيد الاتجاهات فان الموروث الصحفي الموصلي يتضمن الكثير من الصحف التي عبرت عن الاتجاهات الدينية والقومية والاشتراكية والليبرالية التي زخرت بها الحياة السياسية في العراق المعاصر . فعلى سبيل المثال كانت جريدة العهد لسان حال حزب الاستقلال وقد صدر عددها الأول ، في 20 كانون الثاني 1925 . أما الحزب الوطني الديمقراطي فكانت له جريدة تنطق باسمه في الموصل باسم (المستقبل) وقد صدر عددها الأول في 25 تشرين الأول 1948 وكان لحزب الأحرار جريدة بأسم (صدى الأحرار) وقد صدر عددها الأول في 7 أيلول 1948 . وكانت جريدة النضال التي صدر عددها الأول في 29 آذار 1948 لسان حال حزب الاستقلال وبعد أن فتح حزب الجبهة الشعبية المتحدة فرعا له في الموصل في 13 كانون الأول 1951 اصدر جريدته (الهدى).
أن مسيرة الصحافة الموصلية لم تتوقف منذ صدور العدد الأول من جريدة موصل في الخامس والعشرين من شهر حزيران 1885 وحتى 1958 فلقد تعددت أنماطها وتنوعت نشاطاتها واهتماماتها واتضحت آثارها السياسية والاجتماعية والفكرية من خلال تيقظ الأفكار واتساع دائرة المثقفين وتزايد وعيهم السياسي وبضرورة السعي من اجل الحرية والتحرر والاستقلال والبناء، وقمين بنا أن نذكر جهود أولئك الذين وقفوا وراء هذا التراث الصحفي الثر والعمل على تدوين مجهوداتهم ودراسة تجاربهم واستحضار ما كانوا يؤمنون به من مبادئ وقيم نبيلة .
*************************************
انظر مقالتي في :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق