الدغل !!
ابراهيم العلاف
لعل من أخطر مايواجهه الفلاح ، كثرة الدغل في التربة الي يقوم بحراثتها وزراعتها .لذلك فهو يبذل جهودا مضينة من أجل تخليص تربته من الادغال والاتيان عليها مستخدما في ذلك وسائل واساليب كثيرة .ومن الغريب ان نرى في حياتنا ، ومن خلال مسيرتنا اليومية ، أناسا يشبهون الادغال في حجم الضرر الذي يتسببونه لمن يعيش بينهم ؛ فهم يزاحمون النبات الطيب ،والزهرة الجميلة ، والفسيلة الباسقة .. يزاحمون كل هذه الاشياء في المياه، وفي الهواء وفي كل ما يساعد على جعل الحياة حلوة وطيبة فهم يتطفلون على أسرار الناس ويسرقون جهدهم ويعبثون بمقدراتهم ويأخذون ما لايستحقون ..وبدل ان يعترفوا بجهد غيرهم فإنهم سرعان ما يتنكرون لمن يسدي لهم النصح ويتعالون على من قدم لهم المساعدة ، ويتوهمون بأنهم حصلوا ماحصلوا عليه نتيجة جهدهم وعرق جبينهم ..هم يعرفون بأنهم يسرقون افكار غيرهم ويسطون على نتاج الاخرين ، ويضعون اسماءهم على ما يكتبون دون ان يكونوا قد كابدوا أي جهد ولايرف لهم جفن واذا ما تلكأت الجريدة او المجلة في نشر ما يرسلون اعترتهم الدهشة ، واندلق لسانهم باللعن والتشهير . والاخطر من ذلك فإنهم يستخدمون اساليبهم الرخيصة في التقليل من قيمة اساتذتهم ، ومن له فضل عليهم .
ان تلك الادغال التي باتت ظروف اليوم مساعدة لهم في التنامي والانتعاش يتوهمون ان الدنيا اصبحت لهم وهي لن تدور عكس رغباتهم ومطامحهم وآمالهم المريضة ..فصاروا ينفخون في قاماتهم ويطيلونها بأحجام أكبر مما تستحق ولم يكتفوا بذلك بل باتوا على وهم كبير بأن أحدا لم يعد يعرف ما يفعلونه وما يقولونه وما ينشرونه من اوهام واساطير واقاويل لاتقوى على الوقوف أمام حقائق الامور ، وطبائع الاشياء واذا ماظل مثل هؤلاء على أوهامهم فان الايام سرعان ما سوف تثبت لهم انهم لايمكن ان يشكلوا في المجتمع الا دغلا لاينفع بل يضر ليس من حولهم وحسب بل ويضرهم هم انفسهم لذلك لابد لمثل هؤلاء ان يدركوا بأن حبل الكذب قصير ، وأن الاوهام تبقى اوهاما ، والدغل لابد من التخلص منه ضمانا للحياة والنمو ولسيادة قيم الخير والصدق والجهد والمكابدة وتحمل المسؤولية والتشبث بكل ماهو جميل وحيوي وخلاق . بسم الله الرحمن الرحيم "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " . صدق الله العظيم .
____________________________________________
• نشرت بتوقيع "أبو سنا " في جريدة "فتى العراق " الموصلية 25 تشرين الاول 2008 .
ابراهيم العلاف
لعل من أخطر مايواجهه الفلاح ، كثرة الدغل في التربة الي يقوم بحراثتها وزراعتها .لذلك فهو يبذل جهودا مضينة من أجل تخليص تربته من الادغال والاتيان عليها مستخدما في ذلك وسائل واساليب كثيرة .ومن الغريب ان نرى في حياتنا ، ومن خلال مسيرتنا اليومية ، أناسا يشبهون الادغال في حجم الضرر الذي يتسببونه لمن يعيش بينهم ؛ فهم يزاحمون النبات الطيب ،والزهرة الجميلة ، والفسيلة الباسقة .. يزاحمون كل هذه الاشياء في المياه، وفي الهواء وفي كل ما يساعد على جعل الحياة حلوة وطيبة فهم يتطفلون على أسرار الناس ويسرقون جهدهم ويعبثون بمقدراتهم ويأخذون ما لايستحقون ..وبدل ان يعترفوا بجهد غيرهم فإنهم سرعان ما يتنكرون لمن يسدي لهم النصح ويتعالون على من قدم لهم المساعدة ، ويتوهمون بأنهم حصلوا ماحصلوا عليه نتيجة جهدهم وعرق جبينهم ..هم يعرفون بأنهم يسرقون افكار غيرهم ويسطون على نتاج الاخرين ، ويضعون اسماءهم على ما يكتبون دون ان يكونوا قد كابدوا أي جهد ولايرف لهم جفن واذا ما تلكأت الجريدة او المجلة في نشر ما يرسلون اعترتهم الدهشة ، واندلق لسانهم باللعن والتشهير . والاخطر من ذلك فإنهم يستخدمون اساليبهم الرخيصة في التقليل من قيمة اساتذتهم ، ومن له فضل عليهم .
ان تلك الادغال التي باتت ظروف اليوم مساعدة لهم في التنامي والانتعاش يتوهمون ان الدنيا اصبحت لهم وهي لن تدور عكس رغباتهم ومطامحهم وآمالهم المريضة ..فصاروا ينفخون في قاماتهم ويطيلونها بأحجام أكبر مما تستحق ولم يكتفوا بذلك بل باتوا على وهم كبير بأن أحدا لم يعد يعرف ما يفعلونه وما يقولونه وما ينشرونه من اوهام واساطير واقاويل لاتقوى على الوقوف أمام حقائق الامور ، وطبائع الاشياء واذا ماظل مثل هؤلاء على أوهامهم فان الايام سرعان ما سوف تثبت لهم انهم لايمكن ان يشكلوا في المجتمع الا دغلا لاينفع بل يضر ليس من حولهم وحسب بل ويضرهم هم انفسهم لذلك لابد لمثل هؤلاء ان يدركوا بأن حبل الكذب قصير ، وأن الاوهام تبقى اوهاما ، والدغل لابد من التخلص منه ضمانا للحياة والنمو ولسيادة قيم الخير والصدق والجهد والمكابدة وتحمل المسؤولية والتشبث بكل ماهو جميل وحيوي وخلاق . بسم الله الرحمن الرحيم "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " . صدق الله العظيم .
____________________________________________
• نشرت بتوقيع "أبو سنا " في جريدة "فتى العراق " الموصلية 25 تشرين الاول 2008 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق