وصية ملك لابنه :
ابراهيم العلاف
في السنة الدراسية 1964-1965 كان الاستاذ الدكتور فيصل الوائلي رحمه الله يدرسنا ونحن طلبة في قسم التاريخ في كلية التربية –جامعة بغداد مادة التاريخ القديم ....درسنا مادة تاريخ العراق القديم وحضاراته في الصف الاول وفي الصف الثاني درسنا تاريخ مصر القديمة وتاريخ الكنعانيين الفنيقيين والاراميين والعبرانيين ووقف في تاريخ مصر القديم عند مصادره وخاصة ما يتعلق بمصادر الاسرة العاشرة ومن هذه المصادر : " وصية ملك لابنه " ..ومما قاله الاستاذ الدكتور فيصل الوائلي ان الملك المصري أراد ان ينصح إبنه ليكون قادرا على تحمل مسؤولية المُلك .. كفوءا في ادارة دفة البلاد .وقد قدم له خلاصة تجاربه واخطائه حتى لايقع في امثالها ولكن هذه الوصية اصبحت اليوم من مصادر التاريخ المصري القديم لانها تكشف نواح مهمة من الحياة وقد عدها المؤرخون من البقايا المهمة من بقايا الفترة الاولى من التاريخ المصري القديم .
يبدأ الملك بتحذير إبنه من( الثرثارين ) الذين يتكلمون كثيرا من اتباعه لانهم –برأيه – يسببون الانقسامات بين الشعب .وينصح إبنه بالقول في كيفية التعامل مع الثرثار :"اطرده ،إقتله ،إمح ذكره واتباعه الذين يحبونه "وكذلك يطلب من إبنه ان يكون بليغا وان يكون متحدثا لبقا فصيحا في الكلام فيقول :" اللسان كالسيف للانسان " .كما ينصحه بالرجوع الى اخبار السلف الصالح ، وقراءة أخبارهم وامجادهم وان يبتعد عن عمل الشر وان يتحلى بالصبر ليترك وراءه ذكرى حسنة .ويأمره أن لايكون جشعا طماعا .. كما ينصحه ان يبذل الجهود للحفاظ على حدود بلده :مصر وان لايدخر جهدا في رفعة شأن بلده .. وان يهتم بالناس ويرفع من مستواهم الاقتصادي ...
جاء في الوصية كذلك : ان الرجل الغني يجب ان لايحابي بل لابد من مراعاة الرجل الفقير وان لايخاف ويجب أن يقول الحق وما اعظم الشخص العظيم عندما يكون حوله رجالا عظماء ورجالا شجعان ويأمره ان يقيم العدل بين الناس وان يكون دائما مع الحق وان يبتعد عن ظلم الارامل واليتامى وان لايطرد الموظفين من أعمالهم جزافا .
يريد منه ان يكون عادلا بحزم ، وقوة ويقول له بالنص :"إحذر من ان تعاقب الناس دون خطأ جنوه ، ولاتقتل أحدا بدون ذنب مشهود ذلك شيئا غير مستحب ولكن عاقب بالضرب والاعتقال لتصلح الامور في البلاد اللهم الا الثائر عليك بعد ان تتثبت من أمره .وينصح الملك إبنه بأهمية العناية بالشباب وان يقربهم وان يمنحهم حقوقهم وعليه ان يكون عادلا بين اولاد الفقراء واولاد الاغنياء وان يكون أبا للشباب وان يقدر كل انسان حسب كفاءته .
واوصاه ان يُعنى بأمور دينه ، وان يهتم بلمعابد وان يقوم بالاعمال التي تُرضي العائلة .
ويقول الملك لابنه : إنك سوف لن تخلوا من الاعداء .. وان الاعداء لايهدأون .. وقد تنبأ العلماء ان جيلا سيقاتل جيل حتى في المقابر ؛ فإبتعد عن كل مايثير الفتن ، ويحدث الانقسامات وإبتعد عن الحروب كالتي وقعت بين الشمال والجنوب لان في ذلك تهديم للبلد واقتصادها .
ويختم الملك نصيحته لابنه بالقول: إن الانسان يخلد بأعماله ، وان لابد له ان يعترف بأخطائه وكلما كانت أعماله صالحة فسيكون سعيدا وان للانسان قيمة ، وان للخلق القويم قيمة ، وان لابد من العمل –بإستمرار – للحفاظ على حقوق الناس "
أحبتي هل تصدقون ان تاريخ هذه الوصية هو سنة 2262 قبل الميلاد .................رحم الله استاذي الدكتور فيصل الوائلي .. كان استاذا رائعا ..........
ابراهيم العلاف
في السنة الدراسية 1964-1965 كان الاستاذ الدكتور فيصل الوائلي رحمه الله يدرسنا ونحن طلبة في قسم التاريخ في كلية التربية –جامعة بغداد مادة التاريخ القديم ....درسنا مادة تاريخ العراق القديم وحضاراته في الصف الاول وفي الصف الثاني درسنا تاريخ مصر القديمة وتاريخ الكنعانيين الفنيقيين والاراميين والعبرانيين ووقف في تاريخ مصر القديم عند مصادره وخاصة ما يتعلق بمصادر الاسرة العاشرة ومن هذه المصادر : " وصية ملك لابنه " ..ومما قاله الاستاذ الدكتور فيصل الوائلي ان الملك المصري أراد ان ينصح إبنه ليكون قادرا على تحمل مسؤولية المُلك .. كفوءا في ادارة دفة البلاد .وقد قدم له خلاصة تجاربه واخطائه حتى لايقع في امثالها ولكن هذه الوصية اصبحت اليوم من مصادر التاريخ المصري القديم لانها تكشف نواح مهمة من الحياة وقد عدها المؤرخون من البقايا المهمة من بقايا الفترة الاولى من التاريخ المصري القديم .
يبدأ الملك بتحذير إبنه من( الثرثارين ) الذين يتكلمون كثيرا من اتباعه لانهم –برأيه – يسببون الانقسامات بين الشعب .وينصح إبنه بالقول في كيفية التعامل مع الثرثار :"اطرده ،إقتله ،إمح ذكره واتباعه الذين يحبونه "وكذلك يطلب من إبنه ان يكون بليغا وان يكون متحدثا لبقا فصيحا في الكلام فيقول :" اللسان كالسيف للانسان " .كما ينصحه بالرجوع الى اخبار السلف الصالح ، وقراءة أخبارهم وامجادهم وان يبتعد عن عمل الشر وان يتحلى بالصبر ليترك وراءه ذكرى حسنة .ويأمره أن لايكون جشعا طماعا .. كما ينصحه ان يبذل الجهود للحفاظ على حدود بلده :مصر وان لايدخر جهدا في رفعة شأن بلده .. وان يهتم بالناس ويرفع من مستواهم الاقتصادي ...
جاء في الوصية كذلك : ان الرجل الغني يجب ان لايحابي بل لابد من مراعاة الرجل الفقير وان لايخاف ويجب أن يقول الحق وما اعظم الشخص العظيم عندما يكون حوله رجالا عظماء ورجالا شجعان ويأمره ان يقيم العدل بين الناس وان يكون دائما مع الحق وان يبتعد عن ظلم الارامل واليتامى وان لايطرد الموظفين من أعمالهم جزافا .
يريد منه ان يكون عادلا بحزم ، وقوة ويقول له بالنص :"إحذر من ان تعاقب الناس دون خطأ جنوه ، ولاتقتل أحدا بدون ذنب مشهود ذلك شيئا غير مستحب ولكن عاقب بالضرب والاعتقال لتصلح الامور في البلاد اللهم الا الثائر عليك بعد ان تتثبت من أمره .وينصح الملك إبنه بأهمية العناية بالشباب وان يقربهم وان يمنحهم حقوقهم وعليه ان يكون عادلا بين اولاد الفقراء واولاد الاغنياء وان يكون أبا للشباب وان يقدر كل انسان حسب كفاءته .
واوصاه ان يُعنى بأمور دينه ، وان يهتم بلمعابد وان يقوم بالاعمال التي تُرضي العائلة .
ويقول الملك لابنه : إنك سوف لن تخلوا من الاعداء .. وان الاعداء لايهدأون .. وقد تنبأ العلماء ان جيلا سيقاتل جيل حتى في المقابر ؛ فإبتعد عن كل مايثير الفتن ، ويحدث الانقسامات وإبتعد عن الحروب كالتي وقعت بين الشمال والجنوب لان في ذلك تهديم للبلد واقتصادها .
ويختم الملك نصيحته لابنه بالقول: إن الانسان يخلد بأعماله ، وان لابد له ان يعترف بأخطائه وكلما كانت أعماله صالحة فسيكون سعيدا وان للانسان قيمة ، وان للخلق القويم قيمة ، وان لابد من العمل –بإستمرار – للحفاظ على حقوق الناس "
أحبتي هل تصدقون ان تاريخ هذه الوصية هو سنة 2262 قبل الميلاد .................رحم الله استاذي الدكتور فيصل الوائلي .. كان استاذا رائعا ..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق