تحولات الروائي الروسي الكبير ليو تولستوي وزوجته:
***************************************
الكاتب والروائي الروسي الكبير الكونت ليو تولستوي ، كان يعاني في مرحلة من حياته من غيرة وشكوى زوجته المستمرة .. وقد إكتشفت زوجته هذه الحقيقة بعد فوات الاوان ؛ فقبل موتها إعترفت لابنتيها أنها كانت السبب في وفاة والدهما وكانت ابنتيها تعرفان ان هذه هي الحقيقة وان والدتهما هي التي قتلته بسبب شكواها الدائمة وانتقادها له وتذمرها .
ورغم ذلك فقد كان "ليو تولستوي " من اشهر الروائيين الروس وكان وزوجته سعداء عند زواجها ولسنين طويلة .. وظلت روائعه الادبية من قبيل :" الحرب والسلام " و" آنا كارنينا " تتألق من بين الامجاد الادبية التي ظهرت على وجه الارض .
***************************************
الكاتب والروائي الروسي الكبير الكونت ليو تولستوي ، كان يعاني في مرحلة من حياته من غيرة وشكوى زوجته المستمرة .. وقد إكتشفت زوجته هذه الحقيقة بعد فوات الاوان ؛ فقبل موتها إعترفت لابنتيها أنها كانت السبب في وفاة والدهما وكانت ابنتيها تعرفان ان هذه هي الحقيقة وان والدتهما هي التي قتلته بسبب شكواها الدائمة وانتقادها له وتذمرها .
ورغم ذلك فقد كان "ليو تولستوي " من اشهر الروائيين الروس وكان وزوجته سعداء عند زواجها ولسنين طويلة .. وظلت روائعه الادبية من قبيل :" الحرب والسلام " و" آنا كارنينا " تتألق من بين الامجاد الادبية التي ظهرت على وجه الارض .
كان تولستوي مشهورا جدا حتى أن المعجبين به كانوا يتابعونه ليلا نهارا ،ويدونون كل كلمة ينطق بها ،حتى أسخف الكلمات مثل :" أظن أني سآوي الى فراشي..." .وقد قامت الحكومة الروسية بطباعة كل جملة كتبها وهي تملآ مئة مجلد ...كان تولستوي وزوجته ينعمان بالثراء ، والاطفال ، والمركز الاجتماعي ..كانت سعادتهما في أقصاها الى ان حدث أن تغير تولستوي تدريجيا ، واصبح رجلا مختلفا تماما ، وبدأ يخجل من مؤلفاته العظيمة ، ومنذ ذلك الحين كرس حياته لكتابة المنشورات التي تنادي بالسلام ونبذ الحروب .
إتجه تولستوي الى أنه اقترف الكثير من الذنوب ، والخطايا ، والاثام وتخلى عن جميع أملاكه وأراضيه وإتجه ليحيا حياة الفقراء والتقشف، فعمل في قطع الاخشاب في الغابات ، وصار يجمع القش . كما كان يصنع حذاءه بنفسه، ويكنس غرفته ، ويأكل في وعاء خشبي بسيط .كما حاول ان يحب أعداءه وهكذا اصبحت حياته مأساة .... وسبب مأساته زوجته التي كانت بالعكس منه في تلك الايام ..كانت تحب الرفاهية ، بينما صار هو يكرهها ، وكانت تلتمس الشهرة ، والمظاهر الاجتماعية كيف لا وهي كونتيسة بينما كان تولستوي وهو كونت ، يكره الشهرة . وكانت تحب جمع المال وتنقد زوجها لانها تنازل عن ملكية طبع كتبه وأصر على نشرها مجانا بينما كانت هي لاترضى ذلك وتريد المال الذي تجنيه ثمنا لتلك الكتب ..ولما عارض ذلك بدأت تصاب بالهستيريا وتهدد بالانتحار بعد ثمانية واربعين سنة من الزواج .
لم يعد تولستوي يُطيقها أو يطيق التطلع في وجهها وبالرغم من انها كانت تأتي اليه لتعتذر وتجلس امام ركبتيه وترجوه ان يقرأ لها بعضا من قصائده التي كتبها لها في تلك الايام الجميلة والسعيدة التي ولت الى الابد وكانا ينفجران بالبكاء لكن ذلك لم يفد ولم يعد الحب الى قلبهما كما كان .. واخيرا وحين بلغ الثانية والثمانين من العمر لم يعد تولستوي يستطيع ان يتحمل ذلك الشقاء المأساوي الذي كان يُخيم على منزله ، ففر من زوجته في ليلة من ليالي تشرين الثاني الباردة سنة 1910 ولم تكن زوجته تعرف الى اين فر .. وفي احد الايام وُجدَ ميتا بعد احد عشر يوما في محطة للسكك الحديد ..وقد أوصى بألا تراه زوجته بعد موته ...هذا هو الثمن الذي دفعته الكونتيسة تولستوي مقابل شكواها ونكدها .
_________________________________________________
*ديل كارنيغي ،الاعمال الكاملة 2 ،شركة كنوز للنشر والتزيع ، القاهرة 2010 ص ص 200- 201
إتجه تولستوي الى أنه اقترف الكثير من الذنوب ، والخطايا ، والاثام وتخلى عن جميع أملاكه وأراضيه وإتجه ليحيا حياة الفقراء والتقشف، فعمل في قطع الاخشاب في الغابات ، وصار يجمع القش . كما كان يصنع حذاءه بنفسه، ويكنس غرفته ، ويأكل في وعاء خشبي بسيط .كما حاول ان يحب أعداءه وهكذا اصبحت حياته مأساة .... وسبب مأساته زوجته التي كانت بالعكس منه في تلك الايام ..كانت تحب الرفاهية ، بينما صار هو يكرهها ، وكانت تلتمس الشهرة ، والمظاهر الاجتماعية كيف لا وهي كونتيسة بينما كان تولستوي وهو كونت ، يكره الشهرة . وكانت تحب جمع المال وتنقد زوجها لانها تنازل عن ملكية طبع كتبه وأصر على نشرها مجانا بينما كانت هي لاترضى ذلك وتريد المال الذي تجنيه ثمنا لتلك الكتب ..ولما عارض ذلك بدأت تصاب بالهستيريا وتهدد بالانتحار بعد ثمانية واربعين سنة من الزواج .
لم يعد تولستوي يُطيقها أو يطيق التطلع في وجهها وبالرغم من انها كانت تأتي اليه لتعتذر وتجلس امام ركبتيه وترجوه ان يقرأ لها بعضا من قصائده التي كتبها لها في تلك الايام الجميلة والسعيدة التي ولت الى الابد وكانا ينفجران بالبكاء لكن ذلك لم يفد ولم يعد الحب الى قلبهما كما كان .. واخيرا وحين بلغ الثانية والثمانين من العمر لم يعد تولستوي يستطيع ان يتحمل ذلك الشقاء المأساوي الذي كان يُخيم على منزله ، ففر من زوجته في ليلة من ليالي تشرين الثاني الباردة سنة 1910 ولم تكن زوجته تعرف الى اين فر .. وفي احد الايام وُجدَ ميتا بعد احد عشر يوما في محطة للسكك الحديد ..وقد أوصى بألا تراه زوجته بعد موته ...هذا هو الثمن الذي دفعته الكونتيسة تولستوي مقابل شكواها ونكدها .
_________________________________________________
*ديل كارنيغي ،الاعمال الكاملة 2 ،شركة كنوز للنشر والتزيع ، القاهرة 2010 ص ص 200- 201
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق