الجمعة، 26 يونيو 2015

الدكتور كامل مصطفى الشيبي 1927-2006 ابراهيم العلاف

الدكتور كامل مصطفى الشيبي 1927-2006 

ابراهيم العلاف

الدكتور كامل مصطفى الشيبي استاذ الفلسفة الاسلامية العراقي الكبير الذي رحل عنا سنة 2006 .. كان استاذا قديرا كتب عن الصلة بين التصوف والتشيع كما كتب عن الحب العذري ... عرفته منذ كنت قبل نصف قرن تقريبا في جامعة بغداد كان استاذا رمزا ، وانسانا هادئا نبيلا متواضعا ممتلئا ..كان مدرسة فلسفية قائمة بذاتها وكان استاذه في مصر عندما اكمل رسالته للماجستير الاستاذ الدكتور ابو العلا عفيفي وعندما كان في بريطانيا يدرس للحصول على الدكتوراه كان المستشرق المعروف آربري استاذه .ولد في مدينة الكاظمية ببغداد في 17 نيسان سنة 1927 وقد درس في كلية الاداب بجامعة الاسكندرية م وقد حصل على شهادة الليسانس سنة 1950 والماجستير في الفلسة الاسلامية سنة 1958 من الجامعة ذاتها اما الدكتوراه فحصل عليها من جامعة كمبردج سنة 1961 .
عاد الى العراق وعين في قسم الفلسفة بكلية الاداب -جامعة بغداد سنة 1961 وبقي حتى احيل على التقاعد لاسباب صحية في 21 حزيران سنة 1982
وكما هو معروف فإن الدكتور الشيبي نال مرتبة الاستاذية في 21 تشرين الاول سنة 1972 وقد غادر العراق بعد تقاعده ليعمل استاذا في جامعة الفاتح بطرابلس الغرب في ليبيا ولمدة ثلاث سنوات كما تفرغ علميا ولمدة سنة في جامعة هارفرد .كما استضافته جامعة الاسكندرية استاذ زائرا ..عاد الى العراق ومنح لقب :"استاذ متمرس " في كلية الاداب -جامعة بغداد .
ومنذ بواكير اهتماماته العلمية درس التصوف وحقق ديوان الحلاج وديوان ابو بكر الشبلي وديوان السهروردي لهذا جعل اطروحته تدور حول العلاقة بين التصوف والتشيع .
قرأت له حوارا مع الدكتور قيس كاظم الجنابي قبل فترة وجيزة من وفاته اكد فيه انه جمع في دراسته بين اللغة العربية والفلسفة .ومن الامور الملفتة للنظر ان الاستاذ الدكتور مصطفى كامل الشيبي كان مهتما بالموال والرجز والادب الشعبي وله كتاب عن "الدوبيت " جمع فيه نحو 200 شاعر ابتداء من القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي حتى يومنا هذا .وعرف عنه اهتمامه بجمع مجموعة من الاشعار الفصيحة وهي موضوعات منسية وقد اطلق على عمل انجزه في هذا المجال عنوان :"الفلك المحملة بأصداف بحر السلسلة " كما الف كتابا نشر ضمن "سلسلة الموسوعة الصغيرة " عنوانه :"ملامح عربية واسلامية في رواية دون كيخوت لسرفانتس " .
كان يقول عن المستشرقين انهم رجال ينتمون الى دول واديان وميول وتوجهات مختلفة منهم الموضوعي ومنهم الطامع ومنهم الباحث عن الحقيقة ومنهم المتدين لذلك ليس من الصحيح اصدار حكم عام عليهم جميعا ومع هذا فإن المستشرقين اولا واخيرا باحثون متمسكون بحريتهم في البحث والدكتور الشبيبي اصدر كتبا عديدة منها :
" الصلة بين التصوف والتشيع" ويقع في ثلاثة أجزاء وصدرت في بغداد على التوالي 1963 ،1964،1966 وله كتاب بعنوان :" الفكر الشيعي والنزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري " الذي كان قد صدر ببغداد 1966 وترجم الكتاب سنة 1975 إلى الفارسية وله " ديوان الكان وكان في الشعر الشعبي العربي القديم " الصادر في بغداد 1987 وكتاب " ديوان فن القوما" وهو في الشعر الشعبي العربي القديم صدر في بغداد 2000 ومن كتبه الأخرى " الطريقة الصوفية ورواسبها في العراق " بغداد 1967 و " الحب العذري ومقوماته الفكرية والدينية حتى أواخر العصر الأموي " بيروت 1997 و " نشأة التصوف الإسلامي " بيروت 1997 ، كما حقق وجمع العديد من الدواوين الشعرية منها " ديوان أبي بكر ألشبلي " بغداد 1967 و " ديوان الفلك المحملة بأصداف بحر السلسلة " بغداد 1977 . أما عمله الكبير في هذا الميدان فهو " ديوان الدو بيت في الشعر العربي في عشرة قرون " وهو من منشورات الجامعة الليبية 1972 والدوبيت تعني الرباعيات الشعرية. أما آخر ما صدر له فهو كتاب طريف في موضوعه وشخصيته عنوانه :" البهلول بن عمرو الكوفي .. رائد عقلاء المجانين" الذي صدر عن المكتبة العصرية في شارع المتنبي ببغداد سنة 2004.
كتب تلميذه الاستاذ الدكتور طه جزاع عنه يقول :" كان الشيبي في السبعينات في
عطائه وحيويته وهو يدرسنا مادة التصوف المقررة لطلبة المرحلة الرابعة على ما أذكر ، وحين يدخل الصف لا يخرج منه إلا وقد امتلأت السبورة حتى حواشيها بمصادر التصوف
ومراجعه المهمة عوضا عن دروسه الغنية التي كانت تمتاز بعلم غزير متدفق ومتعة
للذهن والروح يحسها طلابه بلمحاته ومداعباته الطريفة وروحه المشاكسة لكل ماهو
جامد من الآراء والتوجهات " .
توفي -رحمه الله- في 4 أيلول -سبتنبر سنة 2006


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...