الجمعة، 21 نوفمبر 2014

استاذ للعنصرية اليهودية في الجامعة؟

استاذ للعنصرية اليهودية في الجامعة؟

صحف عبرية
مرت 30 سنة منذ كنت طالبا في موضوع تاريخ كارثة يهود اوروبا في الجامعة العبرية، وأكثر من 20 سنة على التدريس والبحث حول تلك الفترة. آلاف الطلاب تعلموا عندي وعند زملائي في معهد اليهودية والتاريخ للشعب الاسرائيلي وتاريخ الايديولوجية النازية، وتأثير ذلك على اليهود وعلى ضحايا آخرين طوردوا من قبل النظام الاكثر قتلا في التاريخ المعاصر.
ومنذ ذلك الحين مر الكثير على الجامعة وعلى المجتمع الاسرائيلي. طرق جديدة تطورت في بحث الكارثة، مصادر جديدة علمتنا اشياءً لم نكن نعلمها، وجيل جديد وشاب من الباحثين شق طريقه. ولكن لم أتوقع أبدا أن اصحاب الايديولوجية العنصرية اليهودية سيجدون منصة تعليم لنظريتهم في مبنى الجامعة الاسرائيلية الاكثر شهرة، التي عمل فيها باحثون كبار في الستينيات في موضوع بحث الايديولوجية التي أدت إلى إبادة الشعب اليهودي.
بيت مئير سدورف، وهو بيت الضيافة في حرم الجامعة في جبل الزيتو، قام بتأجير احدى قاعاته لجمعية باسم «مدرسة نظرية النفس». وحسب موقع الجمعية في الانترنت، يقف على رأسها الحاخام اسحق غزنبورغ، وقد أقيمت بهدف «اعطاء جواب من اجل تطوير وتهيئة رجال ونساء يريدون تقديم الاستشارة والمساعدة النفسية حسب نظرية باعل شيم طوف المقدسة».
للمدرسة برنامج تعليمي مدته ثلاث سنوات في مجموعات منفصلة للرجال والنساء وفي عدة اماكن في البلاد، نشاطها في القدس يتم في الجامعة العبرية. وقد كتب ايضا على الموقع أن من يعلمون في المدرسة هم طلاب الحاخام اسحق غزنبورغ، وقد تعلموا طريقته وتم تأهيلهم من قبله لتعليم هذه الطريقة واعطاء الاستشارات بحسبها.
النشاط التربوي الذي لا يشذ عن الاجماع: تعليم نظرية مؤسس الحسيدييم. حتى وإن كانت تختلف عن المعايير الاكاديمية كما يتطلب التعليم في مؤسسة جامعية. وهنا يجب الفحص عن من هو معلمك لمعرفة المادة التي تعلمتها. اسحق غزنبورغ هو كاتب نشرة «باروخ الرجل» التي نشرت بعد مذبحة باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي (غولدشتاين قتل 29 مصليا مسلما). وهو يدافع عن افعال القاتل بادعاء أن الانتقام هو جزء من التناغم مع الطبيعة، وعندما ينتقم اليهودي فانه يتوحد مع الشرارة الألوهية التي بداخله. ومن هنا لا يجب البحث بالشموع في العلاقة بين نظرية غزنبورغ وبين زعران شباب التلال ومنفذي العمليات ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة.
في عام 2003 نشر غزنبورغ نص عنصري آخر اتهم فيه اليسار الاسرائيلي بالمسؤولية عن قتل عشرات اليهود وقال إنه لا يوجد للعرب حق في العيش فياسرائيل. هذا المفكر الكبير الذي يتم تعليم نظريته في مبنى موجود بالقرب من المدرسة التي يتعلمون فيها نظريات مارتن بوبر. وقد تمت محاكمة غزنبورغ بسبب التحريض على العنصرية، وقد تم اغلاق الملف من خلال صفقة حيث تم الاتفاق على الغاء لوائح الاتهام مقابل تعهده بالامتناع عن التحريض في المستقبل.
شخص آخر ينتمي إلى الطاقم التعليمي في هذه المدرسة هو الحاخام اسحق شبيرا، وهو شريك في تأليف «نظرية الملك» التي نشرت في عام 2009 ومن بعض اقتباساتها: «اليهودي الذي يقتل غير اليهودي لا يجب قتله، مسموح لاسرائيل التعرض لحياة غير اليهودي، عندما نتحدث عن قتل اطفال واولاد… يجب أن نقتل الاطفال إذا علمنا أنهم سيضرون بنا عندما يكبرون». وقد استنكر هذا الكلام رجال دين معروفين وشككوا في حاخامية الكاتب. وقد قامت الشرطة بالتحقيق في الامر إلى أن تم اغلاق الملف قبل سنتين.
وفي رد على تساؤلات الطلاب قالت ادارة الجامعة إنه لا توجد هنا مخالفة للقانون، وهي لا توافق على الامور التي يتم تعليمها هناك. رئيس الجامعة لم يعرف عن هذه المدرسة التي دخلت إلى الجامعة. وقد لا يستطيع منع هذه الدروس، فقاعة الجامعة هي ملكية خاصة ولها اعتبارات اقتصادية.
ولكن ليس بالامكان تأجير المكان لكل من يدفع، قاعة المحاضرات الموجودة داخل الحرم الجامعي لها اسم عالمي وهي معروفة بالمؤتمرات الاكاديمية التي تحدث فيها. يجب ايجاد السبيل لطرد هذا الجسم وبسرعة قبل استغلال هذه القضية من قبل من يطالبون بالمقاطعة الاكاديمية لاسرائيل في العالم.
دانييل بالتمان
هآرتس 18/11/2014
صحف عبرية
*http://www.alquds.co.uk/?p=252583

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...