الموصل والانقلاب العثماني سنة 1908* : ا.د.ابراهيم خليل العلاف

الموصل والانقلاب العثماني سنة 1908* :
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس-جامعة الموصل

إنّ الإنقلاب العثماني الذي تمَّ في 23 تموز 1908 قامت به مجموعة من الضباط تنتمي إلى جمعية الأتحاد والترقي وعلى رأسها أنور ونيازي .

تمخضت العمليـة الانقلابية عن تظاهر السـلطان عبد الحميـد الثاني باستجابته لمطالب الانقلابيين بإعادة دسـتور سنة 1876 المعطل منذ سنة 1877والسير بموجب شعارات الحرية والإخاء والمساواة، وسرت من جراء ذلك موجة عارمة من الفرح والابتهاج في معظم أرجاء الدولة العثمانية أملاً في بداية عهد جديد تترجم فيه شعارات الأتحاديين إلى واقع ملموس ( ) .

حقّاً أنّ صدى الانقـلاب العثماني في الموصل لم يكـن بمستوى الحدث الخطير وقد يعود ذلك إلى أنّ غالبية سكان الولاية من المسلمين الذين يكنّون لعبد الحميد الـولاء الروحي باعتباره " خليفـة المسلمين ورائد الجامعة الاسلامية " ، وكذلك ضعف الوعي الدمقراطي في الولاية بين كلٍّ من العرب والأكراد . ولهذا قد يكون الحق بجانب السفير البريطاني في الأستانة السر جيرالد لوثر حينما قال في تقريره عن الأحوال العامة في ولايات البصرة وبغداد والموصل سنة 1908 " لم يلقَ الدسـتور في الموصل ترحيباً إلاّ انه كان وسيلة للتخلص من الوالي مصطفى يمني الذي لم يكن محبوباً " ( ) .

نشط الأتحاديون في الدعاية لمبادئهم عن طريق التوعية السياسية وتمثلت هذه بمختلف فروع جمعية الاتحـاد والترقي التي أفتتحت في شـتى أرجاء الدولة العثمانية ومنها ولاية الموصل .
*من رسالتي للماجستير : " ولاية الموصل " قدمت سنة 1975 الى مجلس كلية الاداب –جامعة بغداد وهي غير منشورة .

إلغاء إعجابي