العراق في العهد الحميدي 1876-1909 للدكتور جاسم محمد حسن العدول
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وأنا أستعيد اليوم 31 من آب سنة 2022 الذكرى (147) لخلع السلطان مراد الخامس عن الحكم في الامبراطورية العثمانية لإصابته بمرض عقلي ، وتنصيب السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد الاول خلفا له بإسم السلطان عبد الحميد الثاني والذي حكم (33) سنة من 1876 الى سنة 1909 عادت بي الذاكرة الى السنة 1975 أي ماقبل نصف قرن تقريبا حين كنا انا والاخ المرحوم الاستاذ الدكتور جاسم محمد حسن العدول طلاب دراسات عليا في قسم التاريخ بكلية الاداب جامعة بغداد ، وتخرجت انا قبله وبعدي ناقش رسالته الرائعة (العراق في العهد الحميدي 1876-1909) بإشراف المرحوم الاستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم وحصلت في حينها حين نوقشت في أيار سنة 1975 على تقدير جيد جدا وكانت من الرسائل المتميزة والاصيلة .
والمرحوم الاستاذ الدكتور جاسم محمد العدول باحث متميز ، واكاديمي معروف ، عمل معي في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل حين ترأسته منذ سنة 1980 الى سنة 1995 .
وللاسف لم تطبع الرسالة ، مع انها كانت في حينها تُعد فتحا جديدا في البعد العثماني من المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة . تقع الرسالة في مقدمة ، وتمهيد ، وسبعة فصول ، وخاتمة وملاحق وملخص انكليزي .وقف الباحث عند احوال العراق منذ انتهاء حكم المماليك حتى تولي السلطان عبد الحميد الثاني حكم الدولة العثمانية 1831-1876 مستعرضا الاوضاع السياسية والاقتصادية والعشائر والمصالح الاجنبية والعلاقات مع ايران ومدحت باشا .
وفي الفصل الاول تحدث عن السلطان عبد الحميد الثاني وحكمه واعادة الدستور وسياسة الجامعة الاسلامية وسياسته في التقارب مع المانيا والمعارضة ضد حكمه وثورة 1908 الدستورية والعهد الدستوري والثورة المضادة وخصائص الحكم الحميدي .
ثم تناول الحياة السياسية في العراق ، والمشكلة العشائرية ، والادارة ، والجيش ، والبلديات وموقف العراقيين من الخدمة العسكرية والبدل العسكري والحياة الاقتصادية والمصالح الاجنبية البريطانية والالمانية والفرنسية والروسية والامريكية والعلاقات مع ايران .
ان مما اكده الدكتور العدول ، أن عهد عبد الحميد الثاني في العراق كان عهدا مميزا تحققت فيه الكثير من المنجزات ومنها الانتخابات البرلمانية ولاول مرة واختيار العراقيين نوابهم في مجلس المبعوثان ، وفي مجال الادارة طبقت الكثير من القوانين التي نظمت الادارة والجيش والبلديات .كما تحققت انجازات اقتصادية في قطاعات الزراعة والتجارة والزراعة وحتى في العلاقات الخارجية وخاصة مع ايران كان عهدا مميزا جديرا بالدراسة .
رحم الله اخي وصديقي الاستاذ الدكتور ابو غسان وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم كان باحثا متميزا ، واستاذا فذا ، وانسانا نبيلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق