الخميس، 22 أغسطس 2024

فندق قصر دجلة في فيصلية الموصل


 


فندق قصر دجلة في فيصلية الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
كما تعرفون احبتي الكرام فإن مدينتنا الموصل مدينة تجارية كانت ولاتزال تقع على مفترق طرق مواصلات تربط الاقسام الوسطى والجنوبية من العراق ببلاد الشام وبلاد الاناضول ولهذا كانت الفنادق هي من المعالم الاساساسية في الموصل منذ قرون وكانت الخانات هي من تقوم مقام الفنادق وكلنا يتذكر ان الفنادق او ما نسميها في الموصل الاوتيل والاوتيل هو من كلمة HOTEL الانكليزية قد ظهرت منذ اوائل القرن العشرين وكنا نرى ان عددا من الاوتيلات كانت موجودة قرب باب السراي وفي شارع الملك فيصل اي شارع العدالة وفي شارع حلب وفي الدواسة .
ثم بنيت في الخمسينات والستينات فنادق حديثة منها مثلا فندق اطلس في الدواسة وفندق اور في شارع الجمهورية وفندق الدار البيضاء في ساحة صقور الحضر وهذا الفندق بني قبل بناء فندقي الموصل ونينوى اوبروي واللذان عانا من الهدم والتخريب بحيث هما الان خارج الخدمة مع انهما من الفنادق الراقية ومن فئة خمس نجوم وبنيا في سنوات الثمانينات من القرن الماضي .
اليوم اريد ان الفت نظركم الى فندق جميل كان في محلة الفيصلية او ما سميت بعد سنة 1958 بمحلة النصر هذا الفندق وصاحبه الحاج قاسم الخياط ، كان جميلا ومن حسن الحظ ان الاخ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس الباحث التراثي الموصلي الكبير نشر صورته الجميلة في كتابه ( التحفة البهية في الصور الموصلية )والذي نشره سنة 2018 وهذا الفندق هو (فندق قصر دجلة ) ويقينا ان عددا كبيرا من الموصليين يتذكرونه وهذا الفندق الذي ترون صورته الى جانب هذا الكلام كان مؤلفا من اربع طوابق وفي الطابق الاول كانت هناك دكاكين ومحلات اما الطوابق الاخرى فهي الفندق والفندق قريب من جسر الخوصر ومن الجسر القديم من جهة الجانب الايسر من نهر دجلة وفي الجهة المقابلة لفندق قصر دجلة كانت هناك بناية البنك العقاري .
من الطريف ان نذكر بأن فندق قصر دجلة كان يواجه قاعة سينما دينا وهي سينما صيفية فتحت سنة 1951 وقد بناها الوطني الاقتصادي والوجيه الموصلي مصطفى الصابونجي وكان الى جانبها مقهى صيفيا وللاسف هدمت السينما وهدمت المقهى في السبعينات وتركت ساحة لوقوف السيارات .
فندق قصر دجلة كان يستقبل زبائنه وخاصة من اهلنا من القرى والارياف المجاورة للمدينة وظل يعمل لحين قصفه خلال الاحتلال الاميركي سنة 2003 وقد اهمل واهملت المنطقة بسبب سوء الحالة الامنية ووجود مركز شرطة النصر واتخاذ المركز موقفا للمعتقلين فيما يعرف بالتسفيرات لهذا الفندق اليوم غدا اثرا بعد عين ولم يبق لنا الا ان نذكر به الاجيال ونقول لهم ان فندق قصر دجلة كان له تاريخ لكن هذا التاريخ اندثر والفندق ساد امس وباد اليوم .
*منشور في 27 فبراير -شباط 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...