جامع التوكندي ومسجد عبد القادر عثمان القزاز في محلة السوق الصغير في الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في 27 من آب سنة 2022 ، كتبت عن جامع التوكندي او جامع خنجر خشب في مدونتي والرابط هو : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/.../blog-post_27... ومما قلته :ان الصورة التي هي الى جانب هذه السطور بعدسة الاخ الاستاذ عبد الكريم سليم فشكرا له . وثانيا جامع خنجر خشب يسمى ايضا جامع التوكندي ، وكلمة التوكندي تطلق على الشخص المستعد للقيام بأية مهنة يعني يعمل اي شيء .
وجامع التوكندي كتب عنه شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه عن ( جوامع الموصل) ، وقبله كتب عنه القنصل الفرنسي في الموصل نيقولا سيوفي 1878 -1893 وكان مولعا بالاثار الاسلامية في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل ) .
ومما قاله ان جامع التوكندي في محلة السوق الصغير ويسمى ايضا جامع (خنجر خشب) كان يقوم بالتدريس والامامة والخطابة والخدمة فيه شخص اسمه السيد محمود افندي بن ملا مصطفى التوكندي واهل الموصل - يقول الاستاذ سعيد الديوه جي رحمة الله عليه - اذا ما ارادوا ان يضربوا مثلا بشخص يقوم بعدة اعمال يقولون فلان توكندي . وقد عمر الجامع عدة مرات وكان مكتوبا فوق باب المصلى يقول نيقولا سيوفي :" إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" من سورة النساء الاية (103) ..هذا جامع الحاجي احمد ابن الحاج عبدو وقد جدده محمود بن ملا مصطفى في سنة ثمان ومائتين والف للهجرة 1208 هجرية -1793 ميلادية .
وفي صدر محراب المصلى : ابو بكر - عمر - عثمان - حيدر **جراغ مسجد محراب منير
وبين السطرين المذكورين : "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ" من سورة ال عمران الآية (37) وفي الجانب الايسر من المحراب :"قد سعى بعمارة هذا الجامع ملا محمود بن المرحوم الحاج يونس وذلك في شعبان سنة 1270 هجرية -1853 ميلادية .وفوق حائط المصلى من جهة الشرق :"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) من سورة التوبة الآية (18) .وفي حائط المصلى من جهة الغرب : هذا ما أمر بعمارة هذا الجامع الشريف تقربا الى الله تعالى وابتغاء لمرضاته الحاجي احمد بن الحاج عبدو وذلك سنة 1085 هجرية - 1674 ميلادية .وفوق باب المنبر : بسم الله الرحمن الرحيم : لا اله الا الله محمد رسول الله . ابو بكر -عمر-عثمان - حيدر * جراغ مسجد محلااب (منير)
وفوق باب حجرة المدرس : "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة سنة 1217 هجرية - 1802 ميلادية .وكان في الجامع بئر وفوق باب البئر :قد جدد هذا البئر محمود بن المرحوم الحاج يونس وذلك في سنة 1283 هجرية - 1866 ميلادية .
جامع التوكندي جامع صغير المساحة ، وللاسف مرت سنوات والجامع مهمل حتى ان الناس تركوا الصلاة فيه عدة قرون ، والدور المجاورة له تجاوزت عليه ، ويحيط بجهته من الجنوب والشرق طريقان واحفاد الحاج احمد بن عبدو ، هم من كان يهتم به وادارة ما له من اوقاف ومصلى الجامع صغير له باب واحد يقابل المحراب والمحراب تحت القبة والمحراب جميل قليل التقعر تزينه الواح مرمرية في اعلاه وهي على شكل مناشير كلها مزينة بزخارف نباتية وهندسية نافرة وفي وسط المحراب ثلاث وحدات زخرفية .والكتابات التي اوردتها فيه وكان في الجامع مدرسة علمية وتاريخ المدرسة يرجع الى اوائل القرن ال 19 الميلادي ال 13 الهجري وقد اهملت فيما بعد المدرسة وكان ثمة غرفة لخادم الجامع وكثيرا ما جدد الجامع ويبدو ان من سعى بعمارة الجامع هو الملا محمود بن الحاج يونس التوكندي في شعبان 1270 هجرية -1853 ميلادية .
مسجد عبد القادر القزاز :
امس الاحد 4-8-2024 ، واثناء زيارة الاحبة من آل الغلامي لي مع الاستاذ الدكتور شريف بشير أحمد في داري ومنهم المهندس الاستاذ معن الغلامي والاستاذ حسن الغلامي والاخ المهندس محمود مفتي الشافعية دار الحديث عن مسجد مهمل او لنقل قد إندرس في محلة السوق الصغير هو ( مسجد عبد القادر القزاز) وذكر له اسم اخر هو ( مسجد الغلامي) فقلت نعم انني كتبت عنه عندما تحدثت عن مسجد خنجر خشب او التوكندي وقلت :"كان هناك مسجد قريب من جامع التوكندي هو مسجد عبد القادر القزاز وهو من جدده وعبد القادر بن عثمان القزاز توفي سنة 1350 هجرية-1931 ميلادية وسمي المسجد بإسمه واقول لم اسمع بإسمه الاول واحتاج الى ما يثبت ذلك من وثائق الاوقاف وعندما عمره الحاج عبد القادر القزاز اعاد الرخامة التي كانت موجودة فوق باب المصلى وتقول : عمّر هذا المسجد الحاج مصطفى المرحوم وعبد الرحمن اغا وسباوش وخديجة تقبل الله منهم سنة 1180 هجرية اي سنة 1766 ميلادية ولا اعرف من هم هؤلاء الذين ذكرهم نيقولا سيوفي في كتابه (مجموع الكتابات المحررة في ابنية الموصل ) ، وكانت فوق هذه الكتابة الاية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم :" إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا....." . 1180 هجرية -1766 ميلادية .
وكان هناك (قهوة السوق الصغير ) اي مقهى تقابل جامع التوكندي وفيما بعد اتخذت دار للسكنى وكان مكتوبا فوق بابها ابيات منها :
هذه القهوة (حازت) ...كل شيء قد تهذي
ببناء قد تعالى ... لعلى ذاك ينسب
فلمن رام ذهابا ... في سواها فهو يهرب
قل بنصح ثم أرخ ... هذه القهوة أطيب سنة 1274 هجرية - 1857 ميلادية .
درس في جامع التوكندي عدد من الشيوخ منهم الشيخ محمد الصوفي 1864 -1922 وكان عالما وقاضيا .كان يلقي دروس الوعظ والارشاد في هذا الجامع وكان الناس يتلهفون لسماع وعظه ودروسه وبعدها اصبح اماما وخطيبا في جامع النبي جرجيس رحمة الله عليه .
ويذكر الحاج عبد الجبار محمد جرجيس في الجزء الاول من كتابه (موسوعة علماء الموصل ) ان الشيخ عبد الغني الحبار 1895-1977 كلف بالقاء خطبه الجمعة في جامع خنجر خشب في السوق الصغير وبقي في هذه الوظيفة مدة ست سنوات بعدها عهدت اليه الامامة والخطابة في الجامع النوري الكبير وبقي في هذه الوظيفة حتى تقاعد وجلس في بيته ثم توفي رحمة الله عليه سنة 1977 .
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الثلاثاء، 6 أغسطس 2024
جامع التوكندي ومسجد عبد القادر عثمان القزاز في محلة السوق الصغير في الموصل ا.د.ابراهيم خليل العلاف
واجهة جامع خنجر خشب او جامع التوكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف
فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق