العلامة حسين علي الاعظمي 1907-1955 في صالون الحقوقية صبيحة الشيخ داؤد في بغداد
ا.د.ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ الحديث
المتمرس - جامعة الموصل
كان في شارع ابي نؤاس
ببغداد ، صالون ادبي هو صالون الحقوقية ورائدة النهضة النسوية في العراق الاستاذ
صبيحة الشيخ داؤد 1914-1975 وقد كتبت عنه مرة ورابط مقالتي :
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10231186429941049&set=a.1661700019326
وكان يرتاد هذا الصالون ادباء، وشعراء، ومحامين،
وقضاة، وسياسيين، وصحفيين، ومثقفين. ولم يقتصر الامر على العراقيين، بل كان يحضره
عرب حين يكونون في بغداد، وكان الصالون مختلطا تؤمه النساء كما يؤمه الرجال.
في مقالتي عن الصالون قلت:" صبيحة الشيخ كانت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي (قاضية)
واشار اليها المرحوم الاستاذ خالص عزمي في كتابه (ادب القضاة). ومما قاله انه حضر
كثيرا في مجلسها الادبي في صالونها الانيق من بيتها العامر في ابي نؤاس المطل على
نهر دجلة الخالد ، وكان ذلك الصالون حافلا بالشخصيات البارزة في القانون ، والادب
، والدبلوماسية ، والفن ؛ تصدح في جوانبه قصائد الشعر ، وحكايات التاريخ ، و
الذكريات ، والموسيقى العذبة ، والطرائف التراثية التي كان يسوقها اسبوعيا جهابذة
الادب والتاريخ امثال الدكتور مصطفى جواد ، والاساتذة منير القاضي ، وهو استاذها
في كلية الحقوق ومن زملائها راسم عبد الحميد ، والأستاذ جعفر الخليلي ، والشيخ
جلال الحنفي ، وفؤاد عباس ، والشاعر حافظ جميل ، والكاتب والباحث التراثي الأستاذ كوركيس
عواد ، والأستاذ ابراهيم الوائلي والدكتور
مصطفى كامل ياسين ، والأستاذ يوسف يعقوب
مسكوني ، والمحامي الصحافي الاديب الحاج
نعمان العاني، صاحب جريدة العرب، وتوفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان، والصحفي
والقاص الأستاذ عبد المجيد لطفي، والدكتور صفاء خلوصي، والصحفي الأستاذ فيصل حسون،
والأستاذ صبيح الغافقي صاحب جريدة الحارس، والدكتور اسماعيل ناجي، والدكتور خالد
ناجي، والأستاذ قاسم حمودي صاحب جريدة
الحرية وزميلها في الدراسة في الحقوق
وكان يحضره رموز عرب كلما كانوا في بغداد
منهم الدكتور عبد الهادي التازي سفير
المغرب في بغداد ورئيس الوزراء الأردني الأستاذ
وصفي التل والسياسي اللبناني الأستاذ كاظم
الصلح والأستاذ خليل مردم ، ومحمد الناصري ،وهشام
خليل، وكثيرا ما تحضر السيدات مع ازواجهن وفي بعض الاحيان تزيد نسبة النساء على
الرجال في الحضور .
كانت
صبيحة الشيخ داؤد تضفي من شخصيتها المتعففة الكريمة المتواضعة على الحاضرين رقة في
الحديث ، ودماثة في الخلق ، وعليه لم يكن غريبا ان يكتب عنها استاذها في كلية
الحقوق الاستاذ منير القاضي ، وهي اول طالبة سنة 1936 ـ ويقول انها كانت الفتاة
الوحيدة بين الف طالب كانوا يحترمونها وتحترمهم وهي ترتدي العباءة في وسطهم تقدرهم
وتقدر ادبهم وحسن سيرهم معها على وجه المساواة والحرمة المتبادلة . كانت تلميذة
نجيبة وفية لأساتذتها حتى وقد اصبحت قاضية ولها كتاب بعنوان (اول الطريق الى
النهضة النسوية في العراق) كما ان لها كتاب بعنوان (تجربتي في قضاء الاحداث ) .
المرحوم الأستاذ حميد
المطبعي في الصفحة (61) من الجزء الثالث
من (موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين) ، وصدر عن ( دار الشؤون الثقافية
العامة ) سنة 1998 ذكره ولم يضع صورته مع الأسف
الشديد وانا أيضا لم اعثر على صورة له ، وقال
ان الأستاذ حسين علي الاعظمي 1907-1955 ، "من
المتفقهين ،مزج بين التاريخ والحديث ، وذكره خير الدين الزركلي في كتابه (الاعلام
) 1984 وقال هو من اهل الاعظمية طبع من كتبه بحسب رواية الأستاذ كوركيس عواد في
معجم المؤلفين العراقيين ) 1969 كتاب ( احكام الأوقاف) 1947 وكتاب (احكام الزواج)
1946 وكتاب ( أصول الفقه ) 1949 وكتاب (الأحوال الشخصية) 1947 ولم تذكر المصادر
شيئا عن حياته ..." .وقد قام كل من الأستاذ عبد الهادي الفكيكي والأستاذ مثنى
محمد نوري بجمع شعره في آل البيت ونشرا الجزء الأول منه سنة 2010 .
لكن المرحوم الكاتب والصحفي الأستاذ جعفر
الخليلي 1904-1985 ، كتب عنه في الجزء الخامس من كتابه (هكذا
عرفتهم ) ، واعادت جريدة (المدى) ما كتب عنه في عددها الصادر في 4 من تشرين الثاني
- نوفمبر 2020 وعندما ورد اسم العلامة حسين علي الاعظمي انبرى الاستاذ جعفر
الخليلي وقال :" وكانت صبيحة قد اهدت حسين علي الاعظمي مسبحة جميلة جاءت بها
معها من لبنان وقد اعجبت الحاضرين مداعبة الاعظمي لخرزات هذه السبحة وطقطقاتها
الموسيقية، فتناول عبد المجيد لطفي هذه المسبحة في احدى مقالاته وقال ان لطقطقة
هذه الخرزات رنة ونغمة تقوم مقالم التفاعيل في موازين الشعر، ولعلها هي السبب في
جعل هذه الموسيقى الخلابة الساحرة تفيض من شعر الاعظمي اكثر من التفاعيل التي
تعلمها من علم العروض، وقد هاج هذا المقال قريحة الشاعر حسين علي الاعظمي فجاءنا
في الندوة التالية من الخميس بقصيدته الرائعة عن هذه المسبحة وصنعتها وقدسيتها وكل
هذا كان قد نوقش في الجلسة التي كتب عنها عبد المجيد لمقال، وقد قرئت القصيدة ونشرتها
جريدة (الحارس) البغدادية وتناقلتها بعض الصحف عن الحارس وهي
التي اوردها هنا:
جاءت اليّ بسبحة من
ادمع
او سبحة من اكبد
وقلوب
من جيد راهبة تسبح
بزحلة
وخلعت في بغداد ثوب
ذنوبي
وعكفت في محراب قلبي
خاشعا
لأنال في محرابه
مطلوبي
متعلقا بالله جل
جلاله
متشفعا بحبيبه وحبيبي
متوسلا، متأملا،
متضرعا
متطلعا في لوحه
المكتوب
لتدور بي شمس بدون
غروب
وتسير في بحر الوجود
سفينتي
بشراع روحي او بخار
لهيبي
وتطوف حول حبيبها
هيمانة
بجماله من غير عين
رقيب
فهو القريب لهائم في
قربه
ولمن جفا ونأى فغير
قريب
وهو المجيب لعاشقيه
سؤالهم
ولمن طغى في الارض
غير مجيب
يستدرك الأستاذ جعفر الخليلي ليقول :" انه
والله من العقوق المر ان ننسى حسين علي الاعظمي الذي طالما اسدى لوطنه المعروف وهو
وكيل ومعاون لعميد كلية الحقوق، وقد تخرجت على يديه المئات من الحقوقيين الذين لا
يزال الكثير منهم اليوم قضاء، وحكاما ومحامين، ومن العقوق ان نتناسى شاعرا كان
المجلي في الكثير من المناسبات التاريخية والوطنية والغريب اننا لم نعد نذكره حتى
استطرادا وعرضا حين يمر ذكر الذين اسهموا في خدمة كلية الحقوق او الذين يمر ذكرهم
كشعراء في هذه الفترة من الزمن " .
وهنا اريد ان اتحدث
عن العلامة الاستاذ حسين علي الاعظمي فأنقل عن ما ورد في موقع العتبة الحسينية
المقدسة عنه والرابط التالي :
https://imamhussain.org/arabic/30702
والمرحوم الأستاذ حسين علي الاعظمي ، هو حسين بن علي بن حبشي بن إبراهيم بن خليل
أفندي بن إبراهيم، العبيدي الأعظمي، فقيه، شاعر، كاتب، أستاذ في القانون. ولد في
محلة ( الحارة ) ، في الأعظمية ببغداد، وفيها تعلم قراءة القرآن الكريم وأكمل
الدراسة الابتدائية، وتخرج في مدرسة الإمام أبي حنيفة سنة (1924) ثم درس في
جامعة آل البيت (عليهم السلام) وتخرج فيها سنة
1927 ، وعين مدرسا بكلية الإمام الأعظم. هو خريج كلية الحقوق، عمل محامياً لفترة ثم
مدرساً ثم مدرساً معيداً في كلية الحقوق ثم رئيساً لقسم الشريعة ليتولى بعدها
عمادة كلية الحقوق.
عُرف عنه تواضعه، وحبه
للخير والإحسان للفقراء والإصلاح بين الناس. يقول عنه الأستاذ جواد شبر: " كان
أديباً شاعراً فاضلاً محباً للخير متواضعاً، غزير العلم محبوباً لدى الخاص والعام،
يسعى في مصالح الناس" .
وقال عنه الأستاذ
مثنى محمد نوري: " كان من أعلام فقهاء الشريعة والقانون في العراق، أديب بليغ
وشاعر محلّق بارع، نظم الكثير من شعره في أهل البيت الأطهار، فكان أكثر الشعراء
تمجيداً لهم وتغنياً بمآثرهم وتخليداً لمواقفهم ومن هنا جاءت تسميته: شاعر أهل
البيت"
ألف الأعظمي في الفقه
والقانون والشريعة والأدب والفلسفة ومن مؤلفاته:
1 ــ أناشيد وأدبيات
الفتاة ــ 1926 م أوصت وزارة المعارف بتدريسه في مدارس البنات الابتدائية، وقد طبع
بنفقة الكتبي المعروف محمود حلمي صاحب
المكتبة العصرية الأسبق.
2 سلسلة كتب في دروس
الدين للمدارس المتوسطة بثلاثة أجزاء، ألفھا بالاشتراك مع صديقه الأستاذ كمال إبراهيم .
3 ــ علم الميراث ــ
1938 م
4 ــ الوصايا ــ 1939 م
5 ــ الوجيز في أصول
الفقه وتاريخ التشريع ــ 1942 م تقرر تدريسه لطلبة كلية الحقوق .
6 ــ أحكام الزواج ــ
1946 م
7 ــ الأحوال الشخصية
ــ 1947 م تقرر تدريسه لطلبة كلية الحقوق
8 ــ أحكام الأوقاف ــ
1947
9 ــ الوصايا والمواريث
ــ 1948 م كتابان تقرر تدريسهما لطلبة كلية الحقوق
10 ــ أصول الفقه ــ
1949 م
11 ــ تأملات شاعر: نظر
فيھا إلى قصة " عصفور من الشرق للأستاذ توفيق الحكيم ، فنظمھا شعراً ونشرتھا
جريدة: ( الزمان) ، تحت عنوان: تأملات شاعر في كتاب عصفور من الشرق ..
12 ــ رسالة في الفلسفة
: نشرت متسلسلة في مجلة المعرض لصاحبها أحمد عزت الأعظمي .
13 ــ المصالح المرسلة
في الشريعة الإسلامية: بالإشتراك مع الأستاذ كمال إبراھيم
14 ــ مع ابن سينا:
قصيدة عينية طويلة بلغت أكثر من مائتي بيت عارض فيھا عينية " النفس "
للفيلسوف الحكيم إبن سينا ونسج على منواله ألقاها في مھرجان إبن سينا الذي أقيم في
بغداد عام 1952
15 ــ ديوان شعر ضم
الكثير من القصائد في أهل البيت (عليهم السلام)
توفي الأعظمي في
بغداد ودفن في مقبرة الخيزران الشهيرة في منطقة الأعظمية.
له قصيدة رائعة عن
الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها :
قال من قصيدة (ذكر
محمد العظيم) وتبلغ (50) بيتاً:
جاءَ الرسولٌ
محــــــــمـدٌ بكتابِـه الحــــقِّ القـــويمِ
لكنه وجـــدَ
الرجــــــــالَ عليه من شرِّ الخصـــومِ
لا يرتقون لــــــھم
طـريـ ـقاً غير دينِھمُ القـديـــــمِ
ھذا يخـرُّ إلـى
الـحـــــجا رِ وذاكَ يسجدُ للنجـــومِ
أمـــا
حــياتھــــــم فــــكا نت فـــي شقاءٍ مســتديمِ
عمَّ الخلافُ
فأســــــلموا أوطانَھم ليدِ الغريـــــــمِ
الفرسُ يحـــــكمُ
بعضَھم والبعضَ محكومٌ لــرومِ
وطغى الضلال وما لھم
من مُنقـذ بَـــرٍّ رحيـــــمِ
حتـــى أذا مـا جاءَ
وعـ ـدُ اللهِ بالفـتـحِ العظــيـــمِ
وأتـى الرســــولُ
محمدٌ بشــــــريعةِ اللهِ الــحكيمِ
أحياھــمُ مِــــن
بعـــدِ ما لقيَ الجفاءَ مِن الخصوم ِ
فتبدَّلــتْ تـــــلك
الحيــا ةُ من الشـــقاءِ الى النعيمِ
وبنــى لھــم مجــداً
أثيـ ـلاً فوق ناصية النجـــومِ
وقال من قصيدة في يوم
مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتبلغ (57) بيتاً
ولــــدتَ فكنــتَ
للدنيــا بشــيرا وكنــتَ لكـــلِّ طاغيـةٍ نذيـــــــرا
ولـدتَ ولـم تجـــدْ
إلّا ظلامــــا فكنتَ الشمسَ والقمرَ المنــــــيرا
ولدتَ ولم يكنْ في
الأرضِ خيرٌ وكـانَ الشــرُّ فيھا مســــــتطيرا
تموجُ مِن
الغـــــوايةِ في خضمٍّ فأغرقَ رشدَھا وطغـــت شرورا
وأسلمھا الغرورُ
لــــكلِّ حتـفٍ بما اكتسبتْ وما ارتدعتْ غرورا
وعمَّ فسـادُھا
شــرقاً وغــــرباً وأضــــرمَ في جوانبِھــا ســعيرا
فجــاءكَ أمرُ ربِّكَ
بعدَ حــــينٍ فكنــتَ بــه المُبشّــــرَ والنذيــــرا
فـفي بطحــاءَ مكّةَ
لاحَ فـــجرٌ فأبـــدلَ ليلَها صبحاً منيـــــــــــرا
وقال من قصيدة (العهد
الجديد) وهي في مولده الشريف أيضاً وتبلغ (36) بيتا
وألّـفَ منهمْ أمَّةً
كـــان نـــــــــــــــورُها يُضيء عـلى الدنيا ويمــــحو الدياجرا
وأحيا لھم عھداً
جديـــــــــــــــــداً مقدساً وأرخى عـلى الماضي العتيدِ الستائرا
وشادَ لھــم ملكاً
عـلى العــــــــــدلِ قائماً وســنّ لھـــم حكماً عـلى الحـقِّ سائرا
وقــــــد فتحوا
الدنيا وقـــــادوا شـعوبَھا كما بعثــوا فيھــــا الھـــــدى والمآثـرا
وقد كانت الدنيا
مــــن الظلمِ فـي دجــى بھيـــمٍ فشـــادوا للحقـــــوقِ المنائـــرا
وقد كان ظھرُ الأرضِ
قفراً مـن الھدى فأصبـــحَ بالإيمـــانِ ريّـــان عـامــــرا
وقال من قصيدة في
مولد النبي محمد صلى اللهعليه وسلم تبلغ
(58) بيتاً:
أيّ يومٍ أغـــــرَّ
ابلــــجَ باســـــــمْ لم يزل نورُه معَ الشمـــــــسِ دائـمْ
ولدتـــــه
الحيــــــاةُ يومـاً عـظيماً أبدَ الـــذكرى مدى الدھرِ قائــــــمْ
ھوَ يومُ البشرى
بأشراقِ نـورٍ الـ ـحـقِّ للعالميــــنَ مِـن آلِ ھـــــاشمْ
يومَ زُفّــــــتْ به
السمواتُ لـــلأرضِ تھاني العــلا بأكبــــــــرَ قادمْ
واستضاءتْ به الحياةُ
وكانـــــتْ في ظلامٍ من الضلالــــــةِ فاحــــمْ
جاءَ والأرضُ لا
تدورَ على الحـ ـق رحاھــــا وأثقـــــلتھا المآثــــم
فأتــاهُ جبريـــلُ
في موكب النــور بـــآيٍ مِـن الـــــكتـــابِ بواســمْ
راحَ فيھـا الرسولُ
يحملُ مشـعا لَ سماءٍ في الأرضِ كالصبحِ باسم
وقال من قصيدة
(القائد والقيادة المتميزة.. مولد الرسول القائد الحقيقي العظيم) وتبلغ (43) بيتاً:
أسَمعتَ كيفَ فمُ
الـــــــزمانِ يُردِّدُ ذكــرى على أعوامِها تتجدَّدُ
ذكرى لھا من كلِّ
قلبٍ مشـــــرقٌ ولھـا بكــلِّ فمٍ قصيدٌ يُنشــــدُ
تتجــاوبُ الآفـــاقُ
ھاتفةً بـــــھــا وتُھــلّلُ الدنيــــا لھــــا وتغردُ
مِن يوم أشرقَ نورُ
ربِّـــــكَ ھاتفاً اليـومَ قــد وِلدَ الرسولُ محمدُ
بزغَ الرسولُ
فكبَّرتْ لـبزوغِه الــ دنيا ونــــورُ جلالِـــــه يتوقّدُ
وازدادَ نـــورُ
جلالـه برســـــــالةٍ مِــن ربّـه فيھا ھـدىً وتَجــدُّدُ
وقال من قصيدة في
ليلة الإسراء والمعراج تبلغ (25) بيتاً:
أسرى إلى المسجدِ الأقصى
الإله به لــيلاً وطارَ به روحاً وجثمانا
على براقٍ جــــرى
كالبــرقِ مُتّخذاً له مِن النورِ عـندَ العدو ميدانا
فحـــلَّ فـي المسجدِ
الأقصى يباركه ويحمـدُ اللهَ إســــراراً وإعلانا
وقمتَ فيه تُصلي فوقَ
صخرتِـــــه وتنشدُ اللهَ تسبيحاً وشــــــكرانا
حتى عرجـــتَ مِــن
الدنيـا بأجنحةٍ مِـن الســماءِ لتلقــى اللهَ ھيمانا
وقال من قصيدة ( حبيب
الله ) وتبلغ (71) بيتاً:
أبا الزھراءِ أنتَ
نزلتَ قــــلبـي وأضرمتَ الھوى فيه اضطراما
وھل يخشى لھيبَ
الحـــبِّ قلبٌ قــد اتّخـــذَ اللھيــــبَ لـــه مقاما
وكانَ كنـارِ إبراھيــــــــــمَ
لمّـا رأى في النارِ برداً أو ســـلامــا
وقـد رضعَ الھوى
زمناً وما أن يريــــدُ مِن الھــوى يومـاً فطاما
به يرجو الشفاعةَ مِن
رســـولٍ ليبلغَ في شـــفاعـتِه المرامـــــــا
رســولٌ كـان فـــي
الدنيا مناراً إلھيـــاً وكــان لھــــا دعـامــــــا
رســـولٌ كــــان ذا
خـلقٍ عظيمٍ بــــــــــنورِ جلالِه فاقَ العظاما
رســـولٌ كان ذا أدبٍ
كريـــــمٍ بــه فــي كـلِّ مكرمــــــةٍ تسامى
قال من قصيدة في
النبي (صلى الله عليه وآله) في ليلة الإسراء:
الكونُ رغم
الباحـثـينَ مطلــــــــسمُ حـــــارَ الـمعلّمُ فـيـه والـمتعلِّمُ
يا أيها الإنـسـانُ
إن تــــــــكُ عالماً فــــاللّهُ مـنـكَ بـكـلّ شيءٍ أعلمُ
إن كنتَ تجهلُ سرَّ
نفسِكَ فـــــالذي هو في حياةِ الكونِ سرّاً أعظمُ
إن كنتَ مـعـتـقـداً
بربّـــــــكَ قادراً فـجـمــــــيـعُ ما آتاكَ فيه مُسلَّمُ
إنّ الحياةَ
معـيّـــــــــبـاتٌ لا تُـرى إلا مـظـاهـــــرُهـا الـتي تَتجسَّمُ
والجهلُ فيها لا
يُبيـــــــحُ جمودَها والاعـتـقادُ بـــــــها عليكَ مُحتَّمُ
هل يجحدُ الإصباحَ
أعمى لا يرى أنوارَه ويقــولُ عـــــــنه مُظلمُ؟
آمنتُ بالإسراءِ وهو
حــــــــقـيـقـةٌ عندي وليسَ به لديَّ تَـــــــوهُّم
أسرى به وأراهُ
مـــــــن آيـاتـهِ الـ ـكُبـرى وأعلـــــــمَه بما لا يعلمُ
فأتى إلى القـــــدسِ
المباركِ حولَه مـن مـكّةٍ والنـــــــاسُ فيها نُوَّمُ
وسما به جبريلُ
منـــــــــــه للسَّما فـاسـتـقـبـلـتْـه الرُّسْـلُ حـتى آدمُ
واستبشرتْ فيه
المـلائكُ مثــــــلما أدنـاهُ مـنـه ربُّـه الـمـــــــــتكرِّمُ
وحُظِيْ بنورِ
جـلالِه مُـتـقـــــــدِّمـاً والـقـلبُ منه بالقداسةِ مُفْــــــعَم
وقال من قصيدة (وليد
الكعبة) وتبلغ (144) بيتاً ، وقد ألقاها في صحن الإمامين الجوادين (عليهما السلام)
بمناسبة ولادة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)
ولــدتَ كالشمسِ أو
أشرقتَ كالقمرِ من مشـرقِ المجِ أو من غرّةِ البشرِ
ولـــدتَ فـي الكعبةِ
الغرّاءِ مُزدهراً مـتـوَّجـــاً بجـمـلِ الـروحِ والـصورِ
وعشتَ في خيرِ بيتٍ
قد سما شرفاً بـكـــــلِّ أزهـر مـن أبـنـائـهِ الـغُـررِ
ولــــدتَ من خيرِ
أمٍّ في العُلا وأبٍ من أشرفِ العبِ العرباءَ مِن مضرِ
في أســــرةٍ كل ما
فيها ندىً وهدىً أعظم بـتـاريخِها الوضَّاءِ في الأسرِ
ومنها:
ثمّ انتقلتَ إلى
بـيـتِ النبيِّ أخاً له وعـــونـاً على الأحداثِ والغيرِ
وكنــتَ أوّلَ من
لبّى رسـالـته وصارَ فـي موكبِ الآياتِ والسورِ
نزلتَ من قلبِه بيتاً
سـعدتَ به بل كنتَ مـنه محلّ السمعِ والبصرِ
وكنت منه وكلُّ
الناسِ شاهدةٌ كمثلِ هارون من موسى على قدرِ
ويقول في يوم الغدير:
وفي الغديرِ تجلّى
الحقُّ واضــــحةً أسراره وتبــدّى كــــــــل مستَتر
ھنـــاك نـــادى
رسـولُ اللهِ أمَّــــتَـه مِـن كلِّ مفتكرٍ منھا ومُدَّكَـــــــرِ
نـــادى يودُّعھم
حينــــاً ويســـألھمْ حيناً ويرشدھـمْ للحقِّ والــــــنظرِ
يــا أيّھـــا الناسُ
أني مثلكـــــمْ بشرٌ وكلُّ شخصٍ مِن الدنيا على سفرِ
وكلنــا ھو مسؤول
ومــــنتظــــــرٌ فـمـــا تقولونَ، قــالَ القومُ بالأثـرِ
إنا لنشـــھـدُ
قـــــــــد بلّغتَ دعوتَـه أجــزاك ربُّكَ خيـــراً غيرَ مُندثرِ
وراح يوصيــــھم
خيراً بعـتـرتِـــه والمرتضى كفُّــه فـي كفِّه العطرِ
يا ربِّ والِ الألى
والوهُ عـن رشدٍ وعادِ أعداءه الساعـينَ بالضــررِ
ويقول في نهايتها:
قرأتُ ما خطه
الكتّابُ عــــــنه فما وجدتُ في كلِّ ما خطوا سوى صورِ
قالوا فتىً كرّمَ
الرحـمـــــــنُ غرّته عـن الـــــسـجـودِ لأربابٍ من الحجرِ
وأسـبـقُ الـنـاسِ
إســــــلاماً وتلبيةً لـدعـوةِ الـــــحقِّ من وحي ومن خبرِ
وأشجعُ القومَ لا
يخشى الردى أبداً وأعلمُ الصحــــــــــبِ بالقرآنِ والأثرِ
وقال من قصيدة مواكب
النور وهي في مولد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وكرم وجهه وتبلغ
(96) بيتاً:
ولدتَ فكنتَ
للـــــــــــــــدنيا إماما تقودُ إلى الھـدى فـيھـــــا الأناما
طلعتَ على الوجودِ
فكـنتَ صبحاً تشـــقُّ بنورِ مشرقِــــكَ الظلاما
ولا عجبٌ فإنّكَ قــد
رضـعـتَ الـ ـھدى طفلاً وعشـــــتَ به غلاما
رضعـتَ النـورَ مِـن
فمِ ھاشــميٍّ ولن ترضى مِن النورِ انفطـــاما
وكنتَ
وصــــــــــــــيَّه لمَّا تخلّى عــــــن الدنيا وفي العليــــا أقاما
وكنتَ بنــورِهِ
نـوراً تـــــــــجلّى وفي مــــلكوتِه الأعلــــى تسامى
وكنتَ كمثـلِ ھـارونٍ
لموســــى أخـــاً لمحــــمدٍ يرعــــى الذماما
وأوَّل
مؤمــــــــــــــــنٍ باللهِ حقاً وأسبقهم إلى اللهِ انظــــمــــــــاما
وكنــتَ وزيــرَه في
كلِّ خطـبٍ يداهمه وكنتَ لــــــــــــــه حساما
وكنتَ نصيرَه في
كـــــلِّ حربٍ بها أدَّيتَ بالســـيفِ الطـــــــغاما
وأيَّـدتَ الرسالةَ
يــــــومَ نـــادى بھـا فــي الناسِ فازدادوا خصاما
ونادى
الأقربيــــــــــن فلم يجبه ســــواكَ وكنـتَ ناصـرَه الھماما
وقال من قصيدة (في
يوم ذكرى مولد الزھراءعليها السلام ) وتبلغ (36) بيتاً:
أمُّ الحسينينَ
اللذيــنِ اسـشـــھدا فـي اللهِ مجدُكِ فـي الحياة مُؤيَّدُ
يكفيكِ فخراً أنتِ
زوجةُ حــيدرٍ وأبـوكِ نورُ اللهِ وھــــوَ محمـدٌ
أھلـوكِ خيرُ
العالمينَ لأنّھـــــمْ قــومٌ لــھمْ في كـلِّ مكرمــةٍ يـدُ
الوحيُ يھبطُ فـي
سماءِ بيوتِكـمْ وعليھـمُ مـن ربِّھـم يتــــــــردَّدُ
والله جـــــلَّ
جلالـــــهِ بكتابـــه أثنى عـليھـم وھـــوَ مجـدٌ أوحدُ
وقال في رثاء الإمام
الحسين (عليه السلام) من قصيدته التي قدمناها وتبلغ (120) بيتاً:
مبدأ قــــد خطه خيرُ
الشباب في كتابِ المجدِ تتلوه العصـورْ
اقـــــــرأوه إنـه
خـيـرُ كـتاب لو وعت أحكامَه الغرَّ الصدورْ
كـله عزمٌ وحــزمٌ
وانـقـلابْ وســمـوٌ وحـيـــــــــاةٌ ونــشـورْ
وإذا جُــــنّ ظلامٌ
أو سـرابْ فهوَ للسارينَ في الظـلماءِ نـورْ
وإذا السيفُ تلاقى
والحرابْ ولدَ المبدأ كـالليثِ الهــــــصورْ
يا حــسـيـنٌ إنّـكَ
الـحـيُّ بـما لـكَ من مـجدٍ سما لم يطــــمسِ
إنّما الميتُ الـذي
مــات ومـا ذكـره غـيــــــر بـلـىً مُـندرسِ
ومنها:
بايعَ الناسُ الحسينَ
بن عليْ وهوَ أولى النــاسِ لمَّا بايعوا
إنّـه ســبــط
رســولٍ ونـبـيْ أيَّ إنـسـانٍ لـــه لا يـخـضـعُ
قـرشـيٌّ
هـاشـمـــيٌّ عـربـيْ حـسبٌ كالشـمسِ زاهٍ يسطعُ
عبقريُّ النـفسِ
محبوبٌ أبيْ قـائـــــدٌ فـــي قـومِـه مُـتَّـبَـعُ
وله في الحربِ بأسٌ
علويْ أيَّ ذي قــــــلبٍ له لا يخشعُ
بـايـعـوهُ
فـــــــأتـاهـمْ قـدمـاً لا يـــبـالـي بـالعدا كالبيـهسِ
ولـه آلُ
الـنـبــــيِّ الـعـظـمـا حرسٌ أعظم بهم من حرسِ
ويقول من قصيدته
(الشهيد) وهي أيضاً ألقاها في يوم عاشوراء في الصحن الكاظمي الشريف وتبلغ (63)
بيتاً
فتـىً هاشمي ثارَ
حيــــــــــــن تعطّلتْ شريعتُه الـغـرَّاءُ واســتــفـحلَّ الشرُّ
بمــمـلـكـــــــــــــةٍ
فـيـهـا يـزيـدٌ خليفةٌ له الـنـهـي دون الهـاشـميينَ والأمرُ
يـزيدٌ طغى في الأرضِ
حتى تزلزلتْ بطغيـــــانِهِ وانهدّ مـن ظلمِه الصبرُ
وعاث فساداً في
البــــــــــــلادِ وأهلها فمادتْ وعمَّ الناسَ في حكمِهِ الجورُ
أيرضى إمامُ الحقِّ
والديــــنِ أن يرى عـدوَ الهدى والديــــنِ في يدِه الأمرُ
يـريـدون منه أن
يـبـــــــــايـعَ فـاجـراً وفي بيــــــعةِ الفجَّارِ لو علموا فجرُ
أبى بيعةَ
الـبـــــــــاغـي وخفَّ لحربِه بـآلٍ لـهــــــم في النصرِ آمـاله الغرُّ
ومنها:
وهل يُقتلُ الطفلُ
الرضيعُ بشرعِهمْ فإن كــان هذا شرعهم فهوَ الكفرُ
أبٌّ رفعَ الطفلَ
الـرضيعَ إلى السما لـيـعـــــلنَ فـي آفاقِها دمَه الطهرُ
وآبَ غريقاً في
دمـــــاءِ رضـيـعِـهِ تـمـجُّ دمـاً مــنه الحشاشةُ والثغرُ
فدوّى صراخُ الأمِّ
تلقــــــى وليدها ذبيحاً قد احمرّت وريداه والشعرُ
ومنها:
شهيدُ العلى ما أنـتَ
ميتٌ وإنّما يموتُ الذي يبلى وليس له ذكرُ
وما دمكَ
الـمـسفــوكُ إلّا قيامةً لها كلُّ عامٍ يومَ عاشورِهِ حـشرُ
وما دمُكَ المسـفـوكُ
إلا رسالةً مخلّدة لم يخلُ من ذكرِها عصرُ
وما دمُكَ
المسفـــوكُ إلا تحرُّرٌ لدنيا طغتْ فيها الخديعةُ والخترُ
وثورةُ إيمانٍ على
ظلمِ عصبةٍ إطـاعـتُـها شـرٌّ وعـصيانُها خيرُ
وهدمٌ لبنيانٍ على
الـظـلـمِ قائمٌ بناهُ الهوى والكيدُ والحقدُ والغدرُ
فأينَ يـزيـدٌ وهـو
فيـــها خليفة وهل ليزيـدٍ فـي خـلافـتِــه فـخـرُ
لقد غصبَ الدنيـا ولم
يدرِ أنّه إذا مـات مـن دنـياهُ لـيـسَ لـه قبرُ
وقال من قصيدة شهيد
الحق وتبلغ (69) بيتاً
أيَّ دمعٍ
نظـمـتـــــــه الشعراءُ ودمـــاءٍ ذرفــــــتـهـا الـخـطـبـــاء
في مصابٍ مــادتْ
الأرضُ له وله اهـــــتزتْ من الهولِ السـماءُ
في مصـابٍ فُجــعَ
الـحـــقُّ بهِ وجرتْ مِن أعينِ الحقِّ الدمـــــاءُ
ونســـاءُ البيــــتِ
يـنظرنَ إلى راحمٍ بَــرٍّ وأيـنَ الرحمـــــــــاءُ؟
والحسـينُ بــنُ
عــليٍّ يدفع الـ ـجيشَ كالسيفِ له فيھمْ مضـــــاءُ
صارخاً يدعو إلـى
الحقِّ وما لـــــھمُ في وضحِ الحـــــقِّ اھتداءُ
جاءھــمْ يحـــملُ
طـفلاً يـرتجي منھمُ مـاءً وقـــد خابَ الـرجـاءُ
آبَ بالطــــفلِ
ذبــــــيحاً وعـلى صدره تجري من الطفلِ الدماءُ
وھنا انـــقـــضَّ
على أعدائــــهِ سيفُه المـوتُ إذا عـــــزَّ الـدواءُ
غيـــرَ أنَّ الجيشَ
لا يقوى على ردِّهِ فـــــردٌ وحيــدٌ ونـــــســاءُ
فهوى الليثُ جريحاً
في الوغى وعليهِ دمُــــــــــه الجاري رداءُ
مـا لـــه مـــن
قــــوة ترفعــــه وبـه من شدة الطـــــعـــن عيـاءُ
ثم جــذوا رأسَــــه
من جسـمه فإذا الجسمُ من الــــــرأسِ عراءُ
رفعوا الرأسَ على
الرمحِ كما تُرفعُ الرايــــــــــةُ فيھـم واللواءُ
وقال من قصيدة مصرع
الحسين وتبلغ (65) بيتاً
الدمعُ ينطقُ
والـــــــعيونُ تترجمُ عمّا يــــــــضمُّ اليوم هذا المأتمُ
اليوم قد
ذُبـــــــحَ الحسيـــنُ وآله ظلماً وفاضً الدمعُ وانفجرَ الدمُ
فاســـــــــودَّ
وجــهُ محرَّمٍ بجناية مادتْ لھـا الدنيـــا ومادَ مُحرَّمُ
ودجا الصباحُ على
الحسينِ وآلهِ حزناً كأنَّ الصبحَ ليلٌ مــــظلمُ
وبكت على الأرضِ
السماءُ كآبةً إذ حلَّ فيــھا ما يَھـدٌّ ويؤلــــمُ
ويقول في نهايتها:
ھـذا الحسيــــنُ
فإنّه حيٌّ عـلى رغـمَ الرّدى وبـــــذكـــرِه نترنَّمُ
أما يزيـــــدُ
فميِّــتٌ بحياتــــــه من حيث لا يـــــدري ولا يتفھَّمُ
ولذا تــــصرَّمَ
ملكُه من بعدِ ما ظنُّوا بأنَّ الــــــملكَ لا يتصــرَّمُ
وأقــامَ آلُ البيتِ
دولتَھم عـلـى أنقاضِ مَن بطشوا بھم وتحكّموا
وبنوا بحدِّ السيفِ
مجداً زاهراً لا زالــــــــــــــتِ الدنيا به تتكلَّمُ
وقال من قصيدة (حرب
العدالة ضد الظلم في مصرع الحسين) وتبلغ (91) بيتاً:
ذكراكَ فاجعـــةٌ
فـــــي القلبِ موقدةٌ ناراً وأيُّ فؤادٍ غـيرِ مُتَّقــــــــــدِ
ذكـــرى
تردِّدُھـــــــا الأيامُ في كمدٍ لھـا بكــلِّ فـــــؤادٍ دائـــــمِ الكمدِ
ذكـــراكَ يا
بـــــنَ رسولِ اللهِ خاـدةٌ تُدمي العيونَ وتُبكي ثابـتَ الجلدِ
أبكي وأنظمُ مِن دمعي
القصيدَ وھا إني أبثّ بهِ الأشــجانَ مِـن كبدي
أما المآتـــمُ فھي
اليـومَ قائمـــــــــةٌ تســـيرُ مـن بلـــــدٍ بـاكٍ إلـى بلـدِ
والناسُ ما بينَ
مفجــــوعٍ ومُنتحبٍ لمَّا أصابكَ مِـن ظلـــمٍ ومِـن نكـدِ
قــد كانَ حقُّكَ مثل
الشمسِ ساطعةٌ وأنتَ كالشمسِ لا تُخفى على أحدِ
وقصيدة في رثاء
الحسين عليه السلام ورضي الله عنه بليغة وفيها يقول :
قال من قصيدة في رثاء
الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (184) بيتاً ألقاها في ذكرى عاشوراء في الصحن
الكاظمي الشريف:
مصرعٌ أو مذبحٌ أو
مــــأتمٌ رفرفت فيــــــه نفوسُ الشهداءْ
ودمـوعٌ
جــاريــــــاتٌ ودمٌ وعــــــــويـلٌ وصراخٌ وبـكـاءْ
فهنا الغيد
ثكــــــــالى تلطمُ وهنا الأطفالُ غرقى في الدماءْ
وهنا الأبطالُ صرعى
جُثّمٌ حاربوا الظلـــــمَ فماتوا كرماءْ
مشهدٌ يا لهفَ نفسي
مــؤلِمٌ مُفزِعٌ قد شهـــــــدته (كربلاءْ)
لا ترى إلّا دماً
منسجـــــماً وجسوماً فُصلتْ مـــــن أرؤسِ
ووجوهاً مثل أقمــارِ
السما بُـعثرتْ مـــــــشرقةً في الغلسِ
وقال من قصيدة شهيد
الحق وتبلغ (69) بيتاً:
لستُ أنسى وقعــة
الطفِّ التي زھقت فيھــا نفوسٌ أبريـــــــاءُ
كلّمــــا ردَّدتُ
فيھـــا بصــري خاننـي الصبر وأعياني البـكاءُ
مشهدٌ يا ويلَــه مِن
مشــــــــهدٍ مرعـبٍ قــــد شھدته (كربلاءُ)
توفي سنة1955 . رحم الله العلامة الاستاذ حسين
علي الاعظمي وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه ودينه وأُمته ، وكم
نحن بحاجة الى ان يتصدى أحد طلبة الدكتوراه ، ويجعله موضوعا لأطروحته ، فهو يستحق منا الكثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق