الاثنين، 12 أغسطس 2024

بين الموصل وماردين .........تاريخ مشترك


 


بين الموصل وماردين .........تاريخ مشترك
بقلم : إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
الموصل ، وماردين بينهما تاريخ مشترك .الموصل اليوم ضمن جمهورية العراق ، وماردين اليوم ضمن الجمهورية التركية .قبل 100 سنة كانتا مدينتان توأمتان .اهل ماردين يفدون الى الموصل ، واهل الموصل يذهبون الى ماردين ، وبين الموصل وماردين الكثير من الوشائج والصلات الإنسانية العائلية والتجارية والثقافية واختلاط بالعادات والامثال الشعبية والتراث والتقاليد .
ومن الطريف ان هناك مناطق ومحلات في ماردين تشبه ما هو موجود في الموصل وحلب.
من المؤكد انهما كانا سوية أيام حكم الدولة العربية الإسلامية وايام الدولة العثمانية وقد اكد هذه الوشائج مؤرخو الموصل وماردين.. مؤرخو الموصل ياسين العمري واخيه محمد امين العمري في كتبهم المطبوعة. كانت حدود الموصل تصل الى ديار بكر والرها أي اورفة وماردين وكانت ماردين وهي من ضمن بلاد الشام تحكم من متسلمين تعينهم بغداد.
كما ان هناك تداخل عشائري بين الموصل وماردين، فشمر وعنزة كانت لهم مراع في ماردين وكانوا يقضون الصيف مع اغنامهم ومواشيهم وابلهم في أراضي ماردين. وحدود إقليم الموصل خلال العهود الإسلامية والعثمانية تمتد لتشمل (دياربكر) و(ماردين) و(أورفة) أي الرها أيضاً .
في الحرب العظمى أي الحرب العالمية الأولى 1914-1918 ونتيجة معاهدة سايكس بيكو واقتسام المشرق العربي بين الفرنسيين والانكليز واحتلال الفرنسيين لسوريا واحتلال الإنكليز للعراق ابتعدت ماردين عن الموصل صارت ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وحسمت قضية مطالبة تركيا بولاية الموصل بعد صدور قرار عصبة الأمم 1926 جزءا من الدولة العراقية الحديثة التي تشكلت سنة 1921 من اتحاد ولايات البصرة وبغداد ومن ثم الموصل .
ونظرا لطبيعة الوشائج بين ماردين والموصل فإن هناك نوع من التشابه في ( اللهجة) بين الموصل وماردين ومرة كتب المرحوم الأستاذ عامر سالم حساني الباحث التراثي عن هذا وقال ان المستشرق الألماني سوسين Socin له كتاب نادر مطبوع عام 1883 جمع فيه طائفة من الأمثال المشتركة بين الموصل وماردين ، كثير منها لم يزل متداولا الى اليوم بيننا ومعه نداءات الباعة في الموصل والامثال والنداءات بالعربية وشرحها باللغة الألمانية . وهو كتاب شبه مجهول عندنا أتمنى ان يتفرغ أحد ويترجمه" .
وقد علقت على ماقاله وقلت : ان ما كتبه المستشرق الالماني (سوسين) ليس كتابا وإنما مقالات نشرها في مجلة هي ( Zeitscghrift der deutschen morgenlandischen Gesellschaft ) وبجزئين هما ال 36 و37 سنة 1833 . والمقالات تتناول لهجة الموصل وماردين وللدلالة على اللهجة ذكر بعض نداءات الباعة في الموصل وقارنها كما هي في ماردين واوجد وجه الشبه بينهما .
ومن قبيل المناداة على بصل بعشيقة ( تعالوا على بصل بعشيقة ماذاقوا الا اللي كبسوا )
و(من حلاتك زقزق العصفور وطار احمي صدرك واحمي ايدك )
و(ماء النوم ياحامض يقتل الدود ويحمغ الخدود )
و( مخلللا حمرا وبيضا طيبة حلاتك اقطع من الدبس )
وهكذا كما ترون في المصورات المرفقة ...
نعم المقالات التي كتبها المستشرق سوسين Socin مهمة وجديرة بالترجمة .
وماردين كما هو معروف تقع اليوم في جنوب شرق الاناضول وموقعها ستراتيجي وتضم عربا وكردا وتركا واثوريين وعمارة بيوتها إسلامية تعود الى فترة حكم الاراتقة وتقع على تلة صخرية ترتفع بشكل حاد فوق السهول المنبسطة وهي تشبه منطقة قليعات التي هي أساس مدينة الموصل المنطقة المرتفعة . وقليعات أيضا تقع على تلة ترتفع عن مستوى نهردجلة وهي على ضفافه اليمنى قرابة (25) مترا وتشكل (حدبة) في ظهر الأرض كالحدبة في ظهر الانسان لهذا سميت الموصل ب(الحدباء) .
وكما الموصل كانت مركزا للأبرشية وتج بالكنائس والاديرة ولها تاريخ في هذا المجال فإن ماردين أيضا خلال العصور الوسطى (من القرن الخامس الى القرن 15 الميلادي) كانت مركز اسقفيا للكنيسة الأرمنية الارثودكسية وكنيسة الأرمن الكاثوليك وكنيسة المشرق الاشورية والكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية كانت مركزا مهما للكنيسة السريانية الارثودكسية ومقر هذه الكنيسة دير الزعفران الذي استمر في تأدية رسالته ووظيفته من سنة 1034 الى سنة 1924 .
كانت مدينة ماردين تتبع سوريا من بلاد الشام تاريخيا لكنها وبموجب معاهدة لوزان سنة 1923 بين تركيا وكل من بريطانيا وفرنسا ضمت الى تركيا وسكان ماردين يتحدثون العربية والكردية والتركية ومعظم سكانها عرب لكن فيها كما في الموصل اكراد وايزيدية وارمن وثمة من يقول ان نصف سكانها عرب ونصفهم الاخر اكراد . وكلمة ماردين تعني بالارامية (قلعة) . وهي بالاصل مدينة اشورية ذكرت في الالف الأول قبل الميلاد في المدونات التاريخية الاشورية ومما يشار اليه ان الشاعر الاموي جرير ذكرها في قصيدة لها فيها بيت يقول :
ياخزر تغلب إن الشؤم حالفكم ***** مادام في ماردين الزيت يُعتصرُ
في موقع (قناة الجزيرة ) الفضائية) ثمة مقال جميل عن (ماردين ) بعنوان : (ماردين مدينة تركية تاريخية ذات جذور عربية عريقة) كتبه الأستاذ زاهر البيك في 26 شباط 2021 قال فيه ان مدينة ماردين تبدو لزائرها للوهلة الأولى انها مدينة عربية قادمة من عمق التاريخ، وما أن تتجول فيها حتى تشعر وكأنك في الموصل ، فلغة سكانها العربية وأزقتها الضيقة ومساجدها وكنائسها الأثرية وأسواقها العتيقة وقلاعها الحصينة والنقوش العربية القديمة التي تزين مبانيها، لهو أوضح دليل على الجذور العربية لتاريخ المدينة الواقعة جنوب شرق تركيا.
ومن الطريف ان كاتب المقال عاد الى أطروحة الدكتوراه التي قدمها المؤرخ الموصلي الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل وتحولت الى كتاب بعنوان (الإمارات الأر تقية في الجزيرة والشام) وفيها يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الموصل وماردين وبين مدن الجزيرة الفراتية -ومنها ماردين- ومدن بلاد الشام في زمن الحروب الصليبية التي استمرت لقرنين من الزمان وابتدأت سنة 1085 ميلادية ، إذ كانت "المواقع الجزرية أحد الأهداف المتقدمة للحرب الصليبية الأولى، نظرا لقربها من المنافذ المسيحية الشمالية من جهة، ولموقعها الحيوي المشرف على ناصية العراق والشام من جهة أخرى. وقد تمكن الصليبيون بالفعل من إنشاء أولى إماراتهم الأربع الكبرى في الجزيرة (الفراتية)، حيث غدت إمارة الرها (أورفا التركية حاليا) لا تقل خطورة عن شقيقاتها الثلاث في أنطاكية وبيت المقدس وطرابلس اللواتي أُسسن بعدها".
لقد درس الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل إمارات بني أرتق (1072-1409م) التي بدأت مطلع دولة السلاجقة وحتى اضمحلت إمبراطورية تيمورلنك، لافتا إلى دور أرتق بن أكسب في قيام الدولة السلجوقية الذي ما إن توفي حتى تعرض أبناؤه لفقدان إقطاعهم في القدس وتفرقوا في البلاد ولكنهم تمكنوا بطموحهم ورغبتهم في المغامرة، فضلا عن ولاء عدد كبير من مقاتلي التركمان لهم، من تأسيس أولى إماراتهم في ديار بكر ثم تبلور كيانهم السياسي في إمارتين هما امارة ماردين وامارة حصن كيفا.
وتزامن ذلك مع تأسيس عماد الدين زنكي إمارته في الموصل سنة 1127م، حيث بدأت جهود توحيد المواقع الجزرية لغرض مجابهة الصليبيين بإمارة موحدة، وهو الجهد الذي نجح فيه خلفه نور الدين محمود وأكمله صلاح الدين الأيوبي لاحقا بتوحيد الجهات الشامية والمصرية ضد الصليبيين.
وكما تقع مدينة الموصل على ضفتي نهر دجلة اليمنى واليسرى فإن ماردين أيضا تقع بعض اجزائها على نهر دجلة حيث تحد سوريا من جهة النهر، وتُعد من أغنى المدن التركية بالآثار التاريخية والمعمارية والتاريخ الحضاري المتنوع والفريد.
يتحدث الدكتور خالد العويسي أستاذ التاريخ المشارك في (جامعة آرتوقلو ماردين) ، عن جوانب من تاريخ ماردين العام ؛ فيقول ان ماردين دخلت تحت الحكم الساساني الفارسي سنة 226 ميلادية وقد اتخذ منها الساسانيون قلعة دفاعية ضد النفوذ البيزنطي وبعدها دخل اليها البيزنطيون واعادها الفرس سنة 363 ميلادية بموجب المعاهدة التي عقدت بين الإمبراطور البيزنطي الروماني جوفيان وملك الساسانيين شابور الثاني، وتناوب الفرس والرومان على حكم ماردين، حتى فتحها العرب المسلمون في نفس الفترة التي فتحوا فيها الموصل او بعد ذلك بقليل فتحت على يد الصحابي عياض بن غنم سنة (640م).
وكما وقعت الموصل تحت حكم الفرس والعثمانيين بعدهم كذلك وقعت في عهد الشاه إسماعيل الصفوي سنة 1507 تحت حكم الفرس وبعد معركة قره زنكين وقعت الموصل كما وقعت ماردين سنة 1516 في عهد السلطان سليم الأول 1512-1520 م تحت السيطرة العثمانية والحقت ماردين بولاية ديار بكر ومن ثم ببغداد في حين أصبحت الموصل مركزا لولاية هي ولاية الموصل .
كما زار ابن جبير الموصل وكما زار ابن بطوطة 1304 – 1377م الموصل زار ماردين ووجد فيها الجوامع والكنائس العريقة منها كنيسة مارشموني، وكنيسة العذراء ، وكنيسة الزعفران، وكذلك كنيسة الأربعين شهيدا، وسوق المدينة المسقوف، ومدرسة الجنزيرية، وفيها الكثير من القلاع، فضلاً عن جامع الشهيدية وجامع الريحانية والجامع الكبير .
كتب ابن بطوطة شمس الدين ابي عبد الله محمد بن عبد الله الطنجي في رحلته الشهيرة (رحلة ابن بطوطة ..تحفة النُظار) عن ماردين يقول :"وصلنا إلى مدينة ماردين، وهي مدينة عظيمة في سفح جبل من أحسن مدن الإسلام وأبدعها وأتقنها وأحسنها أسواقا، وبها تصنع الثياب المنسوبة إليها من الصوف المعروف بالمرعز (أي شعر الماعز)، ولها قلعة شمّاء من مشاهير القلاع في قنّة (قمة) جبلها".
من الطريف القول ان الشاعر العراقي الكبير صفي الدين الحلي سماها (الشهباء ) والموصل تسمى (الحدباء) قرن بين الموصل وماردين ببيتين من الشعر هما :
فدع ربوع الحلّة الفيحاء وازورّ بالعيس عن الزّوراءِ
ولا تقف بالموصل الحدباءِ إن شهاب القلعة الشّهباءِ
وكما الموصل مركزا للصياغة ، صياغة الذهب والفضة ، وفيها سوق الصياغ الشهير فإن في ماردين أيضا صياغ ماهرون ، وفيها سوق عامرة للصياغ ويسود فيها نوع من الاساور والاقراط فيها نقشات جميلة يسمونها ( تلكاري ) .
يفسر المؤرخ الدكتور خالد العويسي سر التشابه بين ماردين والموصل وبقية مدن الجزيرة الفراتية التي تقع بين نهري دجلة والفرات بان المنطقة كلها كانت تحكم من قبل دول عربية وإسلامية وتشابهت فيها الظروف التاريخية ومرت عليها الاحداث ذاتها ابتداء من العصور القديمة حتى وقتنا هذا مرورا بفترة حكم الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والسلاجقة والأراتقة والزنكيين والأيوبيين، لافتا إلى بقاء بصماتهم واضحة للعيان في ماردين من خلال مساجدها وأسواقها ومدارسها وبيوتها. وثمة حقيقة لابد من ذكرها وهي ان العرب سكنوا ديار بكر وديار مضر وديار ربيعة منذ اقدم العصور وارتبطوا مع سكان هذه المناطق بروابط كثيرة أي ارتبطوا مع الاتراك والاكراد بروابط وعلاقات قوية ومؤثرة ليس من السهل تفكيكها .
اود أخيرا ان أقول ان كثيرا من الأغاني التراثية الموصلية تشبه الأغاني التراثية الماردينية وانني ومنذ سبعة عقود كنت اسمع جدتي لابي تتحدث كبيف ان والدها وكان يعمل نعلبندا كان قد اخذ زوجته وابنتيه من الموصل الى ماردين ونصيبين وعمل هناك لهذا كنت اسمع منها كلمات ماردينية واغان تراثية ماردينية انعكست في الكثير من أغاني الموصل الت التراثية من قبيل (يردلي) وغيرها من الأغاني .
اقف لأتحدث عن أغنية (يردلي ) فأقول ان اغنية (يردلي) التي يرددها اهل الموصل واشتهرت على انها اغنية موصلية هي بالاصل اغنية ماردينية و(يردلي) كلمة تركية تعني (يا حبيبتي) فكلمة (يار) التركية تعني (حبيبتي) وكلمة (دلي) تعني قلبي فتكون ياردلي تعني حبيبة قلبي ويشير المرحوم الحاج الأستاذ عبد الجبار محمد جرجيس في كتابه (أغاني شعبية موصلية ساخرة) وصدر عن دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع –الموصل 2022 الى ان السيد إبراهيم محمد من محلة دكة بركة في الموصل وكان عمره سنة 1972 (75) قال انه سمع هذه الاغنية من المهاجرين الذين وفدوا الموصل خلال الحرب العظمى 1914-1914 .
كما يذكر المرحوم السيد محمد جاسم بشير اغا وكان مديرا لقسم بلدي في الموصل وكان عمره سنة 1972 (80) سنة انه سمع هذه الاغنية سنة 1914 "من المهاجرين من مدينة ماردين ويذكر ان ممن غناها ابن علي الصفو وسيد احمد عبد القادر بن الكفغ واخيه سيد امين وسيد سلو الجزمجي من اعلام المقام الموصلي كما كان يغنيها مغن معروف في قيصرية السبع أبواب اسمه ( بيبو ) .
ويذكر الأستاذ نجيب قاقو وهو كاتب وباحث موصلي معروف وكان عمره سنة 1972 (57) سنة ان مؤلف اغنية (يردلي) شاب مسيحي من ماردين الفها بين سنتي 1875 و1900 م حين احب فتاة ترتبط وعائلته بروابط الصداقة العائلية وكانت علاقاتهم وطيدة الا ان اسرة الفتى لم تكن بمستوى اسرة البنت المادية وهذا الفارق المادي لم يقف حائلا بين ان يحب احدهما الاخر وقد استنجد الفتى ببعض اصدقاءه لخطبة الفتاة لكن اسرتها رفضت فهاجت مكامن الحب في نفسه فأبدع وكتب هذهالاغنية التي الهبت مشاعر من سمعها ومما يلحظ ان الفتى كان مسلما وحبيبته كانت مسيحية بدليل بعض ما ورد في بعض ابياتها فالفتى العاشق يقول :
دصومي خمسينك واصوم ثلاثيني *** انتِ على دينكِ وانا على ديني
والفتاة تخاطب أمها وتقول لها انها خطبت اربع مرات والرفض هو الجواب :
رابع خطيب لخطب *** دينو على ديني
ويجزم الأستاذ نجيب قاقو بأن الاغنية من ماردين وليست كما قيل من سعرد او ديار بكر فماردين تتحدث العربية كما يتحدث اهل الموصل وبالضبط كما يتحدث أيضا اهل بعشيقة وان الشاب المارديني كان يغنيها وغناها سنة 1915 حين اضطر للهجرة من ماردين الى الموصل بسبب احداث الحرب العظمى أي الحرب العالمية الأولى .
وهناك من يشير الى ان عددا من المهاجرين الماردينيين استقروا في مدينة سنجار وهي تابعة للموصل وما يزال بعضهم وهم من الأصول الماردينية يسكنون سنجار .ويؤكد انه كان يسمع هذه الاغنية واغنيات ماردينية أخرى من نجار اسمه جورج المعلم يوسف وكان هذا سنة 1940 . نعم اغنية (يردلي ) هي اغنية ماردينية هاجرت الى الموصل خلال الحرب العظمى وتفنن بغنائها الموصليون واشتهروا بها وتلاعبوا ببعض ابياتها زادوا وانقصوا وغيروا ولعل اختلاف الزمن وتناقل كلماتها بين الأجيال كان له دور في هذا التغيير وابيات بعض نصوصها تصل الى (26) بيتا وهناك من ذكر (40) بيتا وأورد الأستاذ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس (7) نصوص للاغنية اذكر لك بعضا من النص الأول :
كم يردلي ويردلي سمرة قتلتيني ** وخافي من رب السما واعزب لاتخليني
وانت على دينك وانا على ديني ** وصومي خمسينك واصوم ثلاثيني
ولاقس بقى كن بقى ولا كن بقى ملا ** وكل عقدت المشكلة ورب السما يحلا
وكلتكم قوموا معي عين الله عين الله ** واخذوا محبوتي ويجاوبني الله
اول خطيب الخطب ليش ما عطيتين ** وثاني خطيب الخطب سم وسقيتيني
وثالث خطيب الخطب خنجغ طعنتيني ** رابع خطيب الخطب دينو على ديني
يما عطيني تفنكتي ويما عطيني رختي ** دطلع لصيد البنات لصيد انا وبختي
شفتو نسوان البِكر وشفتوا نسوان ** ومنهم قلولي تعال ومنهم قلولي موت
شربتكم باردة وسطوحكم عالي ** عيني قتلني العطش بالله ارحمي بحالي
مريتو من بابها قدتنقش الوردي ** وراس ابرته من ذهب وابريسمه هندي
وانا رايح لحلب وعليش توصيني ** لوصي مشط ومغيي ومكحلة لعيني
والله خلق البيض زينة الجني ** وخلق الكواس بوسط المحلي
وخلق السمغ ليشوفون العلّي ** وخلق السمغ ديشون العلي
وهذا القمغ بالسما واش نزلوا على ** نزلتوا الكافري برنة الخلخال
وراحت تزور النبي ومقبولي زياغتها ** وغمان وتمر زرعنا وخوخ ليموني
ديري لي خد اليمين لدنكر وابوسو ** والف يمين قسمتو وبيتكم ما ادوسوا
وبمن يمسي المسا وتنام جارتكي ** لصعد بسلم حرير واقلب لاودتكي
وافرش فراش الهنا واحضن لقامتم ** وادعي من رب السما وليلة غدا عندي
تعجن عجين المسا وتشمل عكوسا ** ومحلا صليب الذهب يلمع بين ديوسها
ولوما خوفي من الله لدنكر وابوسو ** ولوما تستحي البنت لدنكر وابوسو
وكم يردلي ويردلي سمرة قتلتيني ** خافي من رب السما للموت وصلتيني
لاتصعدين على السطح بحجة اليشمغ ** لايقشمرج الصبي قشمر ابن قشمر
ولاتصعدين عل الجبل وبحجة ** لايغشعج الصبي ملعون ابن ملعون
ويما دتطلبي دست لطبق التمن ** وشباب هذا الوقت كلا ما تتأمن ْ
وجاني خبر من خبر محبوبتي على ** ودغوح لسوق الحلب ولصوغلا تابوت
يسماغو من ذهب وغماتنوا ياقوت ** وادعي من رب السما واثنينا بتابوت
تحياتي لأهلي في الموصل .....تحياتي لأهلي في ماردين وتمنياتي لهم بالتوفيق والتقدم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...