الأحد، 25 أغسطس 2024

التاجر الموصلي الشهير المرحوم ميخائيل عبد الاحد ساكو 1900-1986

ميخائيل عبد الاحد ساكو

التاجر الموصلي الشهير المرحوم ميخائيل عبد الاحد ساكو
ا.د.ابراهيم خليل العلاف العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومنذ اكثر من نصف قرن ، وانا اكتب في التاريخ المحلي ، واشجع الطلبة ، والمهتمين لولوج هذا الميدان المهم مع اننا في جامعة الموصل وضعنا في حسباننا ان على جامعات العراق ان تشجع على الكتابة عن بيئة توطنها وهكذا ازدهرت في العراق - والحمد لله -الكتابة في التاريخ المحلي .
وانا اكتب مقالة عن شارع السراي في الموصل القريب من شارع غازي -شارع الثورة ، وشارع النجفي ، وشارع نينوى ، وشارع الملك فيصل الاول - شارع العدالة ، علق بعض الاحبة واضافوا معلومات جميلة منها عن دكاكين ومحلات ومخازن يعرفونها أو انها تعود لآبائهم أو اجداهم .
وممن علق الاخ والصديق الاستاذ الدكتور زهير ميخائيل عبد الاحد ساكو ، الذي قال ان والده وترون صورته الى جانب هذه السطور ؛ المرحوم السيد ميخائيل عبد الاحد ساكو ، كان تاجرا ، ومعروفا بين زملاءه من تجار الموصل وكان يحمل هوية غرفة تجارة الموصل المؤسسة تأسيسا ثانيا في سنة 1926 .
كان الجميع ينادونه شماس ميخائيل ، وهو من مواليد محلة خزرج القريبة من المياسة في الجانب الايمن من مدينة الموصل سنة ١٩٠٠ ، وكان يعمل مع خاله ناصر ساكو ، وآخرين بتصدير الجلود المدبوغة ، وإلاصواف فضلا عن قيامهم بإستيراد الشاي السيلاني والسكر الإنكليزي ، وغير ذلك مما يحتاجه الموصليون .
المرحوم الاستاذ بهنام حبابة في كتابه (الاسر المسيحية في الموصل ) وصدر في اربيل سنة 2012 ذكر اسرة ساكو وقال :" ان هذه الاسرة من كلدان بيعة مسكنتا ومنها ناصر ساكو ، وفي بغداد المهندس طارق ساكو ولم يبق احد منهم في الموصل " . وطبعا هذه الاسرة هي غير اسرة الكاردينال الدكتور لويس ساكو .
الدليل الرسمي العراقي للسنة 1936 الذي حرره الياهو دنكور ومحمود فهمي درويش وصدر سنة 1936 يذكر تجار الجلود في الموصل ويقول على الصفحة (1080) ان من هؤلاء التجار ناصر ساكو ومحله في شارع باب الطوب بالموصل .
كان المرحوم ميخائيل عبد الاحد ساكو يساعد من يقصده من التجار في معاملاتهم ، وخاصة مع تركيا وكان معروفا عنه انه يجيد عددا من اللغات الأجنبية كالانكليزية والفرنسية فضلا عن لغته العربية والسريانية بحكم دراسته في المدارس الدينية المسيحية في الموصل وكانت تهتم باللغات الاجنبية . ومما يذكر انه إنتقل وأُسرته إلى بغداد سنة 1965 ، بعد إنتقال ولده المهندس ممتاز ساكو ، وكان يعمل مدير قسم في معمل الغزل و النسيج الحكومي .
وفي بغداد مرض ، وتوفي سنة 1986 بأجله الموعود عن عمر يناهز ال (86) سنة رحمه الله. كان انسانا نبيلا ، وتاجرا امينا ، وصادقا ، ومحبوبا من زملاءه وكل الذين عملوا معه وقد بذل جهودا كبيرة في تربية اولاده وتعليمهم تعليما حديثا .
واقول ان ولده الاخ والصديق الاستاذ زهير ساكو يحتفظ بالكثير من الذكريات عن حياته في الموصل ومنها انه تخرج في الثانوية الشرقية سنة 1956 ، وانه افتتح في بغداد بعد تخرجه في كلية الهندسة مكتبا هندسيا في بغداد وان استاذه في الثانوية الشرقية المربي الكبير المرحوم الحاج الاستاذ محمود الجومرد زاره في مكتبه الهندسي الاستشاري سنة 1973 وكان فرحا بهذه الزيارة الميمونة وما يزال يعتز بها وله ذكريات كثيرة روى لي بعضها .
الاخ البروفيسور الدكتور بيان سالم النعمان بعد ان قرأ ما كتبته اعلاه علق بالتالي :"البروفسور زهير ساكو تخرجت على يديه اجيال من المهندسين المدنيين ، واتشرف ان آكون احدهم ، صاحب خبرة كبيرة ولديه مؤلفات علمية كثيرة وكتابه(إنشاء المباني)كتاب منهجي معتمد ومرجع مهم لكل المهندسين ، ان فضل البروفسور زهير ساكو ليس له حدود ..." .
رحم الله والده وحفظه . انه التاريخ يُكتب هكذا ، وكثيرا ما أشجع الأحبة على تدوين بعض اللحظات ، والمحطات الفارقة ، والمهمة من حياتهم لكي تستفيد منها الاجيال وتأكيدا للصلة بين الآباء والاجداد والاحفاد . الموصل 25-8-2024

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...