قرية إمام غربي ......قرية الشهيد حسن الشيخ .............من قرى جنوب غربي القيارة –قضاء الموصل – محافظة نينوى
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وفي إطار الحملة التي اقودها لتوثيق قرى وقصبات ونواح وبلدات واقضية ونواحي محافظة نينوى ، وضمن ما نسميه ب( التاريخ المحلي) ، كنت اتحدث مع الأخ الأستاذ علي خلف عبد الله (ماجستير في اللغة الإنكليزية وعلم اللغة التطبيقي ) ، عن قريتة الجميلة قرية ( إمام غربي ) ، وهي التي تقع جنوب غربي ناحية القيارة . واتفقنا ان اكتب عنها وان يسأل (الشياب) عن بعض الأجوبة التي زودته بها لكي يجيبوا عليها ، وهكذا كان مع العلم انني دائما ما اعود الى الكتاب الجميل الذي الفه المرحوم الشيخ سلطان محمد الوسمي والموسوم (القيارة بين الماضي والحاضر) والذي صدر سنة 2013 ومما وجدته في الصفحة ( 80) انه كتب بضعة اسطر عن هذه القرية فقال : " ان قرية إمام غربي قرية كبيرة جدا سكانها من عشيرة الامام –جبور – سميت بهذا الاسم نسبة للعشيرة وهناك من يقول ان جدهم المسمى ( حسين ) كان يؤم الناس في الصلاة فسمي الامام ، وسميت القرية على لقبه .. الامام واطلق عليها أهلها ( قرية الشهيد حسن الشيخ ) ، نسبة للشهيد المقدم الركن حسن الشيخ رحمه الله وطيب ثراه ومع الصديقين والشهداء في عليين ، وفيها بيت الفريق الركن أحمد حسن عبيد محافظ واسط سابقا وهو اول محافظ من القيارة ، ومن القرية السيد خلف علي حلبوص اول مدير ناحية من ناحية القيارة - قضاء الموصل - محافظة نينوى " .
نعم قرية إمام غربي ، سميت هكذا لأن الامام سليمان الحسين انجاد ، كان إماما في القرية لذلك سميت بإسمه .. كان انسانا طيبا معروفا بتقواه وايمانه وطيب علاقاته مع الناس .
كما قلت آنفا ، فالقرية من الناحية الإدارية تتبع ناحية القيارة .. وناحية القيارة ضمن قضاء الموصل في محافظة نينوى ، وموقعها الجغرافي مهم فهي تربط بين محافظتي نينوى وصلاح الدين – تكريت ، وسكة حديد بغداد - الموصل ، تمر بأطرافها ، ونهر دجلة الخالد يحدها من الشرق الى الجنوب الشرقي ، ومن الغرب تحدها قرية امام شرقي ، ومن الشمال الشرقي قرية اجحلة .
وقد يكون من المناسب الإشارة الى ان القرية تمتد الى التلال التي يسميها أهالي القرية ب(الجبلة) ، وأيضا تمتد خلفها من جهة الشمال ، ومنذ سنوات شيدت الكثير من الدور هناك.
قرية إمام غربي ، تبعد عن مركز مدينة الموصل نحو (75) كيلومترا ، وعن مركز ناحية القيارة نحو (11) كيلومترا وعدد سكانها تقريبا (20) الف نسمة بواقع اكثر من (3335) بيتا هم فخذ البو نجاد من قبيلة الجبور .
وكما قال المؤرخ المرحوم الشيخ سلطان الوسمي ؛ فإنها تعد اكبر قرية في ريف جنوب الموصل ليس فقط من حيث المساحة ، وانما من حيث السكان أيضا .. ومن المناسب القول ان قرية إمام غربي يمكن ان تكون وحدة إدارية قائمة بذاتها تتبعها سبع قرى منها التينة وتقع في برّية الإمام على بعد (5) كيلومترا ، وفي الجانب الايسر تقع قرى الإمام كل من گنعوص الإمام ، وشريعة ، والناهية ، والسحل (سحل المضيف) ، وشيّالة ، وجديّدة وهي قرى مستقلة ادارياً وتتبع قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين. وكل قرية فيها مشيخة ومختارية .
وعندما سألت عن مختار القرية ، قيل لي انه الشيخ رمضان السبهان العبدالله ارزيج ، وسبقه عمّهُ الشيخ علي العبدالله ارزيج. .
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي للقرية ؛ فهي قرية زراعية .وفيها موظفون وعسكريون . وفي القرية مركز صحي ، ومركز للشرطة ، ومبنى خاص للاتصالات ، وفيها نشاط رياضي ؛ فقد تأسس فيها نادي جنوب القيارة لكرة القدم ، وفيها ملاعب رياضية ، وفرق للكرة الطائرة .
وعلى صعيد الادب ، والثقافة ، والشعر فإن فيها أُدباء ، وكتاب ، وشعراء وفنانين ريفيين وشعراء شعبيين يكتبون كل الوان الشعر الغنائي الريفي كالعتابة ، والنايل ، والابوذية ، والزهيري .
ومن شعراءها الأخ الشاعر سيف الامامي وله قصائد متميزة يتحدث فيها عن أهله ، وقريته من قبيل قوله في قصيدة جميلة :
هلي كرام بكرمهم من عداهم وهلي شاهد عليهم من اعداهم هلي خلصت الدنيا من عداهم هلي الإمام ما غثو حدى .. وقال في قصيدة: أخرى أنا ايمامي انا ايمامي، انا الما دنّگت هامي... حسين انجاد يا جدنا، كرامة بحضرتك زدنا، بهاتة وزور ما عدنا، بگربنا عاشت أيتامِ... أنا ايمامي وانا ايمامي... أنا المذكور بالغيرة، كريم وتشهد الديرة، نخاني الواگع بحيرة، گُبل شديتلو حزامي... أنا ايمامي وانا ايمامي... وقال أيضاً: يدنيا عن النوايب جنبينا غوالي ومن جفونا جان بينا يا ربي بجاهك احفظ جانبينا ولد حسين أهل طيب وهلا
ولا انسى الأخ الشاعر الشهيد خالد المحمود الياسين ابو نبأ، ويحتفظ اهل القرية من المثقفين بكثير من قصائده ومنها تلك التي قال فيها :
مثل جاهل تناغيلي و ورا اعيد مزن وأمطار دنياي واراعيد أظن هالعيد مايمكن ورا عيد وأظن مجربة ساعات المنية... ليقتل بعدها شهيداً على يد عناصر داعش رحمه الله وطيب ثراه . .
ومن الشعراء أيضا الأخ الشاعر يوسف الخليف ابو حسام الذي قال بحق قريته أيضاً : البخل من زمن آدم منعه ربنا وأصل جذر المكارم من عربنا عدونا أنصف معانا من عربنا نشامى، والله حيهم، والهلا
والاخ الشاعر علي المحمود الياسين أبو معمر الذي كتب عن الحنين ، فقال: هلي طيب وشجاعة، المات والحي عگبهم زادي سم زرنيخ والحي للإمام شكثر بي شوگ ولحي المأمون دزيت الكتاب .
فيما يتعلق بوضع التعليم أقول ان في القرية ( 10) مدارس هي :
* ثانوية إمام غربي للبنين
* ثانوية إمام غربي للبنات
وعدد من المدارس الابتدائية ومنها :
* مدرسة إمام غربي الابتدائية الاولى للبنين
* مدرسة إمام غربي الابتدائية للبنين
*مدرسة إمام غربي الابتدائية الثانية للبنات
* مدرسة المزدلفة الابتدائية المختلطة
* مدرسة المشارق الابتدائية للبنين
* مدرسة المشارق الابتدائية للبنات
* مدرسة الفجر الصادق الابتدائية المختلطة.
وفي القرية (16) جامعا ومسجد . كما ان في القرية اسواقا ، ومطاعم ، ومجمعات طبية وصيدلية ومكاتب للاستنساخ .
القرية معروفة بعدد من القادة العسكريين وعدد من القضاة والمعلمين والمدرسين والمهندسين ورجال الدين والاعارفة واذكر :
1. الشهيد البطل المقدم قوات خاصة حسن علي صالح الشيخ الجبوري ((حسن الشيخ، أبو فلاح )) وقد سُميت القرية بإسمه وهو علم من أعلام الجبور.
2. . الفريق الركن احمد حسن عبيد "قائد عسكري شجاع واكاديمي وإداري ناجح
3. . ٣. اللواء الركن محمد علي جاسم العواد...
4. ٤. اللواء الركن يونس المجيد مدير الدفاع الجوي العراقي
والكثير من الرتب من العمداء والعقداء والمقدمين وضباط الأركان والرتب الأخرى ومن القضاة الذين هم من القرية :
١. القاضي العسكري المتقاعد الاستاذ خلف السمين.
٢. القاضي المدني المتقاعد المرحوم الاستاذ خلف علي ألحلبوص.
٣. القاضي المدني الاستاذ علي الرشيد.
٤. القاضي المدني الاستاذ ياسر الحسن.
واذكر من رموز القرية كذلك :
١. الاستاذة سهام عباس الجبوري نائب سابق في مجلس النواب
٢. الدكتور علاء احمد الجبوري وزير التجارة السابق
هذا فضلا عن وجودالكثير من الأطباء ، واطباء الاختصاص ، واطباء الاسنان ، والصيادلة ، والمهندسين ، ومختلف الشهادات من البكالوريوس والشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه.
واهل القرية، ويشهد على ذلك الجميع ، معروفون بالشجاعة ، والكرم ، والضيافة ، والطيبة ، والبساطة، وعلاقاتهم وصلاتهم طيبة وقوية مع أبناء القرى المجاورة .
ولا ننسى ان فيها رموزا ، ووجهاء ، وشخصيات منهم السادة ابراهيم الدخيل ابو فاطمة، وابراهيم الجوال ابو زهراء ،ابراهيم العباس ابو مهند، فيصل النايف ابو شيماء، شعيب العطية، محمد النوفان ابو شيماء، حمد الفرج ابو عمران، علي الداوود . ومن رموز القرية الاجتماعية الشيخ علي المحمود العلاوي ابو رافع (رحمه الله)، و العميد الشيخ علي الحمد ارميض ابو خلف (رحمه الله)، والشيخ مشيوح الاحمد السليمان ابو احمد (رحمه الله) ، والشيخ علي موسى الملقب (سيف الجبور) .
ومن الاعارفة ، الشيخ علي ارزيج ابو حسين والشيخ محمد المحمود الدخيل والشيخ جاسم العيسى ابو نصيف واعتذر عن عدم ذكر كل الأشخاص فهذا يحتاج الى وقت ومساحة اكبر وجهد .
مما اود ذكره ، ان من معالم قرية إمام غربي ما كان يسمى (قصر الإنكليز ) ، وهو عبارة عن ثكنة عسكرية كانت تقع على التلة في الجهة الشمالية الغربية لكنها للأسف اندثرت . كما كان فيها مطار عسكري يسمى (مطار خنيزير ) ويعود الى أيام الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 . وكان المطار يرتبط بقصر الإنكليز بطريق يسمى (طريق السبع اخراب ) أي طريق (السبع خرائب). ومن ثم يتصل هذا الطريق بمصفى نفط القيارة كما أن في منطقة لزاكة داخل القرية على ضفاف نهر دجلة ، آثار قديمة تضم مجسمات لأبنية من ألطور ألآجر ، ويُعتقد أنها تعود الى ألعصر ألآشوري وذلك لقُربها من قلعة آشور في ألشرقاط. ، وتقع الى الشرق منها تلّة تُرابية لا يُعرف تحديداً إلى أي عهد تنتمي حيث تمتد على مساحة واسعة من الأرض ، وترتفع لعدة أمتار على شكل هضبة، ويتم العثور فيها بشكل دائم على قطع جرار فخارية قديمة. وقد جعل الأهالي اهالي قريتي إمام غربي و أجحلة منها مقبرة ، كونها تقع بينهما.
الفت انتباه المسؤولين في محافظة نينوى ، وخاصة في مديرية التطوير الريفي ، الى ان القرية بحاجة الى بعض الخدمات البلدية والصحية والتعليمية من قبيل ابنية حديثة للمدارس ، وتبليط الشوارع الداخلية وتطوير شبكة الكهرباء ، واسالة الماء
تمنياتي لأهلي في قرية إمام غربي بالتوفيق والتقدم . ومن كانت لديه ملاحظات ارجو ارسالها لي عبر الماسنجر في الخاص.
*الصورة التقطها الاخ صالح ماهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق