السبت، 17 فبراير 2024

قرية المفتية .......من قرى شمال شرقي مدينة الموصل


                                                                                قرية المفتية 


قرية المفتية .......من قرى شمال شرقي مدينة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وفي اطار الحملة التي أقوم بها من اجل التعريف بقرى محافظة نينوى ، وتشجيع ابناءها على تدوين تاريخ قراهم ، كنت اتحدث مع الأخ علي حمزة المفتي ، وقال انا من قرية المفتية فلماذا لا تكتب عن قريتنا فوعدته بشرط ان يسأل (شياب القرية) عن إجابات لأسئلة أوجهها ومنها ما يتعلق بموقع القرية الجغرافي ووضعها الاقتصادي ، ومن يسكنها وحاجتها الى الخدمات وقرية المفتية من قرانا الجميلة التي تقع في ما نسميه (محور الخازر ) وهي من قرى شمال شرقي مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى والقرية تابعة إداريا لقضاء الحمدانية وتبعد عن مركز القضاء بحدود (25) كيلومترا وعن مركز مدينة الموصل قرابة (41) كيلومترا وعن مركز ناحية برطلة (22) كيلومترا وعن مركز ناحية الكلك (23) كيلومترا .
والقرية تتمتع بموقع جغرافي ستراتيجي على الطريق بين محافظتي نينوى واربيل ومساحتها تقريبا تقدر ب(30) دونما وهي قرية زراعية وعدد سكانها حسب تقديرات سنة 2021 يصل الى (140 ) نسمة أي ما يقارب ال (40) بيتا ، وقبل احداث سيطرة داعش سنة 2014 كانت تضم (87) بيتا أي ان عدد سكانها يصلون الى (250) نسمة ومما ينبغي ذكره ان عددا من سكانها ما يزالون خارجها ويقال ان اكثر من (500) شخص هم اليوم خارجها وبحكم النازحين .
القرية سميت بالمفتية نسبة الى ال المفتي الاسرة الموصلية المعروفة وثمة معلومات تشير الى ان القرية حديثة فقد تأسست في سنوات الخمسينات من القرن الماضي وأول اسرة سكنتها هي اسرة أولاد المرحومة (سودة) وهم كلا من (قاسم وجاسم وابراهيم) رحمهم الله، أما أول مختار للقرية فهو المرحوم السيد (قاسم سودة) ثم تولى بعد ذلك مهام المختارية المرحوم السيد (محمود محمد نقي) والحاج (عبدالمحسن محمد نقي) وحالياً المرشح للمختارية السيد (حروش حازم جاسم سودة) .
وبخصوص الوضع الاجتماعي للقرية فإنها تضم عشائر شبكية ينتمون الى القرية (البو سودة) المؤسسين للقرية ، والبو يونس ، والبو ذنون . وفي القرية موظفين مدنيين يعملون في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة العراقية .كما ان فيها عسكريين ينتسبون الى مختلف صنوف القوات الأمنية العراقية
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي ، فالقرية كما سبق ان قدمت زراعية يزرع أهلها الحنطة والشعير والذرة كما انهم يربون المواشي والاغنام ووضع سكانها جيد الى حد ما .
في قرية المفتية مدرسة ابتدائية هي (مدرسة المفتية الابتدائية المختلطة) ،فتحت في مطلع السبعينات من القرن الماضي. ومما يفرح ان الماء العذب وصل القرية ولبيوتها عبر مشروع ماء الخازر منذ سنة ٢٠٢٠م.. كما قامت حكومة محافظة نينوى بتبليط الطريق الرئيسي للقرية في أواخر سنة ٢٠٢٣ .
في القرية ( مسجد الامامين العسكريين عليهم السلام ) ، بني سنة 2011 ، الا ان المسجد دمر من قبل عناصر داعش للأسف الشديد. ويقينا ان القرية قاومت عناصر داعش ، وقدمت عددا من الشهداء الذين قدموا الكثير حفاظا على هويتهم العراقية . ومما اود ذكره ان وجهاءها قدموا الكثير من الجهد لحل ما واجههم من مشاكل وتحديات ، واثبتوا نزعتهم الوطنية وحبهم لبلدهم العراق .
القرية تحتاج الى مستوصف او مركز صحي . كما تحتاج الى تبليط الطريق الرئيسي والفت انظار المسؤولين الى تكثيف الخدمات البلدية والصحية والتعليمية في القرية ، وضمن مشاريع تطوير الريف وتنميته.
تمنياتي الى اهلي في قرية المفتية بالتقدم والتوفيق وأملي كبير في ان تحسم قضية عودة النازحين ان شاء الله قبل شهر تموز القادم حيث قررت الحكومة المركزية انهاء هذا الملف في هذا التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...