الأربعاء، 7 يونيو 2023

تاريخ الخط العربي في الموصل وتطوره

                                                               يوسف ذنون وابراهيم العلاف

                                يوسف ذنون 1931-2020 .....ملك الخط العربي في العراق والوطن العربي



تاريخ الخط العربي في الموصل وتطوره 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

الموصل لها تاريخ طويل مع الخط العربي ، وقد حظيت منذ قرون بخاطين بارزين رفعوا راية الخط عاليا وطوروه . ولم تتوقف الحركة الخطية في الموصل ابدا ولدينا مجموعة كبيرة من الكتب والمصادر التي تناولت الخط العربي في الموصل ابتداء من السري الرفاء وعثمان بن جني و عبد الله بن مقلة وانتهاء بفائق الدبوني ومحمد صالح الشيخ علي  ويوسف ذنون وأياد الحسيني وعلي حامد الراوي  ،   وعبد الرزاق الحمداني وطالب العزاوي ومحمد موسى وخليل إسماعيل ورعد ريثم ومؤمن مصدق. ودائما عندما اذكر الخط واهميته اردد قول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وهو ان   "الخط الحسن يزيد الحق وضوحا " .والخط انواع وهناك  الخط الديواني وخط الرقعة وخط النسخ  وخط النسخ هو الكتابة بخط واضح وحسن وهو النمط الأكثر تداولا وشيوعا بين الخطوط المعروفة وخط النسخ لايزال محط أنظار المبدعين من الخطاطين والمدرسة الموصلية لاتزال كل يوم تتغذى بدم جديد من الخطاطين .

يقول  الأستاذ الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل سابقا  : "لا نغالي حينما نقول بأن مدينة الموصل هي إحدى أشهر الحواضر العربية التي أنجبت الخطاطين المبدعين الذين بزوا أقرانهم في أرجاء المعمورة. فمنذ القرن الثامن عشر برزت جمهرة من الخطاطين الذين وشحوا أعمالهم بآيات الفن والإبداع أمثال: سلطان الجبوري ، وخليل ابن عمر خداده ، وقاسم بن محمد حسن، وقد تتلمذ عليهم ابرز خطاط عرفته الموصل حينذاك، بل العراق والأقطار العربية كافة وهو  السيد صالح السعدي الموصلي الذي أجاد جميع أنواع الخطوط اليدوية واشتهر بإجادته لخط الثلث والنسخ. كما شهد الخط العربي منذ ستينيات القرن العشرين نهضة فنية هائلة في جماليات الخط بأنواعه المعروفة وتشكيلاته الأخاذة وروعة الخطوط التي ازدانت بها واجهات المساجد والجوامع والمحاريب والمنابر، على أن الاهتمام بذيوع الخط العربي وصل إلى المدارس الابتدائية والثانوية ضمن مفردات مادة اللغة العربية وبكراسات للخط العربي المقررة من وزارة المعارف ثم التربية ومنها كراسات اعدها الخطاط هاشم البغدادي ويوسف ذنون الموصلي . وهذا ما أدى إلى صقل العديد من المواهب الفنية وجعل اللغة العربية واقترانها بالخط العربي مادة محببة لدى الناشئة والجيل الجديد .

وممن كتب عن الخط العربي فضلا عن المرحوم الاستاذ يوسف ذنون رائد الخط العربي الحديث والمعاصر في الموصل  المهندس عبد الرزاق الحمداني الذي كرس جهده لسنوات طوال في البحث والتتبع لآثار نخبة من رواد الخط العربي المعاصرين في مدينة الموصل، ولأعمالهم الفنية وحرص على تسجيل كل ما يتعلق بمسيرتهم الفنية الطويلة وجمعهم في مؤلف هو بمثابة سفر للخطاطين في مدينة الإبداع والمبدعين والفن والفنانين وعنوان هذا المؤلف  الذي تشرفت بالتقديم له :  ( الموصل وجمهرة خطاطي النسخ) ،

يقول المؤلف في كتابه الجميل والمفيد أن بوادر الاهتمام الأولى بخط النسخ ابتدأت في عهد الدولة الحمدانية في الموصل مطلع القرن الرابع الهجري-العاشر الميلادي. ومن ابرز خطاطي ذلك الزمان أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة الخطاط الشهير(أخو الوزير بن مقلة) وقد تبعه من النساخ في الموصل ياقوت الملكي ومحمد ألبدري ويحيى الواسطي وبن المبارك الموصلي وبن بلدجي وعلي العلوي الحسيني وزين الدين شعبان ألآثاري القرشي وقد انتقل المؤلف ليتكلم عن الخط بعد أن تبعت الموصل الإدارة العثمانية وأشهر الخطاطين بداية القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي وليتبعها بخطاطي الموصل مع حكم الأسرة الجليلية لها وليعرج على الخطاطين في الموصل قبل وبعد قيام المملكة العراقية سنة (1921) م مرورا بعلي الجميل وملا عبد حسين الحكاك وفائق الدبوني وصالح الشيخ علي ويتبعها بالحركة الخطية الجديدة في الموصل أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي مرورا بالخطاط الكبير يوسف ذنون وحازم عزو العلاف وعلي الراوي وعبد الغني الجوالي وعباس الطائي وإبراهيم الرفاعي وقصي حسين آل فرج وعمار الرفاعي ومروان حربي وإياد الحسيني وعبد الرزاق الحمداني وزكريا حمودي وفاخر زهير وقحطان غانم وأكرم ذنون وعلي الفخري وخليل الحمداني ومحمد موسى النعيمي مشيرا لكل من شارك بمسابقة خط مصحف قطر أيار العام 2002 م من خطاطي النسخ في الموصل ومنهم محفوظ ذنون العبيدي ،  ولكون الخطاطات الموصليات لهن تواجد على ساحة خط النسخ فقد أورد خطاطات لأربعة عقود كنماذج لخطاطات النسخ في الموصل ومن خطاطات الموصل الاخت فرح عدنان احمد عزت والاخت انسام صبحي الملاح والاخت زهراء اياد ابراهيم علي والاخت اسيل ناظم علي العبيدي . اقول ان من  جيل الشباب من خطاطي النسخ في الموصل صلاح دوسكي ورعد الحسيني وعمار الدليمي ومحمد الراوي وعلي حسان الرفاعي ومحمد سلطان الطائي ثم تكلم عن خطاطي الموصل اليوم وتواجدهم على الساحة الخطية الدولية واستمرار حركة الخط العربي في الموصل .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...