السبت، 10 يونيو 2023

الشاعران والمؤرخان الخالديان وكتابهما (اخبار الموصل)




الشاعران والمؤرخان الخالديان وكتابهما  (اخبار الموصل)

 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ  التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

وهناك من قال ان ما ألفه الشاعران ، والمؤرخان الخالديان عنوانه (تاريخ الموصل ) .. وللأسف لم يصل الينا هذا الكتاب ، لكن وصلتنا اخباره في العديد من المدونات التاريخية ، ولربما نعثر عليه  في يوم من الايام . والشاعران الخالديان  من القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي اللذان الفا كتابا عن (تاريخ الموصل ) وهما الاخوين (ابو بكر محمد بن هاشم  الخالدي)  ، واخوه ( ابو عثمان سعيد  بن هاشم  الخالدي ) ، وهما من قرية  الخالدية التابعة اليوم لناحية الكوير تقع على ضفة نهر الزاب الاعلى اليسرى جنوبي ناحية الكلك كلك ياسين اغا .

الشاعر والمؤرخ الاول هو (ابو بكر محمد بن هاشم  الخالدي)  وقد توفي سنة 380 هجرية – 990 ميلادية  والشاعر والمؤرخ الثاني هو( ابو عثمان سعيد بن هاشم  الخالدي ) وقد توفي سنة 400 هجرية – 1009  ميلادية .

شيء غريب ان المؤرخ ابن العديم في كتابه (بغية الطلب ) ذكر الكتاب الذي أرخا فيه للموصل ، كما ذكرهما البلداني ياقوت الحموي في الصفحة 363 من الجزء الثالث من كتابه (معجم البلدان ) ونقل منه وقال انهما " قالا أي الخالديان في كتابهما (تاريخ الموصل) ان اول من أحدث قصور الصالحية هو الخليفة المهدي " ، وقال ان اسم الكتاب (تاريخ الموصل ) . والكتاب ايضا ورد ذكره عند الصفدي ، وعند ابي الفداء وورد ذكر الكتاب عند المؤرخ الموصلي ياسين العمري ، وهو من مؤرخي القرن 19  في كتابه (منية الادباء) ، واشار للكتاب الاستاذ سعيد الديوه جي المؤرخ المعروف (توفي سنة 2000) .

الخالديان شاعران كبيران من شعراء العصر العباسي ، ولهما شعر معروف وفيه وصف للموصل واغلبه مما نسميه اليوم بالرومانسي . ومن الطريف انني سمعت فرقة سودانية تردد واحدة من قصائدهما المغناة ( ياشبيه البدر ) ، والاغنية متوفرة على اليوتيوب والرابط هو : https://www.facebook.com

مدينة الموصل ، من اكثر المدن العربية والاسلامية التي حظيت باهتمام المؤرخين والف حول تاريخها عدد من الكتب ، قسم كبير منها متوفر بين ايدينا وقسم قليل لايزال مفقودا ، ومن ذلك مثلا اجزاء من كتاب (تاريخ الموصل) للمؤرخ ابي زكريا الازدي وكتاب (اخبار الموصل) للخالديان .

ومن الكتب التي الفت عن الموصل كتاب   المعافى بن عمران الأزدي (توفي : ١٨٥هجرية - ٨٠١ ميلادية) ، والجزء الثاني فقط  من كتاب  ابو زكريا الازدي ( توفي : ٣٣٤ هجرية – 946 ميلادية) ، وكتاب   محمد بن عمر ابن الجعابي (توفي : ٣٥٥هجرية - ٩٦٦ميلادية) ، وكتاب  سعيد ومحمد ابنا هاشم الخالديان (القرن٤الهجري - القرن١٠ الميلادي) ، وكتاب   ابو الحسن علي بن محمد الشمشاطي (كان حيا   سنة ٣٩٤ هجرية - ١٠٠٣ ميلادية) ، وكتاب  إبراهيم بن محمد الموصلي (توفي : ٥٧٧هجرية - ١١٨١ميلادية) وكتاب  إسماعيل بن هبة الله ابن باطيش (توفي : ٦٥٥هجرية  - ١٢٥٨ميلادية) وكتاب   المؤرخ عز الدين بن الاثير (توفي  : ٦٣٢ هجرية - ١٢٣٣ميلادية).

هناك حقيقة لابد من ذكرها ، وهي ان اول من الف في تاريخ الموصل هو
محمد بن عبد الله بن عمار ت 242هـ ، ثم علي بن حرب الطائي ت 265هـ ، ثم المؤرخ الشهير أبو زكريا الازدي في ما سمي بتاريخ الموصل ، وكان يفترض انه في ثلاثة أجزاء  لكننا لم نعثر إلا على الجزء الثاني منه، وهو تاريخ مطول تفصيلي وربما اهتم بالعلماء والمحدثين من أهلها أو ممن مر بها أو من أقام ردحا من الزمن فيها.

وهناك تاريخ أخر للمدينة قيل أن الخالديان الشاعران الموصليان (توفيا نهاية القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي )   إلفاه لكنه  ضاع، وكتب اخرى للجعابي و الشمشاطي وغيره،  وقد ضاعت، ولدينا اليوم  كتاب ابن الشعار الموصلي ت 654هـ ذو العشرة مجلدات و المسمى (قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان)  ثم لدينا كتابي عز الدين ابن الأثير ت 630هـ ،الاول هو ( الكامل في التاريخ ) وهو كتاب عام في التاريخ الاسلامي  يقف عند  سنة 628هـ والثاني هو (التاريخ  الباهر )

وجاء المؤرخان  العمريان، محمد أمين وأخيه يأسين اولاد خير الله الخطيب العمري في القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي ، وقد  الفا عددا من الكتب المهمة جدا في تاريخ الموصل  ونشر وحقق بعضها الاستاذ سعيد الديوه جي

كل من كتب عن الموصل اهتم بتسلسل الاحداث وفق نظام الحوليات ومتابعة تراجم الاشخاص .

وفي القرن العشرين ، برز عندنا في الموصل مؤرخ مهم هو الاستاذ  سليمان صائغ وكتابه المهم تاريخ الموصل في ثلاثة أجزاء، ثم كتب  الاستاذ احمد الصوفي عن تاريخ الموصل وبلديتها وخططها ونواحيها وقراها وبعض ما كتب لايزال مخطوطا  واضاف المؤرخ الكبير سعيد الديوه جي الكثير الى ما كتب عن تاريخ الموصل تحقيقا وتأليفا .

 اعود للشاعران والمؤرخان الخالديان فأقول ان المؤرخ سليمان صائغ في الجزء الثاني من كتابه (تاريخ الموصل) قال ان المؤرخ الموصلي محمد امين العمري في كتابه (منهل الاولياء ) قال ان الخالديين الموصليين أوغرا صدر الامير سيف الدولة الحمداني على الشاعر الموصلي السري الرفاء المتوفى سنة 972 ميلادية  فقطع رسمه لكن شعر السري الرفاء ذاع وانتشر وقصد بغداد ونابذ الخالديان وناصبهما العداء وادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره ومن الطريف ان الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر) افرد فصلا لشعره في ذكر سرقة الخالديين منه وغاراتهما عليه وقد هجاهما ومن هجوه ماجاء في قصيدته التي يمدح فيها ابا البركات بن ناصر الدولة الحمداني ويتظلم اليه من الخالديين فقال :

يا اكرم الناس الا ان يعد أبا ***فات الكرام بآباء وآثار ِ

اشكو اليك حليفيَ غارة شهرا *** سيف الشقاق على ديباج افكاري

ذئبين لو ظفرا بالشعر في حرم *** لمزقاه بأنياب وأظفار

والقصيدة طويلة وفي بيت يقول :

عار من النسب الوضاح منتسب ***في الخالديين بين العَرَ والعارِ

ومن الطريف ان الثعالبي وصف الشاعران الخالديان فقال :" ان هذين  لساحران يبدعان فيما يصنعان وكان مما يجمعهما من اخوة ،الادب مثل ما ينظمهما من اخوة النسب فهما في الموافقة والمساعدة يحييان بروح واحدة ويشتركان في قرض الشعر وينفردان ولا يكادان في الحضر والسفر يفترقان " .

وقال الصابي فيهما قصيدة طويلة منها :

ارى الشاعرين الخالديين سيرا ***قصائد يفنى الدهر وهي تخلدُ

وكان الشاعران والمؤرخان الخالديان خازني كتب سيف الدولة الحمداني وجمع ابو عثمان شعره وشعر اخيه قبل موته وذكرت له عدة تصانيف أي كتب مؤلفة منها كتاب في الحماسة (حماسة الخالديين ) وهي مجموعة مختارات من اشعار المتقدمين الجاهليين والمخضرمين وغيرهم وشعرهما بليغ رقيق وتوجد نسخة من هذا الكتاب في مدرسة حسين باشا الجليلي في الموصل

واخبار شعرهما كثير في كتاب يتيمة الدهر للثعالي وفي كتاب ( فوات الوفيات ) .

ومما قاله ابو عثمان الخالدي في دير مار ايليا (دير سعيد) بظاهر الموصل :

ياحسن دير سعيد اذ حللت ُ به ***والارض والروض في وشي وديباجِ

فما ترى غُصنا الا وزهرته *** تجلوه في جبة منها ودُراجِ

وللحمائم الحان تذكرنا *** احبابنا بين ارمال واهزاجِ

وللنسيم على الغدران رفرفة *** يزورها فتلقاه بأمواجِ

كان الخالديان يسكنان في محلة قديمة وسط مدينة الموصل تسمى (درب دراج) وكانت دار المؤرخ ابن الاثير هناك ايضا وفيها اليوم مقام دوسة علي او قنطرة الامام علي عليه السلام ورضي الله عنه وعلى المقام قبة تحت الارض امامها مقبرة تقع على شارع الفاروق ولعلها كانت رباطا ثم اتخذ منها المغول عند دخولهم الموصل سنة 1261 ميلادية مقاما . وقد ذكركل هذا نيقولا سيوفي في كتابه (مجموع الكتابات المحررة في أبنية مدينة الموصل) وسماه (مزار دوسة علي) .

كتاب (اخبار الموصل) أو كتاب (تاريخ الموصل ) ، كما يقول الاستاذ الدكتور عبد الواحد ذنون طه في الفصل الذي كتبه في  الجزء الثالث من (موسوعة الموصل الحضارية ) عن (العلوم التاريخية والجغرافية في الموصل )  وقد اصدرته جامعة الموصل سنة 1992 ان المستشرق فرانز روزنثال في كتابه ( علم التاريخ عند المسلمين ) ترجمة الدكتور صالح احمد العلي 1963 يقول ان كتاب ( أخبار الموصل ) للخالديان يشبه كتاب (تاريخ الموصل)  لابي زكريا الازدي حيث وضع فيه هذان المؤلفان الموصل في مكانها ضمن نطاق جغرافي وربما تاريخي أوسع ،وذلك لاتساع افقهما واتصالهما الوثيق بالمناطق المحيطة بالموصل ، ثم خدمتهما في حاشية سيف الدولة الحمداني حيث اصبحا خازني كتبه كما قال ابن خلكان في كتابه (وفيات الاعيان وانباء الزمان ) الذي حققه الدكتور احسان عباس .

لقد عاش الاخوان الخالديان بعد ذلك في كنف الوزير المهلبي ابي محمد الحسن بن محمد بن هارون وزير معز الدولة البويهي (توفي 963ميلادية ) وقد الف هذان الاخوان ايضا كتابا بعنوان ( الديارات ) وكتاب بعنوان (التحف والهدايا)  والذي حققه الدكتور سامي الدهان ونشرته دار المعارف بمصر سنة 1956 والذي يعد ديوانا لمختارات  من الشعر والنثر في الهدية وفيه مجموعة من الاخبار  تشبه ما جاء في كتب القرن الثالث والقرن الرابع الهجريين التاسع والعاشر للميلاد من نوادر واقاصيص تزيد من ثروتنا الادبية والتاريخية والاجتماعية واكثر هذه الأخبار – كما يقول محقق الكتاب – لم يقع في كتب الادب المعروفة المتداولة ، ولم تصل الينا في المصادر المطبوعة لهذا فان كتابهما (التحف والهدايا )  يكمل كتب الادب ويحتل مكانا خاصا لا يقل عن غيره من امهات الكتب في الاخبار والنوادر والأمالي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...