الشلالات عند انشائها 1970
الشلالات قبل 2003
النزهة في الشلالات
حالها اليوم 2022
تاريخ شلالات الموصل
ا.د.ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومما ذكرنا بما
نسميه نحن في الموصل (منطقة الشلالات) ، أو (شلالات الموصل) تصريح السيد وزير
الثقافة والسياحة والآثار الجديد الاخ والصديق الاستاذ الدكتور احمد فكاك البدراني
– وهو بالمناسبة تلميذي اشرفت عليه في
الماجستير والدكتوراه- قال ان وزارته ستعمل على اعادة اعمار الشلالات وهي اليوم
مهملة وسيتم بناء فندق سياحي كبير فيها وستعود الى رونقها منطقة سياحية جميلة
ومتنفس لأهالي الموصل منذ زمن بعيد .
وكما يعرف الجميع
ان الشلالات هذه تقع على نهر الخوصر التاريخي وهو النهر الذي ينحدر الى مدينة
الموصل ليصب في النهاية في خاصرة نهر دجلة عند مقتربات الجسر العتيق جسر نينوى او
جسر الملك غازي في باب الجسر والميدان .
ونهر الخوصر نهر
صغير تقع منابعه في باعذرة بقضاء الشيخان وهو جزء من مشروع اروائي كبير عمل فيه
الاشوريون وعاصمتهم نينوى قبالة الموصل تحويل نهر الكومل اليه من خلال مسننات
مائية والهدف كان تزويد عاصمتهم بالمياه العذبة وقبل دخول نهر الخوصر الى الموصل بذلت الجهود قبل سنوات لإقامة مدينة سياحية
تعرف اليوم ب(مدينة الشلالات السياحية ) ،
وكان هذا قبل الاحتلال الامريكي في 9 نيسان 2003 وقد نهبت المدينة وخربت دورها
السياحية وملاعبها ومساحاتها الخضراء ومطاعمها ومظاهرها العامة لتتحول الى انقاض
وارض جرداء مشاهدتها تُمي القلب حقا وقد زرتها قبل فترة فتألمتُ وكتبتُ عن اهمية
اعمارها وتأهيلها وجلب شركة استثمارية للقيام بذلك ولكن لم اسمع ردودا على
مناشداتي بسبب ضياع المسؤولية الادارية عليها ولكن اقول ان جهود وزارة الثقافة
والسياحة والاثار وجهود بلدية الموصل وبلديات محافظة نينوى يجب ان تتظافر لكي تتم
عملية اعادة (المنطقة السياحية في مدينة الشلالات ) الى سابق مجدها وافضل .
الان نأتي لنتحدث عن تاريخ المدينة السياحية في الشلالات فأقول ان في هذه المدينة وهي متنزه قبل اي شيء أخر وهذا المتنزه يقع على طريق الموصل – الشيخان وهو يبعد عن مركز محافظة نينوى بقرابة (10) كيلومترات والموقع بالاصل اقيم كما سبق ان قلت في مكان سد اثري انشأه الملك الاشوري سنحاريب ( 705-861 قبل الميلاد ) وآثار هذا السد باقية حتى يومنا هذا في موقع الشلالات كما نرى في الصور المرفقة :
ويذكر الحاج عبد الجبار محمد جرجيس رحمه الله في كتابه (دليل
الموصل العام ) صدر في الموصل سنة 1975 ان هذا السد هو واحد من عدد كبير من السدود
التي كانت تشكل مشروعا اروائيا متكاملا .
واول محاولة معاصرة وحديثة للاهتمام بمنطقة الشلالات واستثمارها كانت سنة
1970 وكان وراء ذلك محافظ نينوى المرحوم الاستاذ سعدي عياش عريم فقد اوعز اولا
بترميم (السد) الذي تتدفق عبره المياه واوعز برفع مستواه (تعليته) وترميمه وكان ان
تكونت في صدره بحيرة كبيرة لاتزال تمتلأ
عند وقوع الامطار والخطوة الاخرى التي قام بها المحافظ انه اوعز لبلدية الموصل
القيام بغرس الاشجار المختلفة على جنبات السد الذي اصبح بفعل التعلية والترميم
مرتفعا وتتدفق المياه عبره .وقد اقدمت البلدية على فتح شوارع داخل المنطقة واقامة
مطاعم وما يمكن ان نسميه ( شاليهات ) او بيوت سكنية سياحية مع مرفقاتها وبدأت (المدينة
السياحية في منطقة الشلالات ) تكتمل وسرعان ما اصبحت مقصدا للزوار والسياح يفد
اليها الناس للمتعة والراحة ، خاصة وان اجواءها وطقسها ملائم وحيث الماء المتدفق والهواء
العليل والمناظر الجميلة والعاب الاطفال والاكشاك اكشاك الباعة وساحات سباق الخيول
الاصيلة .. كل ذلك جعل للشلالات سمعة طيبة وصار للشلالات مدخلان احدهما من جهة
طريق الموصل – الشيخان والثاني من جهة الموصل -
قريتي السادة وبعويزة وكان هذا تاريخا لاكتمال المنطقة وتحولها الى منتجع
سياحي كان هذا فعلا سنة 1973 وقد بني جسر فيها لعبور السيارات والمارة وبني سد آخر
واصبح فيها (20) دارا سياحيا ، وكازينو
سياحي جميل .
مما اذكره انه وقبل الاحتلال بسنة او سنتين تأسست (شركة) لها مجلس
ادارة بهدف ادارة المدينة السياحية في الشلالات .وبدأت الشركة بجباية مبالغ للدخول
الى المدينة ودون ان تقدم اية خدمات لهذا امتعض اهالي الموصل وانكروا هذا العمل
ولم يستسيغوه فالأمر تحول الى جباية اموال قسرا من الناس لذلك فقدت المدينة
مكانتها عند الناس وكان كاتب هذه السطور ممن اعترض على تلك الصيغة التي تمت ونحن
نعاني الحصار اولا والظروف السياسية المضطربة ثانيا وجاء الاحتلال 2003 ومن ثم سيطرة عناصر
داعش على الموصل 2014 وحرب التحرير منهم
لتضع نهاية مأساوية لهذا المعلم السياحي الجميل وقمين بنا اليوم ان نقف لنعيد
للشلالات رونقها وبهائها واحدة من معالم الموصل السياحية ومن المؤكد ان على (
مديرية سياحة نينوى ) التي تأسست في 15 ايار سنة 2002 ان تتولى ادارة المدينة
السياحية في الشلالات ، وعلى ادارة محافظة نينوى المساعدة في ذلك من خلال توفير كل
الدعم اللوجستي ، لذلك واهل نينوى جديرون بأن يقفوا وراء مشروع تأهيل هذا المعلم
السياحي الجميل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق