الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ....................الحلقة (20)



أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ....................الحلقة (20)

بقلم :الاستاذ محمد مناف ياسين

عنوان الحلقة :(المستوى٠ ٠)

نعم انها تسمية خاصة بالموصليين وبقدر ما هي هامة في فصل الشتاء ٠٠ فهي كثيرة الفوائد وحبيبة الطالب وهو يقف عند باب مدرسته يتحسس جيوبه وهو يرى ذلك الرجل السيط ملتفا بما تهيئ له ان
يلبس وعربته امامه وبها قدر كبير تحته ٠٠ نار يسمع بها الراغب من بعيد وبخار القدر يغطي الواقفين ٠٠كغيمة خير وعطاء تجعلنا نتوجه الى العربة ونحن نتحسس جيوبنا الصغيرة ونحلم بتناول المستوى خليط من اللفت الموصلي الشهير والشوندر وكلها عراقية بحتة ٠٠ لذتها في بخار الغليان منها وتذوقها الخاص تكاد ان تكون ضيفة شتائية خاصة وعند ابواب المدارس ٠٠ وفي الاسواق واية تجمعات ٠٠
للعربة حافاتها كاجنحة تحمل الصحون التي تُملأ بالمستوى ٠٠ كانت النقود في وقتنا ونحن صغار عزيزة وكريمة ٠٠
عشرة فلوس تتدفاء البطن وتستقر حرارتها في برد يصبح جميلا ٠٠ يتشارك مع الطلبه في بعض احيان عمال يعملون في المكان فيحاولون قهر البرد ولو للحظات والعابرين الطريق الى شؤونهم ولديهم بعض وقت يجعلون وقفتهم الرخيصة تلك تصبير لا يكلفهم الكثير يتخلص الموصلي فيه من ان يقول (قصملت ) بضم التاء وتعني ان جسده كله كتلة برد فياخذ من صحن ٠٠ المستوى ) بعض دفء٠٠
لايتوقف ذلك عند ( المستوى ) انما ياخذنا اللفت من كونه زرع بسيط وكثير الى سلسلة من عمليات تجدد النظر اليه كنوع ضروري جديد فتقوم سيدة البيت بتركيب جديد فاللفت ضروري لتنفيذ طبخة خاصة ( حامض شلغم٠٠)وهي طبخة خاصة بقدر ما هي كثيرة التركيب منوعة المواد تصبح خاصة ٠٠حين تقدمت جهينة من سيدة البيت باضافة كبة البرغل الاصغر الى اللفت مع السلق ونقصد ذراع السلق الاخضر ٠٠ فتزداد الفائدة من الطبخة ولان بعض اللفت مر وليس فيه حلاوه قليلا منالتمر مفردات دون زيادة او اكثار ٠٠ تزيد اليك جهينة بالحديث فتقول ان في البلاد التي لن تجد التمر يضعون شيئا من البطاطة الحلوة وحسب وصفة الطبخة ومزاج الناس ٠٠
كان هذا في شتاء البرد ولكن للصيف احاديث اخرى يصعب تعدادها وكان جميلا ذاك الرجل المحني الظهر الذي يحمل ( الجود ) على كتفه الايمن بطاسات صفراء كالذهب يضغط على الجود بعكس يده اليمنى فينطلق من الجود ذاك السائل الجميل باردا لم تصنعه ثلاجة وليس فيه مكعبات ثلج ولكنه ابرد وأرق بكثير من اي مشروب اخر ٠٠ انه السوس قيل لي وقتها انه من غصن شجرة الخلود التي هربت بها الافعى بعد ان نزل جلجامش يتبرد من تعبه وقد وجد غصنا لشجرة الخلود ٠٠ يؤكد لك بائع السوس الذي يطفئ الحراره ويديم العمر وكان البائع قد زامل جلجامش في رحلته الاسطوريه الى جد البشرية وقتها ( نوح = اتونابشتم ) يضحك البائع المحمل بالجود وانت صغير تحكي له قصة البحث عن الخلود ويتسائل كل هذا يقولونه لكم في المدرسه ويصب لك طاسةاخرى من السوس اكراما منه اليك لانك طالب يمكنك ان تقدم للعراقيين شيئا جديدا وافضل لحياة كل اللذين يحتاجونك اليوم وغدا درسا مضافا فلا تتركه الا وانت متلهف للقاء جهينة وسؤالها هل ان عرق السوس هو ذات عرق شجرة الخلود فتحكي لك ايضا عن ( الجود ) وهو جلد منتفخ ذو فتحتين يبرد السائل ضمنه ويقفلونه في العادة براس خشبي كي لايتسرب منه الماء او السائل الذهبي النادر المصنوع من منقوع السوس الذي تشرب منه مرة وتشتاق اليه مرات مع كل حرارة صيف وانشغال بالامتحانات المدرسية ٠٠

مناف ياسين ٠٠
الثلاثين من تشرين الثاني ٢٠٢١


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...