الجمعة، 3 ديسمبر 2021

أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ................الحلقة (21)


 أوراقا تكاد ان تكون رواية موصلية ................الحلقة (21)


عنوان الحلقة ( ولدينا كثير من حكايات الكركم)

بقلم :الاستاذ محمد مناف الياسين

ولدينا كثير من حكايات الكركم ٠٠
كان في حديقة صغيرة لبيت صديقي خليل شجرة فاجاني بها حين قال انه اخذها من صديق في الهند ليزرعها في بيته مع اصرار انها ستنجح اذا اعتنيت بها ٠٠ حكيت ذلك لسيدة البيت وتورطت لحظتها وانا لا اخالف امرا لعيون سيدتي ، فكيف اذا كانت معها جهينة ٠٠؟
ورحت افكر بأمور احببتها واحترمت التعب الذي تبذله سيدة البيت ولا اريد اضافة جديد ٠٠ ولكني رايتني اقود السيارة متفقا مع صديقي ان نكون عنده لمعرفة من اين جاء بشجرة الكركم ؟ وكيف له ان يداور عيشها ؟ واسمع سيدة البيت تقول لي بلهجة عتب احببتها دوما : انا مزارعة وابنة عائلة مزارعين
كما انك احد اهم المستفيدين ، اذا صارت لدي شجرة الكركم ٠٠ ضحكت جهينة وهي تقول وكانها متشفية بي ٠٠ تستاهل ٠٠ انتبه للطريق فقد فات علينا الشارع الذي وصفته لنا قبل قليل ٠٠ كان صديقي قد مل الانتظار فاتصل ونحن نقف عند باب حديقته ٠٠ وقبل ان انهي تخلصي من حزام السيارة ولعن الظروف التي جعلت المرء يخاف حتى من نفسه والاخرين ! كانت جهينة وسيدة البيت قد انتهيتا من معرفة الشجرة الجميلة ٠٠ وجلست عندها كانها تخاطبها ٠٠ مثل صديقة صغيرة هربت من المدرسة ! وعليها ان تعود ٠٠
ذاك هو الكركم ، شجرة طيبة انيقة المنظر باوراق كثيرة التحسس للشمس والحراره ٠٠ طويلة بوقفة اناقة وخضرة تنبئك بالجميل ٠٠جذورها تقف على ما يشبه الزنجبيل يغنيها الماء ويضرها كثرته كما الشمس فيقوم كثيرون بزراعتها في تربة مهيئة غنية بالمعادن وفي سندان كما اصرت جهينه ان يكون في زاوية تزورها الشمس اول الشروق والغروب الخفيف ٠٠
يمكن ان تاخذ من الجذر قطعة بحلقات وتعيد الشجرة الى مكانها بكل اصول الاعتناء ومحبة الجميل ؛ هكذا كانت جهينة تشرح لنا ، وهي تحتضن السندان من صديقي الذي بدا مترددا تلومني عيناه وهو ينصت الى جهينه وسعيدا وهو يسمع سيدة البيت وجهينه تشكرانه على السندان الفخاري الاخضر مع الوعد باعادته اليه يوما ما ان يعطي جذر الكركم بديله ودون اذى للجذر الاصيل ٠٠
قلت ، وكأني احاول الثار من معتد ، احببت تحدياته : وكيف ساكون المستفيد الوحيد من كل هذا ٠٠وهنا بادرت سيدة. البيت وهي تقطع التحدي لاكثر من وصله : الم تردد دوما عن القرع الاخضر ماردده الحجي من قبل (حلقوم )٠٠ وراحت جهينة مستمرة في رد الصاع صاعين : الم تردد دوما ان طبخ الحمص بالكركم يجعل ( اللبلبي ) ذا قيمة خاصة ٠٠!
وصلنا البيت فتركت كل شئ ، وهربت بسيارتي باحثا عن بائع اللبلبي بالكركم يحيطه الناس مستذكرا عبث المدرسة حين كنا ندفع عشرة فلوس متفاخرين بأكل اكثر من كاسة لبلبي ساخنة ٠٠



مناف ياسين ٠٠
٣/كانون الاول / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...