#أزمة الثقافة العربية المعاصرة ...الواقع والحل
- ابراهيم العلاف
نعم الثقافة العربية المعاصرة تمر بأزمة خطيرة ، وحاسمة ؛ فالامة العربية اليوم مهددة بثقافتها ، ومهددة بلغتها ومهددة بهويتها ازاء الوافد الذي بات واسعا ويتسلل الى كل مفاصل هذه الامة في المفصل السياسي والمفصل الاقتصادي والمفصل الاجتماعي والمفصل الثقافي واينما نلتفت نجد الوافد الغريب الوافد من الغرب يقتحم علينا حياتنا وقيمنا وعاداتنا واخلاقنا .
اذا نحن في ازمة ، والازمة متفاقمة ، والازمة واسعة والازمة شاملة ، والازمة دائما هي اننا في حالة تشكل جديد .. في حالة تحد وفعل ورد فعل على هذا التحدي ، وكما هو معروف ؛ فان مكونات ثقافتنا العربية تتشكل مما أنتجه العقل العربي ومما جاءنا من الغرب وواقعنا المعاش .
قد لااكون مخطئا اذا قلت اننا ابتعدنا عن مرحلة القرن 19 حين بدأنا ننهض وظهر عندما مفكرين اعتمدوا العقل في المواجهة الجادة مع الغرب لكن سرعات ما طغت العاطفة الدينية وسادت قيم السلفية الدينية وصار التراجع صرنا نتراجع حتى عن ماقاله الافغاني ومحمد عبده والكواكبي وسلامة موسى وحتى عبد الرحمن البزاز وحسن حنفي ومحمد عمارة .
الاسلامويين اعادونا الى الوراء الى الغيبيات والسفسطات والقيم الروحانية البعيدة عن العقل ورافق كل هذا تسلط اصحاب الافكار المتطرفة وها نحن منذ السبعينات نرزح تحت مقولاتهم ومن هنا يجب على المفكرين ان يعوا ما يحدث وان ينموا الوعي بالازمة ويجدوا الحلول وابرز الحلول باعتقادي العودة لقيم العقل والحرية والتقدم هذه القيم هي ما يجب ان ننميها فمن لايؤمن بالتقدم لامكان له بيننا علينا ان نرعى من يدعو الى العقل الى العمل الى الصالح من القول والصالح من العمل الى الاسس القويمة للدين الى السلوكيات وليس الادعاءات . قيم الحرية والتقدم والحرية هي من تقيل عثراتها وتعود بهذه الامة الى جادة الصواب دعوة للمفكرين والادباء والشعراء والفنانين ان تسلحوا بافكار الحرية والعقل والتقدم فهذه الافكار هي ما تجعلنا اقوياء تجاه الوافد وتجاه العاطفي وتجاه الغيبي فهل نحن فاعلون ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق