أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية ...............الحلقة ( 23)
عنوان الحلقة (الملا عثمان الموصلي ٠٠ جدد افاقا قلصتها السياسات ٠٠)
بقلم : الاستاذ محمد مناف ياسين
مثير للتساؤل وامورا اخرى عديدة وهي ان اولئك الدواعش اللذين ارسلتهم مخابرات دول اجنبية ان يقوموا بتخريب عديد امور فنية وبتبريرات هزلية مثل تخريبهم للتمثال البسيط جدا للملا عثمان الموصلي وكانه كان قد اعلن الحرب عليهم وعلى امثالهم في وقت عرف عن الرجل ومئات من الموصليين انتاجهم واهتمامهم بما كانوا يطلقون عليه ( مدائح ) نبوية يرددونها في رمضان والاعياد وكان هذا التوجه سائدا في عديد من الاماكن والمدن العربية والاسلامية وكانت الحانه تعتمد قصائد صوفية قديمة في الغالب اضافة الى كونه شيخ الملحنين المجددين العرب في ايام عربية تحولية حقا من واقع الى حال جديد ٠٠ كما انه كان شاعرا اجاد مهنته وكتب الشعر كانه يلحن القول ٠٠
وقد كتب عن الملا عثمان كتبا كثيرة فلم يهمله المتابعون الاكثر جدية بقدر ما اضاعته ضجة العصر ٠٠
والتسابقات في التباهي لأكثر من غرض في تقديم الحقائق ٠٠ وقد كان الموصلي صاحب مدرسة في الموسيقى وشاعر طلي العبارات جميل الالفاظ ٠٠منها مثلا:
انا وحبيبي في جنينه والورد مظلل علينا ٠٠ طلب مني وصالوا يارب تستر علينا
وغيرها ٠٠
عيونك سود يامحلاهم قلبي متلوع بهواهم ٠٠
رافقتني الحانه منذ طفولتي ، وكانت اغانيه تتردد في كل تجمع ودي ومفرح كالاعراس وافراح اخرى مختلفة ٠٠ كانت اجهزة الصوت والتسجيل في اوائل نهضتها كما الاذاعات وانتشارها مما يبدو على مواطني اليوم وكأنهم يستغربون اهتمام اناس اكاديميين بأعمال الملا عثمان الموصلي ٠٠اضافة الى ان كثيرا من الحانه واغانيه انتشرت بأسم عديد مغنين وملحنين خاصة وان الحرب الاوربية الاولى لاسقاط العثمانيين وتفتت الامبراطورية الكبيرة الى دول صغيرة صارت تتنافس على طرح مشروعات غنائية ولحنية جديدة كالاناشيد الوطنية والدعوة للوقوف ضد الدول الاوربية المنتصرة في تقاسمها ارث العثمانيين واشغال العرب اكثر بطلب الاستقلال والمجئ بحكومات متباينة الولاءات اضافة الى خلق اشكاليات كمنح عربستان للفرس و قومية كقضية فلسطين ودعم الفلسطنيين اللذين تحول كثيرهم الى لاجئين ٠٠ وكانت الحرب الاوربية الثانية تحولا كبيرا في عموم الحياة العربية والعالم السياسي ٠٠ ودخلت حياة العرب السياسيه في اشكالات الحرب الباردة بين من عظموا انفسهم بالقتول والتقاتل ٠٠ ادخل الحياة الثقافية العربيه عموما في مساحات اخرى ومنها التاليف والتلحين والغناء ٠٠
وهنا وبمحاولة موضوعية لاعلاقة لها بمن حكم ويحكم كانت لحركة الغناء والتلحين في مصر اثرها العميق في التحول اللحني وجاءت حرب ايران والعراق لتعزز توجها مختلفا تماما في اصرار وطني خاص جدا ولم يصلني ان المراكز الفنية العراقية قددرست ذلك وحددت افتراقه ٠٠ في وقت كانت الاغاني العراقية والالحان جديدة ذات تواصل مؤثر في المجتمع ٠٠
كان الملا عثمان صاحب مدرسة لحنية جديدة دخل اليها ( عبده الحامولي وسيد درويش ) في حلب
دارت الحانه ومدرسته المتجددة الى الاناشيد واغاني التحرير ! ونكاد ان نكتب حسما ان الملا عثمان الموصلي قد ظلم مرة اخرى بتجاهل تاثير تجديده الموسيقي والفني في مصر ٠٠! مع تعلق الباحثين عموما بسيد درويش وكان ان الحامولي ودرويش قد أخطأ في دراستهم في حلب على الملاعثمان ٠٠
ويؤثر هذا الاستنتاج في عموم حركة السياسات العربية قومية عامة او وطنية مجردة من الهوى اللحظوي وتمكن الباحث العلمي من تفتيح آفاق جديدة للشان الوطني ٠٠ ولنا الى ذلك رجعة اخرى
مناف ياسين ٠٠
١٢/ ١٢ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق