الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

الاستاذة هدية حسين الروائية والقاصة والكاتبة والمترجمة العراقية الكبيرة




الاستاذة هدية حسين الروائية والقاصة والكاتبة والمترجمة العراقية الكبيرة
- ابراهيم العلاف
وسألتني احدى الاخوات عن ما نشرته من شعر للكاتبة والشاعرة والقاصة والروائية العراقية الكبيرة الاستاذة هدية حسين وقلت لها لعلك لاتعرفيها انه زوجة القاص والروائي الراحل الكبير عبد الستار ناصر صاحب الاعمال الرائعة ولي مقال عنه منشور في موقع (ميدل ايست اون لاين ) والاستاذة هدية حسين من مواليد سنة 1956 لها كتابات واعمال قصصية وروائية وروايتها التي ترون صورة غلافها الى جانب هذه السطور ( ريام وكفى) ترشحت سنة 2015 للجائزة العالمية للرواية العربية (جائزة البوكر العربية) وقد جاء في الموقع الرسمي للجائزة عن الرواية انها تروي حكاية امرأة عراقية تعمل خيّاطة، وتقرر كتابة رواية تسرد فيها يومياتها وتفاصيل حياتها، التي تتجلّى في بُعدين، الأوّل: صمود ونضال المرأة العراقية في بيئة ومجتمع ذكوري تسوده الأعراف، أما البعد الثاني فهو البعد الإنساني الذي يتجلّى في معاناة الإنسان، في خضم صراع الخير والشر في عالمه.. كما ترجمت بعض أعمالها إلى العديد من اللغات وتعيش حاليا في كندا.وثمة كتابات لبعض النقاد عن اعمالها نتمنى له العمر المديد والبهاء .
واليوم نشرت جزءا من قصيدتها الرائعة وعنوانها ( آه من الحب الذي ذهب ولم يعد) وفيها تقول :
إلام تمضي أيها الغجريُ الجوّال؟
لم يعُد قيثارك يعزفُ أغاني الحب،
وقطعتا الذهب اللتان أعطيتهما لقاء شراء حريتك، لم تعودا جديرتين بتلك الحرية، فقد سرقهما لص محترف، واشترى بثمنهما رصاصاً.
إلى أين تحث الخطى؟ خُطاك متعبات.
وأمانيك سراب.
وأسلافك ماتوا منذ زمن بعيد.
والدروب المغبرة صارت صلدة وملتوية.
حين قال لك الدليل إن مسارك مشكوك به، رحت تولول، وما من أحد سمعك.
والقصيدة تجدونها كاملة في موقع (الناقد العراقي ) والرابط هو :
https://web.archive.org/.../www.alnaked.../article/23005.ph

 

محلة اليهود -الاحمدية في مدينة الموصل







































                                          صورة نشرها الحاج حميد العامري وهي لمحلة اليهود سنة 1942 
                                                                      ملابس النساء اليهوديات 

                                                                        يهود من الموصل 





محلة  اليهود - الاحمدية في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

ومحلة الاحمدية ، هي نفسها محلة اليهود وتقع  في الجانب الايمن شمال غربي  مدينة الموصل . كانت قبل ان يهاجر اليهود يهود الموصل ويهود العراق الى اسرائيل 1949-1950 ويتم اسقاط الجنسية عنهم كانت لهم محلتهم وهي محلة اليود كان فيها كنيسان لهم فضلا عن كنيس اخر في الموصل وكانوا يعيشون مع اخوانهم واهلهم المسلمون والمسيحيون بدعة وسلام واستقرار .وكانت لهم مساهماتهم في الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العراقية في الموصل وقد كتبت عنها وعن رموزهم ومن حسن الحظ ان الاخ الدكتور علي شيت  الحياني كتب عنهم اي عن (يهود الموصل ) اطروحته للدكتوراه في كلية الآداب بجامعة الموصل وكان لي شرف رئاسة لجنة مناقشته وقد تحولت الى كتاب .

كما قدمت عن (يهود الموصل ) ومحلتهم حلقة من برنامجي التلفزيوني (موصليات) من على قناة ( الموصلية ) وما قدمته متاح على اليوتيوب .ويتم الدخول الى محلة الاحمدية من مداخل  ودروب عديدة منها من حضيرة السادة القريبة من الجامع النوري الكبير او من محلة الخاتونية او من محلة الشيخ فتحي او من محلة الشفاء .  

يذكر الاخ الاستاذ احمد عبد الغني اليوزبكي في كتابه ( بلدية الموصل وخدماتها في العهد الملكي 1921-1958 ) 2017 ، وهو بالأصل رسالته للماجستير التي قدمها الى كلية الآداب بجامعة الموصل  ، وهو يسرد اسماء محلات الموصل في الجانب الايمن وداخل السور القديم للموصل ان محلة الاحمدية (اليهود) كانت تضم حسب احصاء سنة 1947 (5331) نسمة وفي احصاء سنة 1957 كان (4045) نسمة . وكانت محلة الاحمدية واحدة من (38) محلة تضمها مدينة الموصل في جانبها الايمن .

من معالم محلة اليهود  (الكنيس) وهو دار عبادة اليهود (وبالعبرية بيت هاكنيست ) وكان فسيحا وله ثلاثة حاخامات جميعهم من اسرة  واحدة .  وكان ليهود الموصل كنيس آخر في محلة باب المسجد .

وايضا من معالم محلة اليهود سوق اليهود  الذي يضم دكاكين  كثيرة تأخذ الطابع المعماري الذي يميز اسواق الموصل واسواق المدن العربية والاسلامية وهي انها مقوسة ذات ابواب خشبية فيها اقفال كبيرة ويشغل الدكاكين اصحاب المهن من الحلاقين والبزازين والعطارين والبقالين والاسكافية .وكان سوقا عامرا وفيه دكاكين لبقالين عددهم قرابة (26) بقالا . وكان من اشهر البقالين فيه ناحوم شالوم ، وناحوم  مللو ،وصالح ابراهيم مردخاي ، وشاؤول باروخ محي ،وافرايم الياهو ، وصالح ساسون .وكان هناك  حلاقون وبائع ادوات حلاقة هو فؤاد الياهو وسواق سيارات اجرة ودلالين في السوق ومحلات لتقطير العرق ، ومحلات للخياطة ، وتصليح للاحذية ، وبيع خيوط تطريز .

.كما ان معالم محلة اليهود اي الاحمدية (مدرسة ريما خضوري ) اسسها السير اليعازر خضوري اكراما لوالدته ريما وكانت تقع خلف مركز شرطة باب الشط القديم في شارع الفاروق في محلة اليهود كما يذكر ذلك الدكتور علي نجم عيسى في كتابه ( مدارس الموصل ) اصدره سنة 2017 وكما هو معروف فان الجسر الخامس قسّم محلة الاحمدية الى قسمين وحتى سنة 1980 ظلت هذه المدرسة قائمة ببنايتها وكانت تشغلها مدرسة الحدباء الابتدائية للبنين وكنت ارى لافتتها من المرمر (مدرسة ريما خضوري ) واعيد تشييد بنائها سنة 1996 من قبل المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى وشغلتها (متوسطة الحدباء للبنين ) ثم (متوسطة الموصل للبنين) . كتبت عن متوسطة الحدباء للبنين مرة وقلت :"  تأسست متوسطة الحدباء  للبنين سنة 1947 ومن مدراءها الاستاذ سالم داؤد الراوي ، والاستاذ عبد الحميد خضر ، والاستاذ صلاح النوري ، والاستاذ جرجيس قصار ، والاستاذ عبد الله العمري ، والاستاذ يوسف قصيرة .. وقد كتب عنها الاستاذ طارق عبد الفتاح يوسف مقالة في مجلة ( موصليات)  التي يصدرها مركز دراسات الموصل في العدد 42 الصادر في 12 اذار سنة 2013 ".

كما اسس اليعازر خضوري في الموصل ايضا مدرسة للبنين باسم ولده لورنس خضوري واسس مؤسسة للخياطة تدار على نفقته الخاصة باسم زوجته لورة خضوري وكانت هذه من المؤسسات التعليمية القائمة في الموصل في الثلاثينات من القرن الماضي ، حسبما جاء في الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 .وكان لليهود  ثمان مدارس ابتدائية ،  منها مدرسة السموأل وقد تأسست سنة 1839 وموقعها في شارع الفاروق قريبا من محلة اليهود ومدرسة الاليانس وتأسست سنة 1908 وتدرس بالفرنسية فضلا عن العربية والانكليزية وتدرس اللغة العبرية وكان مديرها سنة 1922 عبد الله محي الدين النوري .كما كانت هناك المدرسة الاسرائيلية في الموصل والمدرسة السبتية الابتدائية المختلطة التي افتتحت سنة 1928 .

 

من معالم محلة الاحمدية (دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل ) وهي مطبعة جامعة الموصل وهي قريبة من باب العمادي احد ابواب مدينة الموصل وتقع وراءه محلة الاحمدية وكان هناك في المحلة الاعدادية المركزية للبنين والبارودخانة وهي مخزن  الاعتدة والبارود في العهد العثماني وهناك محطة تعبئة ابن الاثير وفي المنطقة بيوت ال قاسم الخياط والد الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط وهناك دورة في شارع الفاروق الجديد تسمى دورة قاسم الخياط وهكذا فالمنطقة منطقة محلة الاحمدية كانت كبيرة يطل جانب منها على شارع ابن الاثير وجانب آخر منها على شارع الفاروق الجديد وجزء على مقتربات الجسر الخامس وهو (جسر الموصل ) .

يذكر الاستاذ احمد الصوفي في كتابه (خطط الموصل )  وقد اصدره سنة 1953 يقول :" ان محلة اليهود كانت موطنا لليهود الى ما قبل سنة واحدة [يعني 1952] حين هاجروا منها جميعا فسميت محلة الاحمدية " وطبيعي محلة اليهود هذه  كانت من اعرق محلات الموصل المدينة المسورة والتي ورد ذكرها في "بطون التاريخ والاخبار القديمة والاسلامية " حالها حال حي بني هاشم وحي العمريين وحي تغلب وحي ثقيف وحي قريش وحي بني ازد وحي خزرج وحي طي وحي الخواتنة وحي بني عبادة وحي النصارى وحي بني كندة وحي القلعة وحي الزبيد وحي المشاهدة وحي باب العراق .

في سنة 1933 بلغ عدد دور محلة اليهود ( 450) دارا وكان لديهم في سوقهم (13) دكانا ولهم حمام خاص هو حمام اليهود  وتملكه امرأة مسيحية  ثرية كانت متزوجة من ضابط عثماني لها قصر في  محلة السرجخانة في الموصل  يعرفها الناس باسم ( خاتون خوقة ) كتبت عنها مرة وقصرها قريب من بيت  السيد مجيد دبدوب .  

 ولهم مقهى هو ( مقهى اليهود ) ، وكانت محلة اليهود من اكبر الاحياء الشعبية في الموصل من حيث الكثافة السكانية .وكان في محلة اليهود بئر يسمى ( بئر الطبلة ) يتم النزول اليه عبر درج بعمق خمسة امتار كان اليهود يستخدمون مياهه لعلاج بعض الامراض والحالات النفسية ولاسيما النساء .كما كان في محلة اليهود (معصرة) أي معصرة الزيتون والسمسم ،  وكنيسين .  وتميزت محلة اليهود ، كما يقول الدكتور علي شيت محمود الحياني في كتابه المشار اليه آنفا ، بتزاحم بيوتها وكثرة ضيق ازقتها واعوجاجها وقد بلغ عدد هذه الازقة (17) زقاقا ومن الطريف انها كانت تسمى باسماء معينة من قبيل (زقاق حلوه جي ) و(زقاق اينجه) و(زقاق المعصرة ) و(زقاق السوق ) و(زقاق تل عبادة ) و(زقاق جول ) وغير ذلك . وحسب تعداد سنة 1947 قدر عدد سكان محلة اليهود ب ( 5331) شخصا .وكان للمحلة مختار يرشحه اهل المحلة وتعينه البلدية وقد بلغ عدد مختاريها للمدة من سنة 1921 الى سنة 1952 (خمسة مختارين ) هم على التوالي :

1.   داؤود بن اسحاق 1919-1926

2.   رحميم باروخ شلومو 1926-1937

3.   يوسف داؤد صالح 1936- 1946

4.   داؤد عزره 1946- 1949

5.   عزير عزيز 1950 -1951

وبعد هجرة اليهود اصبح مختار محلة اليهود التي صار اسمها محلة الاحمدية سنة 1957هو أحمد خطاب.

ما اريده ان اقوله ان اليهود كانوا في الموصل منسجمين مع واقعهم ومجتمعهم وكانوا يتبادلون مع المسلمين والمسيحيين الزيارات والتهاني في المناسبات ، وقد ادركت جانبا من هذه العلاقة لكن هذه الروح سرعان ما اختلت بسبب سيادة الافكار الصهيونية ، والسعي باتجاه ترك العراق والهجرة الى اسرائيل .

في محلة اليهود ، وبالقرب منها ( مقام النبي دانيال) وايضا (جامع السلطان ويس) وهو اقرب الى حضيرة السادة منه الى محلة اليهود .وقريب من محلة الاحمدية او ضمن رقعتها الجغرافية تقع بناية (الاعدادية المركزية ) وهي اول اعدادية في الموصل فتحت في اواخر القرن التاسع عشر بأسم   (موصل اعدادي مكتبي)  ثم صارت ثانوية الموصل في عهد الاحتلال والانتداب البريطانيين ثم الاعدادية المركزية 1954 وكانت قبل ذلك تداوم في بناية الاعدادية الشرقية عند كورنيش الموصل وفندق آشور حاليا .

محلة الاحمدية اليوم تسكنها اسر موصلية اغلبها اسر مسلمة . وكثيرا ما كنا نسمع ان الدور فيها كانت تدار من قبل دائرة تسمى دائرة البيوت المجمدة .

_________________________________________

_________________________________________

 

 الصور من مصادر متعددة منها صفحة ناس -الموصل والرابط 

https://www.facebook.com/watch/NasalMosul/

وتقرير مراسل قناة (العراقية ) الاستاذ أيهم عمر والرابط هو :https://www.facebook.com/waleed.Rr2020/videos/277706486481868/

ومقالتي عن كشافة متوسطة الحدباء والرابط :https://www.facebook.com/photo/?fbid=10214284770730132&set=a.1661700019326

وصفحة قاسم - الزيدي الفيسبوكية-وقناة UTV والرابط :https://www.facebook.com/Qassim.alz/videos/510888426937577

ومقالتي عن كتاب الدكتور علي شيت الحياني (يهود الموصل) والرابط :https://www.facebook.com/photo/?fbid=10222278012676185&set=a.1661700019326

وصفحة (عين الموصل)  الفيسبوكية والرابط :https://www.facebook.com/MosulEyee/videos/211361194034766


ومقالي عن جامع السلطان ويس والرابط :https://www.facebook.com/photo/?fbid=10223526940778607&set=a.1661700019326

    وصورة نشرها الحاج حميد العامري  في صفحته الفيسبوكية وهي لمحلة اليهود سنة 1942 


 

منطقة دكة بركة في الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف



 منطقة  دكة بركة في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

ودكة بركة ، ونحن أي جيلنا جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية 1945 ، نسميها   (الدجة ) . و لمن لا يعرفها ،  هي منطقة  في مدينة الموصل القديمة والقريبة من  محلة رأس الكور ، ومحلة عبدو خوب ،  ومحلة المكاوي ، وفيها مسجد العذيباني ، ومسجد البُدش ..  وفيها مقبرة عيسى دده ، سكنتها اسر موصلية عريقة ، هذه المحلة دمرت وتحولت الى انقاض خلال معركة تحرير الموصل من سيطرة عناصر داعش ، ومنذ التحرير حتى اليوم تشكو غياب الخدمات وغياب الدعم وغياب كل شيء وقد عبر اهاليها من خلال قناة (الموصلية)  الفضائية  عن معاناة هذه المحلة بشكل رائع ،   واتوا  بأبيات الشعر وتحدثوا  بلغة مفهومة عن معاناتهم  في هذه المحلة وفي كل الموصل القديمة وقالوا  ان الناس تنتظر ان تمتد يد العمران الى محلتهم والعمران الان يعود بطيئا .

منطقة دكة بركة  اذا ، تتداخل مع محلات اربعة هي محلة المكاوي ، ومحلة الشهوان ، ومحلة عبدو خوب ، ومحلة رأس الكور ، وقد سميت ب(دكة بركة ) نسبة الى امرأة كانت تجلس لتبيع الخبز الذي تصنعه في بيتها اسمها بركة . ولازلنا نشاهد نساء ورجال وخاصة في رمضان يجلسون قبيل الفطور،  وهم يبيعون الخبز الذي نسميه (البغيشين ) او  ( البراشين ) ، وهو خبز لذيذ  ونكهته طيبة ، لا نجده في كل مكان من الموصل ، وهو كما يقال خبز تنور ويستخدم في اشعال التنور الحطب ، و(الجلة من روث الحيوانات )  .

قالت السيدة بتول النقيب ان (بركة الخبازة) ،  كانت ايام مجاعة شتاء سنة 1917 وايام حكم العثمانيين ، تخبز الخبز في بيتها وتوزعه على الناس الذين كانوا يعانون من الجوع ولموقفها الانساني هذا  اطلق الناس اسمها على هذه المنطقة التي كانت تسمى قبل ذلك (ايشك صويان أي سلاخي الجحش ) وهو اسم لم يستسيغه الناس .

وفي الحقيقة ان اسم المحلة الاصلي  في العصور الاسلامية كما يذكر ذلك شيخنا المؤرخ احمد الصوفي في كتابه (خطط الموصل) هو (محلة الطبالين )  بمعنى ان فيها محلات لصناعة الطبول من جلود الحيوانات  .

احد الاخوان واسمه محمد محمد محمدي قال ان بركة هذه ، امرأة اشتهرت خلال حصار نادرشاه للموصل  سنة 1743 ميلادية ، فكانت تغلي الزيت  وتصبه على رؤوس المقاتلين المهاجمين وطبعا المنطقة تطل على نهر دجلة وسور الموصل الممتد الى باشطابيا أي القلعة الرئيسة قريب منها وكان ذلك اجتهادا من هذه المرأة واسهاما منها في المقاومة التي كانت بقيادة الحاج  حسين باشا الجليلي في ايلول – تشرين الاول سنة 1743 ميلادية . وقد نجحت الموصل في المقاومة وانسحب نادرشاه بعد (43) يوما من الحصار الذي يعد من اطول واقسى حصارات القرن الثامن عشر اذا استثنينا حصار نابليون لموسكو .  

طبعا لم اجد في السجلات الرسمية ، ومنذ احصاء وتعداد سنة 1919 وتعداد 1947 وتعداد 1957 ،  محلة اسمها  (محلة دكة بركة ) ، لكني اعرف هذه المحلة وعندما كنت تلميذا في المدرسة الابتدائية : مدرسة ابي تمام الابتدائية في محلة عبدو خوب وبيتنا في محلة رأس الكور ومنذ سنة 1951 كنت امر بها مشيا وهي منطقة منخفضة عن محلة رأس الكور أي اننا ننزل من محلة رأس الكور في ما نسميه في الموصل (دحدغوني ) لنصل الى دكة بركة حيث ان هناك ونحن متوجهين اليها على اليسار مقهى نصعد اليه بدرج  وهي (مقهى معيوف ابو خليل وابو ثامر ) ، وكان خالي   ادريس يجلس فيها حيث كان بيتهم  بيت  جدي لأمي المرحوم   الحاج حامد عبد الرحمن الطائي السنبسي  ابو يونس وابو ادريس ،  وقد توفي سنة   1967 وكان عمره (85) سنة ، هناك الى جانب  بيوت عدد كبير من الاصدقاء ومنهم الحاج نافع عبد الله ابو معاذ امام وخطيب جامع قبع في الجانب الايسر من الموصل عند محلة الزهور ودورة عبد القادر العبيدي .

من الاسر التي كانت تسكن في محلة دكة بركة فضلا عن اسرة بيت عبد الله البنا بن زهية وهو والد الاستاذ نافع ابو معاذ بيوت ال العذيباني ، ومنهم صديق جدي المرحوم طه العذيباني العلاف ، وعبد الرزاق العذيباني ابو الاستاذ غانم العذيباني قائمقام قضاء الموصل السابق . ومن بيوتاتها (آل العلي المرعي) ومنهم اللواء لازم علي مرعي مواليد 1946 وخريج الكلية العسكرية سنة 1968. ومنهم حسين علي ابو عمشة توفي سنة 1990 .

ومن معالم محلة دكة بركة (حمام بور سعيد)  وهي من اشهر حمامات الموصل واكثرها تنظيما وترتيبا ونظافة  وكانت بنايتها ملكا لآل الصابونجي .

وكان هناك سوق عصري  الى جانبها اقامته بلدية الموصل فيه دكاكين تضم قصابين ونجارين وباعة للفواكه والخضراوات .وكانت هناك بين محلة رأس الكور ومحلة دكة بركة حمام قرب بيت الدرزي ومقابل  صالون جاسم الحلاق وكان يعمل ممرضا في المستشفى الجمهوري .

ومن معالم محلة دكة بركة  (جامع بكر افندي)  ، وهو من الجوامع القديمة والعريقة .كما ان في دكة بركة (معمل لقلي المكسرات أي الجرزات )  لصاحبه ابو رانيا  في ما يسمى الجافوف وتحتاج الى خبرة .

 



 

محلة الخاتونية في الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف







محلة الخاتونية في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وانا اكتب عن محلات الموصل وخاصة القديمة في الجانب الايمن ، كان لابد ان اتوقف عند واحدة من أعرق محلات (أحياء بلغة اليوم) الموصل وهي ( محلة الخاتونية ) ، وتقع في الجانب الغربي من نهر دجلة وهي قريبة من النهر، ولاتبعد عن حافته اليمنى سوى (500) متر لا اكثر وهي الى الجنوب من محلة حديثة تعود الى الثلاثينات من القرن الماضي القرن العشرين هي محلة الشفاء .
يقول المؤرخ الموصلي الكبير الاستاذ أحمد علي الصوفي رحمه الله ان محلة الخاتونية كانت تسمى ايضا ( محلة الجصاصين ) ، وكان هناك احد ابواب الموصل وهو (باب الجصاصين ) وهذا الباب يقع بين باب العمادي (عند مطبعة الجامعة سابقا في شارع ابن الاثير ، وباب الميدان عند بناية الثانوية الغربية سابقا في باب سنجار في اعلى المدينة وباب الجصاصين كان مفتوحا حتى اواخر القرن التاسع عشر وقد اغلق بعد تأسيس دائرة انحصار التبغ (الريجي) منعا للمهربين لكنه فتح بعد اعلان اعادة العمل بالدستور سنة 1908 وسمي باب الحرية وكان عامة الناس يسمونه (باب الحجارين ) ، ولايزال قسم من ابناء محلة الخاتونية يزاولون هذه المهنة ويسمون الحجارين وهناك عند باب الجصاصين جامع البنجة ( بنجة علي أي كف الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه ) ولي عنه مقال منشور .
باب الجصاصين او باب الحجارين هذا هدم عندما شرعت بلدية الموصل بهدم السور في الثلاثينات من القرن الماضي ، وباب الجصاصين وقد سألني عنه احد الاخوان كان يؤدي الى ما نسميه اليوم بالمقالع الحجرية والرخام واكوار الجص وماتزال تلك الاكوار والمقالع موجودة الى الغرب من مدينة الموصل وتسمى ايضا (مقاطع المرمر ) والمرمر هو الفرش الموصلي ومنه المرمر الازرق والمرمر الحلان .يقول الاستاذ سعيد الديوه جي رحمه الله في الجزء الاول من كتابه (تاريخ الموصل ) ان باب الجصاصين او باب الجصاصة (من الجص) هم الذين كانوا يشتغلون بقلع المرمر وعمل الجص في الاكوار (جمع كور) ولاتزال الاكوار موجودة حتى كتابة هذه السطور .وكما هو معروف فان المرمر -الحلان يكثر في القسم الشمالي الغربي من مدينة الموصل وكان يقابل هذا الباب او لعله يقابل هذا المكان وللجصاصين شأن في احكام سور المدينة او تخريبه ولما حاصر السلطان السلجوقي جاولي صاحب الموصل ( سنة 502 هجرية - 1109 ميلادية ) اغتاظ اهل الموصل وخرج الجصاصة نهار الجمعة وفتحوا الباب للسلطان محمود كما جاء ذلك في كتاب الكامل لابن الاثير .
تاريخيا الموصل مدينة الحجارين وقد ورد في كتاب ( الفتح القسي في الفتح القدسي حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس ) لمؤلفه عماد الدين الكاتب الأصفهاني (1201-1125 ميلادية ) ما نصه :" وفي هذا اليوم وصل من الموصل جماعة من الحجارين، وعدتهم خمسون رجلا، إذا اجتمعوا قطعوا جبلا. وقد سيرهم صاحب الموصل إلى القدس، للعمل في الخندق وتعميق الحفر، والقطع في الصخر. وقد سفرهم بنفقة، وجعلهم من الإحسان على ثقة. وأصحبهم بعض حجابه، ونداهم بندى سحابه. وسير مع المندوب مالا يفرقه عليهم في رأس كل شهر، ويتعاهدهم في كل يوم بتفقد بر. فأقاموا نصف سنة، وأتوا في صنعتهم بكل حسنة" .
ومن دروب الموصل وشوارعها المشهورة انذاك (درب الجصاصة أو درب الجصاصين ) وطبيعي هذا الدرب كان يؤدي الى باب الجصاصين وكان صنع الجص وهو من مواد البناء الشائعة في الموصل مع الحجر من الحرف المهمة ولاتزال هناك اسر في الموصل تحمل لقب (الحجار ) ومنهم صديقنا الاستاذ الدكتور ياسين طه الحجار عميد كلية النور الجامعة ، وصديقنا الاستاذ الدكتور ناصر عبد الرزاق الملا جاسم وكانوا حجارين أبا عن جد معروفون في الموصل وبيتهم الاصلي في محلة رأس الكور وقد علق على ما كتبته فقال :" ذكرى الجصاصين او الحجارين يعود بي الى اجدادي الذين ارتبطت بهم هذه المهنة واصبحت لقبا اصيلا لهم، كان جد جدي ملا جاسم الحجار، وابنه محمد واولاد محمد رحمة الله عليهم جميعا عبد الرحمن وقاسم وابراهيم ومحمود اسطوات في هذه المهنة، وكانت الاكوار اولا في رأس الكور وبعدها انتقلت باتجاه ما عرف بعد ذلك بدائرة الامومة والطفولة في محلة الشفاء ، وكان اهل الخاتونية يعملون بمعية محمد واولاده، ذاك زمان انقضى وبقيت ذكرى اهله..." .
ومن الحجارين عزيز محمد احمد الطائي من محلة الحويرة وايضا الشهيد اسماعيل الحجار وعبدالله مصطفى صالح الحجار وال عبد الله الحجار منطقة المحطة وهناك يحيى الحجار وغيرهم وهم اسر لاتربطهم روابط النسب وانما تربطهم المهنة وقد اشتهر اهل الموصل بانتسابهم الى المهن والحرف التي يعملون بها .
ويذكر الاستاذ الدكتور ذنون يونس الطائي في كتابه (مهن وحرف موصلية قديمة ) ان الموصل تمتاز بكثرة الاراضي الصلبة فيها والتي تكثر فيها الاحجار الكبيرة الحجم وبخاصة في المناطق المجاورة وعليه فان الحاجة للبناء وتشييد الدور والدكاكين دعت الى ضرورة جلب الاحجار الكبيرة وتقطيعها الى اصغر وحسب الحاجة واستخدامها في البناء بمختلف اشكاله ويسمى الذي يمتهن هذه المهنة (الحجار ) وهو من يعمل في قطع وتكسير الحجارة . وما تزال هذه المهنة قائمة مع تطور الادوات والالات المستخدمة في تقطيع الاحجار .
ومن الاسر التي سكنت محلة الخاتونية اسرة آل الشاروك واسرة ال قوز بكر وقد كتبت عنهم مرة وقلت " عائلة قوز بكر من العوائل العريقة في الموصل والمعروفة الان وال قوز بكر كما ورد في" موسوعة الاسر الموصلية" للصديق الاستاذ ازهر العبيدي هم بالاصل ابناء الحاج بكر بك بن الحاج محمد بك واول ما سكنوا سكنوا في محلة الخاتونية في الجانب الايمن من مدينة الموصل. . وقد قيل ان جدهم بكر كان عنيدا بحيث انه رفض اعطاء فرسه الاصيلة لاحد الولاة العثمانيين الذي ارادها عنوة . وتعني كلمة قوز goz باللغة التركية (عيون= قوز goz ) .. ومن ال قوز بكر الملا شريف بن شاكر بك بن محمد بك السوفاجي ومنهم ايضا المؤرخ العراقي الكبير المتخصص بتاريخ الخليج العربي الحديث وسفير العراق الاسبق في تركيا الصديق الاستاذ الدكتور محمود علي الداؤود وهو الان رئيس قسم الدراسات السياسية في مؤسسة بيت الحكمة ببغداد وكان يعمل في كلية الاداب جامعة بغداد وعمره الان يزيد على ال80 عاما ولي عنه مقالة منشورة في النت كما ان لديه شقيقه وهو استاذ للغة الانكليزية في مدارس الموصل الثانوية هو الاستاذ زكي علي الداؤود ولي عنه ايضا مقال منشور على النت " .
وكان في محلة الخاتونية ناعور وبقجة وقد كتبت مرة عن ذلك وقلت :" نواعير الموصل ... وقد يستغرب البعض ويقول وهل هناك نواعير كنواعير راوة وعانة وهيت والبغدادي وحماة ..؟ واقول انني ادركت في صباي عددا كبيرا من النواعير المنتشرة في مناطق مختلفة في الموصل واقصد المدينة ....نعم وكانت النواعير تنصب على آبار وعلى مساحة واسعة تتحول المنطقة الى ما نسميه في الموصل ب"البقجة " رأيت ُ بقجة في محلة الخاتونية قرب مدرستي ابي تمام الابتدائية وهي اليوم قريبة من دورة قاسم الخياط وقد تحولت البقجة (وهي بستان فيها ناعور تزرع فيها الخضراوات ) والناعور يدور من خلال وجود ثور هذه البقجة اندثرت وتحولت الى ساحة للنقليات . .
وفي محلة الخاتونية هناك (جامع الشيخ سعيد كرجية ) ، وهو من ابرز شيوخ الموصل الزاهدين المعروفين وجامع الشيخ سعيد كرجية يقع بالقرب من الجسر الخامس على جهة شارع الفاروق قبل النفق . يقول الاخ الدكتور مروان الشاروك :" الشيخ سعيد كرجية رحمه واسكنه فسيح جناته ... كان جاري في محلة الخاتونية كان له اخ شقيق يسمى ادريس على ما اذكر توفي رحمه الله في بداية الستينات من القرن الماضي وبقى الشيخ سعيد لوحدة كانت الطيور والقطط تسرح في فناء داره الكبير الذي ادخل على المتبقي من جامع الخاتونية وتأسس جامع بأسم جامع الشيخ سعيد كرجية ولي عنه حكايات لطيفة ... رحم الله الشيخ سعيد كرجية كنت كلما اذهب الى مقبرة حي الثورة اقرا عند قبره سورة الفاتحة"
من هو الشيخ سعيد كرجية هذا الشيخ الجليل الذي توفي سنة 1978 وشيع في الموصل تشييعا مهيبا وخرج الموصليون ليشيعوه الى مثواه
الاخير الرجل لم يكن انسانا عاديا بل كان معروفا بالأيمان والتقوى والورع والزهد والقربة من الله ..كتب عنه الاخ والصديق الحاج عبد الجبار محمد جرجيس في كتابه ( موسوعة علماء الموصل ) وال كرجية اسرة موصلية عريقة وهناك عائلتان تحملان اسم كرجية منهما اسرة الشيخ سعيد واسرة السيد محمد سليم كرجية وقد سموا نسبة الى فتاة من بلاد الكرج اي تركستان اختارهم جدهم ليزوجها لاحد اولاده لكنها توفيت بمرض الكوليرا فدفنت في مرقد ام التسعة في الموصل ومن ال كرجية برز من كان يبيع التبغ - التتن ومنهم الاخ الاستاذ الدكتور امجد عبد الرزاق كرجية . درس الشيخ سعيد كرجية على يد علماء كبار منهم الحاج محمد الرضواني ..درس الفقه والاصول والعقائد واللغة وعلم الكلام والمنطق ...كان عاما عاملا اشتغل بتجارة وبيع الاقمشة ....رحم الله الشيخ سعيد كرجية كان عالما جليلا طلق الدنيا وابتعد عن مغرياتها حتى انه لم يتزوج وانشغل بالعلم .
ومن الاسر في محلة الخاتونية الذين يذكرهم الاخ الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه (بيوتات موصلية ) بطبعته الموسعة 2013 ( آل الاحيدب ) و(آل توحلة ) و( آل حسنكو) و(آل رحاوي) و(آل شندالة ) و( آل العريبي ) وغيرهم واعتذر عن عدم ذكر الجميع .

 

الخميس، 23 ديسمبر 2021

بعثة الصابونجي للازهر الشريف 1943-1944 .............وثيقة



                                                               الشيخ الاستاذ محمد علي العدواني 
                                                             الشيخ الاستاذ محمد محمود الصواف
                                        الوطني الاقتصادي الوجيه الموصلي الاستاذ مصطفى جلبي الصابونجي 
                                                         طلاب بعثة الصابونجي الى الازهر الشريف 


بعثة الصابونجي للازهر الشريف 1943-1944 .............وثيقة 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

في العدد (397) من جريدة (فتى العراق) الموصلية الخميس 21 شعبان 1263 الموافق 10 آب سنة 1944 نشرت مقالا بعنوان (من الازهر الى الصابونجي) والمقال تضمن كتابين اولهما من فضيلة رواقي الاكراد والبغداديين في كلية الجامع الازهر الى حضرة الوجيه الكبير والوطني الاقتصادي  السيد مصطفى الصابونجي والثاني من المفوضية الملكية العراقية في مصر الى وزارة المعارف - التربية العراقية وهذا نص الكتاب الثاني :"

وزارة المعارف - بغداد 

أخبرنا الجامع الازهر بكتابه المرقم 1941 والمؤرخ في 23/7/ 1944 ان الطلاب المدونة اسماؤهم ادناه وهم بعثة السيد مصطفى الصابونجي للازهر قد نجحوا جميعا في الامتحان النهائي وان اخلاقهم حسنة وسيرتهم محمودة .

الوزير المفوض 

اسماء الخريجين 

محمد محمود الصواف -عبد الله الشيخ مصطفى - محمد علي الياس العدواني - عبد الله عمر صالح 

صالح الحاج احمد المتيوتي - محمد عبد الله الحسو

وفي الكتاب الاول الموجه من الشيخ عمر وجدي شيخ رواقي الاكراد والبغداديين في الازهر المؤرخ 33 رجب 1363 الموافق 13 تموز 1944  الى حضرة صاحب السعادة مصطفى جلبي  الصابونجي نجد انه يذكر بعثة 1939 التي وفدت الازهر من العراق ويعيب عليها تكوينها غير المتناسق وما اثارته من مشاكل ثم يعرج الى بعثة الصابونجي فيقول :"اان بعثة الصابونجي ...ضربت رقما قياسيا فاقت به الكثير من البعثات الاسلامية ،لا في انكبابها على طلب العلم بجد واخلاص فقط ،بل بما ابدته ايضا من قوة الاخلاق والمححافظة التامة على الاداب الاسلامية شأن المسلم الحقيقي كامل الايمان ،فقدرت مشيخة الازهر الجليلة لها هذه الاوصاف النبيلة ورعتها حق رعايتها واصبحت بعثة مصطفى جلبي الصابونجي المثل الكامل لدى الازهريين بالاجماع .ولم يقف تقدير الازهر للبعثة في هذا الحد المحدود بل قرر مجلس الازهر الاعلى قبول الاستاذ محمد افندي الصواف في السنة الثانية بكلية الشريعة بغير امتحان تقديرا لمواهبه العلمية ونشاطه المتزن خصوصا عند ان رأت المشيخة اخيرا نجاح جميع افراد بعثتكم في امتحان النقل ،وان الاستاذ محمد افندي الصواف حاز نمرا [درجات] عالية جدا قلما ينالها غيره فأكبرت فيه نبوغه وزاد اعجابها بالبعثة اعجابا كليا اذ لم يسبق ان نجحت افراد بعثة واحدة من البعثات الاسلامية في امتحان النقل في سنة واحدة الا نادرا .فلا شك ان الله عزو جل وفقكم في بعثتكم وفي انتقاء المشرف عليها وسبقتم غيركم بعمل ديني جليل لم يسبق له نظير - على ما اعلم - لا في العراق وحده بل في جميع الممالك الاسلامية ،وخلدتم من الخدمات ذات النفع العام ما لم يخلد لغيركم من الافراد في التاريخ . ونأمل في ان يقتدي غيركم بكم في عملكم هذا فيفتح باب الخير للاسلام والمسلمين وقد كنتم في ذلك من السابقين الاولين ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .وفي الختام ارجو الله ان يكثر من امثالكم في خدمة دينكم وامتكم في هذه الايام ...كما اني اهنئكم حيث كنتم اول من شرع في بناء السياج واقامة السدود في مقاومة تيار الخروج عن التقاليد الاسلامية وتكسير امواج المروق عن الاداب المحمدية .وتفضلوا بقبول عظيم الاجلال وخالص الاححترام .22 رجب 1363 -13 تموز 1944 التوقيع : شيخ رواقي الاكراد والبغداديين بالازهر عمر وجدي . 

طبعا لدي مقال مفصل عن البعثة متوفر في الشبكة العالمية للمعلومات -الانترنت وهذا هو رابط المقال :

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/01/14/186161.html ونص المقال التالي : 

مصطفى الصابونجي ويعرف في الموصل، مصطفى جلبي الصابونجي 1888-1954 واحد من ابرز وجهاء الموصل وأثريائها في العصر الحديث وله فضل كبير على الموصل فهو أول من ادخل الكهرباء، وأسس شركة لتزويد الأهالي بالطاقة الكهربائية .كما انشأ مدرسة وبنى ردهة في المستشفى الجمهوري الحالي، وانشأ المصانع والمعامل، وأسهم في الحياة السياسية الوطنية ، وكان من بناة الاقتصاد الوطني. والاهم من ذلك كله أنه أرسل سنة 1943 بعثة علمية إلى الأزهر الشريف للدراسة والحصول على الشهادة العالمية .وقد عاد رجال البعثة إلى الموصل، وبرزوا في ميدان الوعظ والتدريس والخطابة والشعر والأدب والصحافة والتربية .
ويسعدنا اليوم أن نذكر بهذه البعثة عسى أن تكون حافزا لأثرياء وأغنياء ووجهاء الموصل اليوم ليحذوا حذوها ولم نجد أفضل من نقتبس ما نشرته مجلة المصور (القاهرية ) المعروفة والتي لاتزال مستمرة على الصدور ،حول البعثة حيث قالت بالنص وفي عددها الصادر في 2 ايار –مايو 1943 وتحت عنوان : (( بعثة عراقية في جامعة الأزهر )) : ((وصلت أخيرا بعثة مكونة من الشبان العراقيين، قدموا للالتحاق بالجامعة حيث يدرسون مدة ثلاث سنوات على نفقة السيد مصطفى جلبي الصابونجي أحد أشراف الموصل ومن كبار المحسنين العراقيين ،وهذه هي المرة الأولى التي توفد فيها مثل هذه البعثة على نفقة شخص واحد ولمثل هذه المدة وعدد هؤلاء الطلاب العراقيين 7 سبعة، وقد أدوا الامتحان وبعد موافقة فضيلة الأستاذ الأكبر قبلوا في كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية .. وقد سبق لهؤلاء أن تلقوا دراسات دينية في العراق بالمدرسة الفيصلية بالموصل وبعضهم من حملة شهادة الثانوية )) .
كما نشرت المجلة إلى جانب الخبر هذا صورة جماعية لأعضاء البعثة العراقية مع شرح للصورة جاء فيه : (( أعضاء البعثة ،وقد ظهر في الصف الأول من اليمين الأساتذة : صالح الحاج احمد (المتيوتي ) ،محمد محمود الصواف (رئيس البعثة ) ،وعبد الله الشيخ مصطفى ،ووقف خلفهم محمد علي الياس العدواني ،وعبد الرزاق عبد الرحمن ،وعبد الله عمر صالح ،ومحمد عبد الله الحسو )) . ومن الطريف أن جريدة فتى العراق (الموصلية ) وفي عددها الصادر في الأول من آب –أغسطس 1944 نشرت خبر البعثة وذكرت أسماء أعضائها .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...