أحمد فياض المفرجي والعمل الارشيفي في العراق
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
يوصف الأستاذ احمد فياض ألمفرجي - رحمه الله - بأنه من رواد العمل الأرشيفي في العراق .فالرجل ظل يلاحق الإنتاج الثقافي العراقي، ويسعى بكل طاقته إلى أرشفته وتوثيقه ،وهو يدرك لما لهذا العمل من أهمية كبيرة تفيد المؤرخين ،فيما بعد ،عند كتابتهم للتاريخ الثقافي العراقي .ولم يكن ألمفرجي يكتف بذلك بل كان يقدم رؤيته الشخصية عن ما يوثق ويؤرشف وقد اختص بالكتابة في مجالات كثيرة ، إلا أن المجال المسرحي هو ما كان يركز عليه. ومما يعرف عنه انه كان يحتفظ بكم هائل من نصوص المسرحيات والروايات التي كانت تقدم على خشبة المسرح ليس في بغداد وحسب بل وحتى في بعض المحافظات .
كان ألمفرجي – بحق – كاتبا دؤوبا وتوثيقيا دقيقا يحرص على أن يأخذ الفنان والمسرحي والقصصي والروائي العراقي حقه . ولم يكن ألمفرجي، كما قال الأستاذ الفنان علي بصيص ، يجلس في مكتبه ليكتب،وإنما كان يزور قاعات العرض، ويسافر، ويلتقي الكتاب والممثلين ويجمع المطويات (الفولدرات ) التي تصدر عن المسرحيات، ويحتفظ بها ويعلق عليها وعلى أي عرض مسرحي يراه. وإذا كان العرض خال من المطوية التعريفية ،كان يبادر إلى تسجيل عنوان العرض، ومكانه، وزمنه، وأسماء الممثلين، ومؤلف العمل ومخرجه ، وكادره .
جاء في مجلة (الرافدين) البغدادية (عدد 20 حزيران 1992) ان الاستاذ احمدفياض المفرجي وعبر سنوات طويلة قدمخدمة جليلة لتاريخ الفن العراقي المعاصر في كل حقوله ارشفة وتوثيقا واضاءات لجوانب غامضة حتى تحول هاجس التوثيق قضية تقف في الصدارة من اهتماماته الاخرى وربما طغت على سواها ومما انجزه متابعته وتوثيقه مهرجانبغداد للمسرح العربي 10-20 شباط - فبراير سنة 1990 وكتابه ( ابراهيم جلال في التوثيق والابداع ) . وكتابه الاول عن مهرجان بغداد للمسرح العربي 1990 صدر عن دائرة السينما والمسرح في العراق وفيه ركز على العروض المسرحية..اما كتاب (ابراهيم جلال في التوثيق والابداع )فصدر عن نقابة الفنانين -المركز العام وكان الكتاب - بحق- صورة وافية وموثقة بالتواريخ والصور عن حياة الفنان الراحل ابراهيم جلال 1921-29 من آب -اغسطس 1991) هذه الحياة الثرة التي اهلته لان يكون واحدا من اعلام حركة المسرح في العراق .كما اشار المفرجي الى ان اهم ما تميزت به النشاطات الفنية التي حققها ابراهيم جلال من ( شهداء الوطنية ) جتى ( الشيخ والغانية ) كانت ذات ارتباط وثيق بالحياة والانسان .
في اربعينيته أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق حفلا تأبينيا للمفرجي نشرت وقائعه في حينه جريدة القادسية (البغدادية ) في عددها الصادر يوم 26 آب سنة 1996 .ومما نقلته الجريدة أن عددا من أصدقاء ألمفرجي ومحبيه تحدثوا في الحفل التأبيني منهم الدكتور خزعل ألماجدي الذي قال : "أن ألمفرجي جمع مالا يمكن جمعه عن الفنانين والأدباء والمسرحيين ،ولكنه في لحظة يأس أتلف ما جمع" .وفي الحقيقة لم نتأكد من هذا الكلام ،وما مناسبته ،وهل لورثته رأي في ما قاله الدكتور ألماجدي ونأمل في أن لايكون صحيحا لان معناه ضياع الكثير من أرشيف المفرجي .
الذي نعلمه وتحققنا منه أن شواهد كبيرة لاتزال باقية وتدل على توفر الكثير مما كتبه ،ووثقه، وأرشفه ألمفرجي.وقد يكون من المناسب التأكيد على جهد ألمفرجي وأتذكر بأنني أشرت في مقال لي نشرته في مجلة الجامعة (الموصلية ) حول أول مجلة صدرت في العراق وهي مجلة إكليل الورود 1902-1909 وقلت أن المجلة بكامل أعدادها قد توفرت لدي وأنجزت دراسة عنها ضمنتها كتابي : " نشأة الصحافة العربية في الموصل " طبع في دار ابن الاثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل .وعندئذ اطمأن الرجل، وتوثق من كلامي .
كان ألمفرجي دقيقا، صادقا أمام ما يكتب وجهوده لايمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال. وهنا لابد من القول أن الأستاذ الدكتور نجمان ياسين أشار في كلمته التي ألقاها في الحفل التأبيني وكان حينئذ رئيسا للاتحاد العم للأدباء والكتاب في العراق ،إلى هذه الحقائق فقال أن ألمفرجي كان شاهدا وشهيدا ..شاهدا على عصر مطوق بالأسلاك الشائكة، وشهيدا على القوى التي لم يكن همها سوى إجهاض عبقرية المبدعين ومحاربتهم .من هنا فأن العمل الذي قام به المفرجي كان لايستهان به ويتلخص في انه قدم الكثير من الحقائق والمعلومات التي تخدم في مجال تدوين تاريخ الحركة المسرحية العراقية المعاصرة .
وقف الأستاذ عادل كاظم الكاتب المسرحي المعروف وكان على صلة وثيقة بالمفرجي ليقول انه زامل ألمفرجي ،ورافقه سنوات طويلة كان فيها رحمه الله خير موثق ليس للأعمال المسرحية وإنما للقصة والرواية في العراق .
كتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي في موسوعته : "موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين " ، فقال في الجزء الثالث (1998 ) أن ألمفرجي : "منشيئ صحفي ،مشتغل بالنشاط المسرحي العراقي .يمتلك حسا (أرشيفيا ) حول الأدب العراقي الحديث" .ولد في بغداد بمنطقة الاعظمية سنة 1936 .وفي مدارسها أكمل الابتدائية والمتوسطة .وفي الثانوية الجعفرية –القسم التجاري أكمل الثانوية وانضم إلى معهد الفنون الجميلة- فرع التمثيل ،وبعد تخرجه في السنة الدراسية 1963-1964 ،عين موظفا في المحاكم ببغداد .
كان الأستاذ ألمفرجي- منذ حداثة سنه - متعلقا بالأدب والمسرح والعمل المسرحي حتى انه انضوى تحت خيمة عدد من الفرق المسرحية ومثل في بعض ما قدمت تلك الفرق من مسرحيات .ومن هذه الفرق" فرقة المسرح العراقي " و"فرقة المسرح الحر" .وفي مطلع السبعينات من القرن الماضي ،يقول المطبعي، أن ألمفرجي أسس مع عدد من أصدقائه" فرقة مسرح اليوم " ،لكن هذه الفرقة لم تكن فاعلة ولم تأخذ حظها من الشهرة .
كتب عنه ولده المخرج المسرحي الأستاذ ظفار مقالة في موقع "مسرحيون " في 28 كانون الأول سنة 2005 قال فيها أن ألمفرجي أخرج أول مسرحية لأدب اللامعقول في العراق عام 1964 ،وكانت بعنوان : " الشريط الأخير " لصموئيل بيكيت ،كما عمل محررا في جريدة الزمان( البغدادية )اليومية أواسط الخمسينات من القرن الماضي .وقد شارك في أداء دور في الفلم الروائي الحارس – إخراج الفنان خليل شوقي ،و الذي أنتجته "شركة أفلام اليوم "التي كونها من أعضاء فرقة مسرح اليوم أواسط الستينات. وفي سنة 1973 نقل خدماته إلى وزارة الثقافة و الأعلام ،و نسب إلى دائرة السينما و المسرح، لذلك شارك في العديد من المؤتمرات و المهرجانات و الحلقات الدراسية المقامة في العراق و خارجه .
وقد كرم سنة 1982 من قبل المركز العراقي للمسرح لدوره في توثيق النشاطات المسرحية في العراق ،
كما كرم سنة 1982 من قبل جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين لدوره في التعريف بالنشاطات التشكيلية في العراق وقد أشرف على الصفحات المهتمة بالمسرح والأدب في الكثير من الصحف والمجلات الأدبية و الفنية في العراق .كما حاضر في معهد الفنون الجميلة لسنوات طويلة وكان له عمود دائم بعنوان :
( فنون مسرحية ) في جريدة الجمهورية (البغدادية (استمر طويلا .
- ترأس نادي السينما العراقي
وكان نائبا لرئيس المركز العراقي للمسرح
ثم مديرا لقسم الأبحاث و الدراسات في المؤسسة العامة للسينما و المسرح
وكان عضوا في مجلس نقابة الفنانين العراقيين
- ورئيسا للشعبة المسرحية فيها
وعضوا في اتحاد الأدباء العراقيين
و نقابة الصحفيين العراقيين
كرم عام 1992 بأعتباره الرائد الأول للتوثيق المسرحي في العراق .
وقد شارك في اغلب المهرجانات المسرحية و السينمائية المقامة في العراق عضوا في هيئاتها التحضيرية و التنفيذية أو اللجان العليا و التحكيمية لها
. كما أسهم في العديد من المهرجانات العربية و العالمية مدعوا أو موفدا ممثلا للعراق في كلتا الحالتين .
له العديد من البحوث المنشورة في الصحف و المجلات المحلية و العربية و بعضها ترجم إلى لغات أخرى و نشر في الصحافة العالمية وهذا يتطلب جمع مانشر وإصداره في كتاب يضم أعماله الكاملة ونأمل في أن يتصدى لذلك ولده ظفار أو ابنته الدكتورة إيثار التدريسية في معهد الفنون الجميلة –بنات ،أو أحد الباحثين الشبان المهتمين بالتوثيق المسرحي .
كان للأستاذ ألمفرجي دور مهم، وفاعل ،ورئيس في إنشاء "المركز الوثائقي للمسرح في بغداد " أواسط السبعينات من القرن الماضي . وقد أصبح رئيسا لهذا المركز .
من أعمال ألمفرجي التي جردها الصديق الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في كتابه : " معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 " الصادر ببغداد سنة 2002 عن بيت الحكمة :
*المرأة في الشعر العراقي الحديث (1958 )
*الحركة المسرحية العراقية (1965 ) .
*السينما التسجيلية في العراق (1979 ) .
*السينما في العراق (1980 ) .
*الفنان حقي ألشبلي رائد المسرح العراقي (1985 ) .
*لمحة عن مسرح الطفل في العراق (1986 )
*المسرح في العراق : صفحات موجزة (1987 ) .
*مصادر دراسة المسرح في العراق 1968-1978 (1979 )
*معرض التشكيليين العراقيين 1956-1978 (1979 )
*مهرجان بغداد للمسرح العربي (1990 ) .
*إبراهيم جلال : في التوثيق والابتداع (1991 )
*جمعية التشكيليين العراقيين (1992 ) .
أما ولده ظفار فقد أورد مؤلفات والده وقال بأنها تزيد على 24 مؤلفا وكما يأتي :
1 .المرأة في الشعر العراقي الحديث
قدم له الدكتور علي الوردي
مطبعة الجامعة / بغداد 1958
2 .الحركة المسرحية في العراق
مطبعة الشعب / بغداد 1965
3 .لمحة عن مسرح الطفل في العراق 1978
4 .جمعية التشكيلين العراقيين 1979
5 .مصادر دراسة المسرح في العراق 1979
6 .التعريف بالمصادر العربية لدراسة السينما الصهيونية 1979
7 .حقي الشبلي: ذكريات في الفن و الحياة 1980
8 .السينما في العراق
دار الصياد / بغداد 1980
9 .سنوات الفن
دار الصياد / بغداد 1980
10 .أساليب السينما الصهيونية
المؤسسة العربية للدراسات و النشر / بيروت1980
. 11 فنانو السينما في العراق
المؤسسة العربية للدراسات و النشر / بيروت1981
12 .مصادر دراسة النشاط السينمائي في العراق
المؤسسة العربية للدراسات و النشر بيروت 1981
.13 النشاط المسرحي في العراق للموسم 1981- 1982
.14 النشاط المسرحي في العراق 1983
الجزء الأول .
15 .النشاط المسرحي في العراق 1983
الجزء الثاني
.16 السينما التسجيلية في العراق 1984
17 .الفنان حقي الشبلي رائد المسرح العراقي
مطبعة ثويني / بغداد1985
نقابة الفنانين / المركز العام
.18 المسرح في العراق
مطبعة سومر / بغداد 1987
نقابة الفنانين / المركز العام
19 .المسرح في العراق
مطبعة سمير / بغداد
بالأشتراك مع سامي عبد الحميد و عبد الإله كمال الدين و علي مزاحم عباس و ياسين النصير و يوسف العاني
20 .الفرقة القومية للتمثيل
دار الحرية للطباعة / بغداد 1989
21 .مسرح الثمانينات في العراق
دار الشؤون الثقافية العامة / بغداد 1989
9122 .إبراهيم جلال في التوثيق و الأبداع
مطبعة ديانا / بغداد 1991
23 .مهرجان بغداد للمسرح العربي
دار الحرية للطباعة / بغداد 1991
إصدار دائرة السينما و المسرح
24 .مهرجان بغداد للمسرح العربي
دار الحرية للطباعة / بغداد 1994
إصدار دائرة السينما و المسرح
توفي ببغداد اثر حادث مؤسف يوم 1 تموز سنة 1996 .رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه وأمته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق