الاثنين، 29 أبريل 2024

فتح القسطنطينية ...................في كتاب


 



فتح القسطنطينية ...................في كتاب
-ابراهيم العلاف
مما هو متوفر في مكتبتي الشخصية ، كتاب صغير بحجمه لكنه كبير بمضمونه ، صدر عن الهيئة المصرية للتأليف والنشر - دار الكاتب العربي - سلسلة المكتبة الثقافية العدد (228) 1969 .
والكتاب بعنوان ( فتح القسطنطينية) تأليف الدكتور عبد السلام عبد العزيز فهمي ، وكان الكتاب يباع ب(3) قروش فقط ، والكتاب بحجم كف اليد ويوضع في الجيب . ومن الطريف القول ان ( المكتبة الثقافية ) كما جاء في ترويستها (جامعة حرة تستهدف تقديم خلاصات الفكر القومي والانساني بحيث تجعل المعرفة متعة تعمق الشعور بالحياة والكتاب في منظورها سلاح يساعد على الانتصار في معركة الحياة وكان الدكتور شكري محمد عياد هو من يشرف على المكتبة الثقافية . كان هذا في (عصر عبد الناصر) حيث الثقافة والكتاب مثل الهواء والماء .
الكتاب وقف عند الاتراك العثمانيين ، وقال ان فتح مدينة القسطنطينية بيزنطة أو استانبول (اسطنبول ) ، كان من الاحداث العالمية الكبرى .كان ايذانا بإنتهاء العصور الوسطى ، وبداية للعصور الحديثة ، واضاف ان المسلمين ومنذ زمن بعيد ادركوا خطورة المدينة فحاولوا الاستيلاء عليها وحاصروها مرات عدة ولكن بسبب مناعة موقعها ، وقوة قلاعها استطاعت الصمود وكانت معقلا للمسيحية تحميها من القوة العربية الاسلامية النامية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي والقوة العربية اخذت تغزو املاك الفرس والروم في آن واحد ، واستطاعت ان تستولي من الدولة البيزنطية على فلسطين ، والشام ، ومصر ، وشمال افريقيا ، وحرمت هذه الدولة بذلك من مناطق واسعة كانت تمدها بالمال والزاد والرجال.
يقول المؤرخ النمساوي فون هامر ان القسطنطينية قبل ان يفتحها السلطان محمد الفاتح حوصرت (29) مرة
وكان اول من حاصرها معاوية بن ابي سفيان سنة 654 ميلادية وممن حاصرها سليمان بن عبدالملك الذي كلف اخيه مسلمة بقيادة الجيوش وفي 15 اب - اغسطس 717 ميلادية -98 هجرية وقفت الجيوش البرية امام اسوارها ووصل الاسطول العربي الى مياهها في اول ايلول - سبتمر 717 م لكن ظروفا كثيرة حالت دون النجاح فرفع الحصار .
يقول المؤلف ان العثمانيين اكملوا المسيرة ، فبعدما استقروا في آسيا الصغرى ، واقاموا بها دولتهم خلفا لدولة سلاجقة الروم ، وجاوروا الدولة البيزنطية تطلعوا نحو العاصمة العتيدة ( القسطنطينية ) ، وحوصرت الى ان جاء السلطان محمد الفاتح ليحقق الحلم .
السلطان محمد الفاتح كان قويا ومثقفا يتقن عدة لغات منها فضلا عن التركية لغته الام العربية والفارسية واليونانيةواللاتينية وكان مولعا بدراسة التاريخ ومغرما بقراءة سير العظماء والابطال وكان مثله الاعلى الاسكندر المقدوني رأي فيه قوة النفس وصجة العزم وسرعة التنفيذ وكان ذكيا وذو نظر ثاقب بعيدا عن اللهو يتذوق الشعر والموسيقى والرسم وكان بسيطا في حياته .. لم يكن له ندماء ولا محظيات وعاش بعيدا عن حياة الاختلاط المبتذل وكان محبا للتميز والتفوق .وصفه المؤرخون انه قمحي اللون متوسط الطول متين العضلات كثير الثقة بنفسه يحسن ركوب الخيل واستعمال السلاح .كان طموحا يحسن معالجة الامور كثير اليقظة له قدرة على التأثير في المجيطين به .
الكتاب يتألف من ثلاثة فصول هي على التوالي : حالة الدولة الرومانية قبل فتح القسطنطينية - فتح القسطنطينية ومعارك فتحها والخطط العسكرية واخيرا القسطنطينية عاصمة للدولة العثمانية 1453.
طبعا المؤلف ، تحدث عن صدى استيلاء العثمانيين على القسطنطينية -استانبول -اسلامبول في العالم ، وقال كان لذلك الحدث "دوي عظيم في جميع انحاء العالم ...دول الغرب صعقت وانتاب الناس في دول الغرب " الفزع والالم وتجسد لهم خطر العثمانيين المسلمين وتهديدهم لاوربا .في الشرق عم الفرح والابتهاج واذيعت انباء الفتح من فوق المنابر واقيمت صلوات الشكر يقول المؤرخ المصري الكبير ابن اياس صاحب كتاب ( بدائع الزهور) :" فلما بلغ ذلك دقت البشائر بالقلعة ونودي في القاهرة بالزينة ثم ان السلطان عين برسباي امير خور ثاني رسولا الى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح ووصف المؤرخ المصري ابن تغري بردي في كتابه (حوادث الدهور) شعور الناس وحالهم في القاهرة بعد ان وصل اليهم قاصد السلطان الفاتح ورفقته في الثالث والعشرين من شوال سنة 857 هجرية - 27 تشرين الاول - اكتوبر سنة 1453 ميلادية بنبأ فتح القسطنطينية ومعهم الهدايا ، واسيران من عظماء الروم قال :" قلت ولله الحمد ، والمنة على هذا الفتح العظيم ...ودقت البشائر لذلك ، وزينت القاهرة ..." .
اقول ان السلطان محمد الفاتح وهو ابن السلطان مراد الثاني 1446-1451 وامه (هوما خاتون) ، ولد سنة 1432 وتولى الحكم سنة 1441 وعمره ( 19) سنة وعندما توفي سنة 1451 كان عمره ( 49 ) سنة بمعنى انه حكم (30 ) سنة ادرك عندما تولى الحكم بعد وفاة والده اهمية القسطنطينية ، وجعل ذلك في سلم اولوياته واهتماماته لهذا بنى (قلعة روملي) على مضيق البوسفور على الضفة المقابلة لقلعة الاناضول وبذلك سيطر على المضيق تماما ، ثم ضرب حصارا على القسطنطينية في 6 نيسان - ابريل سنة 1453 ميلادية واستمر الحصار ( 53) يوما الى ان سقطت القسطنطينية يوم 29 مايس - ايار - مايو سنة 1453 ولهذا اطلق عليه محمد الفاتح ، وبعدها زحف نحو شرق البحر الاسود لضرب أخر دولة بيزنطية ، وهي امبراطورية الروم في طرابزون واستطاع فتحها سنة 1461 وضم البوسنة 1463 وسيطر على جميع صربيا واستعاد مدينة اثينا مرة ثانية سنة 1458 م وفي عهده اضحت الدولة العثمانية في عدادالدول العظمى في العالم واصيب الغرب بالهلع فكانالسلطان محمد الفاتح يروم السيطرة على روما الغربية ويقال ان رقعة الدولة العثمانية في عهده اتسعت الى 2214000 كيلومتر مربع وانه فتح 200 مدينة في الشرق والغرب وقيل ايضا ان طبيبه يعقوب باشا وكان يهوديا دس له السم فتوفي في 3 ايار سنة 1481 اثناء زحفه نحو الشرق وخلفه ولده السلطان بايزيد الثاني 1481 -1512.رحم الله السلطان محمد الفاتح وطيب ثراه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....