تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب ( الاوضاع السياسية في ظفار 1964 - 1975 ) للدكتور فراس صالح خضر الجبوري
قد لاأكون مبالغاً اذا قلت أن المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة، قد أخلت جانباً مهماً من اهتماماتها لمسألة التاريخ الحديث والمعاصر للخليج العربي..ولاأكتم سراً اذا اجتهدتُ فقلتُ أن استاذي الأستاذ الدكتور زكي صالح رحمه الله ، ومنذ أكثر من سبعين عاماً هو أول من فتح الباب لولوج الدراسات التاريخية الخليجية في العراق.. وقد تتلمذ على يديه عدد من المؤرخين منهم الأستاذ الدكتور محمود علي الداؤود ، والأستاذ الدكتور عبد الأمير محمد أمين ، والأستاذ الدكتور مصطفى عبد القادر النجار.. وهكذا بدأنا، مع سبعينات القرن الماضي، نؤشر لارتفاع أسهم الدراسات الخليجية العربية في أروقة أقسام التاريخ بكليات الآداب والتربية في جامعات العراق كله..
ويقيناً ان تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، مع أنه حظى بالاهتمام ، وكتبت حوله دراسات ومقالات وكتب، الا أنه لايزال بحاجة الى دراسة. وكثيراً من خفاياه ، وخباياه تحتاج الى كشف أغوارها ، وتوضيح مكامنها..وثمة محرمات في تاريخ الخليج العربي وضعها السياسيون قبل غيرهم مع انها تحتاج، قبل غيرها، الى العرض، والتحليل ، والوصول الى استنتاجات تخدم ليس فقط (الدرس التاريخي)، بل تخدم حركة البناء للدول الخليجية في المنظور المستقبلي، ولعل من هذه الموضوعات " منطقة ظفار " في سلطنة عمان ، وأوضاعها السياسية خلال حقبة مهمة في التاريخ تقع بين سنتي 1964 و 1975.. وهي حقبة تفصل بين حالتين أولاهما بدء تشكيل (جبهة تحرير ظفار) . وثانيهما دخول ظفار في مرحلة جديدة من تاريخها وهي مرحلة البناء ، والتنمية ، والتحديث وقد جاء ذلك أثر انتهاء الأعمال العسكرية ، وحل الموضوع حلاً سلمياً ترك آثاره الايجابية ليس على سلطنة عمان الدولة الشقيقة بل على منطقة الخليج العربي كلها.
حسناً فعل الأخ الدكتور فراس صالح خضر الجبوري عندما اختار موضوع " الأوضاع السياسية في ظفار 1964 – 1975" ، ليكون مبحثه في مرحلة الماجستير والتي نال شهادتها بجدارة من قسم التاريخ بكلية الآداب، جامعة بغداد.
اعتمد مصادر عديدة، ورجع الى وثائق مختلفة ، وحلل ماتوفر لديه من مادة علمية ، ووصل الى استنتاجات مهمة ارست، بدون شك، أسساً لدراسات مستقبلية لهذه المنطقة الحيوية التي تحولت، بفضل إعمال العقل ، واتباع اسلوب الحكمة، من منطقة ساخنة ملتهبة الى منطقة مزدهرة متقدمة يفخر بها العمانيون كما نحن العرب..
اتمنى لأخي الدكتور فراس صالح خضر الجبوري التدريسي حالياً في كلية التربية، جامعة تكريت الموفقية والنجاح خدمة لمسيرة المدرسة التأريخية العراقية المعاصرة.
*استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق