قلعة الموصل

 

 قلعة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقلعة الموصل ، هي واحدة من ابرز معالم مدينة الموصل العريقة ، وعمرها اكثر من 10000 سنة وهي ودمشق من اقدم المدن المأهولة بالسكان منذ ان خلقها الله حتى لحظة كتابة هذه السطور . ومن لايعرف قلعة الموصل لايعرف الموصل ، وقلعة الموصل ما تبقى منها اليوم في يومنا هذا جزء صغير منها يعرف ب(باشطابيا) اي القلعة الرئيسية بالتركية (باش : رأس وطابية : قلعة ) .
وقلعة الموصل في الجانب الايمن من نهر دجلة الخالد تقع قبالة قلعة نينوى في الجانب الايسر من نهر دجلة والقلعة قلعة الموصل آشورية ايضا .
وفي القرن السابع الهجري -الثالث عشر الميلادي ، كان هناك من يحكم القلعة ، يسمى (دزدار القلعة ) اي نائب القلعة او (مستحفظ القلعة ) .
وشيء جميل ان الاخت الاستاذة الدكتورة ميسون ذنون العباجي مديرة مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل سابقا انجزت بحثا اصيلا نشر في مجلة (دراسات الموصل) العدد الثامن للسنة 2005 بعنوان نواب ادارة قلعة الموصل خلال العصر الاتابكي 521-631 هجرية -1127-1234 ميلادية ) ، وهي المجلة التي يصدرها مركز دراسات الموصل -بجامعة الموصل وقالت فيه ان لنائب القلعة دور كبير في ادارة عملية الدفاع عن المدينة مدينة الموصل المحاطة بسور عظيم له ابواب عند تعرضها لاي خطر وطبعا لدينا قصص ومعلومات وحكايات عن دور القلعة في الدفاع عن المدينة ومنها الدفاع المجيد ضد نادرشاه سنة 1743ميلادية .
كانت المدن ، ومنها الموصل عبارة عن (قلعة) هي قلعة قليعات وتنتهي بالقلعة الرئيسة ، ومن ابرز من تولى منصب (دزدار القلعة ) ، خلال العصر الاتابكي 521-631 هجرية - 1127 -1234 ميلادية مجاهد الدين قايماز وبدر الدين لؤلؤ ومن قبلهما جكرمش وجاولي وآق سنقر البرسقي قبل ان يتولى عماد الدين زنكي 521-541 هجرية -1127-1146 ميلادية ادارة الموصل .
والقلعة بناء قديم ، وهي مؤسسة لاغراض عسكرية دفاعية وكان لها دورها وكانت لدزدار القلعة مسؤوليات وله صلاحيات فهو مسؤول عن كل القلاع التابعة للموصل ومنها مثلا قلعة العمادية ، وقلعة كواشي ، وقلعة عقرة .
وكما قالت الاخت الدكتورة ميسون ذنون العباجي ، فإن قلعة الموصل تشرف على دجلة وتحتها عين كبريت وصفها الرحالة ابن جبير (توفي 614هجرية -1217 ميلادية) بأنها اعلى مكان في الموصل بمعنى انها قليعات "قد رص بناؤها رصا ينتظمها سور عتيق البنية مشيد البروج وتتصل به دور السلطان (يعني قرة سراي وما جاوره من قصور) ، وقد فصل بينهما وبين البلد (المدينة) شارع متسع من اعلى البلد الى اسفله وكان يحيط بها سور " . وكان للقلعة ابواب منها باب القلعة وباب السر .بالمناسبة وظيفة ( دزدار القلعة) كانت اعلى وظيفة ، وكان من يتولى ادارة القلعة هو الحاكم الفعلي للموصل فهو من يقود الجيش وهو من يفرض سطوته على الجميع ، وهو نائب صاحب الموصل وقد سبق ان اشرت في مقالات لي عن دور مجاهد الدين قايماز ، وبدر الدين لؤلؤ في تاريخ الموصل وتأكيد دورها الفاعل والموصل كما هو معروف من المدن العسكرية الجهادية فهي اول مدينة عربية اسلامية تنبهت لخطر الصليبيين في اوائل القرن 11 الميلادي وفي عهد ابو سعيد كربوغا ، ولي بحث منشور عن هذا في العدد الخامس من مجلة ( آداب الرافدين ) 1975 والتي كانت تصدرها كلية الاداب - جامعة الموصل .
*صورة بقايا باشطابيا قبل 100 سنة