عاصم حافظ (1886- 1978) من الروادالاوائل للحركة التشكيلية العراقية المعاصرة
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
لاابالغ إذا قلت أن الحركة التشكيلية العراقية المعاصرة قد ابتدأت في الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر. وكان ثمة رواد كبار وراء بروز وإزهار هذه الحركة ، ولعل من أبرزهم الفنان التشكيلي الرائد المرحوم عاصم حافظ (1886_1978). ويبدو أن مؤرخي هذه الحركة يعرفون هذه الحقيقة. ومن هؤلاء الأستاذ شاكر حسن آل سعيد في كتابه: (فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق).
ولد عاصم حافظ في الموصل سنة 1886. وبعد أن أنهى الدراسة الأولية في الموصل التحق بالمدرسة الحربية في استانبول ،لكنه ترك السلك العسكري ،وذهب إلى باريس ليدرس الفن وبعد تخرجه سنة 1931 عاد إلى الموصل ليصبح مدرسا للرسم في المتوسطة الشرقية.
أقام أول معرض له في الموصل سنة 1934. ويقول المرحوم الأستاذ ستار الشيخ في بحثه الموسوم (الحركة التشكيلية) الذي نشر في موسوعة الموصل الحضارية : أن عاصم حافظ كان يحث طلابه على النقل من الطبيعة، وكان يهتم كثيرا برسم الحياة الجامدة، وقد نفذ أعماله بأسلوب كلاسيكي رصين ،وكانت الفاكهة موضوعه المفضل. أما الفنان الناقد: شاكر حسن آل سعيد فيقول عن عاصم حافظ " كان لديه شعور عميق بالماضي .. اصدر الفنان الناقد نوري الراوي كراسا عن عاصم حافظ نخصه في عبارة بليغة مفادها (أن عاصم حافظ فنان يمضي ويترك زهرة.."
من انجازاته إصداره سنة 1935 أول مؤلف في العراق مختص بالفن التشكيلي بعنوان: (قواعد الرسم على الطبيعة). وقد أقام عدة معارض في الموصل وبغداد وله مجموعة رائعة محفوظة في المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد .وقد أولع عاصم حافظ كما يقول ستار الشيخ برسم الوجوه والطبيعة وقد ابتعد عن رسم (الجسم البشري) ولربما كان وراء ذلك موانع دينية وأخلاقية ترسخت لدى عاصم حافظ انسجاما مع ظروف عصره ومقتضيات تربيته وثقافته آنذاك.
بين أيدي النقاد الآن قرابة (150) عملاً فنيا تعود لعاصم حافظ ويحتفظ الأرشيف التشكيلي في المركز العراقي للفنون ببغداد بالكثير من المعلومات والمقابلات مع عاصم حافظ منها على سبيل المثال وثيقة يتحدث فيها تلميذة (الأستاذ والفنان التشكيلي الرائد فيما بعد ) ،صديق احمد (مواليد 1915) عن عاصم حافظ وقد نشرت ببغداد سنة 1976 .ومن تلاميذ عاصم حافظ كذلك (صبيح نعامة) وهو فنان تشكيلي موصلي رائد ولد سنة 1913 و(فرج عبو) (1921_1984) وهو فنان تشكيلي موصلي رائد.
اهتم عاصم حافظ بالنور والظل لإبراز التأثير لهذا كان يستخدم الرصاص والألوان المائية فتبدو لوحاته وكان مكنوناتها حيه وناطقة والصورة المرفقة لمقال نشرته في جريدة الحدباء( الموصلية)بعددها 1322 الصادر يوم 19 تشرين الثاني سنة 2002 وفي عمود متسلسل عنونته ب : " التاريخ في صورة ". وفي المقال صورة عاصم حافظ في أخريات أيامه وهو يطالع كتابا . توفي سنة 1978 . رحمة الله وجزاه خيرا على ماقدمه لمدينته ولوطنه ولامته وللإنسانية جمعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق