مظفر حسين جميل 1918-2001وكتابه ( سياسة العراق التجارية )
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
واليوم سألني عنه احد طلبةالدراسات العليا في التاريخ الحديث ، واراد معرفة فيما اذا كان منتميا لحزب ، وما اتجاهه السياسي فأجبته انني ومنذ اكثر من خمسين سنة اطلعت على كتابه الموسوم ( سياسة العراق التجارية ) واتذكر لحد الان انه قد طبع في مطبعة نهضة مصر بالفجالة -القاهرة - جمهورية مصر العربية سنة 1949 ، وانه كان أحد المصادر الرئيسية في تاريخ العراق الاقتصادي .ومن حسن الحظ انني وجدت الكتاب اليوم موجودا على شبكة الانترنت ويمكن تحميله والرابط هو التالي :
وكما ترون صورة غلافه الى جانب هذه السطور وهي نسخة اهداها المؤلف للمؤرخ العراقي الكبير المرحوم الاستاذ محمد توفيق حسين ال افغان الموصلي سنة 1950 .
والمرحوم الاستاذ مظفر حسين جميل لايمت للسياسي العراقي المعروف واحد زعماء الحزب الوطني الديموقراطي الاستاذ حسين جميل بصلة ؛ فوالد الدكتور مظفر كان ايضا محاميا واسمه حسين جميل والدكتور مظفر حسين جميل درس في جامعة القاهرة وهو بغدادي يعني من مواليد العاصمة العراقية بغداد سنة 1918 توفي سنة 2001 عن عمر يناهز ال (83) سنة .
في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية نبذة موجزة عنه وكما في الرابط التالي
https://ar.wikipedia.org ومما جاء فيها ان الدكتور مظفر حسين جميل محام واقتصادي وصناعي عراقي 1918-2001 تولى منصب وزير المالية في حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم من 15 تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1960 الى 8 من شباط - فبراير 1963 الى انقلاب 1963 واسقاط نظام حكم الزعيم الذي ابتدأ من 14 تموز - يوليو 1958 الى 8 شباط 1963 وقد اعتقل بعد الانقلاب لفترة ثم اطلق سراحه والدكتور مظفر حسين جميل في اتجاهه السياسي كان يميل الى اليسار مع انه لم يكن حزبيا اي لم ينتم الى اي حزب كان وطنيا تقدميا .دخل كلية الحقوق بجامعة بغداد وتخرج سنة 1941 وبعدها مارس المحاماة لكنه سافر الى القاهرة ودخل جامعة الازهر وحصل على دبلوم في الشريعة الاسلامية ثم حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة القاهرة، وقد عاد الى بلده وعمل بالتدريس في كليتي الحقوق والتجارة والاقتصاد.
شغل مناصب عديدة قبل استيزاره للمالية فقد عمل مديرا للاحصاء والمباحث الفنية في البنك المركزي العراقي ثم نائبا لمحافظ البنك المركزي، ونائبا لحاكم لبنك الإعمار الدولي وبعدها تم اختياره وزيرا للمالية كما سبق ان قدمنا وقد اعتقل لكن افرج عنه وبعد ذلك توجه للعمل في القطاع الخاص فأسس (شركة الرافدين لإنتاج المبردات والمدافئ الغازية ) وحصل على 11 براءة اختراع صناعي والعديد من الشهادات التقديرية للتمييز الصناعي من وزارة الصناعة . كان انسانا مهنيا متمكنا من تخصصه معروفا بالعفة والاخلاص لبلده توفي سنة 2001 وطبيعي للرجل مقالات منشورة في بعض الصحف والمجلات تحتاج الى رصدها وجمعها ويمكن العودة الى ملفته التقاعدية للحصول على معلومات تفصيلية عنه وعن سيرته ومناصبه .
فيما يتعلق بكتابه (سياسة العراق التجارية ) فقدقدم له بحديث عن التجارة الخارجية بمفهومها الواسع وبإعتبارها تدخلا للدولة في شؤون التجارة الخارجية وقد بغ تدخل الدولة في شؤون التجارة الخارجية ذروته تحت ظل ( الماركانتلزم ) بينالقرنين 16 و18 ذلك ان الكيانات الاقتصادية الرئيسية المتنافسة كانت في اشد الحاجة الى الدعم وحين اقتضت الحروب المتوالية الزيد من الذهب بينما اشتد ساعد تلك الكيانات الرئيسية وسادت اسباب السلام في القرن 19 وراجت مفاهيم المذهب الحر وتضاءل شأن مبدأ الحماية ثم جاء القرن العشرون وتميز بمحاولة الدول العظمى الاثراء على حساب بعضها الاخر .
ووقف عن سياسة العراق التجارية بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة وقدم لها بفترة ما قبل الحرب العظمى 1914-1918 وفترة الاحتلال والانتداب وتكوين الدولة الحديثة وتم كل ذلك من خلال تناوله للتعرفةالكمركية وسيادة التشريعات التجارية ووجود المشورة البريطانية وفقدان الاستقلال النقدي واستنزاف القدرة الشرائية وبعد 1932 ودخول العراق عصبة الامم دولة مستقلة تحول الالتزام بسياسة الباب المفتوح الى الالتزام المؤقت بمعاملة دول عصبة الامم وفق مبدأ الدول الاولى بالرعاية وطرأت متغيرات على التشريعات الكمركية والنظام النقدي وظهرت ثمرات الاصلاح الاقتصادي الذي اضطلعت به الدولة العراقية الحديثة وتناول الكتاب الوضع الاقتصادي والسياسة التجارية خلال الحرب العالمية الثانية ووضع القيودعلى الانتاج والنقل والاستهلاك ومراعاة مساعي المصالح الدولية لتحقيق ما عرف بالحرية التجارية والنقدية .
كان كتاب الدكتور مظفر حسين جميل وهو مثقل بالاحصائيات والجداول ، ولسنوات لاحقة دليل عمل ومؤشر علمي في وضع سياسة تجارية مفيدة للعراق وحتى وقوع ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق