ألبير كامو Albert Camus في العراق
-ابراهيم العلاف
في الستينات من القرن الماضي ، كنت تلميذا في الاعدادية الشرقية في الموصل ، ومن ثم التحقت بقسم التاريخ -كلية التربية - جامعة بغداد سنة 1964 ، وكنت اتابع مايصدر من كتب ومجلات وخاصة مما كان يأتينا في الموصل من منشورات دور النشر ببيروت ، وخاصة مجلة (الاداب) وما يترجم من كتب الوجوديين ، وممثلي مسرح العبث ، واللامعقول ، والغضب .وكان الفيلسوف الفرنسي الكبير البير كامو Albert Camus والذي نحتفل اليوم الرابع من كانون الثاني - يناير سنة 2023 بذكرى وفاته في مثل هذا اليوم سنة 1960 .
كنا نقرأ له بنهم ، وكتبته انتشرت بين الشباب انتشار النار في الهشيم .. ويقينا ان الترجمة الجيدة ومنها ترجمات عائدة مطرجي ادريس ، ساعدتنا على فهمه . وهو بالمناسبة فرنسي لكنه ولد في الجزائر سنة 1913 ، وحتى هذه اللحظة ؛ فهو يُقرأ وكتبه ورواياته تطبع وتترجم والمثقفون العراقيون يعرفونه جيدا خاصة ممن اهتم بالفكر الوجودي والفلسفة الوجودة من باحثين واساتذة فلسفة وكتاب ومثقفين وروايته (الغريب ) كانت اكثر شهرة من معظم انتاجه .
كان الفلاسفة الوجوديون ، يؤكدون على عبثية الحياة ، ولاجدواها ، والعيش بدون سبب وولادة الانسان وموته بالصدفة . جون بول سارتر الفيلسوف الفرنسي الوجودي قال عن رواية الغريب لكامو انها " رواية غريبة اتتنا من مكان غريب" .
البير كامو ، كان له اسلوب جميل في الكتابة اسلوب ممتع .. جمله قصيرة ومعبرة ، وهو ما حبب الينا قراءة رواياته بانسيابية واضحة ، وبدون تعثر وبدون كلمات واصطلاحات منحوتة عصية على الفهم .ومن هنا يحق لي القول ان البير كامو كان مفكرا اصيلا ، وفيلسوفا عميقا ، وروائيا متميزا .شخصية مورسو كل ما كانت تتميز به من وجهة نظر صانعها انها تتحدث بصدق ، وتقول الحقيقة ولاشيء سوى الحقيقة وكما هو مطلوب تماما من المؤرخ الموضوعي وقد وجد بعض النقاد كما سبق لي ان قرأت ان البير كاموا قصد بمورسو السيد المسيح .
ولرواية كامو (الطاعون) قصة اخرى .. هذا الوباء الذي اصاب مدينة وهران وما فعل في السكان .ما يهمني قوله اننا ونحن في سنة 2023 علينا ان نقرأ البير كامو ضمن بيئة ما عبرت عنه رواياته ، وان لانسحب ما نشعر به الان على ما ماحدث منذ عقود ، فكل رواية ينبغي ان تقرأ بمنظار العصر الذي كتبت فيه ، وهكذا يظل كامو عندنا في العراق كما قرأناه في الستينات هو كامو كما نحب اليوم بعد مرور كل هذه السنوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق