الخميس، 26 يناير 2023

الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف سيرته ورؤيته التاريخية والتربوية بقلم الاستاذ الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل - جامعة الموصل


 


الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف سيرته ورؤيته التاريخية والتربوية

 

بقلم  الاستاذ الدكتور ذنون الطائي

مدير مركز دراسات الموصل - جامعة الموصل 

 

 

جادت مدينة الموصل بالعلماء الباحثين المؤرخين والمبدعين والكتاب على امتداد تاريخها الحديث والمعاصر،وقد كان لهؤلاء إسهاماتهم في الحياة الفكرية وصياغة المشهد الثقافي من خلال تخصصاتهم المتعددة ، فلا غرو أن تضم جامعة الموصل بين جنباتهاعدداً وافراً من الكتاب والمؤلفين والباحثين .
ويعد الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف،أحد أبرز الأساتذة الأكاديميين والباحثين والمؤرخين في التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعات العراقية ، فهو مؤرخ باحث خلاق ومتميز وكاتب نحرير ، ومتدفق ينز يراعه بالعطاء المعرفي ، ما انفك يكتب في قضايا التاريخ الحديث والمعاصر ، ويؤرخ لكل جانب حيوي ومهم في تاريخنا المحلي بشكل خاص وتاريخ العراق ودول الجوار والوطن العربي بعامة،في إطار تناوله لموضوعات ذات اطر سياسية واجتماعية واقتصادية والسيرية لأبرز الشخصيات التي قدمت خدماتها للمجتمع والحياة.
ما يميز كتاباته سلاسة تعابيره ، وأسلوبه المباشر ، وعمق المعاني في الكتابة ، دون المزوقات اللفظية والتعابير الغريبة، يشعرك بسعة أفقه ، وأطلاعه على المتغير في الأحداث ومايدور حولنا بوتائر متصاعدة ، فتراه ممسك دوماً بتلابيبها وينسجها وفق رؤية المؤرخ الحكيم. وهو من دعاة المدرسة العراقية في الكتابة التاريخية،على صعيد المنهج العلمي الموضوعي الذي يقوم على الوضوح والدقة ، وعدم تحميل الحدث أكثر مما ينبغي في إطار تحليله،والمستند على إعادة تشكيل الحدث التاريخي وفق زمانه ومكانه.
في الحقيقة لا أستطيع أن أخفي مشاعري التي تفيض بالإعجاب وأنا أتابع وأقرأ نتاجاته وديناميكيته العلمية ، وبخاصة كتاباته حول تاريخ الموصل الحديث والمعاصر وحوادثه،وهو بذلك يفيض حباً وانتماءاً لمدينته ووطنه وأمته ، ولم يزل يجد في عطاءه من خلال مشاركاته الواسعة في المؤتمرات والندوات العلمية داخل العراق وخارجه . ويلتمس الوسائل الإعلامية والعلمية والالكترونية حديثاً في سبيل نشر بحوثه ونتاجاته العلمية والتاريخية والتي ستتضح لاحقاً في تعرضنا لسيرته العلمية ولرؤيته ومنهجيته في كتابة التاريخ .

أولاً : سيرته العلمية
ولد في الموصل يوم 25كانون الأول 1945، ونشأ في محلة رأس الكور، وهي من أقدم المحلات الموصلية ، ويقع في داخلها الجامع الأموي ، وهو أول جامع بناه العرب المسلمون عند فتحهم للموصل سنة 16هـ وقد دخل الكّتاب في طفولته ، وذلك في مسجد عبد الله المكي في محلة المكاوي القريبة من محلة رأس الكور ، وبدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة أبي تمام الابتدائية للبنين ، وأكمل المتوسطة في (المركزية) ، أما الإعدادية فقد أتمها في (الشرقية)،والتي تعد من أقدم المدارس الإعدادية في الموصل.
قضى شطراً من حياته في (سوق الحنطة) الجديد في باب الطوب بالموصل،حيث كان يعمل جده ووالده ومن هنا جاء لقب الأسرة (العلاف) التي تقابل (العلوه جي) في بغداد.(1)
تتلمذ على أساتذة كبار في علومهم ومن المهتمين بتاريخ الموصل وتراثها وتاريخ العراق والحضارة العربية ، والتاريخ الحديث والمعاصر منهم : محمد إسماعيل ، وغصوب الشيخ عبار ، وعبد الرزاق الشماع ، وإدريس عبد المجيد الذنون ، وهشام سليم الطالب ، وعمر محمد الطالب ، وشاكر النعمة ، وغانم حمودات ، وحين التحق بكلية التربية (1964-1965) ببغداد كان من أساتذته فيها كل من : الدكتور زكي صالح ، والدكتور فاضل حسين ، والدكتور عبد العزيز سليمان نوار (مصري) والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي والدكتور فيصل الوائلي ، والدكتور محسن غياض ، والدكتور حسين أمين ، والدكتور عبد الله الفياض ، والدكتور احمد سعيد حديد ، والدكتورة نعيمة حسين الشماع.(2)
وبعد أن تخرج في قسم التاريخ بكلية التربية،جامعة بغداد بدرجة شرف،حيث كان في قسم الشرف الذي يتحمل طلبته مواداً إضافية على أقرانهم في المرحلتين الثالثة والرابعة في الكلية، وعين في 9آذار 1969مدرساً في متوسطة فتح للبنين في الشورة،ثم أصبح مديراً لهذه المتوسطة،وقضى أربع سنوات في التدريس والإدارة،وبعدها أكمل دراسته العليا في كلية الآداب-جامعة بغداد حيث حصل على شهادة الماجستير سنة 1975 وعلى شهادة الدكتوراه سنة 1980 وكانت رسالته للماجستير بعنوان (ولاية الموصل:دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922)بإشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف،أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان(تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932)بأشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين،وبعدها عمل فترة عدة أشهر مدرساً في ثانوية بعشيقة بعد انتهائه من نيل شهادة الماجستير ، ثم نقل خدماته إلى جامعة الموصل ، عين مدرساً مساعداً في كلية الآداب-جامعة الموصل،ثم أكمل دراسته للدكتوراه وشغل منصب مقرر قسم التاريخ فيها لسنوات ثم نقل إلى كلية التربية،ليعين رئيساً لقسم التاريخ فيها بين سنتي 1980و1995،وقد تدرج في الألقاب العلمية حتى نال لقب الأستاذية في 17 تشرين الأول 1991.(3)
كان بين سنتي 1995و1997عضواً في مجلس جامعة الموصل،ممثلاً للأساتذة وقد أسهم في أداء دوره علمياً وإدارياً. كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلتها(الجامعة)ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها مجلة(أوراق تركية معاصرة)وشغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى منها مجلة ( أوراق موصلية ) أصدرها مركز دراسات الموصل ، ومجلة (آداب الرافدين) التي أصدرتها كلية الآداب،ومجلة (التربية والعلم)الصادرة عن كلية التربية ، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة الدراسات التاريخية والحضارية ، الصادرة عن جامعة تكريت.
كما أسهم في تحرير وإدارة عدد من الموسوعات منها عضوية هيئة تحرير (موسوعة الموصل الحضارية) التي أصدرتها جامعة الموصل سنة 1992بخمسة مجلدات،وقد أشرف على الجزئيين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر.كما كتب فيهما (7) بحوث دارت حول أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية.(4)
وله إسهامات في لجان جامعية عدة منها:لجنة الدراسات العليا،ولجنة الترقيات العلمية ولجنة التأليف والترجمة ولجنة اختبار صلاحية التدريس للعمل في الجامعة.
ونظراً للجهود العلمية والبحثية في مجال تاريخ العراق الحديث والمعاصر،فقد منح وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب في 15تموز 1986،كما حصل على امتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين 1999-2000و2001-2002،وحصل على أكثر من جائزة تكريمية وشهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن والتاريخ. كما شارك في ندوات ومؤتمرات علمية داخل العراق وخارجه كما حرر في موسوعات عديدة منها:الموسوعة الصحفية العربية،وموسوعة التربية الإسلامية التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ،التابع لمؤسسة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية.(5)
أشرف على قرابة (45) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه ( منها إشرافه على اطروحتي الدكتوراه منذ سنة 1994 والموسومة الأوضاع الإدارية في الموصل خلال العهد الملكي ، وقد وجدته أستاذاً فاضلاَ ومؤرخاً مرموقاً ومشرفاً دؤوباً فأسدي له كل الثناء والتقدير ) ، كما ناقش المئات منها في مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية،وشغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في الموصل،وعضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل،وغدا رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين فرع نينوى لسنوات،فضلاً عن عضويته في اتحاد المؤرخين العرب ونقابة المعلمين. (6) ألف قرابة (35)كتاباً منشوراً لوحده وبالاشتراك مع عدد من زملائه الباحثين منها:
1- نشأة الصحافة العربية في الموصل (الموصل،1981 )
2- تطور التعليم الوطني في العراق 1914-1932(البصرة ، 1982)
3- تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916(جامعة الموصل،1983)
4- تاريخ الفكر القومي العربي(بغداد،2001)
5- تاريخ العراق المعاصر(جامعة الموصل،1989)بالاشتراك مع الدكتور جعفر عباس حميدي
6- قضايا عربية معاصرة،(جامعة الموصل ، 1988) بالاشتراك مع نخبة من الباحثين .
7- إيران وتركيا:دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر(جامعة الموصل،1992)بالاشتراك مع الدكتور خليل علي مراد
8- دراسات في فلسفة التاريخ (جامعة الموصل ، 1988) بالاشتراك مع نخبة من الباحثين .
9- نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885-1985(الموصل ، 1985)
10- خارطة التوجهات الإسلامية في تركيا المعاصرة (الموصل،2005).(7)
11- نحن وتركيا : دراسات وبحوث ( الموصل 2008 )


كما أسهم في تأليف بعض الكتب المنهجية الدراسية في المدارس المتوسطة والإعدادية
منها:-
1-التاريخ الحديث والمعاصر للصف الثالث المتوسط(1990)
2-التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي،للصف السادس الإعدادي (1980)
وقد أنجز بحوثاً ودراسات أكاديمية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر،وصل عددها قرابة (150)بحثاً ودراسة منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية أكاديمية وثقافية،فضلاً عن انجازه ما ينيف عن (500) مقالة صحفية ، وهو مستشار هيئة تحرير جريدة (فتى العراق) الموصلية المؤسسة منذ سنة 1934، والتي لا تزال تصدر في الموصل و ما يزال يكتب فيها بالموضوعات التاريخية والثقافية والتراثية التي تؤرخ لأحداث الموصل والعراق المهمة ، وقد حضر قرابة (100) مؤتمر وندوة علمية داخل العراق وخارجه.(8)
وله إسهامات علمية وبحثية ومقالات منشورة في العديد من المواقع الألكترونية وعلى الشبكة الدولية ( الانترنت ) ، فضلاً عن موقعه الخاص الذي ينشر فيه نتاجاته البحثية عن مؤرخي العراق وجهودهم العلمية،ويمكن الإشارة إلى أبرز تلك المواقع التي يسهم في تحريرها :
1- موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين إعداد الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف www.ulum.nl
2- موقع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورياwww.etinad-sy.net
3- موقع ارماناك www.armanc.org
4- موقع الحوار نت الإسلامية www.alhwar.net
5- موقع الفيحاء www.alfayhua.tv
6- موقع مجلة الأوائل www.el-awael.com
7- موقع مركز النور www.al.noor.se
8- الموقع الفرعي في الحوار المتمدن www.ahewar.org/m.asp?!=2101
9- موقع كلكامش للدراسات والبحوث
10- موقع دنيا الوطن www.alwatanvoice.com
11- موقع الشهاب الثقافية www.ash-shinab.net
12- موقع الكاتب العراقي www.iraq.iwriter.com

ثانياً : منهجيته في الكتابة التاريخية
يقوم منهج الدكتور إبراهيم خليل العلاف في كتابة التاريخ على أساس ثابت ومحدد وهو:(( أن المؤرخ ينبغي أن يكون طرفاً نشيطاً في العميلة التاريخية ، وإن يعتمد الوثائق والمصادر الأصلية في توثيق كتاباته بشرط المحافظة على مبدأ إعادة تشكيل الحدث التاريخي كما وقع بالضبط،مع محاولة وضع الأحداث وضبط تسلسلها زمنياً بحيث يستطيع القارئ معرفة حجم التطور في الأحداث وصولاً إلى النتائج المتوخاة )) ويدعو العلاف إلى أن :(( يكون المؤرخ صاحب رسالة وعلى وجوب أن تتوفر لدى الباحث والمؤرخ مجموعة صفات ليكون صادقاً في كتاباته وتحليلاته ، وأن لا يهدف سوى إظهار الحقيقة حتى لو كانت على نفسه،وأن يكون شجاعاً وصادقاً وأميناً وذو مرؤة وإنصاف،لأن من يتعامل معهم ، قد غادروا الحياة ولم يعد بمقدورهم الدفاع عن أنفسهم )).(9) ومما ينبغي ذكره أن الدكتور العلاف لم يكتف بالتعبير عن أفكاره وآراءه هذه على المستوى النظري ، وإنما وجدت تلك المنطلقات والرؤى طريقها في كل كتاباتها فمن يراجع مؤلفاته ودراساته يكتشف بأنه ، كان حريصاً على قول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ، ومن هنا اكتسبت كتاباته مصداقية عالية بين قراءه وزملائه وطلبته وكل المهتمين في الشأن التاريخي . ويؤكد على (( أن المشكلة الرئيسية في العراق هي أن الإنسان فيه لا يؤمن بقيمة تراكم الخبرة التاريخية ويحاول أن يبدأ من الصفر دائماً،لهذا فالبنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري فيه يشوبه النقصان وعدم الاكتمال .كما أن القادة والزعماء في العراق وخاصة منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة لا يحظون بالاحترام والتقدير بعد خروجهم من السلطة،وتبذل الجهود لطمس آثارهم ، وإزالة منجزاتهم بل وشن الحرب عليهم)) ويرد ذلك إلى :(( أسباب سايكولوجية ومناخية واجتماعية يتعلق بعضها بفساد بعض أولئك الحكام ، أو تراكم أخطائهم وخطيئاتهم بحق الشعب في العراق والرغبة الجامحة في عدم منحه الحرية للتعبير عن آرائه وأفكاره والسعي إلى قمعها،وفي هذا يختلف الإنسان المصري في موقفه من السلطة عن الإنسان العراقي ، فالإنسان العراقي يخشى حكامه لكن الإنسان المصري يحترمهم حتى وإن كان يعارضهم ويرتبط ذلك بالمناخ ، فالنيل في مصر يفيض في أوقات يحتاجها الفلاح لكن دجلة والفرات يفيضان ويخربان الزروع ، فضلاً عن عدم اعتدال المناخ في العراق بخلاف مصر))(10) لهذا ما أن تتيسر للعراقي فرصة التخلص من حكامه إلا ويبدأ بهدم كل آثارهم والتخلص منها،وهنا يواجه المؤرخ مشكلة معقدة عند محاولته كتابة التاريخ بصدق وموضوعية.(11) ويحدد الدكتور العلاف أطر مشكلة التاريخ الحديث في العراق وغيره من الأقطار النامية بـ( الايدلوجية ). وعن علاقة ذلك بالفكر الديني يقول (( أن مشكلة التاريخ الإسلامي هي ارتباطه بالمقدسات الدينية ، وهذا يعيق المؤرخ في كثير من الأحيان عن أداء دوره الفاعل في عملية التدوين والتوثيق)) . ومن آراء الدكتور العلاف الجديدة بعد ما حاق في البلاد من أحداث وتطورات . بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 9 نيسان 2003 وانعكاساته على العراق وأقطار الوطن العربي قوله: (( إن المؤرخين ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن الحكام وأن يناضلوا من أجل تخليص التاريخ من قيود الحكام،وإذا كان التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون كما يقال،فلا بد من تأشير حقيقة جسامة المسؤولية التي يضطلع بها المؤرخ الموضوعي النزيه الملتزم بقواعد المنهج التاريخي المعتمد على إظهار الحقائق والوقائع بالعلم لا بالعاطفة ))(12). وأخيراً يدعو العلاف (( إلى أن يستخدم التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر، وكوسيلة للتعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، ومن الممكن أن يجتمع المؤرخين من أقطار عديدة وخاصةً تلك التي تعاني من الإختلافات والمشاكل لكي يتوصلوا إلى قواسم مشتركة عند كتاباتهم للأحداث التاريخية المشتركة المثيرة للنزاعات والجدل )) ويستشهد مؤرخنا بما أنجزه الأوربيون في توحيد رؤاهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية ويعبر عن ذلك بقوله : (( وكما هو معروف فإن المؤرخين الأوربيون فعلوا مثل هذا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 عندما اجتمعوا في باريس وأزالوا كل ما من شأنه تعميق حالات العداء والنزاع والتخاصم وأكدوا على الثوابت والأسس المشتركة التي كان من أبرز نتائجها إقامة الاتحاد الأوربي وأصدر دستور يلتزم به الجميع ))(13)
ولا بد من الإشارة إلى أن الدكتور العلاف كثيراً ما يؤكد لطلبته في الدراسات العليا على ضرورة استمرار البحث بجوانب التاريخ كافة : (( وعدم الاهتمام فقط بالجانب السياسي من العملية التاريخية وإنما لا بد من الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذا فقد وجه طلبته في موضوعات تتعلق بتاريخ الصناعة العربية وتاريخ الأصناف والتنظيمات المنهجية،والأوضاع الإدارية،والحياة الحزبية،وتاريخ التعليم والتحديث،وركز على (التاريخ المحلي) للمدن والشخصيات المؤثرة))(14)
ومن الثابت فإن من لايقرأ لايكتب وتأسيساً على ذلك يوصي باحثنا بالاهتمام بالقراءة ويؤكد:(( من لا يقرأ لا يستطيع فهم ما يحيط به من متغيرات لهذا ندعو إلى القراءة وإلى تعويد الأبناء على فضيلة القراءة الأمم المتقدمة لم تصل إلى ما هي عليه الآن إلا بالقراءة..))(15)


ثالثاً : آراءه في الإصلاح والتغيير في العراق ودول الجوار
لباحثنا رؤى في وجوب الإصلاح والتغيير في العراق في إطار المتغيرات السياسية المتلاحقة به وفي ذلك يقول: (( الإصلاح والتغير ينبغي أن يبدأ من الداخل من الإقرار بحقيقة تاريخية وهي أن الغرب مع أنه يرفع دعوات الإصلاح والتغيير منذ القرن التاسع عشر ،لكنه سرعان ما يقف ضد كل حركة نهضة وإصلاح يشهدها العالم العربي،وعلى هذا الأساس فإن دعوات الإصلاح والتغيير باتت ضرورة في ضوء التحديات التي تواجهها )) ويمضي في إيضاح الأهمية المتزايدة لتأصيل الإصلاح بقوله: (( كما أن هذه الدعوات بحاجة إلى تأصيل الأكاديميين ذوي الفكر والثقافة والسياسة والاجتماع والاقتصاد)) ويدعو إلى ضرورة الانفتاح على تجارب الأمم التي نهضت بواقعها ونجحت في الإصلاح والتغير،تجربة اليابان مثلاً والذين مزجوا بين القطاعين الخاص والعام ،ويؤكد : (( أن أي مشروع للنهضة والتغيير بحاجة إلى دراسة تجارب التحديث الناجحة في العالم.غرباً وشرقاً )) ويعتقد أن فرصة العراق ،وفرصة العرب لكي ينهضوا ويتغيروا (( لا تزال قائمة فلديهم مقومات النهضة لكنهم يحتاجون إلى الإرادة )) وعن وسائل ومجالات التغيير والإصلاح يشير العلاف إلى رؤاه بقوله : (( ينبغي عليهم اليوم أن يرفعوا الاقتصاد والإدارة والتنمية المستديمة والحكم الراشد أو السليم ، وهو الحكم الذي يعتمد معايير الشفافية والاستقامة والصدق والاعتراف بالآخر واحترام حقوق الإنسان ، وإن لم يفعلوا ذلك فليأذنوا بقرب خروجهم من التاريخ )).(16)
وعن دور الغرب في عرقلة عملية الإصلاح والتغير في العالم العربي يشير العلاف إلى أن (( مما يؤسف له حقاً أن النتائج التي تمخضت على الأخذ بأساليب التغيير والإصلاح الغربية كانت وبيلة إذ أسهمت في أمرين اثنين مهمين:أولهما وقوع حالات من التفكك السياسي والانحطاط الاجتماعي والتخلف الاقتصادي وثانيهما نجاح الغرب في الوصول إلى المنطقة والتحكم في مقدراتها)) (17) .
ويدعو الدكتور العلاف إلى (( عدم الانجرار وراء الشكليات في قضايا الإصلاح والتغيير وإشعار القوى الضاغطة المحلية والإقليمية والدولية أن هناك خصوصيات لا بد من أخذها بنظر الاعتبار والتأكيد باستمرار على أن الإصلاح والتغيير يبدأ من الداخل ،وأن أية تدخلات أجنبية فيه تعرقل تنفيذ الإصلاح لا بل وتحرفه عن مساره الوطني وتسهم بشكل أو بآخر في تفكك المجتمع وزيادة انقساماته )) . ويشدد على أهمية توجيه الرأي نحو تفعيل ((المنجزات التقنية والمعلوماتية في إعادة بناء الاقتصاد وزيادة مساهماته والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان وتمكين المرأة وزيادة إسهاماتها في صنع القرار،والعمل على زجها في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،شأنها في ذلك شأن أخيها الرجل والدعوة إلى الاهتمام بالتربية والتعليم العالي وزيادة تخصيصات هذا القطاع الحيوي في موازنة الدولة وإيلاء البحث العلمي ما يستحقه من اهتمام))(18) ويضيف العلاف أيضاً في إطار إيضاح مجموعة الآليات المفضية نحو الارتقاء بالواقع السياسي والتنموي بتأكيده على أهمية : (( زيادة فاعلية الاقتصاد العراقي..والوقوف ضد كل محاولات الاستبداد وتوريث السلطة.. وإعطاء الإعلام ووسائله ما تستحقه من اهتمام..وأخذ ظروف الواقع وخصائص المجتمع وقيمة وعاداته بنظر الاعتبار والتأكيد على تنمية عناصر الحصانة لدى المواطن وتقوية شعوره بالانتماء لوطنه والاجتهاد لإسعاده بكل الوسائل الممكنة.. )) ويشير إلى ضرورة إيلاء السياسة الخارجية الأهمية القصوى في إطار الدعوة إلى الإصلاح فيردف قائلاً : (( لا بد من وضع الأسس المطلوبة للتفاعل مع الظروف الخارجية والالتزامات الدولية المتبادلة مع العراق وتشجيع القطاع الخاص على الإسهام في الاستثمار والبناء ، وإعطائها الأسبقية ووفق أسس منطقية وعلمية ووطنية)) ويمضي في التأكيد على مفردات التغيير والإصلاح بالتأكيد على : ((مشاركة صناع القرار ولا بد من صناعة خطاب عراقي وعربي حول قضية التغيير والإصلاح والصدق والشفافية في نقل المعلومة والاستفادة منها ويتطلب الأمر وضع أجندة واضحة لمسالك الإصلاح وموروثه السياسية والقانونية والاقتصادية وبلورة جدول زمني للتنفيذ)) ويختتم العلاف آراءه في هذا الصدد بالتأكيد ((على مراعاة الموازنة الدقيقة بهدف الحفاظ على (سيادة الدولة)التي تعني حقها في فرض إرادتها على رعاياها وحرمتها في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية وفقاً لقواعد القانون الدولي)).(19)


رابعاً : طروحاته الفكرية في تعزيز الدراسات التاريخية:
لمؤرخنا آراءه وطروحاته الفكرية المتعلقة بتعزيز مسيرة الدراسات التاريخية على صعيد العراق خصوصاً والوطن العربي عموماً،مرتكزاً إلى ثراءه البحثي ومسيرته العلمية في إعداد الدراسات التاريخية التي تربو عن الأربعين عاماً.فكانت منطلقاً لتأسيس وتأطير طروحاته العلمية ، فيثير مجموعة تساؤلات مهمة تنطوي على مضامين أساسية في دراسة التاريخ والبحث فيه فيقول : (( لماذا يكتب التاريخ ؟ ولمن يكتب ؟ هل يكتب لمحض استعادة أحداث ركدت حتى تعفنت؟ أم يكتب لشحذ ذاكرة الشعب وتذكيره بخبرات نضاله الطويلة ليستفيد منها في مواجهة أعدائه ومواصلة كفاحه ؟ بمعنى آخر هل يكتب التاريخ للتاريخ أم يكتب للحياة)) وللإجابة على تلك التساؤلات أشار إلى: (( أنه إذا كان التاريخ يكتب للتاريخ!فلسنا نحن المؤرخين العرب وليس شعبنا في حاجة إلى هذا العبث أما إذا كان التاريخ لخدمة الحاضر والمستقبل،فمن هنا تبرز ضرورة انطلاق المؤرخ من رؤية وطنية وقومية ، تقدمية في فهم أحداث التاريخ وتفسيره)).(20)
وعن المحاولات الأولى لكتابة تاريخ العرب الحديث وفي أي حقبة بدأت ، يشير العلاف إلى أن بذور النهضة العربية الأولى التي انبعث في القرن التاسع عشر ، في جهات مختلفة من الوطن العربي، ولم تكن هذه النهضة في حينها قومية فقط ، بل أكدت على مسألة الانبعاث الإسلامي أيضاً ، في مواجهة التحديات الخارجية منها الغربية على نحو خاص وكان أساسها اللغة والأدب،أما الكتابة ذات الطابع العلمي الأكاديمي فجاءت في أواخر القرن العشرين ،((حين تطورت الدراسة التاريخية في الوطن العربي تطوراً نقلها من دور كتابة الحوليات،وتسجيل الظواهر إلى مرحلة الدراسة المعمقة التي تعتمد منهجاً علمياً واضح المعالم،وتستخدم أدوات وقواعد علمية دقيقة لتجميع آثار الحدث التاريخي ونقده داخلياً وخارجياً وإعادة تشكيله كما وقع تماماً أو قريباً مما حدث))(21)
لقد شهدت المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الأولى وما أفرزته من أوضاع التجزئة ونشوء كيانات سياسية عربية منفصلة،وفي إطار تشديد قبضة القوى الاستعمارية على المنطقة،بدأنا نتلمس بداية ظهور اتجاهات فكرية لكتابة التاريخ الحديث،والتي يحددها الدكتور العلاف في ثلاثة اتجاهات يمكن إجمالها بما يلي :
1- (الاتجاه الاستعماري) الذي قدم طروحاته الرئيسة خلال السيطرة الاستعمارية التي عانى منها وطننا العربي،منذ مطلع العصور الحديثة،والذي هدف إلى طمس تراث الأمة وإغفال مجهوداتها وقدراتها على مواجهة التحديات. وركز هذا الإتجاه على تشويه حركة النضال العربي وتصويرها على أنها ضد منجزات الحضارة الأوربية.
2- بعد نجاح الثورات الوطنية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى كثورة 1919في مصر وثورة 1920 في العراق وثورة 1925في سوريا (وغيرها) ، بدأت ملامح اتجاه جديد في كتابة تاريخ العرب الحديث ، يأخذ بالبروز والذي يمكن أن نسميه (بالاتجاه الوطني) ومن أبرز رواده في العراق ، عبد الرزاق الحسني وفي مصر عبد الرحمن الرافعي، وقد حرص هذا الاتجاه على إبراز دور الفرد في التاريخ وأوضاع الشعب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،وحرص أصحاب هذا الاتجاه كذلك على تسجيل وقائع تعتمد على رصد حركة السلطة والدوائر المحيطة بها، كما واتجه أصحاب هذا الاتجاه صوب الاهتمام بالتاريخ القطري وممن اسهم بهذا التوجه، المؤرخون الجامعيون الأكاديميون.
3- وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية،ومع تبلور الأيديولوجية العربية،وتصاعد حركة الثورة العربية،وتنامي الأفكار الديمقراطية،وازدياد الاهتمام بالجماهير،وتطور وسائل البحث التاريخي العلمي،ظهر اتجاه جديد يطمح للكتابة وفق منهج (وطني قومي ـ تقدمي) وطرح أصحاب هذا الاتجاه آراء بخصوص المنهج الذي ينبغي أن يكتب بموجبه تاريخ العرب الحديث،ومن ذلك أن الاندماج بالتاريخ لا يتحقق الأمن مواقع النضال الثوري،وأن التاريخ يعطينا قدرة على النفاذ إلى قضايا الأمة وواقعها استعداداً لمواجهة التحديات الحضارية والتاريخية،ومن أبرز ممثلي هذا الاتجاه الدكتور فاضل حسين من العراق،ومحمد أنيس في مصر.(22)
ويرى باحثنا أن للتاريخ أهدافاً متوخاة من خلال دراسته وتفكيكه والتعمق بأحداثه ويدعو إلى إيلاء الأهمية القصوى لدراسة التاريخ في المراحل الدراسية كافة: (( بالشكل الذي يضمن تعميق الشعور الوطني والشعور القومي لدى الطلاب من خلال الكشف عن دور الأمة العربية الحضاري ورسالتها الإنسانية،وكذلك الكشف عن قدرة هذه الأمة على التواصل والاستمرار في العطاء الحضاري ومقدرتها على تجاوز حالة التداعي التي تمر بها وفي مواجهة ظروف التجزئة والانقسام )) كما يشخص الدكتور العلاف أبرز المعوقات التي تعيق الدراسات التاريخية ويجملها بقوله: ((إن مناهج الدراسة التاريخية في مراحل التعليم العام تتسم بالتفكك والتداخل،بحيث أن الطالب عند التحاقه بالجامعة،يكون ضعيف المقدرة على البحث والحصول على المصادر من مضانها ، كما أن معلوماته التاريخية مرتبكة ومشوشة بحيث لا تساعده على تكوين الصورة الحقيقية عن تاريخ وطنه وأمته،الأمر الذي يؤدي إلى قلة تفاعله مع المواد التاريخية تفاعلاً حيوياً،ومما يزيد الأمر سوءاً،ضعف لغته وتدني أسلوبه في الكتابة ولهذا فهو يعوّل: (( باستمرار على الكتاب المنهجي أو المساعد ولا يلجأ إلى المصادر والمراجع إلا نادراً )) (23)وإزاء تشخيص تلك المعوقات ، كان لا بد من المعالجات لتشجيع الطالب والدارس في المرحلة الجامعية المختص بدراسة التاريخ،بالانفتاح على المناهج التاريخية ومحاولة فهمها واستيعابها،فأنبرى العلاف إلى وضع صياغة جملة معالجات تفضي إلى فهم أفضل للدراسة التاريخية وذلك عن طريق:
1- إعادة النظر في أساليب وطرق تدريس التاريخ في مراحل التعليم العام،بما يساعد على تعويد الطلبة على الإطلاع والتتبع والقراءة الجادة والرجوع إلى المصادر والتقليل من الاعتماد على الكتاب المقرر.
2- دراسة مسألة إلغاء الكتاب المنهجي ( Text book ) في الدراسة الجامعية والتعويض عن ذلك بمحاضرة الأستاذ أو المصادر التي تؤشرها،فضلاً عن تشجيع الأساتذة لتأليف كتب مساعدة متعددة تتضمن نتائج الأبحاث الجديدة في حقل الاختصاص.
3- إعادة النظر في مسألة قبول الطلبة في أقسام التاريخ،بحيث يراعى جانب الرغبة والقابلية والحس التاريخي عند الطلبة المقبولين.
4- التأكيد على أهمية الاستفادة من التقنيات التربوية الحديثة في تدريس التاريخ وخاصة في مراحل التعليم العام .(24)
ويرى الدكتور العلاف بأن واقع الدراسات التاريخية وفق المنهج البحثي العلمي لابد له من غايات محدودة ومرسومة تصب في جملة معطيات وهي:
1- التصدي لوجهات النظر المعادية التي تشوه الحقائق التاريخية أو تزيفها لأغراض متعددة،بغية المساس والانتقاص من ماضي العرب ومنجزاتهم الحضارية وزعزعة حاضرهم وعرقلة تقدمهم.
2- التأكيد على أهمية تحقيق الصلة المستمرة بين المؤرخ ومصادره ووثائقه بالشكل الذي يضمن توسيع أفقه الثقافي،واستثمار هذه الثقافة المتجددة في تطوير المعرفة التاريخية بجيل من المؤرخين الشباب المطلين على المستقبل.
3- تطوير عملية البحث التاريخي وتوسيع المعرفة التاريخية بما يخدم قضية المعرفة والتطوير الاجتماعي والتقدم العلمي في العراق . ويمضي العلاف في رسم أساليب تحقيق ذلك التوسع المعرفي بالدراسات التاريخية من خلال عدد من الخطوات تتمثل في:
أ-تهيئة الظروف الملائمة لقيام المؤرخين بالبحوث بشكل هادئ وجدي وعلمي .
ب-مساعدة المؤرخين في إصدار مجلات تاريخية عامة يكون هدفها توضيح الرؤية التاريخية وإشاعة الفكر التاريخي ومناهجه في المجتمع .
هـ-تشجيع المؤرخين على الاهتمام بالدراسات المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي،وذلك بتسهيل حصولهم على البيانات والإحصائيات التي يحتاجونها من الوزارات والمؤسسات المعنية في العراق.(25)
يؤمن الدكتور العلاف بأن التاريخ خير وسيلة لتقوية فكرة المواطنة في العراق المعاصر مؤكداً على الشباب بوصفهم الطليعة والمجدد والأمل للمجتمع ، وإن التاريخ من الوسائل الايجابية التي تسهم في تربية الشباب وفق مبادئ وقيم وأهداف وطنية عليا ويشير إلى (( أن التعمق في علم التاريخ يكون في المراحل الجامعية وما بعدها،في حين تهتم المدارس بإعطاء الناشئة دروساً تاريخية مختارة،وتضع أسساً ينبغي مراعاتها في اختيار وانتقاء المواضيع التي تساعد على إنجاز وظيفة التاريخ في مجال تكوين حوافز وقيم لدى الناشئة من أبنائها،بحيث نحصل على نخبة طبيعية مثقفة قوية في شخصيتها تعي تاريخ أمتها وتعتز بتراثها الحضاري،وتحيط بعمق بالواقع الراهن وتشعر بمسوؤليتها تجاه الأهداف الكبرى للأمة العربية)) (26) ، وحدد العلاف مجموعة من الأسس التي تسهم في بناء الشخصية الوطنية عبر التأكيد على التاريخ الوطني من خلال :
1- تنمية الاتجاه نحو الولاء للوطن وترسيخ وحدته.
2- تنمية الوعي بفكرتي الوحدة العراقية والوحدة العربية وتوجيه تدريس التاريخ الوجهة الصحيحة لجعل الطالب يعتز بأبناء وطنه وأمته وجعله يدرك بأنه ينتمي إلى أمة عريقة لها دورها الفاعل في التاريخ الإنساني.
3- تنمية الإدراك بأهمية تراث الأمة الحضاري ودورها في تشييد الحضارة الإنسانية
4- تنمية التفكير الناقد لدى الناشئة وذلك عن طريق تكوين النزعة العلمية لديهم . (27)
لقد أفرز واقع التعليم في العراق خلال أوائل القرن الحادي والعشرين بروز ظاهرة التعليم الجامعي الأهلي،وبشكل ملفت للنظر في إطار الخطوات المرسومة والطموحة نحو توسيع التعليم الجامعي في العراق،وإيجاد سبل للتعاون البناء بين التعليمين الأهلي والرسمي.وفي هذا السياق فإن للدكتور العلاف آراء ومقترحات محددة هدفها إيجاد سبل التكامل بين الجانبين على صعيد تفعيل المناهج الدراسية،وتوخي الأهداف المتوخاة من توسيع القاعدة التعليمية،فيورد في ذلك مجموعة من المقترحات التي تسهم في تطوير مؤسسات التعليم الجامعي الأهلي وهي:
1- ينبغي أن يظل التعليم العالي الأهلي تحت إشراف الدولة ضماناً لتنمية المصالح الوطنية والقومية العليا ،وحرصاً على المبدأ الرئيسي للتعليم العالي،وهو إنشاء جيل يؤمن بالله والوطن ويسعى إلى تحقيق الأهداف السامية في الحرية والتقدم وبناء المجتمع المتطور .
2- وفي ضوء المقترح الأول يرى مؤرخنا ضرورة أن تتكفل الدولة بتوفير بعض المستلزمات المادية للتعليم العالي الأهلي وخاصة ما يتعلق بالأبنية والأجهزة والمستلزمات الأخرى ولا بأس من تقديم القروض والمنح التي تسددها الكليات الأهلية على أقساط وشمول المؤسسات التعليمية الأهلية بمبدأ الإعفاء الضريبي وما شابه.
3- شمول التدريسيين والعاملين في المؤسسات التعليم الأهلي بالامتيازات والحقوق التي يتمتع بها التدريسيون والعاملون في مؤسسات التعليم العالي الرسمي.
4- اعتماد مبدأ الإعارة الداخلية للتدريسيين في التعليم العالي الرسمي للعمل في الكليات الأهلية ولمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات.
5- دعوة الكليات الأهلية لفتح أقسام ليست موجودة في مؤسسات التعليم العالي الرسمي،والابتعاد عن تكرار ما هو موجود في الكليات والجامعات الرسمية،وفيما يتعلق بالمناهج والكتب الدراسية ينبغي أن لا يشترط التماثل بين الكليات الرسمية والكليات الأهلية لإعداد كتب منهجية تلبي احتياجات أقسامها مع ضرورة المحافظة على مستوى رصين من التأليف.
6- لابد من استحداث (مجلس أساتذة)يكون بمثابة جهة رقابية على الجوانب العلمية والإدارية والمالية لكل كلية،ويتألف من عدد من التدريسيين من ذوي الخبرة والاختصاص من داخل وخارج الكلية ويتم اختيارهم من قبل مجلس العمداء فليس من المعقول إن يكون (مجلس الكلية)هو المخطط والمنفذ للعملية العلمية والتعليمية خاصة بعد إلغاء مجالس الأمناء،ويمكن في هذا الصدد تشكيل مجلس يضم عمداء الكليات الأهلية،ويكون مقره في بغداد باسم (مجلس العمداء)يتولى رسم السياسة العامة للكليات الأهلية ومراقبة تنفيذها والعمل على تطويرها على أن يجتمع مرة واحدة كل شهر.
7- التأكيد على ضرورة إنشاء نظام خاص للرواتب والحوافز ولأعضاء الهيئة التدريسية في الكليات الأهلية ،يوفر لهم الاستقرار الأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي ويحفزهم على القيام بالبحوث العلمية،كما يؤدي في الوقت ذاته إلى جذب الكفاءات العالية للعمل فيه .
8- الاستمرار في التعاون والتنسيق في مجال تبادل الخبرات العلمية والكمية في مؤسسات التعليم العالي(الرسمي والأهلي)وإدخال ممثل للتعليم العالي والأهلي في مجلس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأغراض التنسيق والإطلاع.
ويختتم الدكتور العلاف آراءه ومقترحاته المتعلقة بتفعيل دور الجامعات الأهلية في العراق بتأكيده على ضرورة إفساح المجال للكليات الأهلية بفتح أقسام للدراسات العليا وفق الشروط والضوابط المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي الرسمي . ويرى مؤرخنا هنا (( وجوب التريث في هذا المجال ريثما تتوفر الإمكانات والمستلزمات العلمية والإدارية لذلك ،نؤكد على ضرورة سعي هذه الكليات لاستكمال التخصصات العلمية وعدم الاقتصار على تخصصات محدودة كالقانون والحاسبات والإدارة )) . (28)
في الواقع إن ما قدمه الدكتور العلاف من مقترحات وآراء من شأنها العمل على ترصين التعليم الجامعي الأهلي ، والإحاطة بكل جوانبه العلمية والإدارية والمالية والتخصصية ، وفي إطار التكامل العلمي والنوعي بين التعليمين الأهلي والرسمي ، وبخاصة تأكيده على عدم تكرار الجامعات الأهلية لتجربة الجامعات الرسمية في افتتاح الأقسام العلمية المماثلة .
ويؤمن الدكتور العلاف بأن الفكر العربي،فكر أصيل وغير متعصب ولا يعيش على الماضي كما يدعي البعض،وإنه فكر إيجابي متفائل ومستقبلي،وفي ذلك يقول: (( إن هدف المجتمعات المتحضرة الآن هو تحقيق الرفاهية وهكذا كان وما يزال الفكر العربي يسعى لأن يساعد الإنسان على فهم الحياة والكون )) وعن ابرز الإشكاليات التي واجهها الفكر العربي الحديث حددها باحثنا (بالأصالة والمعاصرة) والتي كما يقول:(( ارتبطت بمفهوم أوسع حد هو(الهوية) فالأصالة هي محاورة الماضي من أجل الحاضر والمعاصرة هي الإسهام في التحول الذي تشهده الإنسانية ، الأصالة ليست عبادة الماضي،كما أن المعاصرة لا تكون بعبادة كل ما هو جديد وثقافتنا العربية وشخصيتنا الثقافية وأصالتنا إنما تتحقق بإعمال أو استخدام العقل لحل مشكلاتنا وفهم ما يحيط بنا ويرى مؤرخنا بأن لا يتم ذلك إلا عن طريق : ((إصلاح حياتنا وثقافتنا وشخصيتنا لا تكون إلا بالإبداع،وإذا ما تركنا الإبداع جانباً فسوف نصبح في مؤخرة ركب الإنسانية،لذلك فإن الأصالة تستدعي تسارع الخطى عن طريق العلم والتقنية،أما المعاصرة،فإنها تأخذ شكل النضال لتحقيق التحرر الوطني،وقد تأخذ شكل التنمية الشاملة )).(29)
وفي سياق ذات صلة حول مميزات الفكر القومي العربي يشير العلاف إلى أن (( للفكر القومي العربي مميزات ينفرد بها عن غيره لعل من أبرزها، إنه يربط الفكر القومي العربي بالوجود القومي للعرب،ويذكر بأن الحركة القومية العربية ليست متأثرة عند ظهورها باكتمال نشوء القوميات في أوربا أبان القرن السابع عشر،وإنما هي قديمة قدم الشعب العربي في وجوده على هذه الأرض ونزوعه لأن يصبح أمة ذات مقومات واحدةً )).(30)
ويسعى مؤرخنا إلى إيضاح الإجابة عن ذلك التساؤل الذي أثير منذ أكثر من قرنين من الزمان من قبل المفكرين العرب في سعيهم لتلمس أسباب تخلفهم عن اللحاق بالركب العلمي العالمي وبخاصة تجربة دول العالم المتبدل ، فيقول: (( لقد واجه المفكرون العرب والمسلمين منذ أواخر القرن الثامن عشر،تحديات كبيرة،ووجهوا لأنفسهم سؤالاً مركزياً هو (لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟)وكانت الإجابة بحجم السؤال حيث ذهب المفكرون مذاهب شتى فهناك من رأى بأن الابتعاد عن الإسلام الحقيقي هو السبب،وهناك من قال أن عدم اللحاق بالغرب هو السبب وثالث حاول التوفيق بين استلهام منجزات الغرب مع الحفاظ على أسس وتقاليد الأمة العربية وخصائصها الدينية )) (31) ويمضي العلاف في تفسير حقيقة تخلف العرب المسلمين عن غيرهم فيقول: (( لا بد لنا من تأشير حقيقة مهمة وهي أن من أبرز أسباب الركود الذي تعرض له العالم العربي هو (قفل باب الاجتهاد) منذ أواخر القرن الرابع الهجري(العاشر الميلادي)من جهة،ومحاربة النزاعات والفلسفات والرؤى التي تعتمد العقل أساساً للتفكير فالفكر العربي،كما هو معروف في تكويناته الأساسية يستند إلى قوى طبيعية وقوى قدسية، وقوى بشرية وقد تمثلت القوة الطبيعية بالبيئة التي نشأ فيها الإنسان العربي المسلم، أما القوى القدسية فتمثلت بروح الرسالة السماوية التي نظمت العلاقة بين الله والإنسان،ومن ثم القوى البشرية التي كان لها الدور الكبير في البناء الفكري العربي،مما دفع العرب إلى الانفتاح على الثقافات الإنسانية المختلفة التي حملت قيم العدل والتسامح والمساواة )) ويفيض العلاف في إيضاح السبب الحقيقي في الانكفاء والتخلص الذي حاق بالأمة إلى (( التحديات الكبيرة التي واجهتها منذ الغزو الصليبي وبعده الغزو المغولي والصراع الذي وقع بين العثمانيين والفرس ، الذي اتخذ من العراق ساحة له ثم الغزو الاستعماري الأوربي ذلك أدخل هذا العالم في دوامة فكرية كان من نتائجها شيوع روح الهزيمة والانكسار والخمول والتواكل والتكاسل ، والابتعاد عن استخدام العقل لحل مشكلاتنا والانكى من ذلك ، هو وقوع العالم العربي تحت رحمة الغرب بجيوشه وماكنة دعايته واقتصاده ومنظومة فكرة ومناهجه الفكرية والفلسفية)).(32)
وفي هذا السياق فقد أبدى مؤرخنا آراءه حول مرجعية المناهج الغربية في العلوم الإنسانية عموماً حيث يرجح نسقها إلى العلوم العربية والإسهامات الفكرية للعلماء العرب والتي ارتكزت عليها نهضة أوربا منذ أوائل القرن السادس عشر كما هو معلوم حيث يشير إلى ذلك المعنى بقوله: (( ليست المناهج الغربية هي غربية صرف بل إنسانية عالمية أسهمت شعوب كثيرة في انجازها وفي مقدمتهم العرب المسلمين،لذلك لا بد من القول بأن المنهج أو المنهجية،هي مجموع الخطوات التي يقوم بها الباحث للوصول إلى الحقيقة ابتداءً من التفكير بالمشكلة ،وجمع المادة حولها وتحليلها وتركيبها ثم إعادة عرضها مع مراعاة التنصيص والإشارة إلى المصادر وقد أنتبه عدد من المفكرين العرب إلى أن المناهج العلمية التي يفتخر بها الغرب عموماً،ليست غربية وإنما عربية إسلامية توصل إليها المسلمون منذ عصور ازدهار الحضارة الإسلامية ))(33) .
وعن مستقبل دراسات تاريخ العرب الحديث،وهل تسير في مسارات علمية سلمية،يفصح باحثنا بأن ، ثمة مؤشرات عديدة في الوطن العربي تنبئنا بأن العملية التاريخية تتجه صوب الاتجاه الصحيح من خلال المؤشرات التالية:
1- تزايد الوعي التاريخي وتردد الدعوة إلى كتابة وقراءة تاريخ العرب الحديث،وفق نظرة علمية قومية تقدمية،وفي ضوء المصادر والوثائق المكتشفة أولاً ونتيجة التطور الذي حصل في أساليب البحث التاريخي ثانياً.
2- التأكيد المستمر على أن تاريخنا العربي كتب من زوايا مختلفة،ويعنى هذا كله أن ما كتب لا يقدم الصورة الحقيقة للتاريخ العربي،باستثناء دراسات قليلة صدرت وهي قادرة على كشف ماضي الأمة وحاضرها في صورتها المطلوبة ، لذلك فهناك حاجة شديدة لأن ترجع الأمة العربية إلى الوراء لتبحث عن ذاتها بنظرة نقدية.
3- ازدياد الحاجة إلى توثيق هذا التاريخ والعودة إلى الأصول الأولية والتأكيد على الدراسات الموثقة،وعدم الاكتفاء بالاطلاع على المصادر والوثائق الأجنبية،بل السعي لفتح الملفات المحلية وعدم إغفال المذكرات الشخصية والمقابلات الشفهية،وتوجيه العناية إلى الوثائق وجمعها في مراكز خاصة وجعلها في متناول الباحثين.
4- المحاولات المستمرة للاستفادة من التاريخ كأداة من أدوات نضال الأمة العربية،فالاهتمام بالتاريخ ضرورة علمية وضرورة وطنية وقومية،فهو سيهدينا إلى إعادة استكشاف الماضي وإعادة تقويمية وتحويل ماضينا وتراثنا إلى طاقة دفع خلاقة في حاضرنا،ويمكننا من إستشراق المستقبل بفهم وبصيرة.(34)


الخاتمة:
ووفق هذه التصورات التي سطرها الدكتور إبراهيم خليل العلاف وتأكيده على أهمية دراسة التاريخ العربي الحديث والمعاصر ، وفق نظرة منهجية وعلمية يطرح لنا أفكاراً تعد ضرورية لتربية الأجيال على حب التاريخ العربي بكل تفصيلاته ، فضلاً عن دراسته موضوعياً بكل السبل المتاحة ، مع الارتكاز على أدوات البحث العلمي التاريخي لنكتشف بأن لتاريخنا قوة دفع خلاقة في فهم الحاضر وإستشراق المستقبل .
يمتلك الدكتور إبراهيم خليل العلاف عقلية وقادة وهو مؤرخ نشيط،يشعر بالمسؤولية الملقاة على كاهله وقد حدد أبعاد دوره الكامل كباحث ومؤرخ أكاديمي يساهم في ارخنة تاريخ العراق والفكر العربي المعاصرين،وهو بلا مواربة طرف متميز في الإدلاء بآراءه السديدة في مجال تنمية وتفعيل الدراسات التاريخية في العراق،وهو منفتح على الفكر يؤمن بالتطور العلمي ويتفاعل مع وسائله ويدعوا لتسخيره في خدمة قضايا العراق الوطنية وتاريخ أمتنا العربية الوضاء .
وقد تمكن العلاف من تفعيل تخصصه ومنهجه العلمي في التأشير على المواضيع الحيوية في تاريخنا عموماً،فضلاً عن دعوته للتعمق في دراسة تاريخ الأمة العربية دون وجل أو خوف أو انبهار وفق المنهج الشمولي للدراسات التاريخية لإظهار مكامن حيوية تاريخ العراق والأمة العربية.
وفي الحقيقة لا يمتلك المرء ، وهو يطلع على الكم الكبير من البحوث والدراسات والمقالات في التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي،فضلاً عن الجهد الصحفي لمؤرخنا،سوى الإشادة بما أنجزه من نتاج علمي ، وحقيق علينا التأشير بما أنجبته مدينة الموصل من العلماء والمؤرخين والكتاب المبدعين. وحسبي أن الدكتور إبراهيم خليل العلاف رائد عراقي في الكتابة التاريخية .


الهوامش:
(1) من الأوراق الخاصة للدكتور إبراهيم خليل العلاف ، ( محفوظة لديه ).
(2) عبد الجبار محمد جرجيس،المؤرخ منبر العصر ولسانه البليغ،مجلة مناهل جامعية العدد (23)آب،2007،ص55 .
(3) جريدة فتى العراق ( الموصلية ) ، ضيف الأسبوع ، العدد (48) 30 أيلول 2004
(4) أنظر، إبراهيم خليل العلاف (الدكتور) ، السيرة الذاتية والعلمية ، 2004 ، مطبوعة على الحاسبة.
(5) عمر محمد الطالب(الدكتور)،موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين(جامعة الموصل،2008) ص10
(6) إبراهيم خليل العلاف(الدكتور) ، موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين،
www.ulun.n
(7) العلاف ، السيرة الذاتية والعلمية،المصدر السابق .
(8) العلاف،موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين،المصدر السابق .
(9) إبراهيم خليل احمد (الدكتور)،تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1515-1916(جامعة الموصل)1986 ص6 .
(10) من الأوراق الخاصة للدكتور إبراهيم خليل العلاف .
(11) العلاف،موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين ، المصدر السابق .
(12) إبراهيم خليل العلاف(الدكتور)،شخصيات موصلية(الموصل،2007)ص320
(13) المصدر نفسه،ص321 .
(14) جرجيس،المصدر السابق .
(15) جريدة فتى العراق (الموصلية) " القراءة .. القراءة " مقال افتتاحي باسم هيئة التحرير،العدد ( 201) 7 شباط 2008 .
(16) جريدة الصباح الجديد (البغدادية) ، العدد(117)20نيسان،2008،مدير مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل،يحدد ملامح الإصلاح والتغيير في العراق ودول الجوار .
(17) المصدر نفسه .
(18) المصدر نفسه .
(19) المصدر نفسه .
(20) أنظر إبراهيم خليل احمد (الدكتور)في،هاشم يحيى الملاح(الدكتور)وآخرون،دراسات في فلسفة التاريخ (جامعة الموصل،1988)،ص289
(21) إبراهيم خليل العلاف ( الدكتور )،واقع دراسات تاريخ العرب الحديث ومستقبلها،بحث قدم إلى الندوة القومية لكتابة التاريخ(بغداد،في 27،كانون الأول 1987)ص7
(22) المصدر نفسه،ص8
(23) إبراهيم خليل العلاف(الدكتور)واقع ومستقبل الدراسات التاريخية في القطر،ورقه أعدتها جمعية المؤرخين والآثارين ،فرع نينوى في 10/10/1984،ص1
(24) المصدر نفسه،ص2
(25) المصدر نفسه،ص3
(26) المصدر نفسه،ص3
(27) المصدر نفسه،ص6
(28) إبراهيم خليل العلاف(الدكتور)،دراسة لوضع التعليم الجامعي الأهلي في العراق حتى عام 2000،بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثاني بجامعة أهل البيت في كربلاء للمدة من 25-27نيسان،2005 ص20-21
(29) " المؤرخ الدكتور إبراهيم خليل العلاف يحدد:خارطة الاتجاهات الفلسفية في الوطن العربي المعاصر" مجلة الصوت الآخر

 

 

كتب المقال في 2 / 8 / 2010

نقلا عن موقع ملتقى أبناء الموصل

*المصدر :http://www.dr-omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/molhaq/01/ibrahimallaf/sira.htm
مجلة (دراسات موصلية ) يصدرها مركز دراسات الموصل ، جامعة الموصل المجلد (8) 2010 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...