الأحد، 15 يناير 2023

ملاحظات حول المشهد الثقافي والفني في الموصل .........محاضرة الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف في مركز يوسف ذنون للدرات والبحوث التاريخية والفنية















 

ملاحظات حول المشهد الثقافي والفني العراقي المعاصر في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

اولا ، لابد ان اقدم الشكر والتقدير للعاملين في مركز يوسف ذنون للثقافة والفنون وفي مقدمتهم اخي وصديقي الاستاذ أُسامة يوسف ذنون الذي تحمل عبْ ادارة المركز بكل اقتدار وتصميم بعد وفاة والده الكبير الاستاذ يوسف ذنون  رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم  . ويعرف الجميع انني كنت مع الفقيد الغالي في كل خطوة خطاها وهو يؤسس هذا المركز العتيد ، الذي انتظر له مستقبلا زاهرا ان شاء الله .

وعندما اتصل بي الاخ الاستاذ أُسامة هاتفيا وطلب مني ان افتتح الموسم الثقافي الجديد،  فرحت وسُعدت ، وقلت مع نفسي ان لابد من ان اكتب شيئا عن ما اراه واتابعه من احداث وفعاليات تتعلق بالمشهد الثقافي والفني العراقي في الموصل وان اضع ملاحظاتي حوله وبما يساعد في ترقية هذا المشهد ، وبلوغه الاهداف المنشودة بكل يسر،  وصدق ،  وثقة .

ولا اكتمكم سرا ، في انني ، وعبر كتاباتي وحتى عبر برنامجي التلفزيوني (موصليات) من على قناة الموصلية وقدمت من خلاله 599 حلقة ، تحدثت عن المشهد الثقافي والفني في الموصل منذ العشرينات وما بعد ذلك ودائما اؤكد ان الموصل ليست مدينة عادية ، بل هي تاريخ وتراث وموقف وحضارة وعمق وصدق  ، فهي كما قال المرحوم الملك فيصل الاول ملك العراق السابق 1921-1933 (رأس العراق ) والجميع يعرف ما في الرأس .الدماغ .. الفكر. .العقل  . وكثيرا ما اقدم الامثلة على ذلك من خلال حديثي عن الشخصية الموصلية وما تتفرد به من حب للقانون ، وحب للالتزام ، وحب للقانون ، وحب للدولة ، وحب للثقافة والفنون فهي مدينة العلم ، والفكر ، والثقافة عبر عصور التاريخ القديمة  والاسلامية والحديثة .

 المسرح العراقي ،  ابتدأ موصليا ، والتصوير الفوتوغرافي ابتدأ موصليا ، والرواية العراقية ابتدأت موصليا ، وكذا الفنون التشكيلية والصحافة والتفسير والنحو والحديث والتاريخ وحتى الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة . انها الموصل ويكفي ان تقول انك موصلي ، ليعرف الجميع انك مدني متحضر دؤوب تحب العمل ، وتحب الانضباط ، وترحب بالغريب ووو كثير من الصفات التي يجب ان نبني عليها ، ولا نغادرها والحمد لله اثبت الموصليون بعد التحرير انهم اهل حضارة ، واصالة فما استكانوا ولم يرضخوا للدعوات من اجل مسخ هوية مدينتهم بحجة الاعمار .. حافظوا على شوارع الموصل ، وازقتها ، وخاناتها ، وقيصرياتها وتماثيلها وقناطرها ما استطاعوا لم يهتموا بالحضارة على حساب العراقة والاصالة بل كانوا اصلاء وعريقين وهم يتحركون لاعادة بناء واعمار مدينتهم بعد ما حصل الذي حصل بين سنتي 2014-2017 .

في الموصل وخلال سنوات التكوين في العشرينات اهتم الموصليون بالتعليم والصحة وبتأكيد هوية الموصل وعراقيتها فظهرت احزاب وتشكلت جمعيات وتأسست مدارس وفي الثلاثينات من القرن الماضي كانت الموصل مع الشموخ والعنفوان وتأكيد قيم الحضارة العربية والاسلامية وجاءت الفتوة والكتائب والقومية ووقف نادي الجزيرة ليكون هو الرائد في هذا المجال وجاءت الاربعينات وثورة مايس 1941 والاحتلال البريطاني الثاني للعراق وكانت الموصل مع الثورة ضد الانكليز ونالت ما نالت وحرص الانكليز على تلويث ساحتها الثقافية بنادي اخوان الحرية ولكنهم فشلوا واستمرت الموصل في عنفوانها خلال الخمسينات ووقفة الموصليين مع مصر خلال العدوان الثلاثي سنة 1956 معروفة ومدونة بالتفاصيل وبالأسماء وكان المشهد الثقافي والفني معبرا عن هذا الموقف وكانت رابطة الادب والحياة وكان شاذل طاقة ومحمود المحروق ومن قبلهم ذو النون ايوب ومن بعدهم جماعة شعر 69  وفي الستينات ازدهرت الموصل ثقافيا وفنيا وابتدأت ساحاتها الفنية بجماعات التشكيل ممثلة بنجيب يونس وضرار القدو  وراكان دبدوب وكانوا وهم يتحركون ضمن قاعدة ارساها صديق احمد وسليم والد جواد سليم وفرج عبو وغيرهم .

وفي التصوير الفوتوغرافي ابتدأ نعوم الصائغ وسليم سنبل وجماعة الاباء الدومنيكان وال الدرويش ومراد الداغتستاني واكوب وكوفاديس .

وفي الرواية كان السرد الموصلي هو البداية للسرد العراقي واعتبارا من سليمان فيضي وذو النون ايوب وغانم الدباغ وكثيرون ولي كتابات منشورة عن كل هذا .

وازدهرت دور العرض السينمائي وازدهر المسرح وازدهرت الفرق المسرحية وقد كتبت عن هذا كتابي (اوراق مسرحية موصلية) .

والشعر في الموصل له تاريخ وتاريخه قديم وشعراء الموصل كثيرون ومنذ القرن التاسع عشر والتعبير عن بطولة الموصليين في مقاومة نادرشاه وحركة التدوين التاريخي ومدرسة محمد امين العمري وياسين العمري واحمد الخياط .

وفي السبعينات نشطت الحركة الثقافية والفنية وكانت جامعة الموصل البؤرة التي كانت تنطلق منها الفعاليات .تأسيس مطبعة جامعة الموصل والتي تسمى اليوم دار ابن الاثير للطباعة والنشر والمركز الثقافي والاجتماعي ومجلة الجامعة والمسابقات الابداعية وبيت الفن ومرسم الجامعة ومركز دراسات الموصل ومتحف الفنون الشعبية ومتحف التاريخ الطبيعي وهكذا متحف الموصل وقيادة سعيد الديوه جي له والمتحف الحضاري وتلفزيون الموصل كلها علامات على اصالة المشهد الثقافي والفني في الموصل .

الحديث عن الموصل يطول اقصد الحديث عن المشهد الثقافي يطول ولكن لنربط الماضي بالحاضر ونتطلع الى المستقبل اليوم وخاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003 وما حدث من قتل وتدمير ونهب وسلب وما حدث خلال سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2017 وحرب تحرير الموصل ونهوض الموصل من كبوتها .لدينا جامعة الموصل وجامعة نينوى وكلية الحدباء وكلية النور والجامعة التقنية وجامعة الحمدانية وجامعة تلعفر ولدينا منظمات المجتمع المدني ولدينا البعثات التنقيبية الاجنبية ولدينا  الرابطة العربية للاداب والثقافة والمسقى والقنطرة ومركز يوسف ذنون ومركز منتدى الرشد ولدينا نقابة الصحفيين والاتحاد العام للادباء والكتاب فرع نينوى  ولدينا الجمعية العراقية للتصوير ولدينا جمعية التشكيليين العراقيين ولدينا اتحاد الصحفيين العراقيين  ونقابة الفنانين  ومجلس اسر وعوائل الموصل  وملتقى الكتاب ورصيف الكتب ولدينا بيت التراث وبيتنا وو الكثير مما لااحفظ اسماؤهم لكني اعرف بنشاطاتهم الكل يعمل يقيم الاجتماعات والندوات والفعاليات وحفلات الموسيقى والكل لايكل ولايمل واصبح لكل مركز وتنظيم وجمعية ونقابة واتحاد رواد ومريدين وهذا شيء حسن وبوركت قناة الموصلية وقناة نينوى الان والاذاعات الموصلية والقنوات الفضائية العراقية والعربية والعالمية باتت كلها تغطي نشاطات الموصل الثقافية والفنية .

ولاانسى صحف الموصل  وكانت منذ الاحتلال الامريكي بالمئات واليوم لدينا انباء الموصل وشقيقتيها انباء الموصل الثقافية وانباء الموصل الاقتصادية .

اقف قليلا وانا اختم  محاضرتي هذه عن الملاحظات نعم كل هذه الفعاليات والنشاطات مهمة لكن لابد ان ينتظمها مشروع ان ينتظمها اطار ان تنتظمها فلسفة لمن نحن نعمل ولمن نقدم وماذا نقدم وهل حققنا اهدافنا .الاهداف يجب ان تبتعد عن المراءاة (الشو) يجب  ان نكون جادين ومخلصين في ان نخدم المواطن الموصل ونعمق وعيه واهم شيء ان نجعله متنورا تقدميا بعيدا عن التعصب والعنصرية والتشدد .كما ان علينا ان نحسن اختيار من يقوم بالتوجيه الثقافي والفكري والفني فلي (كل من طقطق قال انا نجار) الموجهون يجب ان يكونوا على درجة عالية من الثقافة والمعرفة وان يكونوا ممتلئين والاهم من هذا يجب ان يكون لهم تاريخ مجيد يستندون اليه .

الان نحن مبعثرين نحتاج الى من يجمعنا على كلمة واحدة وعلينا ان نتنوع في نشاطاتنا بين الفن والادب والفكر والموسيقى والرسم والاقتصاد والتاريخ وهكذا ولابد ان يجمعنا قصر للثقافة وانا دعوت السيد وزير الثقافة لكي يؤسس لنا قصر للثقافة يليق بالموصل .

 الجمعيات والروابط الالكترونية والواقعية والاتحادات والنقابات  والتجمعات  وصفحات الفيس بوك والتويتر والمدونات  يجب ان تهتم بتعميق الفكر والاهم تعميق الوعي وتثقيف الناس بأهمية ليس فقط الكتاب والثقافة بل وحتى النظافة والسلوك المتمدن في سياقة المركبات والتعليق والمداخلات والاضافات والموصليون جديرون ان يكونوا ان يكونوا كما كانوا روادا في كل شيء في السياسة والثقافة والفكر والدين والاقتصاد والفنون والطب والسياحة فهل نحن قادرون على ذلك اقول نعم نحن قادرون والتاريخ يشهد ان الموصل مثل العنقاء كلما احترق لها جناح تسامت وارتفعت تحلق في السماء .شكرا لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...